بسم الله الرحمن الرحيم الوثــــائق
أفرد المؤلف فصلاً خاص بالوثائق التى حصل عليها من مصادره ،
واصفاً إياها بالإختراق الذى لاشك أنه سيزلزل الهيبة المصتنعة للأمن ،
وهى كما يقول قد بلغت ثلاثمائة وسبعة وخمسون وثيقة عمل على انتخاب واحد وخمسون وثيقة منها تتفق محتوياتها وموضوع الكتاب ،
وتمثل إختراق جهاز الأمن لكافة القوى السياسية والحركات المسلحة والكتل الطلابية
ويقول ( هو إختراق قد يدهش القارئ
نسبة لدقته الشديدة فى ما يوحى أن الأمن قد إستخدم تقنية عالية الحساسية ) !!!!!!!
فعلى مدار 137 صفحة من الكتاب ،
وتحديداُ من ( صـــ 259 ) الى ( صــ 396 )
يجد القارئ نفسه مضطراً لقراءة أحداث أقرب الى تغطيات الصحف منها الى تقارير الأمن ،
فغالب هذه الوثائق هى نشاطات لتلك الجهات ، تمارسها فى روتين أعمالها ولا يمكن بحال تصنيفها فى قائمة الأسرار والمعلومات الخفية ، ،
هى جهودها لا تحجرها على طالب ، بل يمكن لها أن تدفع لمن ينشرها للكافة حتى يعلم الناس حراكها ،
ولنأخذ أول عشرة وثائق على سبيل المثال
1/ إجتماع عضوية المؤتمر الشعبى ولاية سنار بأبناء قبيلة الفلاتة تناول التهميش الذى تعانى منه القبيلة
2/ إجتماع منظمة حزب البعث جامعة الجزيرة تناول الإعتداء على عضو المنظمة معتصم زكريا
3/ فشل اجتماع تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل
4/ إعتصام كلية المختبرات جامعة شندى
5/ إعتصام بكلية التكنولوجيا جامعة الجزيرة
6/ إجتماع طلاب الجبهة الشعبية بجامعة القرآن الكريم
7/ إجتماع القوى السياسية ولاية الجزيرة بدار الحزب الوطنى الاتحادى
8/ اجتماع حزب التحرير ولاية الجزيرة
9/ إجتماع مكتب طلاب حزب الامة بولاية الجزيرة
10/ الترتيب لتوزيع بيان من قبل الحزب الناصرى
( أكد الأستاذ الفاتح سليم أن حزبه سوف يصدر ...الخ )
حقاً أنها لن تقف عند إدهاش القارئ ، إنها تحبطه !!!!!!!
هذه هى شاكلة الوثائق التى عدها المؤلف فتحاً عظيماً
واعتبرها المصدر أسراراً قال أنه ضنّ بها على القناصل والسفارات بغية تمليكها للشعب السودانى
وأنه حملها فى كف والموت فى كف قاطعاً بها الصحارى والبحور حتى يجد لها متنفس ومستقر فى بلاد
( الفرنجة والديمقراطية ) أو كما قال ،
وما يمكن أن يلاحظه القارئ المتأمل
هو أن كل التقارير التى حواها الكتاب تقارير ( سردية)
وهذا عيب جوهرى فى كتابة التقرير ويقلل كثيراً من قيمتها الفعلية ،
فالتقارير يجب أن تكون قبل كل شئ تقارير ( تحليلية ) تساعد من ترفع اليه فى اتخاذ قرار ما !!
بخلاف ذلك وكما هو معلوم فالتقارير الأمنية لها تصنيفات معروفة تحدد درجتها ،
فليست كل التقارير الأمنية مما يمكن أن نطلق عليه ( سرى، سرى جداَ ، محظور )
وأكاد أجزم أن غالبية تقارير مصادر الكتاب من تلك التى لا ترقى حتى الى مستوى التصنيف
فتقارير الأفراد ( وهى صفة التقارير التى بين يدى القارئ ) تقارير روتينية سقفها الأعلى هو رؤسائهم المباشرين ،
فهى تقارير عديمة القيمة الأمنية ،
لا يترتب عليها قرار ولا تستلزم تحرك ،
هى باختصار تقارير فقط ( للعلم والإحاطة )
هذا من ناحية
ومن ناحية أخرى ، فنوعية هذه التقارير توضح قصر يد صاحبها ،
وأنها عاجزة أن تطول مكامن الأسرار ومستودع ( الملفات ) الثمينة
كم تمنيت أن عرض الأستاذ فتحى الضو هذه الوثائق على أيٍ من معارفه وأصدقائه الذين لديهم خبره فى مجال الأمن
وممن قاموا فعلاً بممارسته واستأنس برأيهم فى تصنيفها قبل أن يرسلها الى النشر ويخصها بأكثر من ثلث الكتاب ،