ام الحسن / موناليزا الصحراء

ام الحسن / موناليزا الصحراء


05-23-2016, 09:00 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1463990431&rn=2


Post: #1
Title: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: محمد البحر
Date: 05-23-2016, 09:00 AM
Parent: #0

09:00 AM May, 23 2016

سودانيز اون لاين
محمد البحر -الدوحة /قطر
مكتبتى
رابط مختصر

أم الحسن الهوارية
موناليزا الصحراء....!!
إبراهيم سليمان أبوناجي
لا أحد يعرفها بغير إسمها الأول الذي حملته وخدمت به الذين يعبرون الصحراء ويتوقفون عندها للزواد لستة عقود متوالية إلى أن رحلت بهدوء في عمرها الثمانيني، أم الحسن..الوجود في قلب الصحراء من اللامكان....!!
وقفت ذات يوم بداية الخمسينات فشاهدت وزوجها أثراً للواري تعبر المكان على كثبان الرمال فأتتها الفكرة أن تبني لها راكوبة تكون لهما سكناً ومصدراً للرزق من أولئك العابرين نظير خدمتهم بتقديم المأكل والمشرب، فكانت قهوة أم الحسن الأشهر على طريق دنقلا – أمدرمان، حيث لا يعرف أحد من إسمها سوى كنيتها بأم الحسن الهوارية، فمن أين أتت ونبتت وتربت تلك المرأة الأسطورية بعد أن إتخذت من جوف الصحراء القاحلة ملازاً لها وسكناً وحياة رغم حرارة صيفها وزمهرير شتائها وكثبان رمالها فعاشت فيها كنبت الأرض تقاوم قسوة ظروفها.؟
إحتملت كل ذلك بعزيمة لا تعرف الهزيمة وبصبر لا يقدر عليه أقوى الرجال تحملاً، فكانت أم الحسن التي خرجت كأول سيدة أعمال سودانية في البوادي والحضر بإمتلاكها عملاً خاصاً بها يؤهلها لدخول قائمة جينس العالمية لعمل سوداني بقي لأكثر من ستين عاماً متواصلة في الوقت الذي إنهارت فيه معظم أعمال الأفراد والشركات بقياس الزمن ولم تطور نفسها لتطور الوطن معها...!!
إن الحكي عن أم الحسن لا يكون إلا بالحديث عن هذا الطريق نفسه متى وكيف تم إكتشافه، فأيام الإستعمار وما قبلها ما كان أحد يعرف مجاهل صحراء بيوضة سوى عرب القراريش والهوارى ومنهم من هرب أسير الخليفة عبدالله التعايشي"سلاطين باشا" عبر طرقها الوعرة إلى النجاة، كان السفر الشائع يتم عبر البواخر النيلية من دنقلا الى كريمة ومنها بالقطار الى الخرطوم، وعندما إمتلك البعض اللواري كانوا يسافرون بالركاب إلى كريمة أيضاً للحاق بالقطار وحينها سُميت بلواري"المحيلة"، إلا أن عبور طريق دنقلا – أمدرمان باللواري وإكتشافه لأول مرة كان فيه من المجازفات حد الدهشة والبطولة معاً..!!
في عام 1934 إمتلك الدنقلاوي محمد ساتي وهو من قرية أوربي في الشمالية لوري ماركة"فورد" وراودته فكرة الوصول إلى دنقلا عبر هذه الصحراء القاحلة إلا أن سلطات الإحتلال أبت أن تأذن له مالم يوقع على تحمل كل مخاطر الطريق وسلامة نفسه، وبعد التوقيع كان له ما أراد حيث تمكن في العام 1935 من الوصول لمدينة الدبة بعد ستة أيام بمعاونة شخصين من عرب القراريش كدليل وسواق ومساعدين وهم يحملون على ظهر اللوري بضاعتهم وما يكفيء من المؤن والماء لإجتياز الرحلة بسلام وبذلك أصبح محمد ساتي أول شخص يعبر الصحراء بعربة.
ومن بعده سعيد الطاهر من منطقة التيتي والصحابة.
لم تتكرر التجربة إلا بعد 12 عاماً وفي عام 1947 كان صاحب اللوري عمر عبدالسلام الكوارتي وسائقه سيد أحمد عبدالمجيد ومعهم ميرغني عبدالمجيد والمساعد طلب ودليلهم القراشي أبوجبة يعبرون الصحراء ببضاعتهم بسلام حيث إستغرقت الرحلة خمسة أيام كاملة ومنذ ذلك الوقت أصبح الطريق سالكاً إلى يومنا هذا.
كان الطريق شاقاً وبه من الوحل في رمال الصحراء ما جعل السائقون يقطعون مسافة 510 كم بين دنقلا وأمدرمان في ستة أيام، وبعد رصف هذا الطريق أصبحت المسافة لا تستغرق سوى ستة ساعات على الأكثر.
يبدأ الطريق من أمدرمان ويمر بأبوضلوع على بعد 50 كم منها، وهي المنطقة التي كانت أكثر وحلاً وعطلاً للمسافرين في الماضي ثم التمتام على مسافة 200 كم ومنها تأتي قهوة أم الحسن على بعد 50 كم أي على مسافة 250 كم من أمدرمان.
تمر اللواري والبصات القادمة من دنقلا وأمدرمان وتتوقف عند قهوة أم الحسن للراحة والإستجمام وتناول المأكل والقهوة والشاي وتقف لهم أم الحسن لخدمتهم بلا كلل أو ملل منذ الساعة السادسة صباحاً وحتى الليل، إمرأة عربية طويلة القامة قوية الشخصية والهيبة إمتزجت شخصيتها وملامحها بطبيعة البيئة التي تعيشها، تتنقل بين زبائنها وتقدم لهم ما يطلبون بكل بشاشة ورحابة صدر وعزيمة لا تفتر، تؤانسهم وتحادثهم وهي تؤدي عملها على أكمل وجه، يعاونها إثنين من أبنائها هما ساعدها الأيمن وهناك من يجلب لها الماء من البئر التي لا تبعد كثيراً من راكوبتها.
في النصف الثاني من السبعينات زارها الرئيس الأسبق جعفر نميري فكرمها وأمر بحفر بئر لها تعينها على تدبر حياتها ومعيشتها، فالماء هو كل شيء في تلك الصحراء القاحلة..!
أمضت أم الحسن كل حياتها في الصحراء لا أهل لها ولا جيران سوى أسرتها والمسافرين عبر الأزمان فكانوا هم حياتها وعمرها المديد، إمتلكت ذاكرة قوية حتى أخريات أيامها وظلت تذكر كل الذين إلتقتهم أول مرة من السائقين منذ بداية الخمسينات بأسمائهم ومنهم ميرغني وسيد أحمد عبدالمجيد، علي لقمان، سيد أحمد فرساي إبن قنتي الذي عبر الطريق أول مرة في العام 1948، محمد سيد التور، عمر عبدالسلام، عيسى طاهر، محمد نور وخير السيد.
يمر الزمان وتتغير اللواري ونوعية البصات وأجيال المسافرين أيضاً، وبعد سفلتة الطريق لم تعد القهوة كسابق عهدهان فقد زاحمتها القهاوي الحديثة لكنها ما زالت تحمل إسمها ورونقها وتاريخها وقد كبرت أم الحسن بكل شموخ عزتها وعمرها محتفظة بكل بشاشتها ورحابة صدرها وهمتها التي لم تفتر، وفي عمرها الثمانيني أخذت منها عوامل الشيخوخة مأخذها وكأنها أرادت أن تودع ذلك المكان الذي عمرته بصبر السنوات لتقول لإؤلئك الذين زاحموا فضاءها وداعاً لكم وقد تركت لكم غباش الأرض وقسوة المكان عُمراناً فحافظوا عليه كما أوجدته من العدم...!!
وبعد حياة حافلة بالعطاء والعزة والكبرياء رحلت الهوارية أم الحسن عن الدنيا بهدوء في 26 نوفمبر 2015 بعد سنوات طويلة أمضتها خدمة لعابري الصحراء تاركة خلفها إرثاً ومعلماً بارزاً سيبقى خالداً ما بقي طريق دنقلا – أمدرمان...!!
13238921_252976155062197_300795189684915563_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


Post: #2
Title: Re: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: sadig mirghani
Date: 05-23-2016, 09:42 AM
Parent: #1

لك الشكر اخ محمد وانت تسترجع الماضي وتذكرنا بالجنود المجهولين
مررنا علي راكوبتها في العام ٢٠٠٥ فكانت نعم الزاد والبساطة السودانية المعهودة
لا ادري هل هي ام الحسن نفسها التي قابلت ولكني وجدت مرأة في سن السبعين
حفر الزمن اخاديده علي صفحة وجنتيها،تغذينا عندها وواصلنا المسير قبل اكتمال
الزلط الي وادي حلفا
لها الرحمة والمغفرة بقدر ما خدمت المسافرين في حلهم وترحالهم وتزويدهم بالماء
والمأوي

Post: #3
Title: Re: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: محمد البحر
Date: 05-23-2016, 04:06 PM

تسلم يا الحبيب هى نفسها ام الحسن لها الرحمه والمغفرة

Post: #4
Title: Re: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: احمد حمودى
Date: 05-23-2016, 04:31 PM
Parent: #3

التحية لك البحر والتحية للكاتب الراقى ابو ناجى ابن عمى

Post: #5
Title: Re: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: خالد حاكم
Date: 05-23-2016, 09:00 PM
Parent: #4

يا سلام
شكرا ودالبحر
شكرا ابراهيم
على الحكى الجميل الطاعم الذى يذكرنا بالعهد الجميل لهذا الطريق ( عهد ما قبل الاسفلت ) وعن هذه السيدة الشامخة والرمز لهذا الطريق فى عهده الذهبى
هل تصدق يا محمد البحر السواقين القدامى ( سواقين ما قبل الاسفلت ) بيقولوا ام الحسن دى كانت بتعرف العربية الجاية او الماشة من والى دنقلا سواقها منو من على بعد عشرات الكيلومترات وفى ظلام الليل الدامس , بس من طريقة تعشيقته للعربية او من طريقة نقرتو لبورى 3

( عمر عبدالسلام الكوارتى ) ذكر اسمه من ضمن السواقين القدامى الذين افتتحوا هذا الطريق فى بداياته وفيما بعد اصبح تاجر فى امدرمان وصاحب مكتب ترحيلات ومالك لاكبر اسطول من بصات النيسان العاملة فى هذا الطريق وذلك فى فترة السبعينات والثمانينات , هذا الرجل لمن لا يعرفه هو والد الاستاذ كمال عمر عبدالسلام ( حزب المؤتمر الشعبى )

Post: #6
Title: Re: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: علاء سيداحمد
Date: 05-23-2016, 11:34 PM
Parent: #5

تحياتى الاخ / محمد البحر وضيوفه الكرام

ايقظت ذكريات دفينة فى ثنايا القلب والروح وجعلتنا نرجع الى دفتر الذكريات
والذكريات صــدى السنين الحاكى كما قال شوقى ..
ومع المشقة الا ان السفر كان له طعما ولذة فى تلك الفترة ..



الرئيس الراحل النميرى حفر لها البئر الظاهرة فى المقطع ..

الباجـة على تخوم الغابة



قـوز ابوضـلوع


Post: #7
Title: Re: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: محمد البحر
Date: 05-24-2016, 08:13 AM
Parent: #6

شكرا للحضور والاضافة من كل الاحباب
مودتى

Post: #8
Title: Re: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 05-24-2016, 10:09 AM
Parent: #7

حبيبنا محمد بحر .. هذه الحبوبة تمثل رمز لنا جميعاً في الشمال ..
لأن طريق أمدرمان مليء بالذكريات لكل أبناء المنطقة
مودتي

وهذه الخواطر كنت كتبتها في منتديات دنقلا ..

وأيضاً نحن في الشمال النوبي كنا نتغنى بأمجاد السواقين المشهورين في الخط ، وكذلك ((البوري)) ابو ثلاثه أنغام .. وكنا نسميه بالدنقلاوية (( بوري توسكا )) وكانت هذه التكنولوجيا قد دخلت تقريباً في منتصف الستينات من القرن الماضي .. فكان السائق يعزف على البوري عند الوصول في بدايات كل قرية وكان للسائقين في تلك أيام عشق خاص لدى الحسناوات كما الفنانين اليوم .. حب مكبوت داخل الافئدة دون أن
يرى كل منهم الآخر وعندما يتغنى بالبوري المموسق كانت الحسناوات
يغصن في عالم من الخيال وكأنها هي المقصودة بتلك النغمات .. فكانت
هناك نغمات بالنوبية مميزة ولكن لوعثاء الترجمة سوف آتيكم بالبدايات
التي كانت مفرداتها عربية ( طبعاً على لسان الاناث ) وهي بالمحسية:
ووو ... نورا
سمجي نورا ..
إيكا نورا مولا ميرا
وكان معظم سائقي الخط في منطقتنا من المحس حتى اللواري والبصات
وإلى يومنا هذا هم من أهلنا المحس منهم على سبيل المثال (إدريس
شيب ، عبدالعزيز ود الداية ، عبدالرحمن كبوش ، ترحيلات إبن الوليد
بالمحس ...الخ )
ومن أكثر الاغاني التي أخذت حيزاً لدى السائقين هي أغنية ( إنتي كلك
زينة ) للفنان حمد ريح فكانت أغنية خفيفة ولحنها سهل حتى لمن لا
يجيدون العربية كانوا يرددونها ..
ففي محاضرة في ليالي منتدى أربعائية دنقلا تطرق الاديب سيف الدين
عيسى لهذه الظاهرة في وقتها وهو تلميذ عبدالله الطيب في جامعة
المغرب .. وقال أنه لديه مقال للترجمة من جرازيلدا زوجة الاديب الراحل
عبدالله الطيب وأنها في وصفها لرحلتها إلى دنقلا تطرقت لموضوع
البوري المموسق كظاهرة ذكية جداً من السائقين لتلطيف الجو وإزالة
كأبة السفر وتفادي التفكير في خطورة الطريق..

ويبدأ إستخدام البوري أولاً عند الخروج من أمدرمان .. ثم بعد ذلك
عندما يدخل أبوضلوع طريق رملي صعب المراس يستعد له المساعدين
بالصاجات وتتكدس اللواري في مدخل أبوضلوع .. ويكون هناك نوع من
النفير حيث يتجمع المساعدين ويخرجون اللواري واحداً بعد الاخر وهي
فترة شدة تلاحظ فيها قوة وصبر وتحمل هؤلاء الشباب وأصبحت الباجا
وأبوضلوع رمزية لتقييم هؤلاء الشباب .. ومن لم يجيد تلك الممارسة
وتحمل هذه الشدة كان يسمى ( مساعد حلة ) فهو بمثابة الطباخ عند
إستراحة اللواري حيث يجتمع السائقون ويذبحون الخروف وتبدأ وليمة
الشواء إحتفالاً بسلامة الخروج من أبوضلوع (( تناول كوؤس عرقي التمر )) ويكون السواق في حالة غيبوبة أحياناً عندها يتولى المساعد
الكبير قيادة اللوري لأن الطريق بعد أبو ضلوع ممهد نسبياً حتى قهوة أم الحسن وهي قهوة مشهورة كتب عنها الكثير الكتاب .. بعد إستراحة
أم الحسن تنطلق اللواري حتى (بئر النص ) ومن ثم الدخول في هموم
منطقة الباجا وهي رخوة ليست رملية بالكامل ولكنها تربة غربية جداً وناعمة مثل الدقيق .. وفي بعض الاحيان ولفترة مؤقته كان هناك طريق يمكن معه تجاوز بعض المسافة من الباجا وكانت هناك مقولة يرددها المساعدين :
الباجا بي فوق
أبوضلوع تزانيق
والنوم في التندا
وأيضاً :
خيرالسيد وحل في الباجا
الشباب رمولو الصاجا
بعد منطقة الباجا يكون الطريق شبه ممهد ويصبح السفر ممتعاً بحق
( الدبة بي فوق ) ولكن القولد كان حتمي الوقوف فيه .. لأن للقولد طعم
خاص لأهلنا الدناقلة ولا يكتمل الوعى الجغرافي لأهلنا إلا بذكر القولد
ضمن المجموعة المكانية لموروث أهلنا .. فكان بار الخواجة وإتكاءة مع ( كاسات الشري ابوكديس ) أشهر الأنواع آنذاك أما الموغلون في مجال
الشرب فالشري لم يكن يطفيء قيظ شبقهم تجاه الدخول في عوالم التهتك
واللاوعي فلابد من مشوار حتى الشوبلي في ضواحي القولد حيث
( عرقي التمر ) من أفخم وأرقى وأجود الأنواع ..
ثم تكتمل الرحلة إلى دنقلا ( البنطون ) وبالمسار الشرقي للنيل حتى
حلفا عابراً منطقة المحس وسكوت .. وكانت المحطة الرئيسية لمسافري
منطقة المحس والسكوت هي كرمة النزل وهي واحدة من المناطق التي
أنجبت أول سائقي الخط في المنطقة وأول من خبروا ميكانيكا السيارات
وهم ( أولاد عكاشة ) فكانوا أشهر السائقين / حسن عكاشة وحسان والنيل عكاشة ، وخاصة أكبرهم حسن وهو أول من فتح خط كرمه النزل
حلفا وأذكر أن أهلنا الذي يسافرون إلى مصر عبر حلفا كانوا يقضون ليل
في كرمة النزل مساء السبت للسفر يوم الأحد وكانت ميسرة يومين في
الحالات العادية .. أما خط أمدرمان دنقلا فكانت فترة السفر في الحالات
العادية يومان بعد ظهور لواري النيسان، وبواسطة (السفنجا) بدفورد
ثلاثة أيام أو أكثر حسب ظروف اللوري .. ولكن الثورة الحقيقة للسفر
ظهرت بعد ظهور لوري النيسان حيث تفوقت التكنولوجيا اليابانية ..
وأصبحت السفجنا والتيمس والهوستن في درجات أقل أنصرف عنها
الركاب حتى سائقي تلك اللواري شعروا أنهم من الدرجة الثانية ..
وبطبع لا بد التطرق إلى شعر أهلنا الشايقية في وصف النيسان
حيث قال الشاعر الحسن محمد ( أجزم أن أهلنا الشايقية يجملون هذه
الحياة في كل مرافقها ) :

جرى كوزوا النيسان شخر
لا مساعد نط ولا حفر

والكوز طبعاً معروف بالنسبة لمن سافروا باللواري كان يتم ربط
كوز وبداخله موس حلاقة ربما أمام المروحة .. لاصدار صوت
منغم يبدو أحياناً وكأنه صادر من الأنين والوجع .. واحياناً يكون فيه غلظة .. فأهلنا لديهم ثقافة السفر منذ زمن بعيد .. لأن الأرض الزراعية
سواقي ليست لها إمتدادات وعندما تضيق على الورثة كانوا يتركون
الساقية لأحد الاخوان وينتشرون في المهاجر وخاصة مصر أيام
الملكية كنوع من الإيثار والتنازل للعائلة ويتولى الاخ الموجود في
الساقية أمور العائلة ( هذا بحث آخر ) .

فاللواري معظمها كانت حمولتها من التمور والبصل وأحياناً الشمار
والطرود المرسولة إلى أهلنا في المدن بأنواع التمور وبعض الاحتياجات
الغير متوفرة في المدن ..


Post: #9
Title: Re: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: محمد البحر
Date: 05-25-2016, 06:09 AM
Parent: #8

جميل استاذ على

Post: #10
Title: Re: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: ابو جهينة
Date: 05-25-2016, 08:21 AM
Parent: #9

تحياتي محمد البحر

رحم الله أم الحسن
طوال عملي بمدارس الشمالية إبتداءا من حلفا شمالا ومرورا بأرض السكود والمحس ودنقلا ، كنت أهوى السفر على متْن اللواري غرب النيل بذلك الطريق الوعر.
كان منظر المساعدين وهم يهرولون خلف اللواري يرمون ( الصاجات ) لتلافي التغريز في رمال الطريق ، منظرا فريدا لم أشاهده في أي بقعة بالعالم زرتها.
أما أم الحسن وقهوتها ، كانت بمثابة الواحة الظليلة في عز هجير تلك الصحراء وحرها اللافح.
كنت أحب أن أجلس إليها وأسألها عن السائقين المهرة ، كانت تحفظ أسمائهم وأسماء المساعدين.
لو قيّض الله لهذه المرأة مالا وفيرا ، لكانت بلا منازع ستستحوذ على إسم أجمل واحة في قلب الصحراء.
رحمها الله وغفر لها

شكرا محمد.
دون أن أنظر للصورة هنا ، فإن عنوانك جعل صورتها تقفز لمقدمة ذاكرتي وصوتها ينساب وكأنني أسمع أنين اللواري تشق تيه الرمال

دمتم

Post: #14
Title: Re: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: محمد البحر
Date: 05-25-2016, 09:39 AM
Parent: #10

Quote:
شكرا محمد.
دون أن أنظر للصورة هنا ، فإن عنوانك جعل صورتها تقفز لمقدمة ذاكرتي وصوتها ينساب وكأنني أسمع أنين اللواري تشق تيه الرمال

دمتم

انه السحر الجميل
فهذه الانسانه رسمت حضورها بعدد حبات الرملة التى كانت تنهر جسمها النحيف فى زاكرة هذا المكان
شكرا ليك للحضور

Post: #13
Title: Re: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: محمد البحر
Date: 05-25-2016, 09:36 AM
Parent: #6

Quote:
تحياتى الاخ / محمد البحر وضيوفه الكرام

ايقظت ذكريات دفينة فى ثنايا القلب والروح وجعلتنا نرجع الى دفتر الذكريات
والذكريات صــدى السنين الحاكى كما قال شوقى ..
ومع المشقة الا ان السفر كان له طعما ولذة فى تلك الفترة ..


شكرا يا حبيب اضفت شكل جميل للبوست بهذا الفديو شكرا جميلا

Post: #12
Title: Re: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: محمد البحر
Date: 05-25-2016, 09:35 AM
Parent: #5

Quote:
يا سلام
شكرا ودالبحر
شكرا ابراهيم
على الحكى الجميل الطاعم الذى يذكرنا بالعهد الجميل لهذا الطريق ( عهد ما قبل الاسفلت ) وعن هذه السيدة الشامخة والرمز لهذا الطريق فى عهده الذهبى
هل تصدق يا محمد البحر السواقين القدامى ( سواقين ما قبل الاسفلت ) بيقولوا ام الحسن دى كانت بتعرف العربية الجاية او الماشة من والى دنقلا سواقها منو من على بعد عشرات الكيلومترات وفى ظلام الليل الدامس , بس من طريقة تعشيقته للعربية او من طريقة نقرتو لبورى 3

( عمر عبدالسلام الكوارتى ) ذكر اسمه من ضمن السواقين القدامى الذين افتتحوا هذا الطريق فى بداياته وفيما بعد اصبح تاجر فى امدرمان وصاحب مكتب ترحيلات ومالك لاكبر اسطول من بصات النيسان العاملة فى هذا الطريق وذلك فى فترة السبعينات والثمانينات , هذا الرجل لمن لا يعرفه هو والد الاستاذ كمال عمر عبدالسلام ( حزب المؤتمر الشعبى )


مشكور يا الحبيب

Post: #11
Title: Re: ام الحسن / موناليزا الصحراء
Author: محمد البحر
Date: 05-25-2016, 09:34 AM
Parent: #4

Quote:
التحية لك البحر والتحية للكاتب الراقى ابو ناجى ابن عمى

تسلم يا الحبيب