ثقافة الكمال ... الاسلام , المسيحية , الفكر الشيوعى .. ودولة اسمها السودان .

10:37 AM Feb, 10 2016

سودانيز اون لاين
هشام عباس-
مكتبتى
رابط مختصر

عندما يعتقد شخص ما او جماعة ما ان الفكر الذى يحمله هو منتهى الحقيقة وكمالها يكون فعليا قد وقع فى ادنى مراتب الجهل وكذلك الامر بالنسبة للعقيدة حين يظن شخص ما او جماعة ما ان فهمهم لعقيدة ما هو منتهى كمال هذه العقيدة وحقيقتها المطلقة يكون قد وقع فى المحظور تماما .. لانه ببساطة الفكر لا منتهى له والعقل البشرى يتطور وفق مستجدات ومعطيات زمانية ومكانية وكذلك الامر بالنسبة للعقيدة فى فهم النصوص ومقاربتها مع الواقع ..
المشكلة ليست هنا المشكلة الاكبر حين يحاول من يعتقد ذلك فرض ما يعتقده الحقيقة المطلقة على الاخرين ولا يكون ذلك الا عبر وسيلتين الوسيلة الاولى حين تصل هذه الجماعة الى السلطة وتستخدم السطوة والقوة لفرض فكرها او عقيدتها على الجميع اكراها والوسيلة التانية تبنى منهج ارهاب الاخرين لاجبارهم على هذا الفكر او تلك العقيدة وفى الحالتين نصل الى حقيقة مأساوية مررنا ببعض منها فى التاريخ ونعيش جزء منها فى الحاضر ..
مرت اوربا بفترة عرفت بعصور الظلام حين تولت الكنيسة مقاليد الامور وحدثنا التاريخ عن مآسى كبيرة وقعت حينها ليس فقط على المستوى الدينى من تكفير وقتل كل من يختلف عقديا بل تحكمت سياسيا بالتحالف مع النبلاء بل وصل الامر الى قاع التخلف بمحاكمة الفكر نفسه تحت مسمى او قانون الهرطقة فكم من العلماء قتلوا وحرقوا حين حاولوا التفكير والاكتشاف وتقديم علم جديد اثبت الواقع لاحقا انهم كانوا على حق مثل جاليلو الذى حوكم بسبب كشفه المتعلق بدوران الارض فاعتبر مهرطقا فقط لان عقل الكهنة لم يستوعب وقتها هذه الحقيقة العلمية ليس لقصور فى عقلهم لكن لانهم يعتمدون على نصوص الانجيل الثابتة التى لا تحوى او بها ايات عكس ما يدعيه جاليلو فاعتبروه قد اتى بما لم ياتى به المسيح فهو مهرطق ..
نفس الامر بالنسبة للاتحاد السوفييتى سابقا وقبل سنوات ليست بالبعيدة عقب الثورة التى اتت بالشيوعيين على راس السلطة ارتكب الشيوعيون فظائع وجرائم كبيرة ضد كل من يختلف معهم سياسيا وفكريا ووقعت مجازر يندى لها الجبين وادخلوا البشر فى حروب كانت نتيجتها ارواح بريئة بالالاف فالايمان بالفكر كحقيقة مطلقة هو مثل الايمان بالعقيدة تماما ..
تخلصت اوربا من هذا الارث المتخلف نهائيا وتخلصت منها الاتحاد السوفييتى الذى تفكك ويمثلها روسيا حاليا من هذا الارث (نوعا ما) لانهم وضعوا ايديهم على حقيقة المشكلة (العقل البشرى والطبيعة البشرية ) ببساطة لا يمكن للبشر ان تكون نسخة واحدة لا فى طبيعتها ولا فى عقلها ولا فكرها ولا دينها فكون الناس مختلفون هى الحقيقة المطلقة .. ايمانهم بسنة الاختلاف قادتهم لتأسيس واقعهم الحديث على احترام المختلف وبناء دولة تحتوى الجميع وتساوى بينهم فى كافة الحقوق والان نحن نرى ما وصلوا اليه .
العكس تماما فى المجتمع الاسلامى .. المسلمون لم يتعلموا ن تجاربهم المأساوية ولم يفارقوا منطقة التخلف رغم الفظاعات التى شهدتها حقب متعددة من تاريخ المسلمين ولا زالوا يعيشون فى عصر الظلام بل العكس من ذلك يتفاخر المسلمون بتلك المآسى كفخر لهم بل الاغرب من ذلك انهم يعيشون فى تناقض مخيف جدا فمن ناحية هم يمجدون علماء المسلمين العرب الذين احدثوا ثورة العلم فى كافة المجالات الطب والهندسة والفلسفة ويدعون ان اوربا قامت بسرقة هذه العلوم ويتحدثون بفخر عن بن الهيثم وبن رشد وغيرهم وفى نفس الوقت يتفاخرون بدولة الخلافة التى كفرت هؤلاء العلماء واعتبرتهم زنادقة ومبتدعين ومهرطقين وقتلت بعضهم وحرقتهم ..
لاحقا نتحدث بالتفصيل عن الحالة الاسلامية والسودان كمثال ...

يا المحترم ... ود عباس ..

لك التحية والتقدير ..

حقيقة مقال جدير بالقرأة والتصور .. ولي ملاحظات في كل حرف به ..


ولي عودة .. بعد العمل .

Quote: المسلمون لم يتعلموا ن تجاربهم المأساوية ولم يفارقوا منطقة التخلف رغم الفظاعات التى شهدتها حقب متعددة من تاريخ المسلمين ولا زالوا يعيشون فى عصر الظلام بل العكس من ذلك يتفاخر المسلمون بتلك المآسى كفخر لهم بل الاغرب من ذلك انهم يعيشون فى تناقض مخيف جدا فمن ناحية هم يمجدون علماء المسلمين العرب الذين احدثوا ثورة العلم فى كافة المجالات الطب والهندسة والفلسفة ويدعون ان اوربا قامت بسرقة هذه العلوم ويتحدثون بفخر عن بن الهيثم وبن رشد وغيرهم وفى نفس الوقت يتفاخرون بدولة الخلافة التى كفرت هؤلاء العلماء واعتبرتهم زنادقة ومبتدعين ومهرطقين وقتلت بعضهم وحرقتهم .. لاحقا نتحدث بالتفصيل عن الحالة الاسلامية والسودان كمثال ...

نريد مثل هذا العمق فى التحليل ونحتاجه
واصل