CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أكبر أساطيل طائرات الرش الزراعي في أفريقيا

CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أكبر أساطيل طائرات الرش الزراعي في أفريقيا


04-20-2016, 11:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1461190766&rn=0


Post: #1
Title: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أكبر أساطيل طائرات الرش الزراعي في أفريقيا
Author: محمد بشير عبادى
Date: 04-20-2016, 11:19 PM

10:19 PM April, 21 2016

سودانيز اون لاين
محمد بشير عبادى-السودان/ولاية الخرطوم/أمبدة
مكتبتى
رابط مختصر

قال علي عثمان محمود، مدير العلاقات العامة لدى “مجموعة صافات” السودانية للطيران، إن الشركة التي تنشط منذ سنوات في قطاع الطائرات العاملة بالقطاع الزراعي،
عرضت منتجات جديدة مؤخرا بينها مروحيات تستخدمها الشرطة للمراقبة وتطبيقات دفاعية أخرى بمجال الصواريخ والقنابل الذكية.
وقال محمود، في حديث لـCNN بالعربية: “مجموعة صافات للطيران السودانية هي مجموعة متخصصة في مجال صناعة الطيران بكافة أنواعه، فهذه المجموعة أسست في السودان في عام 2004،
وبدأت صناعة الطائرات في عام 2009، وصناعة أول طائرة سودانية هي ’صافات 01‘.”
ولفت محمود إلى أن المجموعة “تعمل في المجالات الأخرى التي تختص فيها صناعة الطيران وتشملها وهي مجالات صيانة الطائرات وترفيعها وإدامتها وكذلك مجال البحث والتطوير
وتعمل في مجال التشغيل من خلال شركات تعمل في هذا المجال في مجال الرش الزراعي ومجال خدمات النقل وتعمل المجموعة أيضاً في مجال التدريب من خلال أكاديمية متخصصة في علوم الطيران والهندسة.”
معرض البحرين للطيران الذي أقيم بالمنامة مؤخرا شهد وفقا لمحمود عرض أكثر من منتج للشركة، بينها طائرة “صافات 03،”
وهي طائرة سودانية الصنع وتُستعمل للتدريب الأساسي، وطائرة أخرى هي “صافات 02″، وهي طائرة مروحية صغيرة وتعمل الآن لدى الشرطة السودانية في مجال المراقبة الجوية ومجالات الخدمات مثل خدمات المسح الجغرافي.
وتابع بالقول: “ما يميزنا هذه المرة أننا نعرض تطبيقات دفاعية تحمل على الطائرات حيث طورنا أساليب دفاعية في مجال الصواريخ أرض جو والقنابل الذكية وهي ارض جو وكلها تطبق على مجال الطيران وتعمل كتطبيقات في هذا المجال.”
محمود لفت إلى النشاط الرئيسي لمنتجات المجموعة في مجال طائرات القطاع الزراعي قائلا: “مجموعة صافات للطيران تمتلك أحد أكبر أساطيل طائرات الرش الزراعي في أفريقيا
والآن نحن نساهم بشركة لرش ووقاية المحاصيل باعتبار ان السودان بلد زراعي والمحيط – أفريقيا والدول العربية – كله مهتم بهذا النوع من الخدمة.”
وشدد مدير العلاقات العامة بمجموعة صافات للطيران أيضا على أهمية الأكاديمية التي تديرها المجموعة لتدريب الطيارين وكذلك تاريخ القطاع في السودان قائلا: “السودان هو أحد الدول التي بكرت جداً في انطلاق أسطول من الطائرات وكان ذلك في العام 1945، فضلاً عن الطائرات التي استخدمت في سلاح الجو السوداني.”
وختم بالقول: “هذا الإرث الذي توفر للسودان من خلال امتلاكه تاريخياً لمعارف وعلوم الطيران وارتبط بأنه كان وما زال هو أحد الروابط المهمة جدا في العالم وبالذات في المجال الأفريقي هذا الأمر شكّل تحدياً للسودان في أن يديم السلامة وأن يعمل على ذلك وان تكون أجواءه آمن والمطارات آمنة.. مجموعة صافات في هذا المجال نالت تراخيص في مجال صيانة الطائرات وضبط السلامة الجوية من مؤسسات عالمية وتعمل مع سبع دول أفريقية الآن في مجال صيانة الطائرات.”

المنامة، البحرين (CNN) —

Post: #2
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: خالد حاكم
Date: 04-21-2016, 00:14 AM
Parent: #1

معقول دولة وصلت لمستوى انها تصنع طائرات وناقلها الوطنى لا تملك اكثر من طيارة ؟
هههههههههههههههههههه

Post: #3
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: Deng
Date: 04-22-2016, 09:17 AM
Parent: #2

محمد بشير عبادى

خليك صريح ووضح للناس بأنك تتحدث هنا عن طائرات(درون) أو للرش وهي لا تصلح للركاب.

صناعة الطائرات ما هملة.

Post: #4
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: إسماعيل ببو
Date: 04-22-2016, 10:55 AM
Parent: #3

الأخ محمد لك التحية
أول الغيث قطرة ومشوار الميل يبدأ بخطوة وأهم شئ أن يبدأ الإنسان في أي مشروع بعد دراسته ويخطأ ثم يصحح الخطأ ولا يحبط. وأي طريق يؤدي إلى النجاح لابد أن تكون به أشواك، ولكن صاحب العزيمة هو من يستمر.
فالنظرية تبدأ بالفكرة ثم التجربة ومن ثم تصل إلى النظرية.
والله أعلم
ببـــــــــو

Post: #9
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: محمد بشير عبادى
Date: 04-22-2016, 08:07 PM
Parent: #4

الأخ إسماعيل ببو مشكور كتير على كلماتك الطيبات وفعلاً مشوار مليون خطوة بيبدأ بخطوة والحمد لله تحقق الكثير في مجال صناعة الطيران السودان
يكفي فقط ما حققه في معرض دبي الفائت واليوم البحرين ونتمنى من الله مزيدا من التقدم
لك التحية

Post: #8
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: محمد بشير عبادى
Date: 04-22-2016, 07:58 PM
Parent: #3

يادينق طائرات الدرون بدون طيار البتتحدث عنها دي توجد 76 دولة فقط حول العالم بتصنعها، السودان من ضمنها
وده في حد ذاتو مفخرة للصناعة الوطنية السودانية دعك مما ورد في تقرير السي ان ان عن تصنيع طائرات الشرطة والمروحيات وطائرات الرش الزراعي
البيمتلك السودان منها الآن أكبر أسطول في أفريقيا.. التقرير لم يتحدث عن طائرات ركاب (راجع فيديو التقرير المصور النزلوا الأخ فرانكلي في مداخلته هنا).

Post: #7
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: محمد بشير عبادى
Date: 04-22-2016, 07:54 PM
Parent: #2

إنت عايز يا أخ خالد حاكم من أولها كده يصنعوا طائرات جامبو وايربص ذات سعات كبيرة للركاب؟؟!!
الحصل ده إنجاز كبير بشهادة غير السودانيين.

Post: #5
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: Frankly
Date: 04-22-2016, 11:31 AM
Parent: #1

شكراً أخي محمد عبادي

شكراً على إيراد الخبر

هكذا أوردت CNN العربية الخبر


مجموعة "صافات".. أسطول طائرات صنع السودان يحمي الحدود ويعالج المحاصيل.. وأمل للمستقبل



الفيديو بالمصدر



Post: #6
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: Frankly
Date: 04-22-2016, 11:34 AM
Parent: #5



http://arabic.cnn.com/business/2016/04/18/bs-180416-saffat-aviation

Post: #10
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: محمد بشير عبادى
Date: 04-22-2016, 08:13 PM
Parent: #6

مشكور ومأجور بإذن الله أخي فرانكلي على إيرادك رابط الخبر وإنزال فيديو التقرير المصور للسي إن إن حول صناعة الطيران في السودان.

Post: #11
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: محمد بشير عبادى
Date: 04-23-2016, 09:28 PM
Parent: #6

سودانا فوق

Post: #13
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: Mahamed Eltaze
Date: 04-23-2016, 10:08 PM
Parent: #5

الأخ فرانكلي
Quote: مجموعة "صافات".. أسطول طائرات صنع السودان يحمي الحدود ويعالج المحاصيل.. وأمل للمستقبل

خليتوهو دفاع النظر كويس طياراتكم دي لو جوكم
طافين نور بيشوفوها وله بكونو في صلاة العشاء

Post: #12
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: Mahamed Eltaze
Date: 04-23-2016, 09:57 PM
Parent: #1

الاخ محمد بشير
لمن بتكلم عن تغمة سياسيه فاني اعي ما اقول
قبل الاستقلال ايام ملك مصر والسودان وبعد نزول
الملك بي اسبوع تم احتفال بي انتاج اول طائرة رش
بي انتاج كامل 100% في مصر - سودان و مصر كانت
وفي خمسينات القرن الماضي كان عندك ترام بيشتغل بي كهربا
وكان في ستينات القرن الماضي اسطول سودان ايرويز اكبر واحدث من
مصر للطيران واهدت الخطوط الجويه الاثيوبيه طيراتين عشان يشتغلو لانو
ماكان عندهم ولا طياره
وكان في تصنيع وتجميع لي لوري سفنجه في بورسودان
وكان عندك سكه حديد ومشروع الجزيره وكان وكان
تونس الليله بتجمع لي طيرات الايربص وعندهم حق لي تصنيع
بعد كم ما عارف الزمن طال
اثيوبيا الكان السودان بالنسبه ليها دولة عظمي الليله
انت قاعد تحت حماية الجيش الاثيوبي
اواصل ليك وله كفاك
في لاقتك صلاة جمعه مقسومة الناس درجات امش شوفه

Post: #14
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: محمد بشير عبادى
Date: 04-23-2016, 10:20 PM
Parent: #12

الأخ محمد التازي
القصة بدأت منذ اعلان الاستقلال.. المسؤولية تتحملها الطغمة الحالية كما وصفتها وبقية الطغم المشوا على خطوات المستمر ولم يؤسسوا لنا سوداننا الذي نريد
كنت قد كتبت مقالا في صحيفة الانتباهة يأتي في ذات سياق مداخلتك .. ارجو الاطلاع عليه في هذا الرابط
http://www.alintibaha.net/index.phphttp://www.alintibaha.net/index.php

Post: #15
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: محمد بشير عبادى
Date: 04-23-2016, 10:21 PM
Parent: #12

الأخ محمد التازي
القصة بدأت منذ اعلان الاستقلال.. المسؤولية تتحملها الطغمة الحالية كما وصفتها وبقية الطغم المشوا على خطوات المستعمر ولم يؤسسوا لنا سوداننا الذي نريد
كنت قد كتبت مقالا في صحيفة الانتباهة يأتي في ذات سياق مداخلتك .. ارجو الاطلاع عليه في هذا الرابط
http://www.alintibaha.net/index.phphttp://www.alintibaha.net/index.php

Post: #16
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: Mahamed Eltaze
Date: 04-23-2016, 10:28 PM
Parent: #15

الأخ محمد بشير
الطغمه الحاكمة منذ الاستقلال
غالبيتها حاكمه اليوم فلاتنسي ذلك
الصادق المهدي - الترابي - المرغني
هي الطغمه السياسيه الحاكمه منذ
الاستقلال وحتي اليوم نفس الفكر ونفس الشخصيات
مع اضافة بعد الدمي التي تتحرك من خلف الكواليس
الفرق الوحيد هو ان الطغمه وبعض الدومي قد سارع
جدا جدا وتيرة الانيهار في كل المجالات اخلاقي تربوي ديني اقتصادي سياسي
هي هذه الطغمه الحاكمة اليوم

Post: #17
Title: Re: CNN: طائرات صنع السودان تحمي الحدود ولها أك�
Author: محمد بشير عبادى
Date: 04-24-2016, 09:41 PM
Parent: #16

الأخ التازي هذا هو نص مقالي المنشور بصحيفة الإنتباهة.. نرجو أن تكون صناعة الطيران في السودان بداية للإستثمار في العقول السودانية وهذه بداية النهضة الحقيقية
Quote: الإستثمار في العقول.. أقصر الطرق إلى النهضة..محمد بشير عبادي*

تقييم المستخدم: / 3
سيئجيد
التفاصيل
نشر بتاريخ الخميس, 11 شباط/فبراير 2016 14:28
أثناء جلوسنا على جانب إحدى ردهات المستشفى الفندقي الأنيق في العاصمة الأردنية عمان، سألت مضيفي المدير الطبي للمستشفى، ما سر التفوق الأردني في مجال الطب؟ وما سر الوصفة السحرية هذه التي جعلت من الأردن رائدة في ما يعرف بـ«السياحة العلاجية»؟ كان رده في غاية البساطة «وصفتنا تكمن في استقطاب العقول المبتكرة في مجال الطب وفي استيراد أحدث الأجهزة والمعدات الطبية».. هذا ما جعل الأردن قبلة لكل من استعصت عليه مداواة علته في بلده وهو ما يدر عليهم ملياري دينار سنوياً تمثل حجم الاستثمار في المستشفيات الأردنية الخاصة فقط، والتي توفر بدورها ما يزيد عن ثلاثين ألف وظيفة... إنه «الاستثمار في العقول».
الإمارات العربية المتحدة استخدمت عائدات النفط «تم اكتشافه في أوائل الستينيات من القرن الماضي» لجذب الاستثمارات العالمية والمحترفين المهرة ذوي الخبرة والعمال المهاجرين لتحقيق تنمية اقتصادية استثنائية في وقت قياسي، مما جعلها اليوم تعتمد في اقتصادها على بدائل غير بترولية كتجارة «الترانزيت» والسياحة والتي هيأت لها الدولة بنية تحتية متينة من موانئ بحرية وجوية وشبكات طرق ومجمعات سكنية وفندقية راقية ... إنه «الاستثمار في العقول».
المملكة العربية السعودية باحتياطيها النفطي المهول نجدها اليوم تتوسع في التعليم العالي بإنشاء عشرات الجامعات والمعاهد العليا على مستوى مناطقها المختلفة «الولايات» ندبت لذلك خيرة العقول من الدول العربية والأجنبية، وكان للسودان نصيب وافر من تلكم العقول المنتدبة، رصدت السعودية مبالغ ضخمة لهذه الثورة التعليمية لإقامة المنشآت والصرف على المرتبات العالية للأساتذة والمدربين، بهذا فهي تهيء المسرح «للاستثمار في العقول» البديل الأفضل والأنجح للثروات النفطية الآيلة للنضوب.
دولة مثل آيسلندا كانت حتى وقت قريب من أفقر البلدان الأوروبية، إذ كانت تعتمد في دخلها على صيد الحيتان وباستثمارها لعقول علمائها وخبرائها في مجال الطاقة صارت من أغنى الدول في الشمال الأوروبي فقط من توظيف المياه، فآيسلندا تعتبر دولة نشطة جيولوجياً بوجود العديد من البراكين بها مثل بركان «هيكلا»، هذا النشاط البركاني جعلها تضم عدداً من «السخانات» أشهرها سخان «غيسر»، تم تسخير هذه السخانات مع العديد من الأنهار والشلالات في الطاقة الكهرومائية، هذا جعل معظم السكان يتحصلون على مياه ساخنة وتدفئة منزلية غير مكلفة، إضافة إلى الإمداد الكهربي فقد وظفت المياه هناك في المجال الطبي، إذ بالماء أمكن إيجاد أسلوب علاجي لكثير من الأمراض واستخدامات أخرى كثيرة، من الماء صارت آيسلاندا من الدول المتقدمة... إنه «الاستثمار في العقول».
ذكر أحد الخبراء الأمريكان في مجال الاقتصاد، أن «البترول سيصبح أرخص من الماء» على ضوء الانخفاض المروع في أسعار النفط هذه الأيام، حيث وصل سعر البرميل منه دون الثلاثين دولاراً، مما يحتم على الكثير من الدول حول العالم إيجاد البدائل ولا يوجد بديل سوى الاستثمار في العقول والذي سيكون خياراً مفضلاً للوصول إلى اقتصاد قائم على المعرفة وحتى يؤتي هذا الاستثمار ثماره، لا بد من التركيز على التعليم وتطويره في مختلف جوانبه الإبداعية والابتكارية ولا يتحقق ذلك إلا بتهيئة البيئة الجامعية ودعم البحث العلمي بإفراد الميزانيات الضخمة له ورعاية الباحثين أثناء مرحلة البحث وما بعدها بإنفاذ توصيات البحوث وتحويلها إلى مشروعات عملية لا دراسات نظرية محفوظة على أرفف المكتبات العلمية.
السودان فرصته كبيرة جداً للاستثمار في العقول، إذ لا حاجة له في استيراد عقول من الخارج، فلدينا موارد بشرية هائلة راهن عليها قبلاً المستعمر البريطاني منذ الوهلة الأولى لدخوله السودان، ففي تقريره الذي رفعه للورد «كرومر» المندوب السامي البريطاني في القاهرة سنة 1905م عن الأحوال المالية والإدارية في السودان، ذكر «ونجت باشا» حاكم عام السودان حينها، أن إنسان شمال السودان «دولة السودان الحالية» مؤهل للتطور المدني ويمكن أن يستخدم لأجل إرساء المدنية التي احتلوا السودان لإقامتها وذلك بفضل التعليم، فقد عرف أهل السودان التعليم المنتظم منذ السلطنة الزرقاء من خلال البعثات الدراسية إلى الأزهر الشريف إضافة إلى الخلاوي، وفي العهد التركي المصري في السودان كانت البلاد تعج بالعلماء و«الأفندية» الذين تخرجوا من الأزهر ومنهم من نال شهادة »«لعالمية» وعمل الكثير منهم موظفين في دواوين الحكومة.
أورد البروفيسور محمد إبراهيم أبوسليم «عليه رحمة الله» في سفره القيم «تاريخ الخرطوم»، أن جامع الخرطوم في عهد إسماعيل باشا أبو جبل «حكمدار السودان 1852م ــ 1853م» كان به مدرسون من الأزهر الشريف، والسودانيون كانوا يتناولون رواتب من الحكومة، وكان القضاة يعطون دروساً للجمهور، وقد أنشأ الأتراك المدارس الإبتدائية مثل مدرسة البعثة الكاثوليكية سنة 1843م ، افتتحها «الأب لويجي منتوري»، وكانت المواد التي تدرس بها هي الحساب والموسيقى والأشغال اليدوية واللغات العربية والفرنسية والإيطالية، كما أنشأوا المدارس الأهلية التي كانت تديرها نساء متعلمات مصريات في بيوتهن، تتعلم بنات الأهالي فيها التطريز والطبخ بالاضافة للمعارف المنزلية.
أما في مجال المدارس الأميرية «الحكومية» فقد أنشأ الأتراك مدرسة الخرطوم الإبتدائية «مكانها برج البركة الحالي شمال ميدان أبوجنزير في الخرطوم» وعينت «رفاعة بك الطهطاوي» ناظراً لها حيث غادر رفاعة وصحبه مصر في عام 1850م ولم تفتتح المدرسة إلا في عام 1853م، هذه المدرسة قامت فقط بخدمة ابناء المصريين وعملت لمدة تسعة أشهر ثم عادت واستأنفت العمل بعد مغادرة «»الطهطاوي» للسودان وكانت المدرسة من قسمين البراني «الخارجي» بالمصروفات، والداخلي بالمجان. وكانت المواد الدراسية هي اللغتان العربية والتركية والحساب والعلوم والهندسة، بلغ عدد طلابها نحو خمسائة من الجنسين، في عام 1880م أصدر «غردون باشا» حكمدار السودان قراراً بإغلاق المدارس الأميرية بدعوى أنها تجهد الخزينة العامة «هذا يدل على أنها أكثر من مدرسة واحدة».
هذا في العهد التركي المصري، أما في فترة المهدية فقد كان خريجو الأزهر يتسنمون الوظائف العليا للدولة، كقاضي القضاة وأمناء بيت المال «وزراء المالية» والكثير من الوظائف الكتابية.. كان للدولة المهدية نظام إداري مدني وعسكري محكم، ليس كما يظن الكثيرون أنها دولة غير منظمة مدنياً، بل كانت لها مؤسسات كالبريد والتلغراف والنقل وترسانة الاسلحة والمطبعة وغيرها من مؤسسات الدولة حسب واقع الحال وقتها«1885م ــ 1898م»، ليجيء الاستعمار البريطاني ويجد تربة خصبة لإنشاء مشاريعه الاستعمارية التي جاء غازياً لها من وراء البحار محطماً دولة مستقلة ذات سيادة بقوة السلاح، هذه القوة التي سقط جراءها أكثر من ثمانية عشر ألف شهيد، إضافة إلى أكثر من ثلاثين ألف جريح من الرجال الشجعان خلال ساعتين فقط «معركة كرري بدأت منذ السادسة وانتهت عند الثامنة من صبيحة الثاني من سبتمبر1898م».
أول خطوة قام بها المستعمر البريطاني بعد أن خضعت له البلاد عقب استشهاد الخليفة «عبدالله ود تورشين» في معركة أم دبيكرات «24 نوفمبر 1899م» وعقب ترسيم الحدود وتوقيع اتفاقية الحكم الثنائي، أول خطوة كانت الالتفات إلى التعليم لتخريج كوادر قاعدية مدنية تستخدم لإدارة دولاب الدولة وفق منهجهم الذي اخطتوه، فكان أن عمد «كتشنر باشا» قائد الحملة الاستعمارية «1896م ــ 1898م» وأول حاكم عام على السودان، عمد إلى استعطاف المجتمع الإنجليزي تخليداً لذكرى «غردون باشا» الذي قتل عند فتح الخرطوم على يد «الإمام محمد أحمد المهدي» «25يناير 1885م»، فكانت فكرة «كلية غردون التذكارية» التي جمعت لها التبرعات في وقت قياسي والتي بلغت في مجملها مائة ألف جنيه إسترليني «افتتحت كلية غردون التذكارية في الثامن من نوفمبر1902م»، لتنداح بعدها المدارس وتنتشر في كل بقاع السودان.
إن التعليم النظامي في السودان من العراقة بحيث أنه أقدم عمراً من بعض دول تعد اليوم دولاً غنية متقدمة، وقد أسهمت العقول السودانية في تأسيس تلكم الدول وإقامة نهضتها.
أما في جانب الموارد غير البشرية فلدينا موارد طبيعية «حقيقية» من مياه ومعادن وأرض بكر خصبة ومقومات مدنية راسخة، فقد عرف السودان الاتصالات الحديثة منذ وقت مبكر حيث دخل التلغراف السودان عام 1869م وبواسطته عرفت الرسائل الإخبارية القصيرة باكراً، فقد ذكر «نعوم شقير» في كتابه «تاريخ السودان»، أن «غردون باشا» كانت تأتيه أخبار أوروبا عبر خدمة إخبارية راتبة توفرها له وكالة «رويترز» وقد استمرت هذه الخدمة حتى ثلاثينيات القرن العشرين.. السودان عرف الكهرباء منذ العام 1908م كما عرف قبلها الترماج «افتتح خط الترام البخاري عام 1905م». والذي توقف عن العمل نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن العشرين.. السودان به أقدم وأكبر شبكة للسكك الحديدية في المنطقة العربية والأفريقية والتي بدأ إنشاؤها مع أول خطوة في طريق استعمار السودان«1896م»، كما عرف الكباري النيلية والطائرة باكراً «كوبري النيل الازرق 1910م، كوبري النيل الأبيض 1928م، أما كوبري المسلمية والحرية الطائرين فقد بنيا في عهد الرئيس إبراهيم عبود 1958م ــ 1964م» .. السودان به أكبر مزرعة في العالم «مشروع الجزيرة» تروى بالري الإنسيابي دون الحاجة لأنابيب مياه أو شق للجبال أو ترويض لأودية، السودان به ميناء بورتسودان البحري الذي بدأ استقبال السفن التجارية منذ العام«1909م» وقبله ميناء سواكن الذي تشهد آثاره اليوم على عراقته.. السودان يمتلك الكثير، إذ لا تسع هذه المساحة في هذا المقال لتعداد إمكاناته المهولة التي يعرفها الكثيرون. ولكن يبقى السؤال المهم، لماذا تخلف السودان عن ركب الأمم؟ وهو يملك كل أسباب الريادة المتمثلة في الإنسان والموارد والبنى التحتية العريقة؟
السبب في اعتقادي هو المشي على ذات الخطى التي مشى عليها المستعمر وقع الحافر على الحافر، رغم أنه خرج من بلادنا منذ ستين عاماً، فقد ترك لنا نظاماً للحكم ما زلنا نتشاكس ونتصارع حوله «ديموقراطية ويستمنستر» وترك لنا خدمة مدنية خلقها لتخدم مخططاته مستفيداً من مواهب أبناء السودان بعد ان قام بتدجين بعضهم «النخبة» وذلك بمنحهم الامتيازات والوظائف والمال وتعليمهم وتدريبهم وفق مرجعيات المدنية الغربية بغرض تغريبهم عن مجتمعاتهم المحلية التي أتوا منها، كل ذلك لأمد محدد انتهى بخروجهم من السودان «أعجب للذين يتباكون على ماضي الخدمة المدنية في السودان»، وقد نجح في ذلك وأصدق شهادة في هذا السياق، الشهادة التي أوردها الصحافي عبدالرحمن مختار «عليه رحمة الله» في كتابه «خريف الفرح» تحت عنوان «رفع العلم وسقوط الساسة»، إذ ذكر: «بدلاً من أن يفعلوا «يقصد الساسة السودانيين» ذلك الذي جاءوا بسببه وفوضوا شعبياً وكلياً من أجله انحرفوا بسفينة البلاد إلى قاع النيل عندما انحصروا في ذواتهم الفانية ومصالح أحزابهم ونوابهم، ولا غرو فقد انتفخوا وطالوا واشتدت سواعدهم وانتصبت أعوادهم وكبروا واغتروا وسعوا في الأرض مرحاً كأنهم بلغوا الجبال طولاً وعرضاً»اهـ، هذا وصف حي لأحد شهود ذاك العصر عن حال الساسة والنخب عقب الاستقلال مباشرة.. تكالب على قصعة الفتات التي رماها لهم المستعمر، إنهم ثمار غرسه الذي أشرنا إليه في متن هذا المقال والتي ظللنا نلوك حنظلها حتى يومنا هذا، لذلك كانت المحصلة الكئيبة، انهيار المشاريع الكبرى مثل الجزيرة والسكك الحديدية والطيران «أنشئت سودانير في الأربعينيات من القرن الماضي» والخدمة المدنية ...إلخ.
للخروج من وضعنا الحالي لابد من عمليات استئصالية لهذه العقليات العقيمة، ولابد من ثورات اجتثاثية في كل المجالات، ثورات تؤسس لإدارة رشيدة لمواردنا البشرية والمادية، إن ما فعلته ماليزيا قبل عقدين من الزمان يستحق الدراسة، فهي لم تكتف فقط بالاستعانة بالخبرات اليابانية ولكنها أيضاً ركزت على بناء أجيال وعقول محلية من خلال برامج تدريب لامست الاحتياجات الفعلية للدولة وابتعدت عن النظريات المعقدة.
إننا نريد إدارة تعمل على استقطاب العقول لا تصديرها للخارج خاماً كما يصدر «النبق» «على حسب التصريح المشهور لوزير المالية السابق»، إدارة تحفز وترغب المخترعين أصحاب الأفكار الخلاقة، لا إدارة تعمل على تهميش وتشريد المبدعين، إدارة ترعى أصحاب المبادرات، لا «الشلليات» وبطانات السوء من متملقين وانتهازيين ومتسلقين على أكتاف الأخيار.
يجب الاستثمار في العقول المحلية الشابة التي تشكل الغالبية.. وفروا لها الأمان الوظيفي والمعيشي وبيئة العمل الصالحة لتتفرغ للإبداع بضروبه المختلفة، ستنهض الدولة ساعتها ولو أنفقت ميزانيات مليارية مفتوحة لهذا الغرض، فهو في النهاية استثمار مضمون يؤتي أكله ولو بعد حين، لتنتهي سياسة «علوق الشدة» إلى الأبد، تلك السياسة المتخبطة قصيرة الأجل التي تريد نتائج عاجلة، عجلت بتخلف وطن كبير اسمه السودان.
* إعلامي وباحث