نكهات «الرفاق» بدلاً من «المشايخ» في الأردن… اليسار يتقدم ويتحالف مع مؤسسات النظام ويجلس في مقاعد

نكهات «الرفاق» بدلاً من «المشايخ» في الأردن… اليسار يتقدم ويتحالف مع مؤسسات النظام ويجلس في مقاعد


06-03-2016, 12:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1464953919&rn=1


Post: #1
Title: نكهات «الرفاق» بدلاً من «المشايخ» في الأردن… اليسار يتقدم ويتحالف مع مؤسسات النظام ويجلس في مقاعد
Author: زهير عثمان حمد
Date: 06-03-2016, 12:38 PM
Parent: #0

11:38 AM June, 03 2016

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

*هذا التقرير حول الحراك اليساري في الاردن بكل ما يحمل من زخم الي نكهات


لا تخلو الحكومات الأردنية المتعاقبة في العادة من «إسلاميين» أو مقربين من التيار الإسلامي العريض في البلاد.
ورغم ان الإخوان المسلمين بصفتهم التعبير الأعرض عن تيار الإسلام السياسي في الأردن رفعوا مرات عدة شعار مقاطعة المشاركة بالوزارات إلا أن المؤسسة كانت تميل بالمألوف لتوزير «إخواني سابق» أو قريب جداً من الإخوان المسلمين.
على هذا الأساس شاركت شخصيات إسلامية وإخوانية عديدة بالحكومات مثل عبدالله العكايلة وبسام العموش وعبد الرحيم العكور وحتى أخرى قريبة سياسياً وفكرياً مثل الدكتور محمد الذنيبات وهايل داوود.
مؤخراً وبعد إعلان تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور هاني الملقي يبدو ان هذه «العادة الوزارية» تغيرت فقد خلت التركيبة من أي شخصية قريبة من الإخوان المسلمين أو حتى تستطيع التواصل معهم سياسياً وهو دور لم يقم به في الماضي نائب رئيس الوزراء الدكتور الذنيبات.
الأهم ان هذه العادة استبدلت في متوالية هندسية سياسية منذ نحو خمس سنوات وتكرست بشكل مزدوج في تركيبة الوزارة الأخيرة فخصوم الإخوان المسلمين في الساحة الحزبية ومعارضوهم الأشداء في الأيدولوجيا يجدون مكاناً اليوم لم يكن متاحاً في مؤسسات وزارية ذات عمق سياسي.
بدأ الظهور السياسي الوزاري المخضرم اليساري بسام الحدادين وزيراً للتنمية السياسية قبل سنوات عدة ثم سرعان ما اصبحت هذه الوزارة التي تعنى بشؤون البرلمان والأحزاب معقلاً لليساريين بصفة حصرية وبعيداً عن السياق البيروقراطي المألوف.
حدادين طوال الوقت كان خصماً شرساً للإخوان المسلمين ولاحقاً أصبح رمزاً للوزارة نفسها المعارض اليساري الذي تقدم بالحكم بصورة لافتة في وقت قصير الدكتور خالد كلالده وهو قيادي في الحراك الشعبي بمرحلة الربيع العربي سرعان ما تطور موقعه في الإدارة العليا للدولة.
بعد وزارة التنمية السياسية والبرلمان اختير الكلالده رئيسها للهيئة المستقلة لإدارة الانتخابات وهو منصب رفيع جداً لم تتقلده في الماضي إلا شخصيات بيروقراطية بارزة ويعتبر اليوم أبرز مكانة للنشطاء اليساريين في ربع القرن الأخير.
بسيطرة الكلالده تماماً على الموقع الأول في اللعبة الإنتخابية وبعد قانون إنتخاب يحمل بصماته شخصياً شغرت وزارة التنمية السياسية والبرلمان فأناطها الرئيس الملقي قبل يومين بالرفيق اليساري الذي سبق له ان تولاها موسى المعايطة.
الثلاثي كلالده ومعايطة وحدادين خصوم نشطاء لتيارات الإسلام السياسي ووجودهم في الحكم لا يمكنه ان يتم بمحض «الصدفة».
والانطباع يتكرس بأن إحلال اليساريين أو ذوي النكهات اليسارية أصبح آلية معتمدة بالنسبة للنظام السياسي خصوصاً وان التيارات اليسارية تميل للهدوء والواقعية وتخفيض اسقف المعارضة بعد الربيع العربي مما كرس القناعة بتحالفات خارج الستارة بين مؤسسات القرار الأردنية وبعض البؤر اليسارية النشطة التي تظهر بدورها نشاطاً كبيراً يتقبله الرأي العام ويؤثر في الواقع.
ما يمكن قوله في السياق ان الاستعانة بالمعايطة مجدداً في وزارة الشؤون الحزبية والبرلمان بالتزامن مع تحكم الكلالده بهيئة الانتخاب المستقلة من المعطيات الجديدة التي يختبرها النظام الأردني والمستجدة في الحياة السياسية الداخلية.
وهي تجربة غير مسبوقة تنتج الانطباع بان القطيعة تتكرس أكثر بين النظام ومؤسساته وحلفائه السابقين في جماعة الإخوان المسلمين حيث التنافر والإقصاء والابتعاد عن مساحات التعاون المشتركة كما كان يحصل في الماضي.
الهجمة تبدو أشرس على الإخوان المسلمين في الأردن مع وجود ممثلين لنكهات اليسار في داخل النظام والقرار يقدمون تصورات تدعم القول بإعادة التيار الإخواني لما يسمى بـ»حجمه الطبيعي» في الشارع الأردني خصوصاً وان اليسار الأردني أكثر لعقود من الشكوى وهو يتحدث عن «الزواج الكاثوليكي» بين الثقل البيروقراطي والتيارات الإسلامية في الماضي وفقاً للتعبير الذي يستخدمه دوما الحدادين.