|
موقف في يوم وفاة الترابي يعبر عن المأساة التي سببها للوطن!
|
01:16 AM March, 06 2016 سودانيز اون لاين محمد عثمان الحاج- Toronto مكتبتى رابط مختصر اليوم الذي توقف فيه قطار تاريخ السودان لحظة ليعلن وفاة حسن الترابي كنت أمر فيه بموقف عصيب لابد أنه كان للترابي دورا فيه! كنت قد قفزت من سريري وهرعت مرتعبا وفي خاطري أن أنقذ أحد زملاء الغربة من التجمد بردا في أرصفة الشوارع الكندية بعد أن أصبح فجأة متشردا وهو في عمر تجاوز الستين، وكان سبب حدوث هذا الموقف أن شابا سودانيا في عمر ابنه يشاركه السكن كان يجمع الايجار ولايسدده لصاحب المبنى ويوهم صديقي المسن الذي كان يمر بظروف عصيبة بأن الإيجار تم دفعه.صديقي الذي تشرد فجأة رجل متخرج من جامعة أوربية بمهنة محترمة كان له مكانة مرموقة فيها أهلته لأن يأتي للقارة الأمريكية قبل زمن طويل ممثلا لدولة نفطية في مؤتمر علمي، بعد أن أجبرته الظروف القاسية على مغادرة وطنه للعمل في الخارج، وتم منحه اللجوء ليصبح لاحقا مواطنا، حاول العودة للاستقرار في السودان عدة مرات دون جدوى، ولم يتوفر له الوقت أو المال لكي يحصل على رخصة العمل في مجال مهنته في كندا وانتهى به الأمر للعمل في أعمال غير ماهرة وغير مستمرة بالحد الأدنى للأجور ليرسل ما يحصل عليه لعائلته، وهو يمثل جيلا من الأجيال العديدة التي ورثت أخلاقا سودانية نادرة من طيبة و كرم وشهامة وشجاعة وصدق وحسن أخلاق، والتي دمرت حياتها تماما بسبب سلسلة أحداث كان الترابي جزءا منها. الشاب الذي تسبب في مأساة صديقي يمثل جيلا آخر نشأ في كنف الانهيار الأخلاقي والديني الذي حدث بسبب سلسلة أحداث كان الترابي جزءا منها، انتهت بتحويل الدين الروحاني السوداني الموروث والذي كان هو مكارم الأخلاق إلى شئ شيطاني مخيف كالريح العقيم لايغادر شيئا مسه إلا تركه كالرميم، وانتهى بخروج أجيال سودانية جديدة محطمة روحيا وماديا وأخلاقيا. كانت دهشتي شديدة أن يأتيني خبر موت الترابي في يوم كهذا، يوم يمثل مأساة حياة أجيال من أهل السودان ضاعت تشردا واحباطا وأسفا وحزنا واكتئابا، وانتهت بخسارة الدنيا والدين، فكان الأمر مثار تأمل عميق بالنسبة لي. لن ألعن حسن الترابي ولكنني بكل تأكيد سوف لن أترحم عليه.
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: موقف في يوم وفاة الترابي يعبر عن المأساة � (Re: Abureesh)
|
للاسف ( جيل الانقاذ ) اذا جازت التسمية - وانا منهم - يختلف اختلافا كليا عن الاجيال السابقة جيل تربي في ظروف صعبة من كل النواحي .. ماديا الظروف الصعبة جعلته ( الرحمن طاير من قلبو ) دينيا اخلاقيا يري امامه الحاكم او المسؤول يسرق ويتحلل .. دينيا اخلاقيا الغش بالدين والتجارة به .. كل اهل الخيج يتحدوث عن جيل من السودانيين ويتحسرون علي اناس اعطوهم الثقة والامان وكانو عند حسن ظنهم . السبب بكل تاكيد الترابي وتلامذته تحياتي صاحب البوست وضيوفك
| |

|
|
|
|
|
|
Re: موقف في يوم وفاة الترابي يعبر عن المأساة � (Re: Mohd Ibrahim)
|
لك االشكر أخي محمد إبراهيم، بخلاف الزعيم الصيني ما زيدونغ فقد درس الترابي في دولة صناعية متقدمة، دولة وقفت أنا أمام نافذة في أحد قصورها عمرها يقارب الاربعمائة سنة متعجبا من إحكام صنعها ومتأكدا أننا في سودان اليوم لانستطيع انتاج أمثالها! كان يتوجب عليه أن يعرف فورا أن التخلف التقني هو مشكلتنا الأولى وأن حركة التجديد الروحي والثقافي التي نحتاجها هي تلك التي توجهنا في اتجاه تعلم الحرف والصناعات والتقدم العلمي ودراسة الرياضيات والعلوم، لكنه حين أمسك بخيوط الحكم حكم بعقلية شخص عاش في القرون الوسطى يظن أن على الناس حمل سيوفهم لمقاتلة طواحين الهواء كأنه لايعلم أن عصر السيوف انتهى قبل قرون. بنى ماو دولة صناعية وتحولنا نحن لما نحن فيه الآن!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: موقف في يوم وفاة الترابي يعبر عن المأساة � (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
Quote: لك التحية أخي حامد عبد الله الانهيار الاقتصادي الذي ترتب على وصول الترابي للسلطة واشعارات الدينية المتطرفة التي تطرح ويتم تطبيق ما هو عكسها والحروب العرقية المستعرة كل ذلك بلا شك تركت أثرها في نفس كل سوداني، وتركت أثرها على أخلاق الشعب السوداني، ولو كان هناك شعب كامل محتاج لعلاج نفسي بسبب ما مر به من ظروف عصيبة حسب مقاييس العالم المتقدم للصحة النفسية لكان ذلك هو الشعب السوداني. |
تسلم ومشكور للتعقيب اتفق معك تماما في التحليل اعلاه اختلف فقط بربط المسالة بالموقف بتاع الاخوان في صدر البوست٫ ربنا يحل مشكلاتهم ما نعرفه ان من الصعب يكون الشخص متسولا الطرقات في دول الويلفيرسيستم الا اذا اختار طواعة منه مشاكل عدم سداد الديون او تراكمها في الغرب كتيرة جدا وتوجد وسط كل المواطنين او المقيمين في الدولة وافدين او اصلين ولها اسبابها ومبرارتها ما عارف كندا بس اظن ممكن يصل الانسان الحد الفيهو يفقد السكن بس الدولة لازم توفر سكن بديل مؤقت مع تقديم خدمة او توفير خدمة المساعدة لان يتجاوز الفرد تلك المشكلة واعتقد هنالك قانون صارم لحماية خصوصية الفرد قد نتفق او نختلف في اسلوب حياة انسان لكن لا نملك حق محسابتو او ادانتو او التشهير بسلوكو لاختلافنا معاه او اعتقادنا انو الللايفسيستم بتاعو غلط ودوورد
| |

|
|
|
|
|
|
Re: موقف في يوم وفاة الترابي يعبر عن المأساة � (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
لك التحية أخي عبد الله، بالأمس شاهدت شريطا لأحد كبار فناني الحقيبة وهو على فراش الموت يحكي عن تأثره لوقوف الناس معه في مرضه كان وجهه يشع سعادة وهو مقبل على الموت لأنه بين أهله وفي المكان الذي أتى فيه للدنيا.فكم من السودانيين ماتوا في المنفى في غربة موحشة ولم يودعهم أحد في ساعاتهم الأخيرة. وأنا في طريقي للسودان رفضت أن أتطعم ضد الأمراض وقلت أنني إذا أتتني فرصة أن أموت وسط الأهل فلن أضيعها!
| |

|
|
|
|
|
|
|