ما بين مزاد القطع و صوت مياه الحمام الأفرنجي

08:01 AM Dec, 26 2015

سودانيز اون لاين
الطيب الجاك-
مكتبتى
رابط مختصر

ما بين مزاد القطع و صوت مياه الحمام الأفرنجي

رأيت فيما يري النائم ، مديرة المزاد العلني تقف خلف طاولة عليها مايكرفون ، ، ،

تنادي علي بضاعتها المعروضة في المزاد ، ، ،

و قد طلبت من كل قطعة الوقوف عند ذكر اسمها ، ليراها الحضور من اعلاميين و خبراء مزادات و تجار ، ، ،

فالمطلوب هو تقييم كل قطعة للتبشير بما جلبه المزاد من "تحف" ، ، ،

القطعة رقم اتنين ، ، ،

فوقفت القطعة و فردت طولها ليقيمها الحضور ، ، ،

و في عيونها ظلال علامة استفهام كبيرة مشابهة للكرفته التي تتدلي من عنقها ، ، ،

ما الذي أفعله هنا ؟

خفتت ظلال علامة الاستفهام مع ضوء فلاشات المصورين ، ، ،

ثم جلست القطعة بنفس الطريقة الالية التي وقفت بها ، ، ،

و لم تنسي بالطبع تمرير راحة اليد علي الكرفته ، لتظهر انها "قطعة ماليا هدوما" ، ، ،

و تستحق الثمن المدفوع ، ، ،

و القطعة تتهاوي في طريق الجلوس الي اسفل ، ، ،

سمعت في ذهني صوت الماء و هو ينظف الأوساخ في حمام افرنجي ، ، ،

لم يقطع صوت الماء في ذهني سوي صوت مديرة المزاد القائل " بلد المنشأ كنضا "

هل أنا أحلم ؟ !

هل هناك بلد اسمه " كنضا " علي الخريطة ؟ !

و ما أهمية كون القطعة صنعت في كنضا أو كنضية الأصل لإنسان لا يعرف بلداً اسمه كنضا ؟ ؟ ؟

قطع صوت المديرة سيل الاسئلة في راسي: القطعة رقم ثلاثة ، ، ،

يا الله يا الله

لا حولا و لا قوة الا بالله

ما الذي اراه ؟ !

أتمني أن يكون هذا حلماً ، ، ،

فمن هذه القطعة يشع وقار الحرية ، ، ،

ما الذي اتي بها الي هذا المزاد ؟ ! ! !

لكن لا أثر في عيونها لظلال شك أو تردد ، كأنها مخدرة و لا تعرف ما تفعله هاهنا ، ، ،

تلاشي اخر خيط من وقار مع فلاشات المصورين ، ، ،

و تهردمت علي المقعد ، ، ،

مع صوت الماء ينظف مرة اخري اوساخاً علقت بحمام افرنجي ، ، ،

اما لهذه الليلة من نهاية ، ، ،

جيراني في حالة ارق دائم الليلة ، ، ،

لقد أكثرو من دخول الحمام ، ، ،

قطعو علي نومي و حلمي عدة مرات ، ، ،

و مع خفوت صوت الماء مبتعداً اسفل تلك الحفرة السحيقة حاملا معه كل ما علق بالحمام من اوساخ ، ، ،

جاء صوت المديرة جهوراً مفتخراً بضم هذه القطعة للمزاد: "صناعة كنضية" ، ، ،

يا لهذه الكنضا التي لم تصنع قطعاً بسواها من البلدان !

توالي في ذهني صوت المديرة .... رقم القطعة ... تلك النظرات في عيونها ... صوت الماء في الحمام الأفرنجي ... كنضا ، ، ،

تغير في ذهني ارتباط صوت هذا الماء ، ، ،

من ارتباط بالقرف الي ارتباط بالنظافة ، ، ،

فطالما صوت هذا الماء يجري أسفل البئر السحيقة حاملاً معه الاوساخ ، ، ،

و طالما تصنع أو " تولد " قطعة جديدة كل يوم ، ، ،

فتكرار صوت هذا الماء دليل نظافة و عافية ، ، ،

و لكنه بليغ حد الثمالة في وصف الواقع ، ، ،

صباح اليوم التالي حكيت حلمي لمن حولي ، ، ،

فزمجروا و تصايحو ثم تعلقو بأستار الكعبة يدعون الله أن يبعد عني "شيطان" جعلني أسمع صوت مياه حمام افرنجي نجس في احلامي ، ، ،

إنتهي ، ، ،

تحذير


عزيزي القاري: مهما بلغت درجة التشابه في ذهنك بين حلمي هذا و اي أحداث اخري فهو محض صدفة و لا علاقة بينهما بالمره ، فالرجاء عدم الخلط مهما كانت درجة التشابه ، ، ،

تحذير


عزيزي زميل المنبر: هذا البوست عبارة عن طاقية فري سايذ من خلالها خرج كل الهواء الساخن ، ، ، إنتهي!