صديقي والشعر...

08:03 AM Jan, 18 2016

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

صديقي والشعر
عدنان المقداد

ـــــــــــــــــــــــــــ

صديقي الذي لا يكتب سوى النثر..لا يوافق على قصائدي الموزونة..لأنها "موزونة"..
و صديقي الذي يكتب "الموزون"، لا يوافق على قصائدي النثرية،لأنها "نثر"
صديقي الذي لا يطيق المجاز، لا يوافق على استعمالي المجاز،لا المغالي منه و لا المعتدل.
و صديقي الذي لا يرى سوى المجاز لا يوافق على قصائدي الانطباعية..
صديقي الذي يحب الكثافة لا يوافق على "النشر" و صديقي الذي يحب النشر لا يوافق على الكثافة.
صديقي الذي يدخل السردية في القصيدة لا يوافقني على التصوير المتلاحق..و صديقي الذي يحب الصورة لا يحب "السردية".
صديقي الذي يحب "بساطة" اللغة لا يوافقني على استخدام الكلمات الغريبة،و صديقي الذي يحب اللغة لا يوافق على استعمالي الكلمات البسيطة..
أصدقائي كلهم يحبون الشعر،و كذلك أنا..
غير أني أتعامل مع الشعر كما أجده،هناك في أدغالي العصية..في صحاراي النائية،حيث لا يبقي المنبتّ ظهراً ،و لا يقطع أرضاً..
حيث يمكن للشعر أن يستخدم كل شئ،كل شئ حرفياً ليقول نفسه من خلالي ..أنا لا علاقة لي بما يفعله الشعر ..هو يمرّ بي فحسب، و أنا أسمح له بالمرور..
أطلق خيل الشعر،و عندما تعود تأتي بما رأت و رعت..فإذا"رعت ظنّاً ..فكيف يكون في أسنانها عشب اليقين؟"
يمكن له أن يستخدم معارفي و ما اختزنته من كل شئ و لا أعارضه،و لا أعترض سبيله..
هو يقول إنه " كائن لغوي" هيكله اللغة،و كيانه اللغة..يظهر منها و فيها و بها..

إذا وجد كلمة"حِقف" ملائمة، فسينهض بها،و لن يهتم..
و كذلك إذا وجد أن "هيجل" له علاقة بالموضوع فسيستخدمه..
إذا وجد نورساً في طريقه سيأخذه في السياق،
و إذا وجد حجر صوان فسيفعل..
لا تحده حدود ..الشعر الذي أعرفه..
لا يسأل عن شئ،و لا عن أحد،حتى عن أصدقائي.