براثن الموت بين فكي طريق التحدي .. عطبرة - الخرطوم

09:07 AM Feb, 02 2016 سودانيز اون لاين
الهادي الشغيل-السعودية - جدة
مكتبتى
رابط مختصر

براثن الموت بين فكي طريق التحدي .. عطبرة - الخرطوم

بقلم : الهادي الشغيل :

كلنا نعلم أن طريق التحدي الذي يربط بين مدينتي عطبرة والخرطوم هو مرفق حيوي وشريان هام ساهم كثيراً في تسهيل تنقل الناس وحركة البضائع بين هاتين المدينتين وساهم في إنعاش الحالة الاقتصادية لمدينة عطبرة ، وقد اكتسب هذا الطريق أهمية قصوى بعد تدشين كبري نهر عطبرة فأصبح هذا الطريق يربط بين العاصمة القومية وولاية نهر النيل- وامتد ليربط بين ولاية نهر النيل والبحر الأحمر وكانت جدواه الاقتصادية عالية بعد ربطه بطريق هيا - بورتسودان إذ يوفر «400» كلم للقادمين لبورتسودان أو الذاهبين إليها فأفاد كثيراً في نقل المنتجات الزراعية والبضائع من ولاية نهر النيل للخرطوم والولايات الأخرى وسعى جاهداً ليكون بديلاً للسكة الحديد والتي نأمل ان يقيل الله عثرتها في القريب العاجل وإن كان ثمة رجوع على استحياء بعد توفير قطار حديث .

إكتسب هذا الطريق (طريق التحدي) هذا الإسم لأنه أنشئ بجهود ذاتية بعد انعدام التمويل وسلب الأموال المرصودة له من بعض معدومي الضمير فقام هذا الصرح تحدياًً رغم كل المعوقات التي اعترضت إنشاؤه آنذاك ، لكن قف تأمل أيها القارئ العزيز فكثير ما تطرق مسامعنا بين الفينة والأخرى أخبار الحوادث المرورية المميتة على هذا الطريق ، فقد بات هذا الطريق شبحاً للموت يهدد كل من يمر عليه فرائحة الموت تنتشر على جنباته وصار يحصد أرواح الأبرياء حصداً وما وفاة الفنان الصادق الشيخ (فنان بربر وعطبره) هو وزوجته عواطف اثر حادث حركه بمنطقة العوتيب بالقرب من شندى عنا ببعيد ، كذلك وفاة الفنان نادر خضر واربعة من العازفين فى حادث حركة اليم اثناء عودته من احياء حفل بمدينة عطبرة فضلاً عن مئات الأنفس التي سالت دماؤها وتناثرت أشلاؤها على هذا الطريق الذي يمكن أن نطلق عليه القاتل الصامت .

فكم من شيخ هرم إختلطت دماؤه الزكية بلحيته ولفظ أنفاسه على هذا الطريق بعد حادث مأساوي ؟!!!! وكم من عروسين سافرا في شهر العسل على هذا الطريق لكن باغتهم الموت على هذا الطريق إثر حادث أليم معلنين عن جريمة ليست مع سبق الإصرار والترصد لكن مجهول فيها القاتل وتم تقييدها ضد مجهول وحفظ ملف تلك القضية ؟!!!! ، وكم من أسرة كاملة أغلق باب دارها نهائياً بعد أن لقت حتفها إثر حادث مشئوم على هذا الطريق ؟!!!! وكم من فتى يافع غض العود في ريعان شبابه يدرس بإحدى الجامعات في مدينة الخرطوم عقد عليه والداه آمالاً عراض لكن لم يمهله القدر فمات مأسوف على شبابه في نفس الطريق ؟!!!!

مع كثرة تلك الحوادث المتكررة على هذا الطريق ينبري لنا مدير الادارة العامة للمرور ويعزو أن الحادث نتج للسرعة الزائدة وعدم تقدير تجاوز المركبات (تجاوز خطأ) ويدعو خلال كلمته السمجة المقززة سائقي البصات السفرية والمركبات لتوخي الحذر واتباع تعاليم شرطة المرور (إن كنت تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم) فحفاظاً على مقعده الوثير وكرسيه الدوار لا يمكن أن يتفوه بأن السبب هو هذا الطريق الذي لا تجد مثله في الرداءة في دول فقيرة مجاورة ... سبحانك ربي لم نسمع أحد من هؤلاء المستنفعين أن عزا تلك الحوادث الأليمة لعدم مطابقة هذا الطريق لمعايير السلامة (Safety Standards ) أو للأخطاء الواضحة في التصميم ، حيث طغت العشوائية في التصميم ويفتقر لأدنى مقومات السلامة المرورية ، كذلك لم يتم الوضع في الحسبان الرؤية المستقبلية وتلك النقلة للحركة الدؤوبة لمختلف المركبات والآليات والجرارات والعربات ومختلف الباصات السياحية القادمة من الخرطوم لبورتسودان مباشرة عبر هذا الطريق .

.. فكثير من القائمين على أمر تلك المشاريع يقومون بترسيتها عن طريق المحسوبية لحساب أناس لا يفقهون في تنفيذ تلك الطرق فتنتج تلك الأخطاء القاتلة التي تتسبب في الحوادث المروعة .. أين هم من الله عز وجل يوم أن يقفون بين يديه حفاة عراة غرلاً يسألهم عن كل أموالهم فلساً فلساً من أين اكتسبوها وفيم أنفقوها ؟!!!! أين هم من الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين حينما بكى ذات مره وهو بمجلسه فسأله الحاضرون ما يبكيك يا أمير المؤمنين؟ فقال رضي الله عنه ( أنى أخاف إن عثرت بغلة بالعراق أن يسألني الله لم لم أسو لها الطريق .) سبحان الله يخشى هذا الخليفة الراشد من تعثر بغلة ؟!!! ونحن لا نحرك ساكناً عندما يموت الأبرياء كال############ان على هذا الطريق ؟!!! ألهذا الحد صارت دماؤهم الطاهرة عند بعض من لا خلاق لهم أهون من دم البعوضة ؟!!!!.

يمكنك عزيزي القارئ أن تشاهد الأخطاء الواضحة في هذا الطريق والتي لا تخفى على الأمي الذي لم ينل حظاً من التعليم .. ألم تشاهد معي كثرة المزلقانات التي تتجمع فيها مياه الأمطار وتتسبب في الحوادث المروعة وشل حركة السير ؟ والتي كان بالإمكان تفاديها في حال إنشاء عبارات خرسانية (Culverts) ، كذلك يمكنك أن ترى جلياً ضيق مساحة هذا الطريق والذي بالكاد يسع لسيارتين وهذا من أهم الأسباب المؤدية للحوادث المميتة ، أضف إلى ذلك افتقاره للوحات الإرشادية (Traffic Guidance) والتي من شأنها تنبيه السائقين مثل (تحديد السرعة) ، (التنبيه عند المنعطفات الخطيرة) (السماح بالتجاوز من عدمه) ... إلخ .
آمل وأتمني ان يكون هنالك تفكير جدي لدى الدولة لقيام خط موازي آخر جديد وطرح العطاءات في هذا الخصوص ، أو أضعف الإيمان أن يتم توسعة الطريق الحالي بحيث يسع أكثر عدد من السيارات ووضع الحلول اللازمة لوقف النزف البشري على هذا الطريق والله من وراء القصد ،،

http://sudaneseonline.com/board/490/msg/1452672235.html

الموت بالجملة على هذا الطريق .. الى الله المشتكى