العزيزة رانيا محمد الشيخ..
....
(مخطط له سنين فاتت نخطو له بدون ان نشعر
وهذه ياداب اولى حلقاته
كيف الخلاص لا اعلم )؟
..
فى فترة التسعينيات حينما كنت بالقاهرة..
وأثناء انتظار القبول فى برنامج الآمم المتحدة..
كنت أذهب الى المطار لوداع السودانيين..
الذين انتهت اجراءاتهم وهم فى طريقهم الى الخارج..
أن ما لاحظته هو مغادرة أكثر من مائتين وخمسين شخص فى كل سفرية..
بمعدل مرة كل أسبوع..
يعنى ألف شخص كل شهر..
استمر الامر حتى غادرت..
..
شعرت وقتها بأن هذا تفريغ مخطط ومتعمد للسودانيين..
ولكن يسعى اليه السودانيين أنفسهم..
وقد كان عدد الجنوبيين وعائلاتهم هو الآكبر..
حتى جاء انفصال الجنوب فيما بعد..
فوضحت لى الصورة أكثر..
..
الولايات المتحدة الامريكية..
هى أكثر الدول التى تقدم المعونات الانسانية للسودان..
رغم أنها تعلم وتستطيع أن تساعد السودانيين فى التخلص من هذا النظام..
مثلما فعلت مع العراق و دول اخرى..
ولكنها تفضل مساعدة السودان فى التخلص من افضل كوادره..
ليعملوا لديها عمالة رخيصة..
وينشغلوا عن السودان بالجرى بين الوظائف لتأمين قوت اهلهم فى الخارج والداخل..
هذا لان من مصلحة امريكا والدول العظمى..
أن يظل السودان كسيحا وعبئا على دول العالم..
بالرغم من أنه أغنى دول العالم بموارده وانسانه..
..
هذا الخيط ايضا يقودنى الى فصل تشاد عن السودان بعد الحرب العالمية الثانية..
وتبّعت تشاد لفرنسا...
واستفردت بريطانيا بالسودان..
وسميت تشاد بالسودان الفرنسى..
الهدف وكما قرر الذين قاموا بترسيم تلك الحدود..
هو لو أن السودان بقى فى تلك الخريطة..
فهو سوف يحكم العالم..
..
على العموم..
الموضوع متشعب..
ومهم للغاية كما ذركتى..
ونحن فى هذا الانتشار الواسع والسريع حول العالم..
نتسول الوظائف رغم الامكانياات الاكاديمية العالية..
نموت ببطء..
ليأتى ابنائنا الى الصفوف الآمامية ليحلوا مكاننا..
ولكنهم يأتون بدون أى معرفة للسودان..
ولا يشعرون حتى بالحزن والحسرة على فراق الاوطان..
لانهم ببساطة نشأوا فى الخارج ولا يعرفون عنه سوى اخبال الحروب وانتهاكات حقوق الانسان من الميديا العالمية..
..
هذا اسمه اغتيال أمة يا رانيا..
نحن أمة فى حالة أنقراض...
جسديا وثقافيا...
والسياسيين والعسكريين وغيرهم من السودانيين..
معارضة وحكومة..
لا وقت لديهم لمجرد التفكير فى الآمر..
لآنهم جميعا مشغولون بلعبة الكراسى..