Post: #1
Title: الشعب شريك وصاحب قرار وليس متلقيا لمنح ومفاجآت ونائبة برلمانية تطالب بذبح الصحافيين
Author: زهير عثمان حمد
Date: 05-12-2016, 10:41 PM
10:41 PM May, 13 2016 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم مكتبتى رابط مختصر خبران في الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 12 مايو اعتبرهما الأكثر أهمية سياسيا وأمنيا، سياسيا بالنسبة لقيام التلفزيون الحكومي والصحف بالإشارة إلى الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء شريف إسماعيل في ختام أعمال الاجتماع الخامس لوزراء الصناعة والتجارة للدول الإسلامية الثماني الأكثر نموا، وهي مصر وتركيا وماليزيا وباكستان وبنغلاديش ونيجيريا وإيران وإندونيسيا، والمؤتمر تم عقده تحت رعاية الرئيس السيسي، وتعهد شريف بتنفيذ مصر كل ما يتم الاتفاق عليه، وشمل تكوين تكتلات في صناعة الأدوية والصلب. كما قال وزير التجارة والصناعة المهندس طارق قابيل في المؤتمر الصحافي ردا على سؤال حول كثرة أعداد رجال الأعمال الأتراك المشاركين في المؤتمر، «مصر ترحب بجميع المستثمرين ورجال الأعمال بمن فيهم الأتراك، وأن التبادل التجاري مع تركيا وصل حاليا إلى ثلاثة مليارات دولار، كما أن لتركيا استثمارات في مصر تتجاوز ثلاثة مليارات دولار»، أي أن مصر ستكون ملزمة بالدخول في شراكة مع تركيا وإيران. أما الموضوع الأمني فكان انفراد «الوطن» في تحقيق لزميلنا سامي عبد الراضي بنشر صورة ضوئية من تحذير أرسله قطاع الأمن الوطني بخصوص الضباط الأربعة بعنوان «هام جدا» وأرفقت صورهم والطلب بتشديد الخدمة والحراسة على جميع البوابات والمنافذ الخاصة بتأمين قصر الاتحادية، وعدم السماح لأي فرد أو مركبة بالاقتراب من البوابات والأسوار، وتفتيشها تفتيشا دقيقا والإبلاغ الفوري عند التعرف على الأشخاص الأربعة. وذكر المنشور أسماءهم وهم، خيرت سامي عبد المجيد ومحمد جمال عبد العزيز إسلام وثامر أحمد وحنفي جمال محمد.وأن حنفي ابن مستشار يصعب أن يسمح له بالانضمام لجماعة الأخوان. وباقي البيانات عن الضباط الأربعة تثير الحيرة، فقد أفادت مصادر مقربة من الضباط بأنهم شاركوا بحماس في فض اعتصام رابعة العدوية، بينما كان قد نشر من أيام أنهم رفضوا المشاركة في عملية الفض، وقالت المصادر إنهم لم يكونوا متشددين. وقال سامي عبد الراضي في تحقيقه نقلا عن المصادر الأمنية، «لكن في عام 2014 كان الضباط الأربعة يحضرون دروسا دينية عند أحد الشيوخ المتشددين فكريا، وعند وصول معلومات لجهاز الأمن الوطني وقطاع الأمن المركزي بما يفعله الضباط تم إبعادهم من العمليات الخاصة نهائيا، ونقلهم إلى مديريات أمن بعيدة مثل، الوادي الجديد وكفر الشيخ. وأن الضباط الأربعة ليسوا من نوعية الضباط الذين يمكن السيطرة عليهم واستخدامهم في ارتكاب مذبحة مثل حلوان». وواصلت الصحف الاشتراك في المعارك الدائرة حول نقابة الصحافيين ووزارة الداخلية، رغم أن جهود الوساطة تحقق تقدما هائلا، ورغم أن الرسام الموهوب جمعة فرحات أخبرنا أمس في جريدة «الفجر» الأسبوعية المستقلة أنه سمع صحافيا يقول لزميله عن الداخلية: - مفيش حاجة أتغيرت في الداخلية نفس السياسات بتطبقها بحذافيرها نفس الرجال الشرفاء والستات الشراشيح قدام نقابة الصحافيين هما.. هما. كما أبرزت الصحف إرسال إيطاليا سفيرا جديدا لها في القاهرة، وتسلم وفد من المحققين الإيطاليين وثائق هاتفية جديدة تخص مقتل الإيطالي جوليو ريجيني. كما أن الإنتربول المصري أرسل للإنتربول الدولي أسماء اثنين وعشرين من الإخوان المسلمين اتهمتهم النيابة بالمشاركة مع آخرين سيتم تقديمهم لمحكمة الجنايات في عملية اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات، وأحالت محكمة الجنايات في أسوان أسماء خمسة وعشرين من المتهمين في مذبحة الدابودية والهلالية إلى المفتي، وبينهم قادة قبليون وخرجت دعوات تناشد الرئيس استخدام سلطاته في العفو عنهم، خاصة أن المصالحة بينهما تمت برعاية شيخ الأزهر. كما أدلى عمرو موسى رئيس المؤسسة المصرية لحماية الدستور، أنه تم الاتفاق على إشهار المؤسسة التي يرأسها وأهمية ما أعلنه عمرو أن الرئيس السيسي لم يغضب من موقفه الذي أعلنه من قبل من معارضة إدخال أي تعديل على الدستور يجعل مدة الرئاسة ست سنوات بدلا من أربع سنوات، وتسرع في تشكيل المؤسسة للدفاع عن الدستور، وكان قد تعرض لعدة هجمات اتهمته بأنه اتخذ هذا الموقف بعد أن فشل في سعيه لإنشاء مجلس شوري يرأسه، وهو ما نفاه عمرو. كما تم تشغيل محطتي كهرباء في حلايب وشلاتين تعملان بالطاقة الشمسية هدية من الإمارات بمبلغ مئة وأربعين مليون دولار وأكدت وزارة الكهرباء أن توفير الطاقة سيفتح أبواب المنطقتين أمام المستثمرين. أما الأغلبية فلا تزال اهتماماتها مركزة على الامتحانات وشهر رمضان وأسعار السلع التي ترتفع ومباريات كرة القدم. وإلى شيء من أشياء لدينا….
العدالة ماتت بموت عمر
ونبدأ بالمعارك المستمرة حول الرئيس عبد الفتاح السيسي وبدأها يوم الثلاثاء زميلنا محمود الكردوسي رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «الوطن» بقوله في بروازه اليومي «كرباج»: «أنظر حولك: سوريا وليبيا واليمن والعراق، ولا أحد يعرف من المقبل: كلها «مشهّيات» ومصر هي الطبق الرئيسي. أنظر حولك واسجد لله لأنك ما زلت تأكل وتشرب وتشتم الحكومة وتنتقد الرئيس وتمشى آمناً وتنام في بيتك وتدلدل قدماً في «توك شو» وأخرى في «فيسبوك»! أنظر حولك واسجد لله لأن لديك «ظل دولة» وتذكر أن «ظل دولة ولا ظل حمدين» وأن السياسة أكلتك لحماً ورمتك عظماً و»الديمقراطية» لا تسمن ولا تغني من جوع و»العدالة» ماتت بموت «عمر» و»النخبة» تريدك فقيراً وجاهلاً ومهاناً ومغيباً، لأن هذه بضاعتها ومهما «جعّرت» واعتصمت فلن تحقق شيئاً إلا إذا استُشهد من هم أفضل عند الله منك حفظ الله الجيش والشرطة».
إنجازات السيسي خلال عامين
ومن «الوطن» إلى «الجمهورية» وزميلنا سيد أبو اليزيد وقوله في عموده «بدون إحراج» مخاطبا الرئيس: «عفوا سيادة الرئيس للإعلان عن اعتزامك طرح إنجازاتك المتعددة والمتنوعة على كافة الأصعدة، سواء الداخلية أو الخارجية خلال عامين، ويكفينا نجاحك في استعادة الأمن والاستقرار للبلاد بعد ثورتي يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران. يا سيادة الرئيس نحن تعودنا منذ أن توليت مقاليد سلطة البلاد أن نرى إنجازاتك على أرض الواقع، ونلمس مدى تأثيرها على مستوى نعيشه مستقبلا. نحن ندرك أن كشف حسابك خلال الأربعة والعشرين شهرا الماضية يتضمن نجاحك في إزالة التوترات الإفريقية، وعودة مصر لمكانتها التاريخية في أفريقيا، ومكانتها العالمية على المستوى الدولي، من خلال الحرص على علاقات متوازنة ومتساوية مع المجتمع الدولي والدول الخارجية، والحصول على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن كممثل عن الدول العربية والأفريقية».
وصايا بن غوريون
ومن «الجمهورية» إلى «الأخبار» والدكتور وديع فلسطين وتشبيهه السيسي بخالد الذكر وقوله: «وتحققت الوصايا العشر لابن غوريون في أول اجتماع لمجلس وزراء إسرائيل بعد قيامها، الذي كانت وصاياه وثيقة وخطة محكمة مدروسة من أجل بقاء إسرائيل. جاء في الوصايا: لتكن الحروب عربية مع استقطاب، والتحالف مع الأقليات، ومنع مصر من إقامة تحالفات مع بقية العالم العربي، ثم تأتي هذه الوصية الخوف من أن يظهر بين العرب رجل له قدرات قيادية وكاريزما تجعله قادرا على توحيد العرب وتحريكهم ضد إسرائيل. حدث ذلك مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ويحدث الآن مع الرئيس عبد الفتاح السيسي. وهذا السيسيفوبيا هو الذي يزعج إسرائيل التي كانت لا تتصور أن يفلت النظام المصري وجيشه من المؤامرة الكبرى لتفتيت دول الشرق الأوسط».
السيسي يعادي 60٪ من شعبه
لكن الأستاذ في كلية الطب في جامعة القاهرة ورئيس الحزب المصري الاجتماعي السابق الدكتور محمد أبو الغار واصل يوم الثلاثاء في «المصري اليوم» حملته ضد الرئيس بقوله: «حل مشكلة وزارة الداخلية: وهي أكبر وزارة يعشش فيها الفساد، حسب تقارير الصحف اليومية، عن أمناء الشرطة والضباط المتعاونين مع العصابات وتلفيق التهم المستمرة. ما حدث في نقابة الصحافيين كارثة بكل معنى الكلمة، من خروج عن القانون واستئجار بلطجية شراشيح يهتفون (سيسي.. سيسي) وأنا أخجل من أن يكون هؤلاء هم مؤيدو رئيس الدولة التي انتمى لها؟! إذا كان الرئيس يعتقد أن بلطجية الشارع وبعض الإعلاميين الذين يشتمون الشعب كله تزلفاً له هم ظهيره الشعبي فهذه كارثة. التوافق والتصالح مع الشباب: لا يمكن لرئيس أن يعادي 60٪ من شعبه بهذه الطريقة التي سوف تؤدي إلى دائرة مفرغة من الكراهية له وفقدان الثقة وإذا تصور الرئيس للحظة بأن حزب مستقبل وطن أو الشباب الذي يظهر خلفه يمثلون شباب مصر فهو واهم، لا بد من حل جذري مع الشباب بالإفراج عن جميع الموجودين في الحبس الاحتياطي، والعفو عن الذين عليهم أحكام، بشرط ألا يكون الأمر بسبب استخدام العنف، ثم إشراك الشباب الحقيقي بإعطائهم الحرية ومحاورتهم وليس كتم أنفاسهم. هناك أمور شخصية يجب أن يتبعها الرئيس، وهي التوقف عن الخطابة بعيداً عما هو مكتوب أمامه وبدقة واختيار من يجيد كتابة خطب رئاسية، لأن كل خطبه أصبحت فيها مشكلة، كيف يقول رئيس دولة أن دولته شبه دولة؟ وكيف يكرر للمرة الثانية أن شعبه درجة ثانية في حقوقه الإنسانية؟ هذه إهانات لمصر ولشعبها وعلى الرئيس أن يتقبل أن ثقافة الاعتذار ليس عيباً».
مشاكل وانتقادات
وإلى المشاكل والانتقادات العديدة التي يضيع الاهتمام بها رغم أهميتها أو تأثيرها العملي بسبب ضجيج المعارك السياسية الأقل أهمية والتي لا تؤثر في واقع الحياة. ونبدأ من يوم الاثنين مع زميلنا المحرر الاقتصادي في «الأخبار» محمد الهواري وقوله عن المشروعات التي يتم إنجازها: «ما يجري وما جرى إعجاز يحققه المصريون أحفاد الفراعنة وبناة الحضارات، إقامة قناة السويس الجديدة وميناء شرق التفريعة في فترة زمنية قياسية هو إعجاز، بدء حصاد مشروع استصلاح وزراعة 15 مليون فدان أيضا إعجاز، وما يجري على جبل الجلالة من تطويع الجبل لإقامة مدينة سياحية وصناعية وتعليمية أيضا إعجاز، شق 5 آلاف كيلومتر من الطرق لربط مصر بجميع أنحائها إعجاز، إقامة الموانئ والمطارات الجديدة إعجاز. مصر تتحول إلى دولة حقيقية بفضل البنائين من أبنائها وقيادتها الوطنية وجيشها القوي كل المعجزات تسير على خطوط متوازية، لا تتم إقامة مشروع على حساب الآخر. أين كتائب الدفاع عن الوطن وكتائب البنائين العظام الذين قهروا الطبيعة والظروف المناخية مثل أجدادهم؟ هؤلاء فقط أصحاب الحق في الدفاع عن قضايا الوطن وليس هؤلاء الموتورين القابعين خلف المكاتب المكيفة من الحنجورية ودعاة الفتن والإحباط وقراصنة العقل من المهيجين والمحرضين على خراب الوطن».
الجمود سيد الموقف
ويبدو أن هذا الكلام لم يعجب رجل الأعمال وصاحب جريدة «المصري اليوم» صلاح دياب ولذلك قال في اليوم التالي الثلاثاء في عموده اليومي «وجدتها» الذي يوقعه باسم نيوتن: «قبل 2011 كان مناخ الأعمال عندنا أفضل كثيراً، الاستثمار كان في مستوى أعلى صحيح أن الفساد كان موجوداً بشكل ما، لكن الحركة كانت أكبر وأوسع من الآن. أصبحت الأيادي المرتعشة في كل ركن من أركان الدولة في كل مؤسسة لا تقدر على توقيع ورقة لا تستطيع الموافقة ولا حتى الرفض، الجمود سيد الموقف كل مسؤول يتهرب بل يتجاوز في حق المستثمرين ليبعد عنه الشبهات، يخشى على نفسه وعلى سمعته وسمعة أسرته من سبقوه بالجهود أصبحوا في السجن من سبقوه بالإنجاز يقضون حياتهم الآن في المحاكم».
شركة ميناء القاهرة الجوي تستعيد أرضها
لكن في يوم الثلاثاء نفسه كان ينتظر نيوتن خبر آخر مزعج في «المساء» في تحقيق لزميلينا مجدي الشيخ وأحمد عبد القوي جاء فيه: «بعد مماطلات كثيرة استمرت منذ عام 2012 قامت لجنة من شركة ميناء القاهرة الجوي، بدعم من قوات شرطة المطار ومديرية أمن القاهرة بتنفيذ قرار وزير الطيران المدني رقم 265 بسحب حوإلى 24 ألف متر من شركة «أواسيز» في طريق مطار القاهرة الدولي والتي اغتصبتها الشركة، وقامت ببناء مبان فوقها وتأجيرها لمستثمرين. كانت شركة «أواسيز» إحدى شركات مجموعة «بيكو» التي يملكها رجل الأعمال صلاح دياب ونجله وآخرون، قد استمرت في الاستيلاء على قطعة أرض مملوكة لمطار القاهرة الدولي على مساحة 24 ألف متر، بعد انتهاء التعاقد عليها منذ عام 2012 وقامت «أواسيز» بالبناء عليها بالمخالفة، ورغم صدور أكثر من قرار لمجلس إدارة شركة ميناء القاهرة الدولي بسحب الأرض، إلا أن تابعين لـ«اواسيز» منعوا اللجنة من تنفيذ القرار بالقوة، فأصدر وزير الطيران المدني قراراً وزارياً بسحب الأرض وتم التنسيق مع الشرطة لتنفيذه، حيث قامت لجنة من المطار بتنفيذ القانون في حراسة الشرطة بدون التعرض للمستثمرين المتعاقدين مع أواسيز على استغلال المباني التي تم إنشاؤها على الأرض المغتصبة. وعلمت «المساء» أنه من المقرر تشكيل لجنة من مطار القاهرة لبحث توفيق أوضاع المستثمرين المستغلين لمساحات من الأرض المسحوبة وبينها مطعم أمريكي شهير».
حازم الببلاوي: مصر بحاجة للإنضباط المالي
ونشرت «الأخبار» يوم الثلاثاء على صفحتين حوارا مع رئيس الوزراء الأسبق والمدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي الدكتور حازم الببلاوي، أجراه معه زميلنا هشام مبارك ومما قاله فيه: «مصر تسير بوجه عام في الطريق الصحيح وقامت بخطوات جيدة على الصعيدين الأمني والاقتصادي، غير أن ذلك لا ينفي أن هناك تحديات كثيرة وأن العديد من المشكلات تحتاج وقتاً طويلا لحلها، خاصة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تراكمت على مدى طويل من الزمن، وجاءت الأحداث التي شهدتها مصر خلال السنوات الخمس الماضية لتفاقم من الصعوبات القائمة، لكن اقتحام الملفات الشائكة مثل تقليل دعم الطاقة وغيرها يصب في الطريق الصحيح، بشرط عدم التوقف عن محاولة الوصول لحل المعادلة الصعبة بالدخول في هذه الملفات، مع تقليل آثارها الاجتماعية، خاصة على الطبقات الفقيرة، ومن اجل ذلك لابد من بناء أولويات صحيحة وعمل توازنات دقيقة حتى يقوم بالتضحية من يجب عليه أن يضحي. أزمة العملة الصعبة وتحديدا الدولار في مصر يمكن التغلب عليها من خلال حزمة من الإجراءات المتكاملة، التي يجب أن تتخذها الحكومة، ومصر تحتاج حاليا إلى قدر كبير من الانضباط المالي والالتزام بالسلوكيات الاقتصادية السليمة، فالإصلاح الاقتصادي لا يتحقق فقط بإصلاح العجز في الميزانية، وإنما لابد من حزمة إجراءات مكملة تتضمن على سبيل المثال مكافحة التهرب الضريبي والجمركي وإصلاح منظومة الدعم، حتى نضمن وصوله لمستحقيه ونحقق العدالة الاجتماعية كما يجب إصلاح منظومتي التعليم والصحة». تجاهل الاحتجاج الشعبي
وإلى خبير اقتصادي آخر هو الدكتور زياد بهاء الدين وقوله في مقاله في «الشروق» في يوم الثلاثاء ذاته: «ما يحتاجه الوطن في هذه اللحظة الفارقة ليس السكوت الرسمي وتجاهل الاحتجاج الشعبي في القضايا الكبرى، ولا أيضا المطالبة بأن ينصت الناس لرأي الحاكم وحده، ما نحتاجه هو أن تسلك الدولة مسارا مختلفا يتعامل مع الشعب باعتباره شريكا وصاحب قرار، وبالتالي له حق المعرفة والمتابعة والتقييم والرفض، وليس باعتباره متلقيا لمنح ومفاجآت تأتي إليه ليقبلها صاغرا وسعيدا. ومهما كانت ضخامة وأهمية مشروعات الإسكان والزراعة والطاقة التي تنفذها الدولة فإنها قد تكسب رضاء الناس بشكل مؤقت، ولكن غياب المشاركة والمعلومات وعدم الاستعداد لسماع الآراء المختلفة بشأنها يجعلها أن عاجلا أم آجلا محلا للتوجس والانتقاد».
الأمن والصحافة
وإلى المعارك الساخنة التي لا تزال مستمرة بسبب أزمة نقابة الصحافيين ووزارة الداخلية، رغم أنها دخلت على طريق الحل الفعلي. وزاد من عنف هذه المعارك المؤتمر الذي عقدته جريدة «الأهرام» لبحث الأزمة، وقد شارك زميلنا في «الأهرام» مسعود الحناوي يوم الثلاثاء في هذه المعركة بقوله: «الصحافيون ـ في رأيي أصحاب حق وقضية عندما جرى الاعتداء على نقابتهم جهارا نهارا، في سابقة لم تحدث على مدى خمسة وسبعين عاما. صحيح أن الشخصين اللذين تم القبض عليهما متهمان في قضية جنائية، ولا يحق ولا يجوز للنقابة حمايتهما أو إيوائهما، ولكن الصحيح أيضا أنهما ليسا إرهابيين خطيرين على نظام الحكم، ولم يكن هناك ضرر جم لو تم تأجيل ضبطهما ليوم أو بضعة أيام، لو صدقت النوايا، وكان الهدف هو مصلحة الوطن والعدالة فقط، لكن أجواء الاحتقان كانت قائمة، ونزعة الانتقام حاضرة، لأسباب وخلفيات سابقة، من دون النظر إلى التداعيات والنتائج الداخلية والخارجية، فالتصعيد والتسخين كان واضحا من الجانبين منذ أيام الأزمة الأولى، ففي الوقت الذي دعا فيه أعضاء مجلس النقابة لاجتماع لأعضاء جمعيتهم العمومية، شن أحد البرامج التلفزيونية هجوما ضاريا على الصحافيين، استُخدمت فيه مفردات عدائية رخيصة تضمنت أسلوب المن والدعم المادي الذي تقدمه الحكومة للصحافيين والتلويح بعقوبات حكومية مقبلة عليهم. والأخطر هو محاولة الوقيعة بين الرأي العام المصري وجموع الصحافيين، بل الوقيعة بين الجماعة الصحافية نفسها وتحريضهم على أعضاء مجلس نقابتهم، إذا أرادوا ألا يفقدوا المميزات التي تمنحها الدولة لهم، وهنا استشعر الصحافيون الخطر والتحدي وأحسوا أن المعركة ليست مع وزير الداخلية وحده، وإنما مع أجهزة ومؤسسات أخرى في الدولة، وقابلوا ذلك بإقبال مذهل وزحف غير متوقع من كل فئات الصحافيين العمرية على اجتماع جمعيتهم العمومية، رغم الحصار الأمني الصارم والإجراءات المشددة، بصورة أدهشت الجميع، وعلى رأسهم أعضاء مجلس النقابة أنفسهم الذين أصابهم الزهو والغرور، وبدلا من استخدام هذا السلاح بعقلانية وكياسة اتخذوا خطوات أكثر تطرفا وتصعيدا، بشكل زاد من تعقيد الأزمة وساعد على انقسام الجماعة الصحافية وباعد بين النقابة وجموع المصريين».
الانتماء المهني هو المرجعية
ولو انتقلنا إلى «وفد» الثلاثاء سنجد زميلنا عضو الهيئة العليا لحزب الوفد طارق تهامي يهاجم اجتماع «الأهرام» بقوله: «ظهر الاجتماع وكأنه تنظيم مواز هدفه تسيير النقابة نحو طريق لا يحافظ على استقلاليتها ومؤسسيتها. الأمر الثاني ــ الذي نعترض عليه ــ هو أن يكون الاجتماع خارج مبنى نقابة الصحافيين الجامع لكل أطياف الصحافيين الفكرية، والذي ظل لسنوات بلغت 75 عاماً لا يفرق بين صحافي ينتمي لمؤسسة قومية أو صحيفة حزبية أو خاصة، وكان الانتماء المهني هو المرجعية الدائمة فلا يجوز ــ اليوم ـ أن يتم كسر هذا المنهج النقابي العتيق من قلب مؤسسة كانت دائماً حامية وراعية للنقابة ضد كل محاولات تقسيمها. ونتذكر جميعاً أن النقيب إبراهيم نافع رئيس تحرير «الأهرام» الأسبق والمقرب من نظام مبارك كان يحمى الصحافيين من بطش السلطة ولم يكن أبداً يجري اجتماعات قد تؤدي في نهايتها إلى تقسيم النقابة وإلحاق الضرر بها. حتى الأستاذ مكرم محمد أحمد الذي اتهم اجتماع نقابة الصحافيين الأخير بأنه اجتماع فاشي وصب غضبه على احتماء اثنين من الصحافيين بمبنى النقابة، واتهم النقيب يحيى قلاش بالتواطؤ والتستر على مجرمين، هو نفسه أستاذنا مكرم محمد أحمد النقيب الذي رفض القبض على عبد الجليل الشرنوبي الصحافي في «الأهرام» والذي كان يترأس تحرير موقع «إخوان أون لاين» أي والله «إخوان أون لاين» فقد احتمى الشرنوبي بالنقابة لأسابيع حتى أقنعه الأستاذ مكرم بتسليم نفسه ولم يتهم أحداً ــ وقتها ــ النقيب مكرم محمد أحمد بالفاشية أو التواطؤ أو التستر على مجرم عتيد الإجرام».
الاعتراف بالخطأ يضع حدا للأزمة
ويوم الأربعاء قال زميلنا وصديقنا رئيس مجلس إدارة جريدة «الأهالي» لسان حال حزب التجمع نبيل زكي: «بدلا من محاولات شق الصف الصحافي والإصرار على تقسيم الصحافيين إلى مؤيدين لمجلس النقابة وخصوم له، وبدلا من تجاهل حصار عناصر مأجورة للنقابة وتوجيه إهانات للصحافيين وتحقيرهم، وبدلا من صياح إحدى النائبات في البرلمان للمطالبة بذبح الصحافيين، وبدلا من اشتغال الرأي العام بقضايا بعيدة تماما عن المشكلات المعيشية اليومية للمواطنين وتحسين نوعية حياتهم، وبدلا من شن حملة كراهية ضد الصحافيين والإعلاميين والقيام بحملات تحريض لتشويه دورهم، وبدلا من الإساءة إلى رئيس الجمهورية والزج به في الأزمة، عن طريق دفع المأجورين لحمل صوره والهتاف له على نحو يخلق انطباعا كاذبا بأن من يحتشدون داخل النقابة إنما هم خصوم للرئيس (الأمر الذي يكشف عن غباء مطلق وتهافت مرضي) بدلا من الحماس المفرط في تصعيد الحملة ضد نقابة الصحافيين ينبغي إعادة النظر في أخطاء وتجاوزات عديدة سابقة ألحقت ضررا بوحدة الصف الوطني، وأساءت إلى سمعة مصر في توقيتات غريبة، وحاولت التشويش على قضاياها الكبرى والحيوية، بل وتهميش المعركة الرئيسية ضد الإرهاب والتطرف فإن التراجع عن الخطأ والاعتراف به، يضع حدًا للأزمة التي صنعها الخروج على القانون في التعامل مع نقابة الصحافيين ويقطع الطريق على هؤلاء الذين جاءت هذه الأزمة لتحيي الأمل في نفوسهم بإمكان الانقضاض على الوطن والأمة والمؤسسات والنقابات والدولة».
شيوخ المهنة وحدهم يملكون الحقيقة!
وقد تعرض شيوخ المهنة إلى هجوم عنيف يوم الثلاثاء في «المقال» من زميلنا وصديقنا الكاتب وكبير المترجمين السابق في هيئة الأمم المتحدة محمد الخولي بقوله: «يتعامل المشايخ باعتبار أن من دونهم ليس من حقهم الكلام، وأنهم يملكون الحقيقة الكاملة وليس من حق أحد مراجعتهم. يقول نقيب الصحافيين الأسبق والرجل الشيخ في اللقاء الذي استضافته «الأهرام» أول من أمس، أنه ليس من حق نقابة الصحافيين أن تملي قراراتها على مؤسسات الدولة الأخرى، أو على المؤسسات الصحافية مثل قراراتهم بتسويد صفحات الجرائد ونشر صورة وزير الداخلية بـ«النيجاتيف» ورفض مقابلته ويرفض الرجل أن نذكره بوقائع اتخذت فيها مواقف شبيهة بتلك المواقف، ولم يخرج شيخ من الشيوخ وقتها ليقول بأن هذا ليس عملا نقابيا، مثلا في سنة 1951 عقدت نقابة الصحافيين جمعية عمومية بحضور كل أصحاب الصحف ومحرريها رفضا لتعديلات قانونية طرحها عضو مجلس النواب الوفدي استفان باسيلي، يريد بها تغليظ عقوبات النشر في «قانون العقوبات» ويريد بشكل واضح حظر نشر أخبار السراي، أو أحد أفراد الأسرة الملكية، إلا بعد موافقة من الديوان الملكي، اجتمعت الجمعية وقررت احتجاب الصحف المصرية يوما احتجاجا على التعديلات، ومع الموقف الموحد للصحافيين ونقابتهم اضطر باسيلي إلى سحب المشروع. هذا الأمر حدث أيضا في أزمة قانون 93 لسنة 1995 الذي وقفت فيه النقابة موقفا صامدا ضد القانون الذي تم تمريره بليل، وغضبت النقابة واجتمعت جمعيتها العمومية وعبرت عن غضبها وأعلنت عددا من القرارات الاحتجاجية، وانتشرت الرايات السوداء حدادا على حرية الصحافة على جدران النقابة، بل واحتجت صحف «الوفد» و«الشعب» و«الأحرار» يوم الجمعة 2 يونيو/حزيران، واحتجت صحيفة «الحقيقة» يوم السبت 3 يونيو، واحتجت صحيفة «الأهالي» يوم الأربعاء 7 يونيو، وفي النهاية انتصر الصحافيون وألغوا هذا القانون، ولم يخرج وقتها بالتأكيد من يقول بأن هذه التصرفات ليست من حق النقابة، كما يقول شيخ المهنة مكرم محمد أحمد ومن معه الآن، معتقدين أنهم وحدهم يملكون الحقيقة بل ووحدهم فقط هم من يملكون الحق في الدفاع عن النقابة بالطريقة التي يرونها أنسب، بينما غيرهم هم مجموعة من المتهورين والمتآمرين على النقابة والدولة أيضا».
علاء عريبي: سندعم مجلس نقابتنا في محنته
وفي يوم الثلاثاء نفسه وفي عموده اليومي في «الوفد» (رؤى) شن زميلنا علاء عريبي هجوما مماثلا ضد ما حدث في «الأهرام» من شيوخ المهنة بقوله: «بدون تفكير وبدون مقدمات نرفض تماما محاولة البعض في جريدة «الأهرام» شق الصف الصحافي، ونرفض كذلك كل ما صدر عن اجتماع من أطلقوا على أنفسهم اسم «الأسرة الصحافية» أو اسم «تصحيح المسار». ونقول للجميع لن نترك أجهزة الأمن تحدد مصير مجلس نقابتنا الذي انتخبناه نرفض بعض قراراته وبعض سياساته، ونرفض أفكار بعض شخصياته، لكننا سندعمه في محنة اقتحام النقابة، وسنتصدى لمن ينفذون تعليمات الأجهزة ومن يحاولون فرض وصاية على المجلس وعلى الصحافيين بشكل عام، ونرفض كذلك من يحاولون تحقيق مكاسب رخيصة على حساب وحدة الصحافيين، وأيضا من يسعون لاستغلال محنة النقابة للتقرب من النظام واصطياد فرص لم ولن تحققها قدراتهم. بعض الزملاء رغم أنهم كبروا وشاخوا وقارب بعضهم سن التقاعد وتخطى البعض الآخر سن الشيخوخة للأسف لم يتعلموا من السنوات والعمر الذي مضى بأنهم مجرد أبطال لحظة».
إزالة الغشاوة عن العيون
ولأن زميلنا وصديقنا في «الأهرام» صلاح منتصر من هؤلاء الشيوخ الذين حضروا مؤتمر «الأهرام» فقد أوضح في يوم الثلاثاء أيضا في عموده اليومي «مجرد رأي» موقفه بالقول: «هناك اتهام من البعض بأن اجتماع «الأهرام» الذي أدى إلى انقسام في الأسرة الصحافية وربما جرى ذلك لبعض الوقت، ولكنه ضروري لتنبيه التيارات التي تصورت أنها امتلكت توجيه الصحافة حسب رؤيتها التي تم كشفها مما استدعى وقفة شجاعة تزيل الغشاوة عن العيون وتصحح ما فهمه الرأي العام بالخطأ عن الأسرة الصحافية».
لم شمل الصحافيين
أما آخر من كتب عن شيوخ المهنة فهو زميلنا وصديقنا حمدي رزق بقوله في اليوم التالي الأربعاء في مقاله الأسبوعي في جريدة «الأخبار»: «محباً لشيخي ومعلمي الأستاذ مكرم محمد أحمد أرجوه مخلصاً أن يعمد إلى لم شمل الصحافيين الذين تفرقوا شيعاً وأحزاباً في نقابتهم العريقة. الأستاذ مؤهل لهذا الدور بحكم المهنة علّم أجيالاً الخبرة، هو خبير بالعمل النقابي واحتلت النقابة قسماً من وجدانه، كان نقيباً معتبراً ولا يزال من النقباء المحترمين الذين رسموا صورة النقابة كمؤسسة وطنية قِبلة للحريات، وبحكم السن كبير سناً ومقاماً اشتعل الرأس شيبا في دهاليز بلاط صاحبة الجلالة كل الأنظار ترنو إليه حكيماً».
|
|