Quote: ـ هل تعني أن المؤتمر الوطني ليست لديه بدائل؟
المؤتمر الوطني أصلاً بديل حسب مبررات ثورة الإنقاذ، ومبررات انتخابه أكثر من مرة، وكما ذكرت أنا مرات عديدة أن الحزب لم يطرح رؤى جديدة للمشكلات والتحديات التي تواجه البلد وإضاعة الوقت في التعامل مع الأزمات.
(مقاطعة).. كيف أضاع الوقت؟
في بلورة رؤى وسياسات ومعالجات من فترة كافية ويفترض أن تقرأ المستقبل وتنظر إلى كل التحديات والاحتمالات، وإذا لم تقم بهذا العمل الآن لن تستطع أن تخاطب المشكلات، وحينما يجيء الوقت تكون أنت في قلب المشكلة، وبالتالي تكون أضعت الوقت الذي تستعين فيه، وبعد ذلك إذا حاولت أن تبحث عن حلول ستجد أن المشكلة قد تفاقمت.
ـ في نظرك الحزب الحاكم هل هو عاجز الآن؟
نعم، ولكن علي أية حال الآن هو أقوى حزب في الساحة بإمكانياته الكبيرة ومن الآليات التي طرحها الرئيس في مسألة الحوار، وجمع كل أهل السودان في حوار ديمقراطي بحيث يقدمون هذه المعالجات. وأنا انتقدت الحوار لأنه وضع سقفا معيناً للقضايا لمناقشتها، وغرق في مشاكل الحكم وحسب رغبة الأحزاب التي شاركت في وضع الأجندة، ولم يهاجم الأزمات والمشاكل الموجودة بشكل مباشر وبالأسلحة المتوفرة بالخبرات الوطنية الموجودة والاعتماد على الناشطين، وغرق في أجندة الأحزاب أكثر من الأجندة الوطنية، وهذه واحدة من الإشكالات التي لم يوفق فيها الحزب.
ـ مع أي تيار إصلاحي يقف قطبي المهدي في المؤتمر الوطني؟
قضية الإصلاح رغبة عارمة اجتاحت كل عضوية الحزب، بمن فيهم المسؤولون أنفسهم، وأعتقد أن المشكلة أعمق بكثير من مناقشتها، أو طرحها الإصلاحيون، والمشكلة لم تعد فى تغيير الوجوه ولم تعد في أي إصلاحات إجرائية وهي تتعلق بروح العمل نفسه العضوية الموجودة في كافة مستوياتها تكوينها لم يكن بقدر المسؤولية
ـ هل ما زال المؤتمر الوطني حزباً إسلامياً؟
ـ أعتقد أن هناك فجوة كبيرة جداً فيما هو موجود في أدبيات المؤتمر الوطني وفي خطابه السياسي وفي دستوره وفي الممارسة العملية التي أصبحت تخضع لكثير من المناورات والضغوط المختلفة من الداخل والخارج.
ـ من الذي عمل على صناعة هذه الفجوة؟
الحزب والنظام تعرضا لمؤامرات كثيرة، وأجبر على معارك يومية وأصبح لا يجد الطاقة والموارد التي كان يمكن أن يعالج بها، أو أن يحافظ بها على الروح الإسلامية التي بُني عليها، وهذه المعارك صرفته تماماً، وبالتالي الحزب وقيادته عجزت عن مواجهة التحدييْن وانصرفت لمواجهة التحديات سواء كانت الحروبات الداخلية أو معاركها الدبلوماسية في الخارج، واستهلكت كل طاقتها، وبالتالي نشأت أجيال في الحزب لم تكن على مفاهيم الحزب الأساسية.
ـ ما هو أكبر خطأ ارتكبه المؤتمر الوطني؟
هناك من المؤكد أخطاء وقعت من الصعب تصحيحها، وهناك أشياء مازالت موجودة، وهذه التي يستهدفها الإصلاحيون، والأشياء التي حصلت بعض المعارك التي خسرناها منها معركتنا مع الحركة الشعبية في جنوب السودان ومنها كثير جدًا من قضايا الجوار المتعلقة بالحدود، وكذلك الارتجال في بعض السياسات الهامة كالسياسات الاقتصادية، وما يتعلق بالخدمة المدنية التي يتحمل جزءاً كبيراً جداً في تدهورها في المشروعات الأساسية في الجزيرة، هذه كلها أخطاء كبيرة جدًا في تقديري، ولكن في داخل الحزب استطعنا إعداد جيل قادر على تحمل المسؤولية الوطنية في هذه الفترة الصعبة.
ـ هل هناك ديكتاتورية داخل الحزب؟
عندما نقول ديكتاتورية، تتبادر إلى الذهن صور معينة، وهي ليست ديكتاتورية بهذا المعنى، ولكن كانت هناك بعض العناصر تميل إلى استحواذ السلطة بالحزب وحرية الكلام والطرح موجودة.
ـ نظرتك الإصلاحية موجهة لمن؟
أكثر مما يؤخذ عليّ أننى صريح جداً، وهم مطلعون على أفكاري خاصة تصريحاتي للإعلام وهنالك قضايا أشعر بأنها لا تخص الحزب بل هي قضايا قومية.
ـ هل كانت لهذه الآراء تبعات؟
بالتأكيد، أي إنسان لديه وجهة نظر مخالفة لن يكون وجوده مريحاً لبعض الناس.
ـ أهم التبعات التي تعرضت لها؟
لا أود الحديث في هذا الأمر كثيراً، ولكن منها ابتعادي عن الحزب والسلطة وهي إحدى التبعات ولكن جزء منها تم باختياري.
ـ هل مورست عليك سياسة الإقصاء؟
هنالك عدم ارتياح من وجودي فقط.
ـ شخص في حاجة للنصيحة بالمؤتمر الوطني؟
أعتقد أنه رئيس الحزب، وما أدليت به في الإعلام يعتبر نصائح للحزب.
..