سودانيون هاجروا من زمان بعيد من السودان..

08:06 PM Dec, 23 2015

سودانيز اون لاين
الأمين عبد الرحمن عيسى-قطر
مكتبتى
رابط مختصر

منهم بلة.. ولعل بلة قد يكون أول سوداني أصدر له جواز سفر سوداني...

في صباه كان بلة يعمل بالرعي.. يخرج باكرا بها و يمضي نهاره لوحده مع غنيمات الحلة.. ثم كان أن وجد ذات مرة بعض الحرفيين ممن يصنعون بعض الأشياء الصغيرة المهمة في ذلك الزمان .. تعلم منهم صناعة الكوانين .. فكان كل حين يعمل يديه وجهده ليصنع كانونا يبيعه بقرش أو قرشين..
علم ذات صباح أن هناك بعض الخواجات يطلبون عمالا.. استرعى الأمر إهتمامه فذهب يبحث عنهم .. قيل له أنهم في بورتسودان.. كاد أن يصرف النظر .. غير أنه في اليوم التالي أخبر أصحاب الأغنام أنه لن يستطيع أن يرعى أغنامهم بعد الآن فسوف سيغادر..
وصل إلى بورتسودان التي لم يشاهدها من قبل.. أدرك مكاتب الشركة.. كانت شركة أمريكية .. لكنها لا تعمل في السودان بل في خارج البلاد.. قابل بله المسؤولين فوجدوه لائقا للعمل معهم .. لم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة... و لم تكن تلك مشكلة بالنسبة له أو للشركة.. في أيام قلائل .. كان بله على ظهر سفينة تمخر عباب البحر .. متجهة إلى ميناء بالسعودية ..

حط رحالة بأرض الحجاز.. نقلته شاحنة عبر دروب غير معبدة إلى شرق البلاد.. وفي بقعة نائية في قلب الصحراء كان مستقره.. في كابينة في ظل لهيب من شمس الصحراء و أتونها...
تعلم في زمن قياسي مهنته الجديدة .. صار عامل لحام.. أتقن الصنعة ... كل من حوله من الأمريكان والأوربيين . تعلم سريعا لغتهم..

وبدأ بله رحلة عمر..

كان ذاك الأمر في أوائل أربعينات القرن الماضي... غادر بله السودان بدون أوراق ثبوتية .. ولم يعترض على سفره أحد.. وفي السعودية لم يطالبه أحد بجواز سفر غير أنه بعد مضي عشر سنوات في عمله و قد صار خبيرا .. طلبت منه الشركة العودة للسودان وإصدار جواز..

عاد إلى السودان ليجد الأهل في شوق ولهفة عليه.. ظلوا يطلبوا منه ألا يرجع.. طمأنهم أنه بخير .. والحال طيب هناك.. قالوا له نحن لا نطمئن عليك بعيدا عنا .. وكيف تفارقنا .. والحال هنا طيب والمعيشة رغدة وأنت بين الأهل..

في العام 1954 أصدرت حكومة السودان ضمن أوائل ما أصدرت من جوازات .. أصدرت جوازا لبلة .. ممهورا بتوقيع وزير الداخلية في أول حكومة سودانية تشكلت في أواخر عهد الإستعمار وكان جواز بلة يحمل توقيع الزعيم إسماعيل الأزهري..وزير الداخلية حينها

تحية وسلام الاخ الامين
اسمح لي بهذه الاضافة:
جواز عمنا علي محمد فرح صادر في تاريخ لاحق لجواز الشخصية التي تتحدث عنها



يحمل الان الجنسية السعودية

أوفدت الشركة بلة في دورات تدريبية إلى بريطانيا ثم إلى أمريكا.. صار بلة من أميز الفنيين في الشركة.. وأخذ يأتي بانتظام للسودان يزور الأهل والمعارف والأصدقاء.. ولما يقفل عائدا.. كان المودعون يغمرونه بهداياهم ويغدقون عليه من كرمهم .. زادا و مالا.. وفي بورتسودان كان يشتري العديد من الأشياء الجميلة من الملابس والحرير والعطور والساعات والأجهزة والهدايا يقدمها لزملائه من العاملين بالشركة و لمعارفه..
ومنذ بداية عمله أوكلت الشركة له صبيا من السعودية متفرغا لخدمته.. ولما يذهب الصبي إلى أهله في عطلة نهاية الأسبوع.. كان بلة يوفر له الكثير من الأطعمة من أزر وسكر وعدس و زيت و صابون .. يأخذها معه صبيه إلى أهله..
في العام 1950 تم إنجاز خط الأنابيب عبر البلاد العربية ( التابلاين) الذي يربط بين حقول النفط في المنطقة الشرقية و لبنان على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وعمل بله ذلك المشروع وعمل في البر والبحر .. وكان من الخبراء الرواد في اللحام خلال أعمال تركيب منصات البترول في أعماق البحار وفي قلب الصحراء..
.. بعد خمسين عاما من العمل في شركة أرامكو السعودية ..
قررت شركة أرامكو أن بلة هو أفضل من عمل بها

سئل عن منزله في السودان قال إن لديه منزلا من طابقين .. قالت الشركة أنها ملتزمة بكل أثاث المنزل.. وفرشه وشحنت من السعودية حاويات تحمل كل أثاث وفرش المنزل.. وأوصلت ذلك الأثاث حتى منزله ..
منح معاشا مدى الحياة قدرة سبعة ألاف ريالا سعوديا شهريا .. مع إقامة دائمة بالمملكة العربية السعودية..
.....
تم تكريمه بأن منح فوق معاشه ..مكافأة خاصة من الشركة..

شيكا بمليون ريال سعودي ..

عاد إلى السودان و قضي فترة تقاعده في داره في الخرطوم بين الأسرة والأهل.. وكان يغادر كل ثلاثة أشهر إلى السعودية ليستلم معاشه لربع العام..

إنتقل بعد حياة مليئة بالجهد والعمل و الإنجاز إلى رحمة مولاه في الألفية الثانية..

Quote: جواز عمنا علي محمد فرح صادر في تاريخ لاحق لجواز الشخصية التي تتحدث عنها

الأخ مهدي صلاح لك التحايا وشكرا للمشاركة،
أجل هذه شهادة الجنسية في أول إصداراتها.. كان لونها رمادي وهي من الورق الأقل درجة من المقوى.
تغيرت بعد ذلك إلى تلك الخضراء ذات الغلاف القماشي. والورق الاصفر من الداخل.

ومن مؤلف الدكتور مصطفى مبارك ( سوداني على متن قطار هرم ) الذي تشرفت بالإطلاع عليه والإستمتاع بحكاياته الشيقة أنقل لكم هذه القصة .. شكرا للأخ الدكتور مصطفى مبارك أنه أتاح لنا النشر حيث جاءت في أولى صفحات الكتاب هذه الكلمات.." يمكن نشر أي قصة من القصص بأي شكل كان للأغراض العلمية والثقافية والفنية دون إذن مسبق من المؤلف "

تتقاذف أمواج الحياة بعض البشر، تقذف بهم إلى شواطئ بعيدة مثلما يحدث في الأساطير القديمة، قصص بعضهم أغرب من الخيال.
صادفت أحد هؤلاء عندما زرت مناطق مناجم الفحم في مدينة " دانتسك " بجمهورية أوكرانيا في الإتحاد السوفيتي السابق. بعد أن أنهينا دراستنا في الجامعة، إتفقت إدارة جامعة الصداقة مع هيئة السكك الحديدية على إعداد قطار خاص أسمته " قطار الصداقة"، ركاب هذا القطار عدد كبير من الطلاب من مختلف الجنسيات، كنت أنا أحدهم أمثل إفريقيا. قطع القطار في رحلته آلاف الأميال عبر جمهوريات الإتحاد السوفيتي، ليتعرف المواطنون السوفيت على أحد أهم إنجازات بلادهم وهي النجاح في تعليم الطلبة الأجانب. رحلة القطار الطويلة إستمرت لأكثر من شهر. كان ذلك في الصيف عام 1972 بالتحديد. وكان القطار يتوقف في المدن المهمة.
وصل القطار حتى مدينة " دانتسك" وهي مدينة المناجم في روسيا وأحد معاقل إتحاد النقابات السوفيتية القوية. إستضافني التلفزيون المحلي مع بعض الطلاب في لقاء تعريفي عن إفريقيا شعوبها وثقافاتها.
صباح اليوم التالي زارني رجل إفريقي من جنس بوسمرة السوداني في داخلية الطلاب حيث كنا نقيم.
بلغ من العمر عتيا، يتوكأ على عصا يساعده على المشي رجل من جنس بوسمرة " هجين " كان إفريقي الملامح أزرق العينين وذاك أمر لا يصدقه العقل. و ترافق الرجل المسن إمرأة أصغر منه بعدة سنوات. كانت شقراء فارعة الطول.
حكى قصته باللغة الروسية ، إذ لم تسعفه اللغة العربية التي لم يتحدث بها مع أحد لأكثر من نصف قرن.

السودانيون المتأخرون في الاغتراب في الخليج ، يجنون ثمار ما غرسه عمنا بله ورفاقه الميامين

لله درهم

ورحم الله موتانا وموتى المسلمين


واصل يا حبيب

كان في غاية السعادة لأنه قبل أن يموت رأى أحدا من جنس بوسمرة وقابله وتحدث معه. طلب أن أجلس قربه، أطعته، الرجل المرافق له التقط لنا عدة صور تذكارية. كان يضحك و يبتسم كأن دماء الشباب جرت من جديد في شرايينه المسنة. قالت المرأة:
- لم أشاهده سعيدا هكذا منذ سنوات طويلة.
دعاني لزيارته في بيته. لم أستطع، كان موعد إنطلاق قطارنا قد أزف، لكن الساعة التي قضاها معي كانت كافية ليحكي لي فيها قصته.

نهاية الحرب العالمية الثانية، عام 1945 كان الجيش الألماني قد احتل كل أوربا وأجزاء كبيرة من الإتحاد السوفيتي. وصل حتى مشارف مدينة موسكو. لكن في يناير ذروة فصل الشتاء نجح الجيش الروسي في حماية المدينة وفي دحر الجيش الألماني. أضطر للإنسحاب عائدا نحو ألمانيا. بدأت جحافله تنهار وتتبعثر تحت ضربات أقوى جنرالا ت الجيش الروسي و هو الشتاء الروسي القارس، كانت جثث الجنود الألمان تتكدس متجمدة في الطرقات الموحلة، يتراجعون مدحورين مذعورين، يتعثرون في الجليد في فوضى عارمة تفصلهم آلاف الأميال عن ألمانيا. تتبعثر دباباتهم وآلياتهم المهجورة في كل مكان.

آنذاك كان بوسمرة العجوز في عز شبابه، يعمل ياورا خاصا لأحد جنرالات الجيش الألماني.

سألته :
- لكن من أي مناطق السودان جئت؟

رد :
- أنا دنقلاوي. والدي كان يعمل بحارا، وأنا ركبت البحر مثله.

غاية اللطافة يا أستاذ الأمين عبدالرحمن عيسىذكرني بله العجيب بآخر هاجر لعله ثلاثينات القرن الماضي الى الحجاز - حيث لا سعودية حينها - القصة كنت قد كتبتها في صالون الجمهوريين وأنقلها هنا - بحواشيها ومذكرتها التفسيرية مع تصرف قليل لمناسبة المكان

Quote: العجبني في الموضوع ربط المتحدث للـ happy ending بكرم السودانيينعطلة نهاية الأسبوع الماضي قضيتها مع ثلة طيبة من أعيان سودانيي صلالة... حكى أحدهم قصة مشوّقة عن عم له أسماه "عم عابدين"... محور القصة كان عن الكرم.. ولعله بدأها بـ "أصلو الكريم دة ما بيضام" .. أستوقفني فيها بجانب ذلك مسألة التسيير العجيبة و"قرآءة الأيام" المعينة على الشكر..يحكي فيقول – بتصرّف –الموضوع بدا بكبريتة... الكلام دة في التلاتينات أظنو.. عم عابدين دة وشباب كتار زيو مشو الحبشة وعملو قروش هناك.. عم عابدين كان مشهور عنو لما يجي المطاعم بيدفع للسودانيين الموجودين كلهم.. يوم أكلو ودايرين يدخنو، طلع ما عندهم كبريتة.. أها الكبريتة دي الموضوع كلو.. هنااااك في طربيزة سودانيين، عم عابدين مشى استلف منهم كبريتة.. ولعوا ..... شال الكبريتة رجعها.. الجماعة قالو ليهو: لا!! حرّم ما ممكن ترجع.. رجع بي كبريتو لناسو... أها.... بعد فترة أهل الكبريتة قامو مارقين دايرين يحاسبو الجرسون قال ليهم الحساب مدفوع.. عروفوهو دة زولم زول الكبريتة.. شكروهو واتخارجو... زماااان مرّ وعمنا عابدين قرر يرجع السودان .. في القضارف قريشاتو دخلن في سمسم... آخر الموسم "الكعوك" لهط السمسم.. عمنا بقى أباطو والنجم.. من مزرعتو كداري لي القضارف .. لما وصل محطة السكة حديد الفيهو كملت.. فتر تب!! عربية قطر فاتحة ومقابلة الهمبريب تووووشك دخل وراح في ستين نومة ... وكتين صحا ... القطر جق جق جق مرق في أم صفقن عراض... شويتين الباب دق .. الكمساري: تذكرتك ياخينا.. تذكرتي عند أخوي أخد ليهو مرقة لف وتعال.. قال عم عابدين أصلو لامن الكمساري يجي راجع تاني بكون وصلت أي محطة بنزل فيها واقبل على قضروف ود سعد تاني... جق جق جق ... تاني دق دق باب القمرة دق.. مرق لقاهو الجرسون بتاع السنطور وصينية مليانة كسكليتات و حاجات بالشكل بالنوع دة وقزازتين نبيت .. عم عابدين لذيذ يقول ليك للنبيذ نبيت ... يازول مافي زول طلب أكل.. لا الأكل دة في زول طلبو وبجيهو هنا ... شويتين الباب تاني دق... الكمساري ذاتو.. أها أخوك جا؟! لا!! لسع.. ياخوي، الكمساري دافر الباب وداخل، أخو وااااحد عندك بجي مافي...كدي في أكل جابوهو هنا؟ ..... آآآآي!! ... وهّط الصينية بيناتنا وبفففففف فتح ليك النبيت..... أظنك ما عرفتني؟!.. ما عرفتك والله يا اللخو!! من وين في الأهل؟ ... أهل شنو؟ تتذكر الكبريتة؟؟!! أووووه!! أووووه!!مزمزوا عضام ديك وضربو نبيتم وعمك عابدين بدأ ليهو من الكبريتة نامن وصلو الكعوك وركبتو في قطر الجن دة والمحطة الجاية بنزل اقبل على "سلامة البيه".. يا زول سلامة بيه شنو؟! ..... وكتين وصلت لي هنا، فركة كعب وننزل بورتسودان شوف هناك يمكن الله كاتب ليك فيها رزق.. قلت كدة؟! خير وزين ... كو كو كو.. مشى لزول بعرفو من زمان جهة ابوحشيش دي .. أنا مدردح وعندي رخصة سواقة عامة شوف لي شغل ... بكرة الله يفتح.. الأدروبات داخلين ومارقين بالجبنة .. عمنا عابدين قال يشوف ليك زول بي عقالو جا دخل على سيد المحل .. حق الله بق الله .. عندنا مشروع في جدة ودايرين لينا بنايين وطلب.. مر علينا بكرة.. مرقتو كدي العربي فت دخلت على زولي وقلت ليهو أكتبني أول واحد.. يا زول؟؟!! ات شن عرفك بالبنيان؟! ... ... عرفة شنو؟ كمان شيل قدح المونة دي بغلب ليهو ود مقنّعة.. يا زول أكتبني ... يومين تلاتة البابور صبحتنا في جدة ... لقوني ليك مدردح وبعرف أكتب وأقرأ بقيت رئيس الأدروبات كلهم أكتب أوفرتاينن وحاجاتهم كلها وأمش الكلوب أجيب ليهم الميز و.. و...... أها يا سيدي اللمنت عليك لامن جابو بولمان بقوني سواق كمان ودة بي حقو ودة بي حقو.... وحاتك شوية شوية بقيت كمندة وشوية شوية بقى عندي شغلي براااي وفتحت معاي ... دي ما كانت كبريتة دي... أها وحاتك وكتين درت العرس الجماعة رشحو لي تكرونية بت حلال بي تابعيتها ... الدنيا مشت تديني بالقلاب وتقبل تدي غيري بالكوريق وتاني تصد تجي تديني بالقلاب... قال محدثي: وحاتك قعد مع تكرونيتو ديك ما شاء الله له أن يقعد.. ماتت ورثها وأمورو حرقت تش... واحاتك أنا القدامك دة سنة 79 في الخرتوم دي شفتو جا بعد ما بقا شاااايب ... كركب خلاااس ... رسلنا جنب تلاجات الموز الجنب لوكاندة الليدو ديك قال عندو تحويلة جاية من جدة نجيبها ليهو... مرقنا .. قال تعالو تعالو شيلو شنطة.. شنطة شنو يا عم عابدين؟؟!! آآآي شنطة ... شلناها ستفوها لينا قروش رزم رزم شي ابو خمسة وشي ابوعشرة وشي ابوجنيه واحد... عم عابدين خت الشنطة تحت سريرو قريب الحيطة ... البدخل عليهو كلو من أهلو شي حفصة وشي مالك وشي مسكة داخلين ومارقين وعمك عابدين يدخل ايدو ويخمش أنت وحظك وأحدين مرقو بأبو عشرة وواحدين بابو وأحد جاتك نيلة دة حظك كدة... شيل شيل أمش....الله يرحمو عم عابدين ... بعد زمن من جيتي صلالة دي سمعت قالو مات.... ياها الدنيا..... الله يرحمو

عزيزي أمين
تحية المودة والشوق وعساك والأسرة والأهل بخير

وشكرا لهذا الموضوع الجميل. رحم الله العم بلة وجعل بركته فينا جميعا.

ياسر

Quote: السودانيون المتأخرون في الاغتراب في الخليج ، يجنون ثمار ما غرسه عمنا بله ورفاقه الميامين، لله درهم

الأخ عبدالعزيز محمد عمر ، شكرا على المشاركة.. حقا و بلا شك أننا نجني ثمار ما غرسه عمنا بله ورفاقه الميامين .. دمت يا أخي..

Quote: ذكرني بله العجيب بآخر هاجر لعله ثلاثينات القرن الماضي الى الحجاز - حيث لا سعودية حينها

من أجمل ما سمعت من حكاوى. ألف شكرا على المشاركة بها أخي عبدالله عثمان... ولعلنا نتطلع إلى قصص عديدة مثلها..

Quote: تحية المودة والشوق وعساك والأسرة والأهل بخير وشكرا لهذا الموضوع الجميل. رحم الله العم بلة وجعل بركته فينا جميعا

أخي وإبن الدفعة ياسر الشريف المليح.. لكم نسعد بوجودكم بيننا.. لك التحايا و الأشواق وكل الشكر.

- عشت في بورتسودان ، صرت بحارا
- ثم ماذا؟
- وصلت إلى ألمانيا، في إحدى رحلاتي قابلت الجنرال الألماني في مدينة صغيرة، تعارفنا، تركت ركوب البحر وعملت معه، كان في حاجة لمرافق خاص.
- لكن من هم أهلك، أ لم تتصل بأحد طوال هذه الفترة
- في فترة عملي بالجيش الألماني كان من المستحيل أن أتصل بأحد.

و أعيش هنا منذ حوالي ثلاثين سنة، مرت علي خمسون سنة منذ فارقت السودان، عندما كان الجيش الألماني يتراجع مدحورا، أحس الجنرال الألماني أنه هالك لا محالة ، ناداني قال لي: " أتركني لمصيري يا عباس لأن الحكومة الروسية تتعاطف مع شعوب إفريقيا، إستسلم لهم لن يقتلوك مثلنا، لا أضمن حياتك، أتركني لمصيري."

لم يكن الجيش الروسي وحده هو الذي يطارد فلول الجيش الألماني المهزوم، بل كتائب المتطوعين من الأنصار وهو جيش من المقاتلين المدنيين مسلح بالأسلحة الخفيفة، لعب دورا كبيرا في إلحاق الأذي بالخطوط الخلفية للجيش الألماني أثناء إنسحابه.
إنصاع عباس لأوامر الجنرال الألماني. نهار اليوم الثاني إتجه نحو غابة قريبة قرب مدينة دونتسك وهو يرفع علما أبيض.

وتضحك زوجته المسنة، كانت حينئذ مقاتلة شابة في جيش الأنصار..

وتضحك زوجته المسنة، كانت حينذاك مقاتلة شابة في جيش الأنصار..

" أنا التي أسرته .. في البداية كدت أموت من الخوف عندما إكتشفت أنه لم يكن ألمانيا بل إفريقيا أسود، ولم أكن قد رأيت إفريقيا وجها لوجه.

و حيث أنها كانت تتحدث الألمانية فقد تولت عملية الترجمة. ظل عباس سجينا لدى الأنصار حتى انتهت الحرب بانتصار الإتحاد السوفيتي، لم يستطع أن يغادر الإتحاد السوفيتي إلى أي مكان آخر. كان أسير حرب. والآن أصبح حرا طليقا، لكن بلا هوية أو جنسية ولا يملك جواز سفر. سمحوا له بالعمل في المناجم. تأكدوا أنه بالفعل ليس جاسوسا. الإتحاد السوفيتي أصبح مثل السجن الكبير يصعب بالفعل مغادرته. إستسلم لقدره.

" أولغا " إمرأة ذات قلب كبير لم تتركه منذ أن أسرته كانت تساعده في التخاطب والتواصل مع الآخرين لمعرفتها باللغة الألمانية.

أخيرا تزوجا. مرافقه هو إبنهما الوحيد..

حانت لحظة السفر.

في محطة القطار إحتضنني لمدة طويلة مودعا- ربما لن أرى أحدا من السودان بعدك، أشعر أن ساعتي قد دنت

أولغا زوجته ردت مازحة وهي تربت على كتفه

- يقول هذا منذ سنوات طويلة، ستعيش حتى تبلغ المائة.

- أقول لك شيئا
- قل ماذا تريد

إغرورقت عيناه بالدموع، إعتذر

- لا معليش لا داعي لذلك.
- قل لا تتردد.. أرجوك

ألححت عليه، لانت ملامح وجهه

- هل تصدق أشتهي ملاح بامية مفروكة بقراصة قمح.

تسللت ضحكة صغيرة بين دموعه

- لم أنس مذاقها طوال عمري...

Quote: ألححت عليه، لانت ملامح وجهه - هل تصدق أشتهي ملاح بامية مفروكة بقراصة قمح. تسللت ضحكة صغيرة بين دموعه - لم أنس مذاقها طوال عمري...

التحية حبيبنا الاستاذ الأمين على البوست الرائع ..
موضوع جميل ويستحق الوقوف عنده..

دنقلا ( منطقتي ) .. هكذا بدأ أهلنا في دنقلا أو في إمتداد النيل من تخوم
منطقة الشايقية إلى حلفا ، الهجرة مبكراً بغرض المعايش ، وقد حتمت عليهم
طبيعة المنطقة ، ونظام العيش داخل أسر ممتدة تعتمد في معيشتها على السواقي
وكما تعرف فالسواقي محددة المساحة بل وأحياناً تنحسر وتتمدد بفعل الفيضانات
والهدام ، فتضيق الأرض ما بين الصحراء والنيل ولم تكن هناك طلمبات لرمي
المياه بعيداً عن النيل لغزو الصحراء ( عكس الزراعة المطرية بمساحاتها
الشاسعة) .. فأنحصرت الحياة في مساحات محدودة فكانت الهجرة
وترك الساقية لأحد الإخوان ليمكنه إعالة الأسرة .. هجرات داخلية
وهجرات إلى مصر ومنها إلى المهاجر البعيدة .. وعملوا في البواخر وربما
كانت هذه مقتصره عليهم لأنهم كانوا يجيدون فن السباحة (العوم) وكيفية قيادة
المراكب الشراعية ( الرواويس ) أو قل ثقافة الماء .. ولدينا مقتنيات
من اشياء أحضرها جدي من والدي من مصر ومقارنة بعمري فهذه
تكون قبل (200-150 ) عاماً ..
ومعظم هذه الهجرات البعيدة أنطلقت من مصر أيام ( الخديوية) ..

لك التحية استاذنا الأمين بوست رائع .. واصل ..

Quote: - هل تصدق أشتهي ملاح بامية مفروكة بقراصة قمح. تسللت ضحكة صغيرة بين دموعه - لم أنس مذاقها طوال عمري...

الله يخليك
لا تنقطع عن الحكي

لهذه الحكايات الموجعه
فأنت أديب

في سنه 1997 قابلت سوداني عجوز مشلخ لورا في قطار الباث تراين بين نيو يورك و نيوجيرسي اخبرني انو طلع من السودان مع ابوهو و مشو مصر للتجاره و تاه من ابوهو ايام ثورة تسعاشر
كان بيتكلم عربي بصعوبه شديده

قصص غاية في اللطافةدعني أحكي لكم قصة أخرى قد لا تكون في "لطافة" القصص أعلاه ولكنهذه القصة حدثت لي قبل أقل من 24 ساعة من الآنبتصرف

Quote: الدم بِحِن شيء ما شدّني اليها قبل أن نعرف ما الذي اتى بها الى مكتبنا ... ، شابة صغيرة رأيت فيها شبها من كثير ممن أعرف، قيل لنا، ونحن ثلة، عليها أن تدرك طائرة في مطار بعيد وهي لا تعرف شيئا عن هذا البلد الذي حطت فيه هذا الصباح في مطار خاص .... سألونا كيف لنا أن نساعدها والمسافة بيننا وبين المطار حوالي ساعتين ... وبيننا وبين موقف البص حوالي الساعة ولا سيارة لها ولا سيارات أجرة في هذه البقعة المنقطعة عن العمرانتحدث أحدنا، ثم سيدة أيضا تحدثت مقترحين حلولا أرى أنها ليست عملية... قلت لهم اذا هي لا تمانع فيمكنني أخذها في طريقي لأهلي وأنزلها في موقف البص .. لم تصدق ... بادرت "بفهم الأمريكان" كم عليّ أن أدفع؟ قلت لها أدفعي ثمانية دولارات البص... REally!!قلت لها نعمخرجنا كلمتين ثلاثة .... أوووه بالله انت من السودان؟! جدي من السودان .... نصفي سوداني ونصفي هندي أحمر .... قلت لها الآن عرفت ما الذي شدّني اليك ساعة رأيتك ...طفقت تحكي لي، بحال، عن السودانيين الذين درسوها في معهد مونتري لللغات بكالفورنيا ... رغم مرور حوالي تسعة سنوات على دراستها هناك ولكنها لا تزال تتذكر بوضح "أستاذة بدرية" هكذا نطقتها باللغة العربية وتتذكر استاذ كمال ... قالت لي الأساتذة السودانيون أساتذة ممتميزون ... أستاذة بدرية كان ينجح في فصلها ضعفا ما ينجح في الفصول الأخرى لذلك كان يغير منها رئيسها "العربي" ويكثر من مضايقتها ... قالت لي أحببت الطعام السوداني في بيت أستاذ بدرية قالت لي بانجليزية حلوةfor some reason I shine on herلذلك أصبحت تفضلني على كثير من الطلاب وتدعوني لبيتها... كانت امرأة كريمة، أستاذة بدرية، تطبخ أحيانا لكل الصف... علمونا الرقص السوداني ولبسنا ملابس سودانية تقليدية ومارسنا الرقص.. فيه الكثير من الحركة ومن التصفيق... أعتقد أن ممارستي له لم تكن بالإجادة التامة بل لعله كان أمرا مثيرا للضحك كيف كنت أهز وسطي Oh!! My Godأحببت السودانيينفي محطة البصات شدت على يدي شاكرة ... تذكرت بنات أخوات لي وبنات أخوة طال عهدي بهم ... أحسست أني أودع جزء عزيز من "إندنا"

شكرا أخ الامين

اشتد علينا البرد أنا ومرافقي في امستردام بهولندا وانطلقنا نبحث عن ملابس شتوية أدفأ من التي نحملها

دخلت المحل القريب من محطة القطار وكان يديره أخ من الجنسية المصرية لا أدري لماذ بدأ يصطنع الحزم عندما أدرك أننا من السودان ... ؟

المهم تطوع أحد العمال لمساعدتي وعند سؤاله لي بالانجليزية عماذا أريد تأملت وجهه فإذا هو ذلك ذو السحنة السمراء الذي لا يخفى علي , فبادرته الأخ من السودان ؟

قال لي ومن الجزيرة كمان ..... الباقير ... ولي فيها أسرة وابنة غبت عنها 6 سنوات ولم أرها .....

وبدأت قصــة .... مشابهة لكل قصصنا .... جميعها

وافر التحية

أحمد الشايقي

ما اجمل البوستات التي شدتني في هذا العام المنصرم واتمنى ان يطول الحكي من الجميع هنا لكي نحتفي بهؤلاء الشخوص ونحتفي بما قدموه لنا ولغيرهم ونستفيد من قصصهم ومواقفهم ,,
شكرا لك صاحب البوست وشكرا لكم من مره اومن سيمر من هنا ,,,


تحياتي : ياسر العيلفون ....

سلام يا أستاذ الأمين عبد الرحمن عيسى وضيوفه الكرام
مالك توقفت عن (البث)* في هذا الخيط رفيع الغزل؟!
ليت لي وقت لأترجم لكم بعض صفحات من رسالة دكتوراة د. رقية ابوشرف (ساكنتكم في قطر)
هزتني في رسالتها "أحوال" الدناقلة البحارة اللذين وفدوا لأمريكا في أربعينات القرن الماضي (غالب اسمائهم خيري وربما برسي وأوشي)
.. يعيشون حياتهم كلها في أمريكا ويكتبون في وصاياهم أن يدفنوا بالسودان!!!!
(فيك يا سودان سر لم يكشف لنا) (ابو ماضي عن لبنان)
====
في لقاء الإذاعة البريطانية مع السير كي. دي. هندرسون في برنامج (حديث منتصف الأسبوع) والذي بث في 23 نوفمبر 1953
يقول السير هندرسون عندما سئل عن: أي بلد يكون السودان؟ أجاب (السكان عبارة عن خليط من العرب والحاميين والسود يتمتعون بخاصية واحدة،
هي أنك تحبهم جميعا بغاية اليسر. ...
لا تملك الا أن تحب السودانيين وتتعاطف مع أبنتي ذات التسعة أعوام وهي تذرف دموعها في فراق هؤلاء القوم الطيبين
لتقضي بقية عمرها محاطة بلا شيء غير وجوه بيضاء عابسة .... حقيقة أن السودانيين قوم متشابهون، سريعو الغضب، سريعو الضحكة ...
شجعان لدى الحرب، صخابة أصواتهم عند النزاع .. ولكنهم في كل أولئك يتحكم فيهم القلب أكثر من الدماغ ... لا ينسون الأهانة ولا ينكرون الجميل) (انتهى)
المرجع كتاب رقية ابو شرف Wanderings نقلا عن الأرشيف السوداني بجامعة درم رقم الملف 32/3/487
(ترجمة غير رسمية)

.
.
فاصِـــل ونواصِــل ..

سلام يا قوم
يا ربي وين الأستاذ الأمين عبدالرحمن عيسى؟
يا ريت لو يواصل
====
جآء في الإسافير هذه الرواية وقد كذبها بعضهم وقال أن الصورة لإدريس دبي وزوجه السودانية
على كل نختها هنا ونسمع تأكيد أو نفي

Quote: الجنرال اﻷمريكى ذو الأصول السودانية الجنرال حمدناالله قسم السيد ولد بحى أبوروف اﻷمدرمانى العريق 1951 وهاجر مع أسرته ألى أمريكا عام 1961 والتجق بكلية وست بوينت العسكرية وتخرج منها برتبة ملازم ويشغل حاليا منصب قائد منطقة أوهايو العسكرية الجنرال حمدناالله وزوجته السودانية بالتوب ( الزي السوداني) مع الرئيس أوباما

الأعزاء
علي عبدالوهاب عثمان
عمر عثمان
دانيا المكي
عبدالله عثمان
أحمد الشايقي
ناذر محمد الخليفة
ياسر السر
محمد فضل الله المكي
لكم مني التحايا والتقدير وأعتذر عن الإنقطاع في مواصلة البوست و شكرا لكم على الإهتمام و مشاركاتهم القيمة..

قرأتم هذا البوست من قبل ...
لكن لنذكر بهم ... حتى لا ننساهم..
المنسيون ... الضائعون..
http://sudaneseonline.com/board/470/msg/1401607076.html

سلام يا أستاذ الأمين عبدالرحمن عيسى وضيوفه الكرام
طوووولنا ما تاوقنا للبوست دي فلنرفعه بقصة حقيقية من مدينتم اللبيّض (أب قبة فحل الديوم)
يحيكها "سميّكم" الأستاذ الأمين أحمد نور* وهو رجل حكاااااي لا تمل مجالسه
===
يقول الأستاذ الأمين راويا الحكاية (بتصرّف) على لسان شاب حمري
جيت اللبيض دي وأنا شافع صغييير ما بعرف فيها زول .. بديت أشحد في السوق ... عترت في زول قلبو محدّثو جلدني جلدة ليها ضل
قال لي مافي حمري بشحد أمش شوف ليك أي مشغلة
دخلت زريبة البهايم ... أساعد دة وأصرر لي دة الغنيم وأخت لي ديل عليقة و.. و...
لموا فوقي تجار جمال .. يا صبي تعرف ترعى؟! قلت ليهم أنا خلق راعي ...
تسافر؟!
أسافر وين؟!
تسافر ممصر
أيوة بسافر
سافرت ....
بقيت صبي نجيض وملحلح ... جا التجنيد للجبهة المصريين قالوا السودانيين ممنك يتجندوا
أتجندت
يقول الراوي أن الصبي الحمري أبلى بلاءا حسنا في سلك الجندية حتى أوصى له مرؤوسيه بترقيات استثنائية فأصبح ضابطا
تزوج أحدى كريمات أحد كبار ضباط الجيش المصري وصارت له مكانة
يواصل الراوي
بعد زمن جاب زوجتو دي وجا سوق الأبيض
مشى لي زولو القبيل في دكانو
حق الله بق الله
جاييك ضيف في زول موصيني أنزل معاك
حبابك حبابك
أتفضلو على البيت
قال غشى زريبة البهايم وشال ليهو خروف
عزمو الجيران
وزولو مستغرب الزول دة منو؟ والمرسلو منو؟
قال بالليل بعد ما الجيران اتلموا للعشاء قام قال للتاجر
معقول ما عرفتني
قال ليهو والله ما عرفتك
قال ليهو أنا الحمري الزماااان دقيتو داك



===
* الأستاذ الأمين أحمد نور أصلا من النهود - شمال كردفان - وعمل لفترة طويلة بالأبيض في سلك التعليم حتى صارت له موطنا
الى أن رحل عنها لأم درمان ثم ولاية أيوا بأمريكا

الأخ الفاضل الأمين عبد الرحمن عيسي

شكرا علي البوست المفيد والشيق معا

قدم الدكتور بدر الدين حامد الهاشمي عرض مختصر من قبل في موقع مجاور عن مجتمع المهاجرين من بحارة السودان في أمريكا

وحسبما اورد الدكتور فأن العرض الذي قدمه في حلقتين كان من كتاب للدكتورة رقية أبو شرف عن المهاجرين السودانيين الأوائل

في أمريكا وحسب أشارته فقد صدر الكتاب بعنوان :-

Wanderings : Sudanese Migrants and Exiles in N. America

أأمل ان يتسع وقتك لمحاولة أستعراض هذا الموضوع .

لك كل التقدير

الخبر الذي اورده عبد الله عثمان صحيح وان الرجل الواقف مع الرئيس اوباما وزوجته هو الجنرال حمدنا الله قسم السيد وزوجته.. وانا جبت ليكم صورة الرئيس التشادي ادريس دبي وزوجته السوادانية عشان تقارنوا بين الصورتين..( بالمناسبة هو اساسا طلق زوجته السودانية زمان، وهي ابنة الجنجاويدي موسى هلال)..


.sa=iandrct=jandq=andesrc=sandsource=imagesandcd=andcad=rjaanduact=8andved=0ahUKEwjk6rLB3M_MAhVLcT4KHcMECbAQjRwIBwandurl=http%3A%2F%...ust=1462977092781718

الصورة ابت تنزل للضعف في الامكانيات التكنلوجية.... ودايرين واحد من خبراء التكنلوجيا ينزل لينا صورة الرئيس ادريس دبي عشان نعرف انه مافي شبه شديد بينه وبين الجنرال حمدنا الله
والله يديكم الصحة والعافية