منتهى السخرية : الخرطوم تسهر في «رأس السنة» وتنام في صباح «الاستقلال‎»‎

04:04 AM Dec, 31 2015

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-الدوحة
مكتبتى
رابط مختصر

نعم: الخرطوم تسهر في «رأس السنة» وتنام في صباح «الاستقلال‎

قبل أن أواصل أقول العنوان (الخرطوم تسهر في «رأس السنة» وتنام في صباح «الاستقلال‎»‎‏) و الذي ‏ورد في موضوع كتبه الكاتب السوداني صلاح الدين مصطفى في «القدس العربي» بتاريخ ‏December 30, 2015‎‏.‏
الموضوع المنشور يتحدث عن احتفالات رأس السنة و أسعار الفنانين.‏

هي حقيقة أكثر صادمة إذ تتحدث عن واقع مؤلم يوضّح الدرك الذي صرنا فيه أو بالأصح أُريد لنا أن نسير ‏فيه، و نحن نائمون و مغيّبون تماماً عن أرض المعركة الحقيقية.
معركة الكسب
معركة العمل
معركة الابتكار ‏معركة التنمية
معركة اللحاق بمن سبقنا
معركة مواجهة مشكلاتنا و و اقعنا المؤلم.‏
معركة مواجهة الظلم و التخلف و الفساد
كلها معارك تنتظرنا

و لكن ما يهمنا الإشارة إليه هنا هو المفارقة الساخرة بين الإهتمام باحتفالات رأس السنة و تجاهل ‏الاحتفال بالاستقلال .
إلا من بعض برامج باهتة لتغطية عورة السقطات برامج ماسخة و شائهة يتم فيها استعراض بارد لاستقلال السودان و تاريخه مع ‏استراحات يتم فيها تشغيل أناشيد كانت ترمز لواقع و همة و تطلع و صحو و يقظة و كنها اليوم ما أريد لها ذلك .أناشيد كانت يوماً أيقونات لكن أفرغوها من محتواها . فصارت لا تحاكي الواقع ..أناشيد من شاكلة (اليوم نرفع رايةاستقلالنا) و ( بلادي أنا بلاد ناساً..) و درة العطبراوي( ‏أنا سوداني).‏

أي عبط و أي سخف و أي اسفاف و استخفاف و أي درك سحيق وقعنا فيه. و أي لعب على الذقون
و شبابنا مُغيّب و محتار أمام واقع مأزوم .‏

و رغم كل ذلك لا تفتأ قنواتنا الثلاثة تتمايل طرباً مع أغاني تُعرض طيلة الليل و آناء النهار و بعد الظهيرة. ‏هي أغاني لا تعبر عن الواقع.كما يتم تقديمها في أي برنامج حتى في حضرة ضيوف هم قامات في العلم ‏أو السياسة أو الدين تجدهم حائرون أمام الأمر الواقع الذي وجدوا أنفسهم فيه و لا يجدون مفر. و حديثهم ‏‏(المهم) يُقطع في استراحة مفاجئة و غير منطقية لنستمع إلى لحن.‏

و رغم كل ذلك لا تفتأ قنواتنا الثلاثة تتمايل طرباً مع أغاني تُعرض طيلة الليل و آناء النهار و بعد الظهيرة. ‏هي أغاني لا تعبر عن الواقع.
كما يتم تقديمها في أي برنامج حتى في حضرة ضيوف هم قامات في العلم ‏أو السياسة أو الدين تجدهم حائرون أمام الأمر الواقع الذي وجدوا أنفسهم فيه و لا يجدون مفر. و ‏حديثهم (المهم) يُقطع في استراحة مفاجئة و غير منطقية لنستمع إلى لحن.‏

‏ و قناتنا الزرقاء بالذات أريد لها أن تكون مثل ( الحبة الزرقاء) تحيل ليالينا إلى بهج ثري و استرخاء ‏مقصود ...تسوقنا و تسوق شبابنا أبناء (نجوم الغد) إلى القناة الزرقاء و هم يتدافعون و هم مغيبون تماما ‏عن واقعهم. كما أريد لهم.
و برامج سخيفة تسطع فيها ألوان وجوه المذيعات و هي تلمع تحت أضواء ‏الاستديو الباهرة في مفارقة ساخرة مع انقطاع الكهرباء من كثير من أحياء العاصمة.
مذيعات يجيدون ‏فقط البهرجة و الابتسام الساذج و حذلقة الكلمات عديمة المعنى.مذيعات و قنوات تجعلنا نخجل و نتمنى ‏أن لا يكون لدينا تلفزيون أو قناة، طالما لا نحسن استغلالها. ‏

و أخيراً:‏
‏ الأسى يطول و يطول ‏
و الليل كما ترون بهيم
الصحو يلوح بين اليأس و الأمل
و سماءنا ملطخة بالغيوم

و أعيينا مفتوحة بانتظار الفجر ‏
و الفجر يلوح بين الصحو و النوم
و ...‏

و ...‏
‏..و ‏
و حراس الحمى بعضهم نائمون
‏ و بعضهم ساهون ‏
و بعضهم لاهون.‏

‏.....‏و لا يسعنا إلا أن نقول:‏ن
سألك اللهم الفرج
اللهم فرّج همنا
و أكشف غمنا و (غمّتنا) ‏
و أكشف لنا العدو من الصديق
‏و أرنا فيه ثأرنا

الرسالة المقروءة ان الناس الان الان تتوق الي الاستعمار من "الاستغلال"

إقتباس( لرسالة المقروءة ان الناس الان الان تتوق الي الاستعمار من "الاستغلال"

طبعا يا محمد ابراهيم ده لأنه اليأس استبد بالدواخل و ردود أفعال الناس بتختلف. و إنكنا لا نشجع هذا الاتجاه.