الساعة العاشرة .. العدل .. العدل.. مقال بقلم عادل عمر عامر

الساعة العاشرة .. العدل .. العدل.. مقال بقلم عادل عمر عامر


03-02-2016, 01:24 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1456921441&rn=0


Post: #1
Title: الساعة العاشرة .. العدل .. العدل.. مقال بقلم عادل عمر عامر
Author: Yasir Elsharif
Date: 03-02-2016, 01:24 PM

12:24 PM March, 02 2016

سودانيز اون لاين
Yasir Elsharif-Germany
مكتبتى
رابط مختصر

الساعة العاشرة .. العدل .. العدل ..

لا أدري لماذا يمر هذا البيت على خاطري كلما تذكرت وقفة الجمهوريين على شرفة وزارة العدل:

وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشَروانَ يُزجى الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفسِ

في تلك اللحظات المثقلة بالاحتمالات حيث أمرنا أصحاب البذات الرسمية وبعض البذات المدنية بالانصراف ونحن نصر على ألا انصراف حتى يستلم الوزير مذكرة الحزب الجمهوري التي تطالب بالاعتراف الرسمي بوجوده ويتوتر الموقف ويأخذ العسكريون مواقعهم للنزال ويحتد قادتهم في الخطاب أن زايلوا مواقعكم وتتحرك أيديهم بالدفع على بعض قادة الموكب وهي بداية العراك كما كانت المنازلة بين الفرسان مقدمة للمعركة في عرف العرب في جاهليتهم وبعد اسلامهم.

أمروا عسكرهم بالوقوف صفاً صفاً وأمرتنا الأستاذة أسماء قائدة الموكب بالجلوس، هم يريدون أن يحسموا معركتهم ومعركتها لا تحسم بالانقضاض والتحفز .. هي معركة تستلزم المهلة وتهدئة الموقف وترطيب الأجواء (بالجلوس):

مهذب أمامك يكون الجلوس

لأنك محنك عميق الدروس

مجيد المهابة مديد القوام

شبابك تشابك شديد الزحام

أراهم وراهم غبار الحياة

مداين تعاين كأمّ العروس

تهلل تكلل جبين الإمام

رذاذاً يبلل أغانى الخليل

نعم .. أليست هي معركة الكرامة والفكر .. أليست تبدأ بالنهار وتنتهي بالليل في (سجادة الثلث) .. اذاً لماذا العجلة. لا عجلة هناك ولكنه الاصرار.

ثم أنني أنظر إلى أسماء فلا أستبينها أو لا أكاد أستبينها .. أهكذا هي! هي الآن أقرب إلى القصر ممتلئة في قوة .. تشبه صورتها في ذهني ولا تشبهها .. وهي أشبه ما تكون بصورة الأستاذ محمود في سمته وبنيته بل هي أشبه بصورة للأستاذ لم أستبنها إلا اليوم ...

ويتوتر الجو وتتزاحم الأنفاس مفصحة عن قرب وقوع المعركة التي لا يمكن تلافيها ولكن فجأة يأتي قول الأستاذة أسماء: لقد تسلم الوزير المذكرة وهذا هو المرام فلا حاجة إلى اللطام.

هل هي صورة من: "ما تنتظروا تحصل معجزة تنجيكم .. هي بتحصل لكن ما تنتظروها .. خلو الله يجربكم ما تجربوه."

بعد أن هدأ الموقف ورجعنا كل إلى عشه راجعت خطاب البحتري:

وَإِذا مارَأَيتَ صورَةَ أَنطا

كِيَّةَ اِرتَعتَ بَينَ رومٍ وَفُرسِ

وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشَر

وانَ يُزجى الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفسِ

في اخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عَلى أَصـ

ـفَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرسِ

وَعِراكُ الرِجالِ بَينَ يَدَيهِ

في خُفوتٍ مِنهُم وَإِغماضِ جَرسِ

مِن مُشيحٍ يَهوى بِعامِلِ رُمحٍ

وَمُليحٍ مِنَ السِنانِ بِتُرسِ

تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحيا

ءٍ لَهُم بَينَهُم إِشارَةُ خُرسِ

يَغتَلي فيهِم ارتِيابي حَتّى

تَتَقَرّاهُمُ يَدايَ بِلَمسِ

معركة كانت أشبه بمعركتنا ذلك النهار .. صامتة .. وناطقة .. متحركة .. وثابتة .. يغتلي فيهم ارتيابي حتى تتقراهم يداي بلمس .. تشبهها في أوجه ولا تشبهها في أوجه أخرى .. تشترك معها في السنان وتختلف عنها في مقام الجنان .. معركة تؤذن بعهد جديد وفجر جديد وميلاد جديد ..

عادل عمر عامر