هل أردوغان في طريقه إلى الانهيار

03:41 PM May, 14 2016

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

ينشغل أحمد داوود أوغلو رئيس الوزراء التركي المستقيل هذه الأيام بلقاءات وداع العمل في مكتبه، والتي أظهرت نوعاً من القدرة والتحدي لسلطانه أردوغان، وأوغلو الذي كان قد وصل إلى رئاسة الوزراء قبل نحو عام ونصف، يتجه حالياً إلى الاستقلالية عن الإخواني رجب طيب أردوغان.

يوم الإثنين الماضي التقى أحمد داوود أوغلو بعصمت يلماز وزير الدفاع، وخلوصي آكار رئيس هيئة الأركان في مستهل جولة وداعية يقوم بها إلى بعض مؤسسات الدولة قبيل تركه لمنصبه كرئيس للوزراء، وكان همه في هذه الزيارات الوداعية الدفاع عن إنجازاته طوال فترة تسلمه منصب رئيس الوزراء، محاولاً طرح هذه الإنجازات منفرداً بعيداً عن أردوغان، ولكنه يعلم أن دورة رئاسته للوزراء كانت تحت مظلة أردوغان رئيس الجمهورية، وبمجرد حدوث أبسط الخلافات استقال من منصه.

في الحقيقة فإن ترك أحمد داوود أوغلو لمنصبه كرئيس للوزراء ورئيس حزب العدالة والتنمية يعتبر بداية حقبة جديدة في السياسة التركية، ولم يكن يتوقع أي من رجالات حزب العدالة والتنمية أن تصل الخلافات بسرعة إلى هذا الحد الذي يجبر فيه أوغلو على الاستقالة وترك منصبه، لدرجة أن الكثير من أعضاء هذا الحزب أكدوا أن استقالة داوود أوغلو كانت مفاجئة للجميع، في حين يرى البعض أن قرار رئيس الوزراء لم يكن مفاجئاً، بل كان متوقعاً بعد العلم عن وجود خلافات بين أردوغان وأوغلو في كثير من المسائل وعلى رأسها النظام الرئاسي.

الخلاف الأساسي الذي وقع يعود إلى الصراع بين الطرفين على الصلاحيات، فأوغلو يسعى إلى القبض على المزيد من الصلاحيات، وأيضاً أردوغان يريد أن يحول النظام السياسي القائم إلى نظام رئاسي يمكنه من إحكام قبضته على كافة الأمور في البلاد، فتصادمت طموحات كلا الطرفين وتولد خلاف أجبر أوغلوا على ترك منصبه والاستقلال عن أردوغان، وإدخال البلاد في مأزق وغموض سياسي.

الآن هناك ثلاثة أشخاص مرشحين لاستلام منصب رئيس الوزراء المستقيل داوود أوغلو، أولهم وزير النقل التركي “بينالي يلدريم” باعتباره مقرباً من أردوغان، ويعد هو الآن الأكثر حظاً لسد مكان أوغلو، ووزير العدل “بكير بزداغ” والثالث وزير الطاقة “برات البيراك”.

في الثاني والعشرين من الشهر الميلادي الجاري سيعقد حزب العدالة والتنمية مؤتمره الخاص، وسيتم خلال هذا المؤتمر تحديد من سيخلف أوغلو في منصب رئيس الوزراء، التوقعات تشير إلى البيراك و ييلديريم، فهم الأوفر حظاً للوصول إلى هذا المنصب.

الآن وبعد تشكل مأزق سياسي داخل الحزب الحاكم في تركيا بعد ظهور خلافات بين قادة هذا الحزب، فإن الجميع ينتظر ماذا ستكون الخطوة القادمة التي سيتخذها أردوغان، حيث يرى البعض أنه سيضاعف ضعوطه بهدف إيجاد نظام رئاسي جمهوري.

يقول “ترهان اردم” مدير معهد كوند لاستطلاعات الرأي: أنا أنظر إلى تركيا بتفاؤل، لكن يجب القول أن الحياة السياسية في تركيا وصلت إلى مأزق وجمود، ولا يستطيع أحد بعد هذا التحول أن يتوقع ماذا سيحدث فيما بعد، بمعنى أن تركيا بدأت مرحلة لا يمكن التنبؤ بها، وأصبحت في خانة الهرج والمرج، وإذا أراد رئيس الجمهورية أن يفرض إرادته دون تغيير الدستور فهذا يعني أن تركيا في مسيرها إلى خسارة كافة الإنجازات التي حققتها في مسيرتها الديمقراطية، وأردوغان حالياً مثل ملوك وسلاطين العثمانيين كل ما يريده يبدله على الفور إلى قانون، ويسعى حالياً إلى تغيير تركيا إلى نظام رجل واحد، وحتى أنه لا يصغي لأي أحد ويشعر فقط أن تركيا بحاجة إلى نظام رئاسة جمهورية، ويعتقد “اردم” أن تركيا الآن فيها رجل واحد وهو أردوغان الذي لا يقصي منتقديه فحسب، بل يتخلص حتى من أقرب أصدقائه من أجل الوصول إلى هدفه المنشود، وداوود أغلو لم يكن أول ضحايا مسيرة أردوغان، بل سبقه فتح الله غولن وعبد الله غل والذين كانوا من المقربين لأردوغان، وهذا ليس بعيداً أن يصبح أحمد داوود أوغلو يوماً ما مثل فتح الله غولن واحد من أعداء أردوغان.

مركز متخصص للدراسات والبحوث

أنهم الأخوان المسلمين.

فتنة السلطة والجاه

العزيز دينق
تحياتي
شكرا للمرور