طيوريات فى الأدب الغنائي السودانى (١) ضرغام عباس الطيب

طيوريات فى الأدب الغنائي السودانى (١) ضرغام عباس الطيب


04-08-2016, 04:36 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1460129775&rn=0


Post: #1
Title: طيوريات فى الأدب الغنائي السودانى (١) ضرغام عباس الطيب
Author: ضرغام عباس
Date: 04-08-2016, 04:36 PM

03:36 PM April, 08 2016

سودانيز اون لاين
ضرغام عباس-
مكتبتى
رابط مختصر

ليه يا عصافير الخريف

خُضرة مشاعرى اشيلا صيف ......




فى المنظومة الكونية تشاركنا الحياة انواع شتى من الطيور بمختلف أنواعها و فصائلها و رتبها .. ترفل فى الفضاء لتملأه القاً و بهاءاً .. تُمارس ذات النشاط الإنساني فى سعيه الدؤوب نحو الرزق كسبب رئيس فى ضخ ماء الحياة داخل هاتيك الهياكل الناحلة .. فهى تنتظم فى حركتها تلك ذرافات و وحدانا .. تُمارس حميمة العلاقة على رؤوس الأشهاد وفق قانون الطبيعة الخالى من الرياء او الحياء.

تقدم دروساً و عبر و تنشر رسائل و حكم تعين الانسان على التعلم و الاقتداء كما فى درس ( الغراب ) - قال يا ويلتا أعجزت ان أكون مثل هذا الغراب فأوارى سؤة أخى -

و لها درس عظيم فى التوكل على الله فيما يتعلق بقضية الرزق - لو توكلتم على الله حق التوكل لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا و تعود بطانا .




شعراء القصيدة الغنائية ساروا فى استلهامهم تلك الإشارات نحو مقاصد و دلالات ركبوا فى سبيل الوصول اليها اجنحة الخيال لتتبع الطير فى حله و ترحاله .. فى حركته و سكونه .. و عايشوا لحظات ذاك النشاط فقدموا لنا نتاج خيالهم ادباً رفيعاً لامس اوتارى الحزانى و المهمومين .. و دقدق مشاعر الحب و الحنين فكان بلسماً للروح و اثراءاً للوجدان .




واسطة عقد طيورياتنا ( عصافير الخريف ) أبدعها المرهف ( اسحق الحلنقى ) لترفد المكتبة الغنائية بالياذة الشوق و الحنين التى خلدها الراحل ( محمد وردى ) بنغم شجىء و صوت ندىء لتتجدد الأسماع بتجدد الحنين و الأشواق .

فى سهل ممتنع و كتوطئة لما يبثه الشاعر فى رمزيته تلك دلف فى تقديم مباشر للقضية ( هجرة عصافير الخريف فى موسم الشوق الحلو .. هيج رحيلا مع الغروب احساس غلبنى اتحملو ) ... ثم سار فى تداعيات تناسب الحالة الوجدانية التى وصمها ب ( احساس غلبنى اتحملو ) فقال ( و كتمت أشواق الحنين داير الدموع يتقلو ) ....

القصيدة فيها رمزيه وسطية بلا عمق منفر و لا سطحية باهتة .. فيها مدعاة لاستلهام الشوق و الحنين من غير بنى الانسان .. و فيها لدغات الم الفراق و الرحيل و بكائية و شجن اليم طوع فيه الشاعر مفردات نصه الخالد فى توافقية طبيعية بين الطيور ككائنات مسافرة و بين الانسان الراحل عن وطنه .. فجاءت تسرية عاطفية نبيلة فسمت بالوجدان و ارتقت بالعاطفة ..




ليه يا عصافير ليه الضنى

صفقة جناحك اخزنا...

غائب السنين الليلة مالو

غنا العصافير غلبوا

طراهو زولاً كان ولوف

كم رضّا خاطرو و طيبو