Post: #1
Title: مقال بعنوان السودان يخطف الأضواء في المؤتمر الدولي للمناخ في باريس.
Author: عزيز
Date: 12-20-2015, 03:22 PM
02:22 PM Dec, 20 2015 سودانيز اون لاين عزيز-Netherland مكتبتى رابط مختصرQuote: السودان يخطف الأضواء في المؤتمر الدولي للمناخ في باريس.يشارك وفد السودان بفاعلية وبشكل بارز ولافت في المؤتمر الدولي للمناخ المنعقد خلال الفترة من الثلاثين من نوفمبر المنصرم إلي الثاني عشر من ديسمبر الجاري بوفد برئاسة وزير البيئة والتنمية العمرانية د. حسن عبدالقادر هلال .وأهمية هذه المشاركة لا تجيء من مشاركة السودان في هذا المؤتمر الدولي الهام بوفد رفيع يضم لفيف من العلماء والخبراء والمعنيين بمجالات البيئة المختلفة فحسب بل بالمشاركة البارزة التي حظيت بتقدير كبير من كافة الدول المشاركة في المؤتمر وعلي وجه الخصوص المجموعة الأفريقية بحكم القيادة الحكيمة لرئاسة السودان لوفد المفاوضين الأفارقة علي مدي العامين المنصرمين بقيادة مقتدرة من الأخ الدكتور نجم الدين قطبي الذي قاد تلك المفاوضات بإسم أفريقيا. وكم تمنيت أن تنقل كاميرات الإعلاميين الحفل الخطابي البسيط في شكله العميق في معناه الذي جاء إعداده بعفوية وتلقائية في القاعة رقم ٦ مساء اليوم الجمعة الحادي عشر من ديسمبر الجاري، تلك القاعة التي إحتضنت المفاوضين الأفارقة علي إمتداد أيام إنعقاد المؤتمر. حيث تسابق الجميع لتناول الحديث لإطراء الدور الذي إضطلع به الدكتور نجم الدين قطبي في قيادته للمفاوضين الأفارقة والتنويه بدور السودان في المؤتمر وما تلي ذلك من تصفيق رددت أصداءه القاعة؛ كم تمنيت أن يشهد ذلك الموقف الشعب السوداني، وعندما ضممت صوتي لتقديم الشكر والثناء بإسم السودان للدكتور نجم الدين وشكر كل من تقدم بالشكر له، شعرت بفخر وإعتزاز له والسودان. وفي شأن المؤتمر فقد وقفت بحكم متابعتي علي رأي العديد من السفراء والمراقبين الذي هنأوا وفد السودان في الجلسة الختامية التي سلم فيها الدكتور نجم الدين قطبي زمام قيادة وفد المفاوضين الأفارقة إلي جمهورية مالي؛ مؤكدين بأنهم يرون في تلك المشاركة اللافتة للسودان دلالات هامة ، وفي تقديري المتواضع أنها تتسق مع رؤيتي الشخصية وتظل جديرة بالتأمل، بحسبان أنها تكتسي أهمية خاصة لإشارتها ضمناً إلي قبول واضح لتفاعل وتعاطي المجتمع الدولي مع السودان، وأن بإمكان الدبلوماسية السودانية إزاحة الغبار عن إسم السودان ليلعب دوره الرائد في المنابر الدولية، وهو ما يبشر بعودة تدريجية للسودان إلي تبوأ مكانته المعهودة السابقة والتي إنطوت عليها دهور ولا تكاد تتقراها أي عين علي المستوي الدولي. فقيادة السودان لفريق المفاوضين الأفارقة في المؤتمر الدولي للمناخ وفي باريس يعد أمرا ً يستحق الوقوف عنده وإعادة قراءته ضمن هذا السياق المتصل بشيء من التمعن. فالسودان في تقديري في حاجة لإعادة إكتشاف نفسه، ويقيني إن الكفاءات والخبرات السودانية التي تحظي بإحتفاء لافت وإهتمام بالغ وتقدير علي المستوي الدولي أمر يشعرك بالفخر والأسي في ذات الوقت .لماذا الأسي؟، لأن هذا الإهتمام يجيء من قبل الأخرين بشكل لا تخطئه الأعين وليس من بين تلك عين سودانية ، إلا النذر، فأعيننا نحن لم تدركه إلا إستدراكاً ، وهو أمر محزن ومؤلم في آن واحد. ولقد ظللت أرقب هذا الأمر بينما يعتصر قلبي الأسي؛ وقررت ألا أبقي مراقبا بل فاعلا للتنبيه لهذه الظاهرة، أقرع أجراس الصمت في داخلي أولا ً كسوداني وأنقل بهذي العبارات التي لن تفي علماء وخبراء السودان حقهم، لتتردد أصداءها لتصل لمسامع الجميع، وأرفع صوتي كمسؤول في هذه الرسالة المفتوحة علها تشق الصمت ليستحيل إلي رأي ومقترح تؤازره آراء وأصوات أخري لرد الجميل لأؤلئك العلماء أولا ً، ولوضع إستراتيجية محكمة تقوم علي حفز الجيل الثاني من أبناءنا الذين ولدوا في المهجر و إكتسبوا علماً وخبرات رفيعة ولغات وتجارب تزينت بها صدورهم في أركان المعمورة بأرفع الأوسمة بجانب إكتسابهم لجنسيات مزدوجة لم تكبح أحاسيسهم الوطنية الصادقة عن التغني بحب وطن لم يراه حتي البعض منهم؛ وذلك بحثهم علي التقدم لشغل وظائف دولية عديدة بإسم السودان، وتمكينهم من ذلك بكل ما أوتينا من قوة وجهد ، ويقيني أنهم سيجدون دعماً مزدوجاً ؛ من السودان ومن بلدانهم التي إكتسبوا جنسياتها في نفس الوقت . هذا الأمر سيكون له جوانب إيجابية عديدة من بينها الإعتراف بحقهم في خدمة الوطن الأم، والتعبير عن تقديرنا لهم ولأمهاتهم وأباءهم الذين سهروا علي تربيتهم، ومن ثم حفز الأخرين للتأسي بالنموذج الذي قدموه، وشغل فكر الشباب بما يفيد عقولهم المتقدة بالذكاء بالعلوم والمعارف ومن ثم إبعادهم عن الغلو والتطرف وربما الوقوع فرائس لدي المتربصين بعقولهم الغضة للحيدة بهم للرغائب والأمر ذاته ينطبق علي أبناءنا المميزين داخل الوطن.وبالعودة لمؤتمر المناخ، فإننا في معية وفد سوداني خبير بأصول التفاوض يترأس بجدارة ويقود المفاوضين الأفارقة في مفاوضات عسيرة وشاقة ، يمارس فيها الكبار لعبتهم المفضلة؛ التفاوض في الأروقة، أو في حجر صغيرة منزوية، وفي بعض الحالات عبر الهاتف مع العواصم المختلفة والإجتماعات التفاوضية تعقد وتفض دون تحريك فعلي للمياه الساكنة. وبرغم كل ذلك فإن المفاوضين السودانيين في مؤتمر المناخ خاطوا ثياب التفاوض من أطرافها حتي غدت قشيبة زاهية تتطلع إليها المآقي، تسترق النظر إليها بكثير من الإعجاب والزهو، وتتسابق إليهم وكالات الإعلام الدولية لتحظي وتظفر بمقابلة تستقري منها بصيص الأمل في شأن مسارات التفاوض المتوازية والمآلات الكلية لكامل العملية التفاوضية التي يرقبها العالم بصبر يكاد ينفذ في إطار تفاوض دولي في قضية معقدة تحظي بالإهتمام والمتابعة علي المستوي الدولي لإرتياطها الوثيق بمستويات التنمية في بلدان العالم الصناعية منها والنامية، وتتطلع إليها الشعوب في كل العالم تلك الشعوب التي تشغلها مشاكل وقضايا لا تعني بعيشها فحسب بل بوجودها علي الأرض. فالمسؤولية كبيرة تنوء بها عواتق المفاوضين، والسودان يعي ذلك، وقد ظل يقود المفاوضين الأفارقة رغم الدروب الشائكة والمشاغل الجسيمة بمسؤولية بصبر وجلد وتجرد ونكران للذات حتي أفضت تلك الجهود عشية الإعلان عن النسخة النهائية للإتفاق إلي نتائج حظت بتقدير وإحترام جميع الدول الأفريقية الأطراف.وفيما يتصل بموقف السودان من التفاوض خلال هذه الإتفاقية الهامة فإنه دون يجيء متسقا ً في مضمونه مع رؤي غالبية الدول النامية بشأن جماع الإتفاقية التي نتطلع إليها جميعا، وموقفنا الكلي لا يختلف عن مواقف دول أطراف تحتكم في مواقفها إلي العقل والمنطق وليس علي التنازلات التي يمكن أن نعقدها في أروقة هذي القاعات الفسيحة نستمتع بالدفء الذي يدب في أجسادنا في حين شعوبنا في أركان المعمورة تتجاذبها الأعاصير وتحاصرها الصحاري وتلفح وجوهها صيات أشعة الشمس اللاهبة أو تلتهم البحار والمحيطات أطراف رقع الأرض النائية من تحت أقدامها في مدها وجزرها، وأخري تروعها ثورات البراكين الغاضبة؛ ويسري الجفاف متسارعا علي وجه البسيطة في بقاع شتي من العالم لدي شعوب أخري. وإن حدث ذلك فسيكون خيانة لما يحمله كل وفد منا من تفويض نفاوض بموجبه نيابة عن شعوبنا وقد أودعتنا أمانة التحدث بإسمهم والتفاوض بإسمهم والتوقيع بإسمهم وهم موقنون بأننا سنضع تلك الأمانة نصب أعيننا فإن لم نعض بالنواجذ علي تحقيق طموحاتهم فسيكون ما نتفق ونوقع ونصادق عليه لاحقا خيانة لتلك الأمانة؛ بل وسيكون مجافاة لروح المعاهدة الأساسية، فإننا علي يقين بأننا بأي حال من الأحوال لن نكون طرفا في إضعاف المباديء الحاكمة للمعاهدة التي تمثل جماع وخلاصة أراء ومواقف للدول الأطراف.كل منا يتطلع للتوصل لإتفاقية هنا في باريس ترسي وتؤرخ لتحقيق الحد الأدني لتطلعات ومشاغل شعوبنا ودولنا علي هدي إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لعام ١٩٩٢، أي إتفاقية تستهدي بالمعاهدة الأساس وتستجيب لما يحقق التوازن من معايير متفق عليها بين الدول المتقدمة والنامية ليتأتي لها إحداث مردود إيجابي علي دولنا كافة بإرساء معالم وأسس لتنويع إقتصاداتها للتنمية المستدامة بتعزيز إعتمادها علي الطاقات المتجددة.وإنه لا يخالجني أدني شك إن هناك علاقة طردية تمثل قناعة راسخة لنا وربما لغيرنا تؤكد بجلاء أن تحقيق التوازن العادل بين المسؤولية والشراكة في التكيف يمثل أولوية وليس موقف تفاوضياً، وأن من شأن الإتفاق الملزم قانونا ً الإفضاء إلي التقليل الذي يمثل فرصة تعكس مفهوم وروح الشراكة؛ والمبدأ الأخيريقوم علي إستلهام قيم الإستحقاق للمبدأ الأول، ويظل التباين كمسؤولية للدول النامية محورا ً أساسيا ً وعمودا فقريا للإتفاقية ؛ ومن أجل ضمان التوازن العادل بين المبدأين عمل السودان من خلال رئاسته لمجموعة المفاوضين الأفارقة علي ترسيخ قيم ومبادئ المسؤولية بغية تعزيز رؤي وتطلعات وآمال شعوب المعمورة في كل أركانها القصية وليس علي مستوي أفريقيا فحسب، بل العالم بأسره. وإن كانت القارة السمراء هي من أكثر القارات المتأثرة وغير المؤثرة في إنبعاثات الغازات الدفيئة والإحتباس الحراري؛ فالإعتراف بحقها في إبرام شراكات فعالة ينطلق من روح التضامن التي تستند إلي المسؤولية التأريخية . وفي هذا السياق، فإن توفير التمويل ونقل التقنيات والتدريب للدول النامية يصب في ترقية التكيف والتقليل وتنويع إقتصاد دولنا علي نحو يتوافق مع متطلبات صيانة البيئة والحفاظ علي الأرض للأجيال القادمة ولا يكمن النظر إليه علي إنه مكافأة أو إستحقاق.ولأجل بلوغ الحد الأدني فإن الدول النامية تهدف إلي عدم إرتفاع معدلات درجة الحرارة لأكثر من ١،٥ درجة مئوية، مع ضمان عدم السماح بتجاوز تلك الدرجة تحت أي مبرر في المستقبل. من جهة أخري فإن الطموح الذي عبرت عنه الدول الصناعية للتخفيف من الغازات ضعيف ولا يرقي لطموح الدول النامية بما يتسني لها بلوغ الهدف المنشود.وفيما يتصل بالتمويل فإن الدول النامية تتطلع لتخصيص مبالغ غير مشروطة وموازية لما خصص من ١٠٠ بليون دولار لما بعد عام ٢٠٢٠ لإحداث التكيف . بحيث يبدأ التمويل بمبلغ تصاعدي ب ٦٠ بليون من العام ٢٠١٦ ليصل إلي ١٠٠ بليون بحلول عام ٢٠٢٠. ويبقي الأمر الأساس الذي تتوجب الإشارة إليه، هو أن بعض البنود الهامة في مسودة الإتفاقية قد وضعت في القرارات وليس في صلب الإتفاقية، وهذا من شأنه إفراز إختلالات هيكلية لدي الدول النامية فيما يتصل بإنفاذ الإتفاقية.د. نصرالدين واليسفير السودان لدي فرنساباريسفي الحادي عشر من ديسمبر ٢٠١٥ |
|
|