كتب : (أ ف ب) -هرب تاج بشير من الاضطهاد في السودان سعيا إلى اللجوء في أوروبا، فعاش (17 عاما)، عالقا إلى جانب عشرات المهاجرين الآخرين، في قاعدة عسكرية بريطانية على جزيرة قبرص المتوسطية، فمصير هؤلاء ما زال غامضا من الناحية القانونية، فقد حصلوا على وضع لاجئين في القاعدة لكنهم يريدون الاستقرار في بريطانيا.وقال بشير، (43 عاما)، "اعتدنا الانتظار"، واقفا أمام كوخ من الصفيح بات منزله العائلي في قاعدة ديكيليا العسكرية البريطانية في جنوب قبرص، مضيفا "نحن محرومون من معظم حقوقنا لأننا في قاعدة عسكرية".كما 74 طالب لجوء آخرين، أغلبهم من السوريين والأكراد العراقيين، غادر بشير لبنان في 1998 لكن زورقهم انجرف إلى القاعدة البريطانية الأخرى، في أكروتيري "جنوبي غربي".من جانبه قال الكردي السوري مصطفى شيرموس، (41 عاما)، "نحن مثل الفتات التي ترمى للكلاب"، وهو كان على الزورق نفسه الذي استقله بشير.وتزوج الكثير من اللاجئين، ورزقوا أطفالا، ويمضون حياتهم كلها على القاعدة التي تبلغ مساحتها نحو 7 كيلومترمربع.وأوضحت المحامية تيسا جريجوري، العاملة في مكتب "ليه داي" للمحاماة، المكلف الدفاع عن العائلات أن "موكلينا يريدون الإقامة، والعمل في المملكة المتحدة، يريدون أن يعملوا ويساهموا إيجابيا في المجتمع".في ديكيليا يتهم اللاجئون المملكة المتحدة بتعطيل الخدمات تدريجيا؛ لإجبارهم على المغادرة، بعد سحب مساعدات طبية، والتخلي عن مساحة كانت مخصصة لألعاب الأطفال.وأوضح كوفان المرز، (20 عاما)، القادم من الموصل في العراق، أن "القبارصة يقولون إن لا علاقة لنا بهم وأننا من مسؤولية القاعدة البريطانية، لكن مسؤوليها يقولون العكس، كل يرمينا على الطرف الآخر".في صالون كوخهم حيث يزين علم كردي الحائط المصفر، جلست شقيقته إيمان التي تحلم بالالتحاق بالجامعة، فهي الآن تبلغ (14 عاما)، وقد ولدت إلى جانب الكثير غيرها، في قاعدة ديكيليا؛ لكنها باتت اليوم تدرك أن وضعها يضاعف صعوبة تحقيق أي مشروع مستقبلي، وقالت "لا أريد البقاء هنا.. لا شيء لدي، لا حقوق ولا مستقبل".وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، أن نحو 990671 مهاجرا وصلوا إلى أوروبا منذ مطلع العام، وأكدت المملكة المتحدة، أنها تملك ما يكفي من الموارد لاستقبال 20 ألفا منهم، على 5 سنوات.وفي أكتوبر، وصل 115 مهاجرا جديدا إلى أكروتيري، واحتج عدد منهم على طريقة التعامل معهم، وعلق بشير "هذا يعطي فكرة عن صعوبة أوضاعنا".اما ابنه إيمانويل (15 عاما)، فيأمل الدراسة في اليابان، لكنه يدرك أن وضع عائلته قد ينسف مشاريعه، وقال الشاب "لماذا لا يمكنني أن أعيش حياة عادية؟ ماذا فعلت لاستحق هذا؟ الاستمرار صعب جدا".وكالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة