موت الترابي ؟؟!!!

10:47 AM Jan, 19 2016

سودانيز اون لاين
محمد عكاشة-
مكتبتى
رابط مختصر

شروق
--------
محمدعكاشة
--------
[email protected]
----------
موت الترابي
-------------
في سرادق عزاء السيده سارة الفاضل رحمها الله رحمة واسعه حضر الرجل مثله مثلنا بلا حاشية مطهمة ولا رهط يحيط به ليقوم بواجب العزاء و(النسابة )عين شمس وهو يعرف المعني وحريص علي مثل هذه الواجبات الاجتماعيه..
قمنا إليه وصديقي الكاتب الكبيرنورالدين مدني وقدكان الي جوارنا وقد رمقنا بنظره ..قمنا لتحيته وتعزيته..
هويلقانا كعادته بابتسامته التي تفترعن أسنان بيضاء بغير سوء ..والرجل قدتجاوز الثمانين وماأحوجت سمعه الي ترجمان..ماشاءالله تبارك الله..
شخصي والاستاذنورالدين (أولادفقرا )عيوننا باردة..لانسحر احدا ولانحسد صاحب نعمة مغبون عليها كثيرمن الناس...
الرجل رد تحيتنا بأحسن منها ولكنه أردف..(أنابخير..وأقرأ لكم..ولكنكم لاتقرأون لنا ).. أوباااا...إشارة ذكية حمالة أوجه..
قلت في سري قد لايقصدني فانا كاتب غيرراتب وإذا فعلت ففي الثقافة اكتب.. المخارجه في مثل هذه الأحوال قدتفيد ..
قلت هويقصد استاذ نور الذي يكتب - حفظه الله - راتبا يوماتي وفي السياسة ومفاوزها ودروبها العويصة..
مضينا..والامام الصادق المهدي يرثي زوجه وخدن روحه بكلمة بليغة ..(أحببتها وخضت في سبيل الارتباط بها معارك جمة .. ) هوكتاب في الحب الشفيف والوفاء الأسني..
رثاء يرق له القلب ويطرب...
ثم...
في بنايات عثمان احمدعثمان بالقاهرة جلست شتاء2005 الي الدكتورمنصورخالد في حوارصحاقي حول سيرته الذاتيه..
منصور ملك لمملكة بلاحدود..هذي عبارته الشهيرة التي قالها في لقاء تلفزيوني على الهواء في معرض حديثه عن سيرته..
سألت الدكتورمنصورعن بعض الشخصيات في مسيرته..
سألته عن صديقه الباريسي القديم..هويحدث عن ذكائه ومضاءه وقوته فيما يلتزم سوي أنه يستغرب بأن صديقه الذي زامله أيام الطلب بجامعتي الخرطوم والسوريون كان وديعا وقتها ولذا هو لم يكن يتوقع أن يكون هو من وراء حالة (العنافة )وإرهاب الخصوم التي رافقت حكومته لأول عهدها..
السيدحسن الترابي في تاريخه الطويل ومعظم السياسين لا تحوم الشائعات بخبرعن وفاتهم مثل غيرهم من الشخصيات العامه في المجالات الأخرى ..
الترابي ظل في المشهدالسياسي والفكري قرابة نصف قرن قال من الافكارمايقود الي (الموت ) ومن الفعل السياسي ماقديؤدي الي (الاغتيال) ومع ذلك لم ترج شائعة بوفاته مذحادثة أوتاوا بكندا الاقبل أسابيع بخبرتناولته الوسائط..
الرجل يمضي لعمل فحوصات بالعاصمة القطريه ضمن برنامجه الذي لايعدو (العمل) كذلك حيث من هنالك الي تركيا للقاء اوقلو للتفاكر معه ولبحث بعض الموضوعات ..
لو أن شوكة شاكتني لأنشغلت عن العمل وعن الأكل والشراب..ولكنه لايفعل ولايحفل بالعلة والسنين ..شيء لله ياحسن..
الدكتورحسن الترابي قدلايرهبه الموت المائت أو اعتلال الصحة والجسد ولكنه قديقتله انحسار الضوء وفجور تلاميذه في خصومته وظلم ذوي قرباه ممن صنع لهم تاريخا وسلطانا وماشاده بفكره وكفاحه من بنيان لمشروعه ودولته ..هذا برغم تقديرنا ..قولوا خيالا.. بأن الرجل مايزال من وراء الأكمه ..
القيادات التاريخيه للأحزاب السودانية وحتي لا تموت بلاصحيفة نذكرها لهم يتوجب عليها التنحي لتفسح الطريق لأجيال شابة ولتسهم هي بالرأي والنصح والتوجيه من وراء حجاب..
لن يضرالدكتورحسن الترابي شيء لو أنه تفرغ للكتابة في الفكر وتجديده بماينفع الناس بدلا من مكابدة السياسة ومعضلاتها السالفة و(الخالفة )والتوالي مع هؤلاء وأولئك..
لن يضره شيء هو و(أبناء حجته )لو إدخروا من صحتهم لسقمهم..ومن قوتهم لضعفهم..ومن خيرهم لخيرشعبهم بالابتعاد شيئا ما عن معترك السياسة التي تنقص الأعمار وتمحو بركتها ..وأن يحتفظوا بماتبقي من (لياقة )و (كياسة ) وأن ينصرفوا إلى تنسيق حدائق بيوتهم الخلفيه واستنشاق الهواء العليل !!!
---------------------
صحيفة أخباراليوم-
الثلاثاء19يناير2016

رحمه الله رحمة واسعه

رحم الله العم حسن رحمة واسعة

ونسأل الله تعالي أن يدخله الجنة مع الصديقين والشهداء

وأن يخلف البركة في الذرية

_______

زين العابدين