... قلة شغلة ..!!

06:04 AM February, 15 2016

سودانيز اون لاين
الأمين عبد الرحمن عيسى-قطر
مكتبتى
رابط مختصر

في السودان في هذا الزمان هناك أزمة حقيقية في فرص العمل.. المئات والآلاف تجدهم يعرضون لك سلعة واحدة.. في الزمان الماضي كنت تدلف إلى محل تجاري واحد فتجد ألف صنف وبياع واحد.. الآن هناك ألف بياع كل منهم يعرض صنفا واحدا مع كم هائل من الضوضاء والإزعاج ووسائل الإعلان المنفرة..
في طريقي للأبيض و في الميناء البري تجاذبتني أيدي العديد من الشبان ليدلوني على البص الذي سينقلني لمقصدي مع أن الأمر لا يحتاج لدليل.. أخذوا يشتجرون ويتخاطفوني حتى كدت لا أجد نفسي..
في كل مرفق أعداد هائلة من الوسطاء والسماسرة..
لا أحد يقدم لك سلعة حقيقة
وقلت لنفسي لا بد أن السودان في حاجة لمن يخطط له.. كيف تتوزع فرص العمل فيه
و بما أني هذه الأيام في زيارة للسودان وفي عطلة ليست بالقصيرة و بعد أن تمكنت من المرور على الأهل والأصدقاء وواصلت الأرحام.. خلدت للراحة.. وقلت لنفسي لم لا أبحث عن حل لمشاكل السودان المزمنة.. على طريقتي الخاصة؟؟

إفترضت أنني محور كل المجتمع العامل حولي وأنني صاحب المال وأن من حولي توافقوا على أن يقدموا لي خدماتهم على أن أسدد لهم ما لهم عليّ من حقوق..
إفترضت إذا مد الله في الآجال و إذا تمتعت بالقوة والصحة فسوف أعمل إن شاء الله لفترة خمس وأربعين عاما.. و إذا قدر الله أنني كنت أكسب بانتظام دخلا طيبا يفي بكل احتياجاتي فإني إذن سأنفق بقدر مناسب على كل متطلبات حياتي إلى أن أفارق الدنيا إلى جوار غفور رحيم..
إذن يمكنني أن أقدر كم عدد الأفراد الذين سيقدمون لي خدماتهم و كم من الأجر سأدفع لهم..
وكم من ساعات عملهم سأكون في حاجة لها.. ثم من هم في الأساس..
وبحساب معدلات عمل كل واحد منهم سأستطيع تقدير نسبة كل قطاع منهم في المجتمع
وبالتالي أستطيع تقدير حاجة المجتمع لأي منهم.
..
قلة شغلة .. أ ليست هي كذلك؟؟

لنبدأ بحصر من أنا في حاجة لخدماتهم
فأنا محتاج للعديد من المهنيين
أطباء وصيادلة وبيطريين وزراعيين ومهندسين ومحامين وقضاة وإداريين
وفي حاجة لموظفي دولة .. في قطاعات الخدمات
وفي قطاعات الأمن والدفاع والحكم..
وفي حاجة لحكام.. رئيس ووزراء ووزراء دولة وولاة وبرلمانيين
وفي حاجة لسياسيين ومنظرين وصحافيين وخطباء و....
في حاجة لمبدعين ليثروا علي حياتي بابداعاتهم مطربين ومسرحيين وكتاب وشعراء وسينمائيين
وفي حاجة ماسة لحرفيين..
في حاجة للعاملين في قطاع النقل
وفي قطاعات الإنتاج المختلفة الزراعية والبستانية والحيوانية والغابية
ثم أنا في حاجة لمن يشيد لي منزلا.. ومن يمدني بمواد البناء
وفي حاجة لمن يستورد عني كل احتياجاتي من السلع المستوردة
ومن يصنع ما يمكن تصنيعه في السودان
وأنا في حاجة لمن يعمل في إنتاج سلع الصادر ومن يعمل على تصديرها وتمويلها.. فأنا في حاجة لعملات صعبة..
وما تزال القائمة طويلة ولكل من هؤلاء عليّ حق يجب أن يقدم إلي خدمة وأدفع له أنا الأجر...