أيها الناس كبّروا عقولكم.أيها الناس اعقلوا : ليه تضييع الوقت؟: لماذا هذا الجهل؟ لماذا هذه ‏الغفلة؟ ‏

06:50 PM Dec, 23 2015 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-الدوحة
مكتبتى
رابط مختصريا ناس كبّروا عقولكم يا ناس اعقلوا : ليه تضييع الوقت؟: لماذا هذا الجهل؟ لماذا هذه ‏الغفلة؟ ‏

و الله انتظرت و كتمت ما في صدري و صبرت و تمر الأيام و يزداد المغص و يطفح الكيل ‏و لم استطع السكوت.‏

يا ناس كبّروا عقولكم يا ناس اعقلوا .. يا ناس اتعلموا من التاريخ يا ناس اتعلموا من ‏الدول من حولكم. ‏

تراجي جاية. تراجي قالت تراجي.... فلان جاء... و فلان قال....و فلان راح : مشكلة ‏السودان واضحة و معروفة ما محتاجة لكل هذا الضجيج و فلان جاء و تراجي جات و ‏تراجي قالت .‏
ما كنت أود أن أشخصن الموضوع أو أكتب عن شخص و لكن و الله الموضوع زاد عن حده . مهناه نحن ناس غناء و رقص و و ونسة فارغة بس.لكن حاجة فيها تفكير و إعمال للنطق أو العقل ما بنلجأ ليها. لكن ممكن نتجادل في حوارات فارغة و مسلسلات من الشتم و الإتهامات و قتل الشخصية.

مشكلة البلد حالياً و اضحة:‏
‏ البلد عايزة أول شيء ديموقراطية و حرية و سيادة قانون و استقلال للقضاء.‏

‏ الموضوع ما عايز مؤتمرات و لقاءات و وفود مسافرة و وفود ماشة و وفود جاية؟ و ‏لقاءات سرية و شراء ذمم و بيع لمستقبل البلد؟ ‏
‏ إذا الحكومة مقتنعة بذلك يبقى خلاص في مشكلة تعلن عن ذلك بوضوح و صراحة . و إذا ‏غير مقتنعة يبقى ما في داعي للحوار من أساسه. ‏
أول خطوات الحوار هو إعلان مباديء .‏

لكن الناس يدخلوا في غرف مقلقة أكتر من شهرين و وفود تجي و أخرى تسافر بدون ‏الإعلان عن اي خطوة إيجابية نحو الحريات أو استقلال القضاء أو نزاهة و إصلاح ‏الحكم. هذا معناه تضييع لوقت للناس و مزيد من أزمات السودان . ‏

من أهم مشكلات السودان قديما و حديثا كانت و لا زالت هي تقديس الزعماء و الأفراد.و ‏يبدو أن هذا الفيروس لا يزال يعشعش في عقولنا حتى اليوم.‏

نسأل الله السلامة. ‏

يا جماعة مش حرام؟
‏ ستين سنة استقلال و لا نستطيع إدارة الحوارات... و لا إدارة الأزمات.... و لا حل أي ‏مشكلة. و نظل في أي حاجة ندور في حلقة مفرغة.‏
متين حنفيق .....متين حنصحى ......متين حنعقل.‏

تمر السنين و نحن نكبر.... و ندرس..... و نتخرج... و نكبر. و لا جديد.‏
‏ نطلع برة ....نغترب ..... و نسافر..... و نشوف بلاد و بلاد ....و نرجع لكن لا زلنا يانا ‏نحن . ‏

نحن سفسطة .... نحن جدل .... نحن نعارض فقط من أجل لإثبات موقف .. عقدتنا بقت ‏كل واحد عايز يبقى أكبر من غيره و لكن ظاهرياً.‏
نحن يعجبنا يتغزل فينا الآخرين و نذوب فيلكمات الإعجاب من مختلف الجنسيات و نتخيل ‏فعلا نحن زينا ما في.‏
وحقيقة زينا ما في في الغفلة في عدم التخطيط في عدم التدبير في عدم الإستفادة من ‏الماضي.‏

نحن شنو: ونسات في الفاضي.... عطالة...و قعاد في الضل... و فشخرة... مفاخرة. ‏
‏ كان الله في العون. و ليها حق الإنقاذ تقعد كل هذه السنوات.....و لسه.‏

شنو اللي نجحنا فيه خلال العود الماضية؟ و في أي مجال؟ ‏
كله فشل في فشل ...و تدهور .....و إفلاس ... و إحباط .....و تضييع لكل ‏شيء..شباب ضايع ...موارد ضايعة...حاضر ضايع. ‏
و بعد ده كله كأنه ما في مشكلة ..كأنه ما في أزمة.... و كل حاجة تمام. و الناس ‏ترقص.... و الناس تغني.... و الناس تصفق..... و تسهر ...و تتفسح.... تنوم .....و ‏تحوم .....و تقوم . ‏
لا حول و لا قوة إلا بالله.‏

هل هو جلد للذات؟
نعم هو جلد للذات. لذواتنا جميعا حتى نستفيق. و برغم الظلمة فإن الأمل موجود لأن ‏الأمل بالله وحده. رغم أن الصبر تبدد و اليأس تمدد.‏
و هنا ستشهد بكلمات صلاح عبدالصبور التي وردت على لسان( سعيد) في مسرحية ‏ليلى و المجنون و هو يرى الظلام يعم من حول الأمة:‏
وتنتهي المسرحية برسالة من سعيد حبيب من خلف القبضان عبارة عن ترنيمة للعام ‏الجديد، يأمل فيها أن يختفي جيله الذي يكتفي بالكلام والنضال الشفوي ضد الفساد، ‏ويأتي بدلًا منه جيل جديد يعمل ويحمل السيف‎:‎

‎"‎يا سيدنا القادم من بعدي
أنا أصغر من ينتظرونك في شوق محموم
لا مهنة لي... إذ إني الآن نزيل السجن
متهمًّا بالنظر إلى المستقبل
لكني أكتب لك
باسم الفلاحين، وباسم الملاحين
باسم الحدادين، وباسم الحلاقين
والحمارة، والبحارة، والعمال، وأصحاب الأعمال
والأعيان، وكتاب الديوان
والبوابين، وصبيان البقالين
وباسم الشعراء، وباسم الخفراء
‏::::::::::‏
نرجو أن تأتي وبأقصى سرعة
فالصبر تبدد
واليأس تمدد
إما أن تدركنا الآن
أو لن تدركنا بعد
حاشية: لا تنسَ أن تحمل سيفك‎"‎
‎ ‎
‎

سلام محمد عبدالله الحسين اها وصلت كلامك لكن صمت دهرا ونطقت كفرا ههههها
تحياتى
يا الما مفهوم شنو يعنى يمكن أى وأمكن لا

تراجى يا عار بلادى

الأخ صديق مهدي
للأسف ماذا لدينا غير الصمت أو الكلام .خياران لا ثالث لهما.
الأزمة هذه كلنا مشاركين فيها كل بحصةٍ.
لكن اقتراف الذنب نختلف فيه. سكت دهرا نعم و لكني فضّلت أن التزم فضيلة أضعف الإيمان.
هالني حقيقة ما يظهر في المنبر من مواضيع كلها تتعلق بشخص واحد..ففي لحظة محاسبة للنفس خرجت مني تلك الكلمات الغضبى و التي ما كان أن أقولها لولا هذا السيل من الموضوعات( ؟؟؟؟ ).
و نحن حقيقة كسودانيين تتلاشى لدينا الرؤية عند أول حدوث مشكلة و تختلط الأهداف لدينا بالوسائل و الالمجرم مع الضحية و الأسباب و النتائج.
يا أخي الحديث يطول و يطول.
و إن لم يكن لدينا فضيلة الفعل ألا يكون لدينا حتى فضيلة الكلام؟

المشكلة نحن نميل دائماً لأيسر الحلول و أخفها جهداً. لذلك تتكاثر علينا المشاكل و ‏المصائب. لذلك نتكل على القادة و الزعماء و ننتظر الفتح المبين.‏
علماً أنه فليس هناك حل عند فلان او فلان أو فلانة مهما كبر أو عظم. ‏
نعم الأشخاص بيلعبوا دور محوري في تحريك وشحذ الهمم و التوجيه. و لكن الشعب أو ‏المجموعة في النهاية هي التي تقوم بالعمل الأكبر و من بيدها الحل و استقرار الأمور ‏لهذا الطرف أو ذاك.‏
لكن نحن مصيبتنا أننا لا نقتنع إلا بالأشخاص، و نوكل إليهم الحل و العقد و هم بطبيعة ‏الحال كبشر لهم سقطاتهم و نقاط ضعفهم و دوافعهم الذاتية. فيجدون الطريق ممهد ‏أمامهم للكسب الذاتي فيطيحون بآمال الجموع. ونرجع نشتم و ننتقد و لكن بعد فوات ‏الاوان.‏
استطيع أن أقول حسب رؤيتي و تقديري الشخصي أن سبعين في المية من الذين عادوا ‏قد عادوا لمكاسب ذاتية . صغرت تلك المكاسب أو كبرت. و هم يدركون في قرارة ‏أنفسهم أن الحل ليس في يدهم. و لكنهام يعتبرونها نزهة أو زيارة أو تلميع إعلامي أو ‏تعارف و لقاءات و كفى.‏
أما الحكومة فتعرف كيف تحرك الأحداث. و كيف تصل لكل معارض. من خلال نقاط ‏ضعف كل واحد منهم. فيأتون به مهما كان صوته المعارض عالياً و مهما تشدق ‏بكلمات الوطنية و النزاهة. فهو في الآخر بشر. و مما يساعده في السقوط أو ‏الاستسلام سمها ما شئت أنه يرى الشعب عبارة عن جمهور من المشاهدين. ‏
المشكلة أنهم لا يكتفون بالفرجة فقط بل و لغفلتهم يصفقون.يصفقون لمن نكصعن ‏الدرب و من باع قضيتهم و من ساوم باسمهم.‏