(نحن ما ناس نعمة)...بروفسور شريف فضل بابكر يقرر ترك جامعة الخرطوم

09:13 AM May, 04 2016

سودانيز اون لاين
Zakaria Fadel-Al-Ain UAE
مكتبتى
رابط مختصر

في اوائل عام 1997 وعندما انهيت دراستي بجامعة غلاسكو باسكتلندا قررت الرجوع للسودان.....
كان شريف فضل و منزله واسرته..بمثابة منزل واسرة لي في الغربة....
وقتها جاءني شريف و اخبرني بأنهم سيقيمون دعوة غداء متأخر ( Dinner ) بمنزل اخ سوداني كان يستضيف ثريا سعوديا (كفيله) وهذا الغداء على شرفنا نحن الاثنين (انا و السعودي)...
ما لم يخبرني به شريف....هو انه (والاخ السوداني صاحب المنزل) قد تناقشا في امر عودتي..وقررا انه قد يكون من الاصلح لي ان اذهب للسعودية وان كفيل الاخ السوداني قد يساعد في الامر
عندما جئت للدعوة ..وبعد تناول الطعام الطيب...ضمتني غرفة منفصلة مع الاخ السعودي و شريف والاخ السوداني....دار الحديث حول مستقبلي...العمل..الزواج....الخ
ثم دلف السعودي مباشرة الى الموضوع.....وانتهى الامر باصراري على العودة للسودان...
عند العودة للسودان..ساءت احوالي المادية جدا جدا (خاصة وانني كنت قد التزمت في حياتي بالابتعاد عن كل مال او مصدر دخل تبدو فيه شبهة)...
بدأت في سرد احداث تلك الدعوة لكل من يرثى لحالي من الاصدقاء في السودان...معلنا انني لست (وش) نعمة...حاول صديقي العزيز شريف اسباغها عليّ....
تمر السنون لاكتشف انه لست انا وحدي الذي ليس مؤهلا (للنعمة).....بل تشاركني في الامر جامعة الخرطوم ايضا......

(يتبع)

فقبل ست سنوات أو أكثر...عاد شريف للسودان ملتحقا بالعمل بقسم الهندسة الكهربائية....
وشريف بالمناسبة يحمل تخصصا جديدا في هندسة الالكترونيات....وله تجربة ثرة في البحث في ذاك المجال اكتسبها من فريق اكاديمي متميز بجامعة غلاسكو انضم اليهم باحثا بعد إكماله الدكتوراة
ومن شهود عيان (طلبة وقتها بالجامعة) نقلوا لي صورة مشرقة جدا (كنت وقتها قد غادرت السودان) عن تأثير شريف في الكلية و القسم
وعن قرب شريف الشديد من الطلاب وتفانيه في نشر ما يملكه من معرفة و علم ليس فقط لطلاب جامعة الخرطوم بل ايضا الطلاب في الجامعات المجاورة

والله البلد بقت طاردة
والحمدلله الباقي عليك باقي على اغلبية الشعب السوداني
لكن تقول شنو بس
المهم مافات شي والتجربة بتوريك
النعمة ماقروش الصحة والعافيه والعقل والدين دي كلها نعم
ومادام انت عندك مبادئ دي براها نعمه

ما يؤلم في مغادرة شريف للجامعة هو انها تمثل ضربة موجعة لمسيرة التغيير في الجامعة نحو الأفضل
فمما لاشك فيه ان التغيير في مسيرة التعليم العالي تخطو ببطء شديد
ودعنا نعترف ان كل مؤسستنا التعليمية يمكن تصنيفها بأنها Teaching institutes بدلا من ان تكون ايضا Research institutes
شريف بما يملكه من قدرات و خبرة كان قادرًا على تقوية جانب البحوث بالجامعة وقد بدا فعلا هذه المسيرة.
ولكنها أجهضت الان و للأسف.

خالص التحايا لك اخي صادق

ناس ذي شريف دا هم الذين يعول عليهم لتقدم اليلد وازدهارها ...بس لانعرف عنة شيئا ...فايريت يعتي لو تدينا سيرة لحياتو العلمية والعملية للتعريف والمساعدة اذا لزم الامر ..

تحياتي أخي زكريا،


حكايا توجـــــــــع القلب ...

فيا ترى كم فقدت بلادنا من أمثال بروفيسر شريف؟


كان الله في عون بلادنا التي استشرت الغرغرينا في مفاصلها..

التحية لبروفيسر شريف ولكل الذين رغبوا في تسخير علمهم وخبراتهم لهذا البلد المعيون...

خالص التحايا للأخوين محمد ابراهيم و نصر الدين عثمان
ما يهم في سيرة اخونا شريف بالنسبة لهذا البوست هو ما فعله في قسم الهندسة الكهربائية جامعة الخرطوم
شريف بعد حصوله على الدكتوراه ( والتي كان قد نشر خلالها عدة أوراق علمية) انضم لفريق البحث العلمي في مجال تخصصه بجامعة غلاسكو
هذا الفريق كان بمثابة ( مصنع بحوث) كما يقال في دهاليز الجامعات
يقوم فيه كبير الباحثين بتدريب عدة أشخاص ( فوق الدكتوراة ) والذين يقومون بدورهم بالاشراف الفعلي على طلاب الدكتوراة و الماجستير تحت لواء كبير الباحثين
وبالتالي يتمكن الفريق من نشر عدد كبير من الأوراق في وقت وجيز
وهذا بالضبط ما أتيح لشريف ان يفعله. فقد نشر كثيرا وأصبحت لديه خبرة جيدة جدا في اجراء البحوث و نشرها
وعندما انضم لجامعة الخرطوم ( وهو بالمناسبة احد ابنائها) خطا خطوات واضحة و ملموسة جدا في هذا المجال
لم تستفد من جهده جامعة الخرطوم وحدها بل عدة جامعات اخر
وهو جهد في اعتقادي يستحق التوثيق