إرهاب «بوكو حرام»: الدم المنسي!

إرهاب «بوكو حرام»: الدم المنسي!


01-03-2016, 08:40 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1451850036&rn=0


Post: #1
Title: إرهاب «بوكو حرام»: الدم المنسي!
Author: زهير عثمان حمد
Date: 01-03-2016, 08:40 PM

07:40 PM Jan, 03 2016

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

كتبت رنا حربي

على عكس ما قد يظنه البعض، يعدّ تنظيم «بوكو حرام» أكثر التنظيمات الإرهابية في العالم التي تلجأ إلى الأساليب الوحشية والدموية: من استغلال فتيات صغيرات لا تتجاوز أعمارهن العشر سنوات لتنفيذ عمليات انتحارية، مروراً بتجنيد الأطفال، وصولاً إلى حرق قرى بكاملها وذبح سكانها بالفؤوس والسواطير.
رغم ذلك، لا يُواجَه الواقع الوحشي الناشئ على أيدي هذا التنظيم بالاهتمام السياسي والإعلامي المناسبين، بل يبقى تنظيم «داعش» متصدّراً ــ وحده ــ سلم أولويات السياسة الدولية، ويبقى كذلك الشغل الشاغل لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ومحط اهتمام الصحافة العالمية، والهاجس الوحيد لدى المواطن العربي والأجنبي الذي لا يعنيه إرهاب لم يسلّط الإعلام الضوء عليه بصفته تهديداً وجودياً له، ولمصالحه.

نشأة في رمال «الساحل... والصحراء»

تأسّس تنظيم «بوكو حرام» على يد، محمد يوسف، في ولاية بورنو شمال نيجيريا في عام 2002، تحت اسم «جماعة أهل الكتاب والسنة للدعوة والجهاد»، ولكنه اشتهر باسمه الإعلامي «بوكو حرام»، أي «التعليم الغربي حرام» بلغة «الهوسا». وصعّد التنظيم عملياته عام 2004، عقب اتخاذ يوسف، من كناما، في ولاية يوبي قرب الحدود مع النيجر، مركزاً له، في مسعاه إلى إقامة ما يسمّيه بـ«إمارة إسلاميّة» تنطلق من شمال شرق نيجيريا، لتمتد حتى البلدان الواقعة حول بحيرة تشاد (نيجيريا، الكاميرون، النيجر، تشاد). وللإشارة، فإنها منطقة تختزن كميات مهمة من النفط.
وفي عام 2009، وبعد مواجهات دامية بين التنظيم والجيش، أعلنت الحكومة النيجيرية أنها نجحت بتصفية جميع أعضاء «بوكو حرام»، بمن فيهم زعيم التنظيم محمد يوسف. لكن ذلك لم يحدّ من نشاط «بوكو حرام»، بل ازدادت خطورته تحت زعامة بشير محمد، المعروف بأبو بكر شيكاو، الذي صرّح العام الماضي بأنه لا يعترف بشيء اسمه نيجيريا وإنما يعترف بـ«الخلافة الإسلامية» العابرة للحدود الجغرافية.
ويسيطر «بوكو حرام» راهناً على عدد كبير من القرى في أقصى شمال شرقي نيجيريا (على امتداد الحدود مع النيجر وتشاد والكاميرون)، ما يسهّل عملية انتشاره وتمدده بسرعة في بلدان «حوض تشاد». وما يزيد من خطورة انتشار التنظيم في هذه المنطقة، ارتباط هذه المساحة الجغرافية، بشكل ما، بمنطقتي الساحل والصحراء حيث باتت تنشط جماعات إرهابية عدة بسبب تصاعد النزاعات، وبسبب حالة الفوضى التي تعرفها ليبيا، وجنوبها، بصورة خاصة.
وجدير بالذكر أنّ وزير الدفاع الفرنسي، جان ايف لودريان، كان قد أعرب في بداية الشهر الجاري عن قلقه من خطر إقامة مقاتلي «داعش» في ليبيا اتصال بـ«بوكو حرام»، خصوصاً أنّ الأخير سبق له أن أعلن بيعته لـ«داعش» في شهر آذار/مارس الماضي.

«داعش»: نبشركم بامتداد الخلافة

وقد أعلن «داعش»، في تسجيل نُسب إلى المتحدث باسمه، أبو محمد العدناني، قبول مبايعة «بوكو حرام» له. وقال المتحدّث: «نبشركم اليوم بامتداد الخلافة إلى غرب أفريقيا، فقد قبل الخليفة حفظه الله بيعة أخواننا في جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد (بوكو حرام)». جاء ذلك في وقت رأى فيه المتحدث باسم الأمن القومي النيجيري، مايك عمري، أن المبايعة «عمل يائس وتأتي في وقت تتعرض فيه بوكو حرام لخسائر فادحة».
يختلف الخبراء الأمنيون والمحلّلون بشأن الهدف وراء مبايعة «بوكو حرام» لـ«داعش». يرى عدد منهم أنّ المبايعة هدفها إحداث بلبلة وجذب عدد أكبر من العناصر، بينما يؤكد آخرون جدية العلاقة بين التنظيمين. ويستند هؤلاء في تحليلهم إلى واقع أن استراتيجيات وتكتيكات «بوكو حرام» تطوّرت وأصبحت شبيهة بطريقة عمل «داعش»، كما أن الأسلوب الإعلامي لـ«بوكو حرام» تغيّر، إذ أطلق حملات دعائية واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، شبيهة بحملات «داعش»، وبدأ يبث مقاطع فيديو تظهر قطع رؤوس الأسرى، صوّرت من زوايا مختلفة مع موسيقى وأناشيد في الخلفية، اقتداء بالفيديوهات التي يصدرها «داعش».

الأسلوب الإعلامي لـ«بوكو حرام» تغيّر وصار شبيهاً بحملات «داعش»
يرى مايكل شوركين أنّ «تحوّل بوكو حرام إلى دولة إسلامية في غرب أفريقيا أشبه الآن بعملية ترويج، آو تغيير اسم تجاري، لكن ذلك قد يُسجّل أيضاً الانتقال إلى أهداف جهادية شاملة». ويضيف أن تبنّي «تنظيم بوكو حرام لاسم وخطاب ورموز (داعش)... يمثّل فوائد جمة لحركات معزولة جغرافياً».
بدوره، يرجّح الباحث في شؤون الجماعات الجهادية في مؤسسة «جيمستاون فاونديشن» الأميركية، جاكوب زين، أن «تتجاوز العلاقة بين داعش وبوكو حرام دائرة وسائل الإعلام قريباً» وأن «تقوم داعش بتدريب عناصر بوكو حرام، في ليبيا». ويتوقّع الباحث أن «تصعّد بوكو حرام في 2016 و2017 (عملياتها نحو) هجمات من نوع جديد في نيجيريا أو غرب أفريقيا، بفضل التدريب والتنسيق مع التنظيم في ليبيا».
أما الباحث في مجموعة «أتلانتيك كاونسل»، بيتر فام، فيبدي اعتقاده بأن المبايعة تساهم في «جذب مقاتلين أجانب، بسبب سمعة تنظيم داعش». ويوضح أنّ «مجلة دابق»، التي ينشرها «داعش» بالإنكليزية على الإنترنت، «تنصح، في عدد شهر نسيان/ابريل، المتطوعين الذهاب لتعزيز صفوف بوكو حرام، إذ أصبح من الصعب الانضمام إلى الخلافة»!

مواجهة مؤجلة!

تقود نيجيريا تحالفاً عسكرياً يضمّ قوات من تشاد، والنيجر، والكاميرون، وبنين، ويهدف إلى مكافحة «بوكو حرام» والقضاء عليه. ويدعم كل من الولايات المتحدة وفرنسا هذا التحالف، خصوصاً مع تنامي تهديد التنظيم لمصالح فرنسا والولايات المتحدة في الكاميرون وتشاد. إلّا أن التحالف فشل حتى الآن في القضاء على التنظيم أو الحدّ من توسعه.
ويحذّر محللون من أن يؤدي تنامي نشاط التنظيم في تلك المنطقة إلى «إعادة رسم الخريطة السياسية» لغالبية تلك الدول، وهو احتمال يعززه وجود عوامل أخرى تسهّل عملية الاستقطاب والتوغل، أهمها الفقر، موجات الهجرة المرتفعة بسبب الجفاف، ضعف السلطة، الصراعات العرقية والاثنية والدينية، إضافةً إلى انتشار السلاح وسهولة الحصول عليه.
وفي هذا السياق، يحذّر المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الأخصائي في شؤون أفريقيا، مايكل شوركين، من خطورة التقارب والتعاون بين الفصائل التي بايعت «داعش» في ليبيا وبين «بوكو حرام»، مؤكداً أنه يمكن «بسهولة تصوّر سيناريوهات مريعة»، قد يكون أقلها خطورة إمكانية أن تسعى «بوكو حرام» إلى مهاجمة جنود فرنسيين منتشرين ضمن قوات «عملية برخان» التي تضم ثلاثة آلاف جندي موزعين في خمسة بلدان أفريقية من منطقة الصحراء والساحل بهدف مكافحة الإرهاب، أو آخرين أميركيين موجودين في الكاميرون لتنفيذ «مهام مخابرات ومراقبة واستطلاع من الجو»، في إطار «جهد مكثف» لمواجهة التنظيم.
ويمكن لسيناريوات كهذه أن تحدث في ظل إخفاق التحالف الإقليمي في مهمته، ووسط اقتصار المساندة الدولية حتى الآن على «الدعم اللوجيستي». علماً أنّ منسقة الأمم المتحدة في الكاميرون، نجاة رشدي، حذّرت من تمدد «بوكو حرام» (التي قدرت عدد عناصرها بنحو 40 ألفاً)، مشيرةً إلى أن «هناك فرصة ضئيلة لوقفها الآن».