قراءة في سردية القاص سامح الشيخ "حطام الدنيا"

11:48 AM May, 28 2016

سودانيز اون لاين
طه جعفر-تورنتو..اونتاريو..كندا
مكتبتى
رابط مختصر

Quote: قصة قصيرة : حطام الدنيا May 26, 2016 سامح الشيخ منذ خمس سنين وكلما فكر عزيز في ان يخلد للنوم يحادث نفسه قائلا ..لقد اعياني الندم والتفكير هل انا مذنب ام لا .. لا ادري هل انا من تسبب في موت بنت خالتي احلام لانني سبب معرفة صديقي صلاح بها .. لقد اصبح وقت النوم هو اسوأ الاوقات بالنسبة لي … فانا الوحيد في العالم الذي يرهقه هذا النوم بسبب ملاحقة طيف احلام بنت خالتي التي اتخذت قرارها بان تفارق هذه الدنيا بشجاعة ان تختار طريقة ويوم موتها .. فهو امر يجبن منه الكثيرين ويسمونه انتحارا ليبرروا سخف ان يحيوا حياتهم كما الكائنات الحية التي ليس لها ارادة العيش …فرضوا بان يحيوا حياة كلها تنازلات عن الاحلام والامال والاستسلام لارادة الغير.. فكثيرون حاولوا الانتحار او فكروا به لكنهم تراجعوا رغم وجود سبب هذه الفكرة. فالانسان له ميزة انه يستطيع ان يحيا وان يعيش معا اما بقية الكائنات فهي تحيا فقط . . ماتت احلام وتركتنا حيرى اما انسانيتنا وحياتنا التي لا نعيشها بل نحيا فيها كما تريدنا العادات والناس .. فقرار الموت كان من الاجدر ان اتخذه انا من اجل صديقي الذي احبك واحببتيه والذي رفضه اهلي واهلك لانه غير جدير بالزواج منك بسبب قبيلته . . حين يغادر احدهم الدنيا كنت اسمعهم يقولون لم ياخذ معه من حطام الدنيا شي .. فبعد مغادرتك الثورية بان تعيشي كما تريدين او لا تحي كما يريدون ….بعدها فقط تعلمت ان هذا الحطام هو امثالي من الذين يحيون الحياة ولا يعيشونها .

http://www.hurriyatsudan.com/؟p=203496http://www.hurriyatsudan.com/؟p=203496

قراءة في سردية القاص سامح الشيخ "حطام الدنيا"
الشخصيات: السارد و هو راوٍ عليم. "عزيز" شخصية السرد الرئيسية في علاقة يفترضها النص مع صديقه وه الشخصية الثانية "صلاح" ( الخاضع للتمييز العرقي) و صلاح هو من تقدم بطلب الزواج من الشخصية الثالثة و هي "أحلام" إبنة خالة عزيز المؤرق. من الشخوص أيضاً " الكائنات الحية" التي تفتقر لإرادة العيش و تحيا فقط. يفتح النص بوابة سؤال تحفز القاريء للتفكير في الفرق بين أن تحيا و أن تعيش و اعتقد أن النص يقترح معني لعبارة "أن تعيش" هوعلي حسب تقديري أن تتفاعل مع الحياة و أحداثها بنوع من الحزم و الإنتماء.
المكان: لا توجد إشارة واضحة و مباشرة لمكان الأحداث الموصوفة في السردية بالرغم من وجود إشارات تحيل للمكان وهي الاسماء " عزيز و أحلام و صلاح " و صلاح خاضع لتمييز إجتماعي حيث تمنعه قبيلته التي ينحدرمنها من الزواج من الفتاة التي أحب. الاسم "عزيز" يشير إلي موقف الرواي حيث أن الراوي يعتقد أن من يتحالفون مع من يخضعون للتمييز علي أساس العرق أو القبيلة هم في الحقيقة أناس أعزاء علي السارد و أعِزّة في الحقيقة و ليس عندنا غير إحترامهم. الاسم "أحلام " يعكس موقف الرواي أيضاً حيث يشير إلي أن هذا النوع من الفتيات اللاتي يعبرن بحبهن حدود العرق و القبيلة ما زلن في فضاء الأحلام و التمنيات و إن وجدن فعليهن أن يقتلن أنفسهن منتحرات و في هذا الموقف نوع من الإلتباس غير المفهوم و المتناقض مع إحالات الاسم " عزيز". فتاة مثل أحلام لا يجب أن تنتحر بل يجب أن تعيش و تقاوم من أجل زوال الواقع المتعفن الذي يخلقه الإستعلاء العرقي. لأن الموت السردي يشير إلي سلبية النموذج الذي تمثله الشخصية السردية
الاسماء عربية فالمكان عربي تسود فيه ثقافة إستعلائية تمنع زيجة (صلاح) من (أحلام) نتيجة للخلفيات العرقية لصلاح والمكان يتم فيه قهر النساء و منعهن من الزواج و هذا المكان يمكن أن يكون السودان الشمالي- العروبي-الإسلامي و ربما يكون أي مكان آخر به هذا النوع من الاستعلاء العرقي و حالة قهر النساء.
الزمان: هنالك إشارة واحد لزمان الاحداث " منذ خمس سنوات" و تحدد هذه الإشارة زمن انتحار أحلام وهو قبل خمس سنوات من لحظة كتابة السرد. الزمان يمكن أي أن يكون أي زمان بعد أن سادت ثقافة الاستعلاء العرقي في المكان السردي.
الحبكة: تقدم صلاح بطلب للزواج من أحلام أبنة خالة عزيز المؤرق ، رفض أهلها هذه الزيجة نتيجة للأصول العرقية لصلاح فانتحرت أحلام . يعيش عزيز حالة من الندم و الأرق نتيجة لانتحار ابنة خاله التي طلبها للزواج صديقه صلاح الذي ينحدر من قبيلة أو عرق تحتقره أسرة "أحلام" و هي نفس الأسرة التي ينتمي إليها عزيز المؤرق و هذا الأمر ماثل في الواقع في السودان مثلاً فتجد في نفس الأسرة الشيوعي و الكوز و تجد أحياناً المسيحي و المسلم و غيره من حالات الإختلاف التي تعكس حالة التعايش التي يفضلها السودانيون علي كافة حالات التمزق و الحروب.
الللغة في السردية متماسكة و السردية نفسها كثيفة و واقعية. الاسم " صلاح" و هي الشخصية التي تم منعها من الزواج من أحلام أبنة خالة عزيز يشير إلي أن التمييز العرقي و الاستعلاء لا يكترثان للدين أو الثقافة العربية لأن (صلاح) اسم عربي و عادة ما يحمل هذا الاسم شخص مسلم و بالرغم من ذلك سيبدد المجتمع الذي تسود فيه عقلية الإستعلاء العروبي أحلام أمثال صلاح و آمالهم في الزواج من فتيات مثل "أحلام" لأن صلاح هذا ينتمي لمجموعات عرقية تم إخضاعها للتمييز العرقي و مورس تجاهها نوع من الإستعلاء العرقي البغيض و المرفوض بالرغم من إستعرابهم الثقافي و تدينهم بالإسلام . ربما يسكن سر السردية كلها في هذا الاسم (صلاح). شكراً جزيلاً يا سامح علي هذا الكرم السردي

طه جعفر الخليفة
28 مايو 2016م

تمنيت كثيراً أن أستطيع كتابة قراءات حول كتابات الكتاب السودانيين من جيلي و الجيل الذي يليني و الذي يليه لكن مشغوليات الزمان الأشتر السخيف تمنعني و تؤخر هذه الكتابات لأنها فقط قراءات خبير و ليس كتابات ناقد متخصص أصبحت من المستحيل . درست من ضمن دراستي في الكلية هنا مادتين لهما علاقة بالقصص القصيرة و هما برنامجين الأول درستني إياه الدكتور إلبيدا مورفتاس المحاضرة بجامعة يورك و كلية سنيكا هنا في تورنتو و تعاملنا مع الكتابات السردية (القصص القصيرة) لكتاب أمريكيين و كنديين و من امريكا الجنوبية بلغت ال الثمانية نصوص. اتاحت لي هذه الفرصة التعرف علي غزارة الانتاج النقدي علي مستوي القراءات و النقد المهني و لا تتخيلوا حجم الانتاج النقدي هنا فالمقال النقدي مطلوب من قراء الإصدارات المتخصصة و الناس العاديين لأن الناس العاديين لا يقرأون بسهولة أعمالا لم تعالجها أقلام النقاد .الكورس الثاني عن الحكايات الشعبية و تقنياتها و درسني هذا الكورس الدكتور و البروفسير دان ياشينيسكي المتخصص في الأدب و فن القصص الشعبي و هو مولع جداً بحكايات علي بابا و كثيراً ما يحكيها و لقد تمنكنت بمعاونة أبني و إلهام و الابنة إيمان نبق من ارفاده بترجمة انيقة لحكاية فاطمة السمحة و قد أضافها الدكتور دان ياشينيسكي لمجموعته القصصية و لقد قدمها بالفعل في أكثر من محفل .حفاوة النقاد بالإنتاج الأدبي لا تعني التصفيق للكاتب و تقريظ كتابته بل واجب تمليه المهنية النقدية المنعدمة تماماً في السودان لتوضيح مضامين الحكايات الجديدة و توضيح قيمتها سلباً و إيجاباً للقراء ،نعم الوطن متكسر و تالف و مشلول لكننا نعلم أن النماء جهد و مثابرة و يجب أن يستمر ببساطة لأن الحياة لا تنتظر من لا يحفلون بها و كما قال ماركيز فيما معناه " إن الشعوب التي كتب عليها التاريخ مائة عام من العزلة ، لن يهبها التاريخ فرصة أخري لتندمج في المنجز الإنساني "و كما قال قريبي عمر سعيد ساخراً " الحمد لله ، السودانيين بقوا ناس آخرة ساكت"

طه جعفر

.

تحياتي لك استاذ / طه جعفر .. لقد سعدت بهذا النقد الذي اوردته عن سردية حطام الدنيا فقد كنت اشكوا من عدم النقد لمحاولتي السردية القليلة المنشورة من قبل .. مودتي لك

تحياتي طه و سامح,

الفكرة حلوة, و القضية حقيقية و معاشة.
أرى عدم اتساق في كون أن الراوي, يعيش كل هذا التأزم, رغم قناعته الراسخة
في العيش وفق المبادئ و الخيارات. فهي شجاعة و انتصرت لنفسها, فلما لا
يمجدها و لا يحزن عليها, فقد غادرت مرفوعة الرأس كما يراها هو.

مودتي

Quote: تحياتي طه و سامح, الفكرة حلوة, و القضية حقيقية و معاشة. أرى عدم اتساق في كون أن الراوي, يعيش كل هذا التأزم, رغم قناعته الراسخة في العيش وفق المبادئ و الخيارات. فهي شجاعة و انتصرت لنفسها, فلما لا يمجدها و لا يحزن عليها, فقد غادرت مرفوعة الرأس كما يراها هو. مودتي

شكراً علي التعليق
يا ابوذر
و نرفع معكم الأمر للمؤلف
فلقد شرفنا بمروره
و عسي أن يشاركنا القراءة بتجرد تام عن النص

شكرا على المرور ابو ذر ... قد يكون سبب عدم الاتساق هذا انه مع مغادرة احلام الثورية تلك ان عزيز يشعر يضعف موقفه في التصدي للاسرة بالدفاع عن صديقه صلاح كما يجب وظل يحيا بمنظوره للحياة فازمته مستمرة لم تحسم بعد بين النحن والانا ........ سعدت بمروك الجزيل

Quote: تحياتي لك استاذ / طه جعفر .. لقد سعدت بهذا النقد الذي اوردته عن سردية حطام الدنيا فقد كنت اشكوا من عدم النقد لمحاولتي السردية القليلة المنشورة من قبل .. مودتي لك

الاخ و الزميل الكاتب سامح الشيخ
الكتابة يجب الإحتفاء بها كتابةً
أشكو أيضاً من قلة أو إنعدام الدراسات النقدية لأعمالي
و يبدو أن الأمر أحد الأزمات السودانية المعتادة كقطع الكهرباء او إهدار حقوق المواطنين الأساسية
هي جزء من أزمات الوطن

كثيراً ما تكلمت مع زملاء كتاب أن نمارس القراءات لأعمالنا و ننشرها
ربما يوقظ هذا أقلام النقاد النائمة

طه جعفر

وهي نفس المشكلة التي كثيرا ما اتحدث عنها مع صديقي الكاتب هشام ادم .... فكرتك عملية وقابلة للتنفيذ في ان نمارس قراءات لاعمال بعضنا البعض اخي طه جعفر.

Quote: بالرغم من ذلك سيبدد المجتمع الذي تسود فيه عقلية الإستعلاء العروبي أحلام أمثال صلاح و آمالهم في الزواج من فتيات مثل "أحلام" لأن صلاح هذا ينتمي لمجموعات عرقية تم إخضاعها للتمييز العرقي و مورس تجاهها نوع من الإستعلاء العرقي البغيض و المرفوض بالرغم من إستعرابهم الثقافي و تدينهم بالإسلام .

الأستاذ طه حعفر – تحية وود ...

سعدت جدا بما ابديته من رؤية نقدية تحليلية واعية، لكن ما لفت نظري، خاصة في هذه الجزئية التي امامي وغيرها؛

التركيز على عقلية الإستعلاء العروبي...؟

على الرغم من أن الأسماء "عزيز ، أحلام ، صلاح" والإستعلاء يمكن أن نجد ذلك في مجتمعات إسلامية،

والاستعلاء العرقي موجود في المجتمعات الغربية وغيرها.

في ظني وفي هذه السردية ينبغي ان نوسع من مجال الرؤية ونصوب نحو أفق إنساني أشمل،

في عالم تنتاشه الحروب سليلة المصالح المادية الآنية،

المحرضة للنفس البشرية على السوح في الأعالي.

أكيد مودتي ...

Quote: الأستاذ طه حعفر – تحية وود ... سعدت جدا بما ابديته من رؤية نقدية تحليلية واعية، لكن ما لفت نظري، خاصة في هذه الجزئية التي امامي وغيرها؛ التركيز على عقلية الإستعلاء العروبي...؟ على الرغم من أن الأسماء "عزيز ، أحلام ، صلاح" والإستعلاء يمكن أن نجد ذلك في مجتمعات إسلامية، والاستعلاء العرقي موجود في المجتمعات الغربية وغيرها. في ظني وفي هذه السردية ينبغي ان نوسع من مجال الرؤية ونصوب نحو أفق إنساني أشمل، في عالم تنتاشه الحروب سليلة المصالح المادية الآنية، المحرضة للنفس البشرية على السوح في الأعالي. أكيد مودتي ...

الاستاذ الغالي المحترم حمد ابراهيم محمد
شكرا علي التعليق المهم
من اجمل الاشياء في معالجة النصوص الفنية توفر إمكانية قراءتها
بأكثر من طريق و وفق أكثر من أسلوب
نبهتني لأن النص يمكن قراءته في الفضاء الانساني العريض
لأنه كما تفضلت فالاستعلاء موجود في كافة المجتمعات .
ربما كان سبب سودنتي للسردية هو أن كاتبها سوداني و أن أجواءها شبهت عندي أجواء السودان

شكرا مرة اخري

طه جعفر