09:20 AM March, 03 2016 سودانيز اون لاين
محمد عكاشة-
مكتبتى
رابط مختصر
أحدالباحثين ضمن مركز مرموق في دراسات المجتمع أطلعني علي واحدة من الدراسات الموثوقه حول (الفقر ) الذي أطبق علي قطاعات واسعه من الشعب السوداني في العقدالأخير ومارافق حياة الناس من تصاعد جنوني في أسعارالسلع ومانجم عن السياسات الإقتصاديه الخاطئة التي (حررت ) كل ثمر من سنبله وأطلقت الجشع من عقاله..
الدراسة تقوم على مسح ميداني في حي خرطومي قديم كان لوقت قريب ينظر(الغبش ) إلي قاطني (عمائره )علي انهم ممن (يخمون ) الدجاج وبيضه بالجملة...
الباحث النحريرفي بحثه ووسائله يرصد قياسات الفقر بصورة نسبية إذ الفقر في حي( الملازمين) ليس كالذي في (زقلونه) وهو من ثم يعمد إلي مقاربة ذلك مع منظومة القيم والاخلاق والذين تحسبهم أغنياء من التعفف...
أحدالموظفين في مصلحة حكومية تختل (موازانته ) في العامين الماضيين إذ يغفو ويصحو علي زيادة في سلعة ضروريه بينما الراتب المجذوذ في حده مثل (الضل الوقف مازاد ) بل هو كالمنبت لاظهرا أبقي ولا أرضا قطع..
صديقي الموظف (الأمين ) يقضي شهره في مباصرة (كلوا وأشربوا ) بلاطائل ..
هو يسرد لي مجموعة من الأسماء ممن أعرف أجمعوا أمرهم عشاء على ضغط ميزان المصروفات الضرورية وإنقاص (الحصص ) والمؤونة بمافيها حليب الأطفال والعمل لإيجاد بدائل لإقامة( الأود )حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا..
من ضمن (فقه )البدائل قصة عجيبة يحزنني أن أقصها ..
قام أحدهم سرا بالاتفاق مع صاحب كافتيريا ضخمة في (حارتهم) وقدتعذر عليهم اكل اللحوم بصورة راتبة وقد(تعززت ) هي بدورها مع الظروف الماحقة...
الرجل أبرم اتفاقا مع صديقهم صاحب الكافتيريا أن يغدو اليه مساء وقد وزن عظام الفراخ التي يستل لحمها للشاورما بسعرزهيدللكيلو وحتي لا ينتبه أخبره بأنه يشريها لبعض فقراء الحي...
هويحكي لي... هذه نسميها (الهايسات ) والعظام لاتكون منزوعة اللحم تماما وطبخها مع حزمة خضروات تمنحك (شوربة ) كاربه وصحن (فتة ) شهي..
هذا يحدث ببطن عاصمة البلاد وليس في أم طرقا عراض او عند ناس الحلة القامت بدري..
رحم الله الفنان الإنسان مجدي النورنصيرالفقراء والمساكين..
مجدي ونحن في ذكري رحيله...كانت أعماله الإبداعيه تدور حول الفقراء..
أما هؤلاء..جماعة الهايس.. فهم مواطنون من الطبقة الوسطي لو أن ثمت طبقات تبقت في البلد..
صارالناس في بلد ذاخربالخيرات الي طبقة واحدة برح بها الفقر وشظف العيش وهي تعاني الانحصارالنفسي بسبب ضغوط فوق الطاقة..
الناس برغم الذي يقهرهم الا أن (العفة ) ماتزال ترقع ثوب المعيشة المهلهل ذي الثقوب..
في الضفة الأخري يقوم (صالحون ) بالانفاق والصدقات وتفريج الكروب.. سرا وعلانية..
أناس عاديون..منهم ذاك الشاب الذي يطوف ليلا على بعض المشافي الحكومية ويتفقد المرضي ويشري للمحتاجين منهم الدواء ويهبهم ممارزقه الله من عطاء..
التوالي والتكافل الإجتماعي مايزال قيمة شاخصه وهوبعض مانعتزي به في هكذا حال ..
بعضهم يتداول عبرالوسائط بهذا الخصوص هذه الفكرة :-
( ﺍﺫﻫﺐ ﻟﻠﺒﻘﺎلة ﺍلتي في ﺣﺎﺭﺗﻚ ﻭﺍﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺒﻘﺎلة ﺩﻓﺘﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻮﻧﻴﺎﺕﺳﺘﺠﺪ أﺭاﻣﻞ ﻭﻓﻘﺮﺍﺀ ومساكين ﻳﺸﺘﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﺳﺘﺠﺪ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺑﺴﻴﻂ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻙ ﻟﻜﻨﻪ ﺛﻘﻴﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﻪ ﻟﻬﻢ قم ﻳﺘﺴﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﺪﻳﻮﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺳﺪﺍﺩﻫﺎ وﺍﺣﺬﻓﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻓﺘﺮ أﻭ ﺣﺘﻰ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬا وإﻥ ﻟﻢ ﺗﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ - ﺍﻧﺸﺮ ﺍﻟﻔﻜﺮة
ﻟﻌﻞ ﻗﺎﺭﺋﺎً ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ - ﻓﺎﻟﺪﺍﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻛﻔﺎﻋﻠﻪ .. )
الفقريحيط بالناس ويمشي في الطرقات والفساديطير بجناحين و(العدالة ) الإجتماعية معني قصي عصي صعب المنال..ومع ذلك فإن بعض الجهات (الرسمية ) تحتفي بانتصارها ونجاحها في حجب بعض المواقع الإباحية في الشبكة العنكبوتية حتي لاتخدش (أخلاق ) أهل السودان..
يامرحي يامرحي..بخ بخ..ماقصرتو تب وشكرالله سعيكم والله المستعان علي ماتصفون..
--------------------
صحيفة أخباراليوم -
الخميس3مارس2016