صراع الهويات

06:54 AM April, 29 2016 سودانيز اون لاين
aydaroos-الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر
الهوية مركبة وويمكن أن يتم تفكيكها لوحدات لا نهائية، فمثلاً هناك سوداني، دنقلاوي، خريج جامعة الخرطوم، من السليم، ذي ثقافة عربية إسلامية ...الخ ..الخ. الهوية المعينة تظهر دون سواها من الهويات في الهوية المركبة كإستجابة لتحدي خارجي سواء إن كان يمثل تهديداً أو نفعاً.
الهوية تعبير عن إنتماء لجماعة ما ، بدأت مع بزوغ فجر الإنسانية والمؤسسات الإجتماعية الأولية وتميز بين نحن وهم.
الهوية غير إنها ترسم ملامح الجماعة وتحدد الحدود بينها وبين الآخرين، فمحتواها المادي هو مصالح الجماعة المعينة في الصراع الإقتصادي الإجتماعي.
الهوية هى تعبير (ذاتي) عن الجماعة، يمدحهم بكل الصفات الحميدة التي يظنون إنها تشبههم، والهوية تكون مدعومة بأسطورة الجماعة التي تحكي القصص التاريخية والتجارب التي تؤكد هويتهم وإتساقها والتي بموجبها نالوا مكانتهم عبر التاريخ.
الهوية الكبرى التي تحتوى كل الهويات الجزئية تسود في حالة التهديد الخارجي للجماعات التي تضمها هذه الهوية، ولكن في حالة الصراع الداخلي تنحاز كل جماعة للهوية الجزئية وترفعها علماً في المعركة.
الهوية تبنيها وتصينها وتخلق أسطورتها وتدافع عنها المؤسسات الإجتماعية الإقتصادية، لأن الهوية تساهم في إنتاج وإعادة إنتاج نصيب المؤسسة من الناتج الإقتصادي في المجتمع بل وتسهم في إقناع أفرادها والمجتمع بضرورة وجود وإستمرار المؤسسة.
الكلام دا كلو كتبتو عشان داير أصل لي كلام محدد: (صراع الهويات لا ينتهي وأبدي ودائم، ولذا من يتبناه كرؤية للصراع يتبنى رؤية لن توصله لأي حل. قل أن الهويات المسودة إنتصرت في الصراع، غداً ، بل الآن وفي خضم الصراع ستنقسم هذه الهويات لهوياتها الجزئية وفيها هويات سائدة وهويات مسودة، وهكذا الى ما لانهاية، ولن تنتهي الحرب أبداً).
حل مشكلة الهويات هو في الأساس حل لمشكلة الدولة والمؤسسات الموجودة في نظامنا الإقتصادي الإجتماعي. بدولة المواطنة يتم رفع صراع الهويات الجزئية للإندماج في الهوية الكلية، وبتفكيك وتركيب المؤسسات الإقتصادي الإجتماعية وإتاحة الفرصة لأي سوداني أراد الإنضمام لها أن يفعل، بفتح المؤسسات بديمقراطية امام السودانيين، وبالعلمانية تبعد الدولة نفسها من الإنحياز لرؤية دينية او ثقافية وتعامل مواطنيها بالتساوى وتترك الصراع ليدور سلمياً في المجتمع، وبالإقتصاد ذي التوجه الإجتماعي الذي يحقق العدالة، ويرفع عن المواطن مشكلة الفقر والجهل والمرض والجوع والعطش والسكن، ويحقق له القدر الإنساني من الرفاه .

ومن بعد، هل سينتهي صراع الهويات، وهل سنتوحد في هوية جامعة؟ لا بالطبع، فكما ذكرت أعلاه ، الهوية مركبة ولا نهائية وتعبر عن مصالح الجماعات والمؤسسات الإقتصادية الإجتماعية في المجتمع وتظهر الهويات الجزئية في خضم الصراع الإجتماعي الإقتصادي، لذا لن ينتهي صراع الهويات، ولكنه سيكون صراع سلمي ديمقراطي.

الأخ عيدروس
لما قريت العنوان قلت يا ساتر..لأنه الموضوع دسم و أكاديمي بحت. كونه يتكتب في ‏منبر عام ؟ لكن لما قريت.‏
لقد طرحت موضوع مهم و دسم وإن كان النقاش حوله محتكر في الفضاءات الاكاديمية ‏و لدى القليل من السياسيين.
و لا يزال موضوع جدل لم يصل إلى نهايته، بل و و مفتوح ‏على كافة الأصعدة.
لذلك استغربت في البداية أنك تطرحه في منبر عام ليس متخصص. ‏
و لكن حين قرأت طرحك وجدت إنك استطعت بذكاء تنزيل الفكرة من فضاء الجدل ‏الأكاديمي إلى ربطه بواقعنا السياسي.‏
فقط لدي تعليق أو وجهة نظر:‏
أنت طرحت السؤال التالي:‏
‏( هل سينتهي صراع الهويات، وهل سنتوحد في هوية جامعة؟ لا بالطبع،)‏
و شرحت أو بررت الإجابة بالنفي( الهوية مركبة ولا نهائية وتعبر عن مصالح ‏الجماعات والمؤسسات الإقتصادية الإجتماعية في المجتمع وتظهر الهويات الجزئية في ‏خضم الصراع الإجتماعي الإقتصادي،
لذا لن ينتهي صراع الهويات،....).‏
فعلا صراع الهويات لن ينتهي لانه شيء ملازم لأي إنسان. و لكن من خلال الوعي ‏بأبعاد و مفهوم الهوية و وظيفتها و حدودها و كذلك مخاطر توظيفها من جانب ‏السياسيين
( و هو أخطر شيء) هو بمثابة إبطال فتيلة التفجير و ستكون ‏الهويةبالعكس عامل فعال.لأن الهوية ليست كلها ضرر أو سوء.‏
و في الختام لك مودتي ‏

الصديق محمد عبدالله الحسين

Quote: فعلا صراع الهويات لن ينتهي لانه شيء ملازم لأي إنسان. و لكن من خلال الوعي ‏بأبعاد و مفهوم الهوية و وظيفتها و حدودها و كذلك مخاطر توظيفها من جانب ‏السياسيين ( و هو أخطر شيء) هو بمثابة إبطال فتيلة التفجير و ستكون ‏الهويةبالعكس عامل فعال.لأن الهوية ليست كلها ضرر أو سوء.‏

أولاً شكراً الشكر والتقريظ
وصحيح إن الهوية ليست كلها ضرراً أو خيراً، وممكن نقول إن الهوية هى تعبير متعدد الأبعاد عن الفرد والجماعة في مواجهة الآخرين أفراداً وجماعات.
وصحيح إن من يستخدمون الهوية في قهر ونهب وتقسيم الشعوب خطر على مصلحة العيش المشترك بين مجتمعات الشعب السوداني.
ومن يستخدمون الهوية لمحاربة هؤلاء يقعون في فخ القاهر والناهب، لأن هويتي مقابل هويتك ليست الحل، بل الحل أن نرفع هويتك وهويتي الجزئية لهوية أعلى تستوعبنا جميعاً، وأن نحارب القاهر الناهب معاً، ونصلح الدولة والمؤسسات التي تتيح الإستعلاء العرقي والديني والإقتصادي، التي تتيح الإستعلاء الهوياتي.
وزي ما قلتا انا فوق صراع الهويات لن ينتهي ولكنه سيكون صراع سلمي ديمقراطي
شكراً ليك

الأخ عيدروس
فيما يتعلق بموضوع الهوية هناك إسهام فعال من فريدريك بارث حول الهوية و هو ‏موضوع الحدود أو التخوم التي يرسمها الشخص في مخيلتهK من خلال تحديد من هو ‏‏(نحن و من هم الآخرون. ور غم إنه قدم هذا التصور عام 1969 إلا أنه لا زال ‏يستخدم في تفسير علاقة المجموعات الإثنية مع بعضها غيرها من الجماعات.‏
و قد أوحى إلى ذلك إن احاول استخدام فكرة الحدود الإثنية في الواقع السوداني تاريخياً ‏(لفترة المهدية ) للتعرف على العلاقات بين المكونات الإثنية و القبلية المختلفة خلال تلك ‏الفترة،
و تأثيرها على مجريات الأحداث السياسية و الاجتماعية، و بالتالي إسقاط ذلك على ‏المستقبل. إلا أنني لم اكمل هذا العمل لاسباب عدة.‏
لك مودتي

جميل شديد الصديق محمد عبدالله الحسين
هناك كتاب سودانيين كتبوا في الفترة الأخيرة عن الهوية والصراع الإجتماعي الإقتصادي في السودان، حاول تفتش ليهم

برضو انا استقدتا كتير من كتابات ناس كتار البتذكرو منهم (كلود ليفي شتراوس) وبالذات الفكر البري أو الفكر البدائي، هاك رابط لكتبه

http://download.kutub-books.com/tag/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%83%D9%84%D9%88%D8%AF-%D9%84%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%88%D8%B3/http://download.kutub-books.com/tag/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%83%D9%84%D9%88%D8%AF-%D9%84%D9%8A%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%88%D8%B3/

شكراً أخي عيدروس
و ارجوان تستمر في عرض موضوع الهوية لاهميته

حل مشكلة الهويات هو في الأساس حل لمشكلة الدولة والمؤسسات الموجودة في نظامنا الإقتصادي الإجتماعي. بدولة المواطنة يتم رفع صراع الهويات الجزئية للإندماج في الهوية الكلية، وبتفكيك وتركيب المؤسسات الإقتصادي الإجتماعية وإتاحة الفرصة لأي سوداني أراد الإنضمام لها أن يفعل، بفتح المؤسسات بديمقراطية امام السودانيين، وبالعلمانية تبعد الدولة نفسها من الإنحياز لرؤية دينية او ثقافية وتعامل مواطنيها بالتساوى وتترك الصراع ليدور سلمياً في المجتمع، وبالإقتصاد ذي التوجه الإجتماعي الذي يحقق العدالة، ويرفع عن المواطن مشكلة الفقر والجهل والمرض والجوع والعطش والسكن، ويحقق له القدر الإنساني من الرفاه .

ومن بعد، هل سينتهي صراع الهويات، وهل سنتوحد في هوية جامعة؟ لا بالطبع، فكما ذكرت أعلاه ، الهوية مركبة ولا نهائية وتعبر عن مصالح الجماعات والمؤسسات الإقتصادية الإجتماعية في المجتمع وتظهر الهويات الجزئية في خضم الصراع الإجتماعي الإقتصادي، لذا لن ينتهي صراع الهويات، ولكنه سيكون صراع سلمي ديمقراطي.

الهوية مركبة ولا نهائية وتعبر عن مصالح الجماعات والمؤسسات الإقتصادية الإجتماعية في المجتمع وتظهر الهويات الجزئية في خضم الصراع الإجتماعي الإقتصادي، لذا لن ينتهي صراع الهويات، ولكنه سيكون صراع سلمي ديمقراطي.

فوق