حين كان لدينا (آل باتشينو) ..

11:04 PM June, 15 2016

سودانيز اون لاين
كمال علي الزين-الدوحة _ قطر
مكتبتى
رابط مختصر

(*)
1

و أنا بن بضع سنوات ..
كنت أركض تاركاً له الطريق .. ماضاق و ماوسع ..
نظراته الحادة .. تكشيرته الشريرة .. نظراته القاسية .. كان (كورينا ) بشحمه و لحمه يجتاز الشارع و هو عجول حاسر الرأس ، في جِلْباب أبيض ..
يدلف إلى أحد بيوت العباسية .. و أنا و أبن خالتي نركض لا نلوي على شىء حتى نجتاز الخور إلى العرضة و نحمد الله على السلامة ..
و نحكي عن مغامرتنا و نجاتنا من قبضة الشرير (كورينا ) و لازالت قلوبنا تخفق في تسارع و رهبة و صورته لا تزال لا تراوح مخيلتنا ...
كنّا في ذلك الزمان .. نستطيع التفريق جيداً بين التمثيل و الحقيقة المحضة ، ..
و هو أمر سهل في تلفزيوننا السوداني ، الذي أشتهر رواد درامته و متأخريهم ، بأنهم يقولون لك صراحةً عبر أداءهم المسرحي الذي لا يليق بشاشة التلفاز : لا تخف .. نحن نمثل ..
لم يكن في أداء أغلب مجايليه ما يشذ عن هذه القاعدة.. ممثلون كانوا .. و شريراً حقيقياً كان ..
بعد سنوات ..
أكتشفت محض صدفةً أنه لم يكن هنالك ( كورينا ) .. بل كان هنالك ( ال باتشينو ) .. كان لدينا ( ال باتشينو) .. دونما خلل في المقارنة .. بيد أننا لم نكن نملك سينما .. صناعة تليق بما يمكن أن يقدمه ( آل باتشينو ) خاصتنا ..
و لم يكن لدينا على أقل فروض الطموح - طلعت باشا حرب آخر ..
كان حظنا من صناعة الدراما .. عزم جيل من الرواد ..
كافحوا ليكون لنا حظنا من الحكايا و الحكي و الدراما التي تقول عنا ما لا يستطع عكاشة قوله - أسامة أنور عكاشة - كان ليجعله بلا جدال - منافساً للدكتور سيد عبدالكريم في زينهم السماحي -
أو لمحمود مرسي في رحلة أبي العلاء البشري .. كان مستودعاً من المخزون الذي لم يجد من يستخرج منه آلاف الوجوه و مئات الشخوص و منافس محلي لعظمة آل باتشينو في مصداقية شره و تعقيداته ..
كان لدينا آل باتشينو ..
و لم يكن لدينا هولييود ..
كان لدينا عوض صديق ..
و لم يعد ..
...
..

😁😁😁
كورينا دا بكون مافاضي لي درمة
ياخ دا الحرتمي دقس تلب بيتم
لقي ليك درمة واخوانو راقدين في الحوش
بالفنايل الجوانية قعد يبكي😂
غسل العدة والهدوم وقش الحيشان
حالة صعبة شديد
سلامي