البابا جونز وباباوات الاسلام السياسى : تسليم العقل للشيطان ؟؟

12:39 PM Feb, 02 2016

سودانيز اون لاين
هشام عباس-
مكتبتى
رابط مختصر

تاريخ ليس ببعيد تحديدا العام 1978م صحى العالم على كارثة لم تخطر ببال انسان انها ممكنة الحدوث فى عصر بلغ فيه الانسان من الفهم والوعى والتطور ما وصل وفى عالم اصبحت فيه المعرفة متوفرة والمعلومة فى المتناول والبحث بين الاصابع , صحى العالم على وقع كارثة انتحار جماعى مات فيها اكثر من 913 شخص من بينهم 200 طفل بتناول مادة السيانيد السامة , المكان ليس فى مجاهيل افريقيا او جبال افغانستان او احراش اسيا بل فى قلب امريكا رائدة العلم والتطور وتحديدا الشمال الغربى فى قرية بمنطقة غيانا .. المنتحرون من طائفة دينية من اعضاء المعبد وسبب الانتحار ان قائدهم الدينى الاب جيم جونز اقنعهم بتلك الخطوة باسم الله طبعا واقتنع هؤلاء المؤمنون جدا بحديث الاب جونز وقرروا الانتحار الجماعى بعد ان اقنعهم بما اسماه الانتحار الثورى بحثا عن السعادة الابدية وارضاء لله وقبل هذا الانتحار الجماعى كان جونز قد عزل هؤلاء عن البشر فى تلك القرية ليبعدهم عن رجس الناس وشرورهم فهم الطائفة النقية المؤمنة المختارة ...
قبل ان ياخذك الاستغراب بعيدا وقبل ان تدخل مع نفسك فى تساؤلات عن عقول هؤلاء وكيف فعلوا ذلك ولماذا وووووو غيرها من الاسئلة يجب ان تسأل نفسك هل انتهت مثل هذه الكارثة من حياتنا ام هى مستمرة ؟؟؟
الاجابة ببساطة : مستمرة
نعم مستمرة وان اتخذت اشكالا اخرى من صور الانتحار الجماعى ..لكن هذه المرة ليست هناك .. بل هنا .. عندنا فى عالمنا العربى والاسلامى .. فقط حاول ان ترى بعين مجردة بعيدا عن كونك مسلم تضع المبررات لنفسك وتحجر المبررات عن اتباع الاب جونز ..فقط اقلب الاية من المسيحية الى الاسلام ومن طائفة جونز البروستانتية الى طائفتك ان كانت شيعية او سنية .. ستجد اننا نملك بدل جونز مليون جونز وبدل بابا واحد ملايين الباباوات وبدل حادثة انتحار واحدة هناك كوارث انتحارية عندنا وبدل السيانيد هناك الف طريقة وطريقة هنا ...
نفس المنطق نفس الاسلوب وقد تختلف الطريقة ... وفى النهاية جميعها باسم الدين ؟؟
جونز عزل اعوانه فى قرية نائية ليبعدهم عن البشر الذين هم فى نظره كفار لا يعرفون الاله حق المعرفة ولم يؤمنوا به كما امن هو ...
اسأل نفسك كم جونز لدينا كفرنا جميعا الا نفسه ومن اتبعه ؟؟ وقد لا تجدهم انعزلوا فى قرية نائية ولكن كم منهم يعيش بيننا وانعزل داخل فكر تكفيرى محدد ؟؟ منهم من هو بيينا يعيش وهو يرانا كما كان يرى جونز الاخرين ومنهم من وجد ضالته فى ارض ما مثل العراق وسوريا لينتحر وينحر معه كثيرون ممن يراهم كفار بل بالعكس ستجد ان اعوان جونز على الاقل افضل حالا لانهم انتحروا ولم ينحروا معهم الاف البشر بتفجير مسجد او سوق ...
قد تقول لكن منهم خرجوا من عندنا ارهابيون خوارج فهموا الدين بطريقتهم ,, لن اقول لك ان اعوان جونز ايضا فهموا الدين بطريقتهم لكن اقول لك وسع مداركك وانظر الى ابعد من تحت قدميك مشكلتنا ليست فقط فى الارهابيين الذين خرجوا من بيننا مشكلتنا اكبر لكنك لا ترى سوى الظاهر سوى من فجر نفسه لكن بنظرة اوسع ستجد ما هو اكثر ايلاما .. لدينا حكومات بمثابة جونز .. الم يقتل الاف الشباب فى جنوب السودان بحثا عن حور عين وشهادة وارضاء لله وهم يقتلون ابناء وطنهم الواحد بعد ان اقنعهم جونز السودانى بان الجهاد والشهادة والحور هناك ؟؟؟
وخذ فى اى دولة وستجد المثال او عكسه ..مثلا قد تنظر لاحداث رابعة العدوية فى مصر انها مجزرة من طرف الحكومة المصرية لكنك ستغمض عينيك عن شريك اسوء من الحكومة المصرية فى الجريمة .. كم جونز صعد فى منصة رابعة وادعى ان الرسول اتاه فى المنام او جبريل نزل عندهم وكم خطيب خبرهم ان الاعتصام هناك ومواجهة الموت هو الجهاد عينه والشهادة عينها ومن وعدهم بدولة الاسلام التى ستنطلق من هناك لتعيد مرسى وتحكم العالم ؟؟؟
وفى احداث سوريا والعراق وغيرها من اين خرجت داعش ؟؟ كم جونز صعد على منابر المساجد ليشعل نيران الطائفية فى شباب غض تنقصه المعرفة ولديه الكثير من عاطفة الايمان مكفرا الخصوم باكيا وا سنتاه ومبشرا بالجهاد والحور العين وانهر النعيم ؟؟؟
المشكلة يا سيدى ان اتباع جونز سلموا عقولهم لشيطان ومصيبتنا الكبيرة فى عالمنا العربى تحديدا سلموا انفسهم لالاف الشياطين ممن لبسوا جبة الدين ليقرروا مصير البشر ..
المشكلة تكمن فيك انت ان لم تستفد من نعمة العقل وتسلمه لغيرك معتقدا انه يقودك الى الجنة لمجرد انه بابا او شيخ او عالم ..
كن بابا نفسك وشيخ نفسك وعالم نفسك فالرب لم يمنحك العقل لترعى بها بنات ابليس ..