قدمت صحيفة (التيار) امس عددا خاصا عن ذكرى ثورة رجب أبريل ، أبدعت فيه (التيار) كعادتها وهي تقف دائما عند هذه المناسبات الوطنية وقفة إجلال وتقدير وتوثيق وتنقيب.> الزميل خالد فتحي مدير " />
ماذا يريد أن يقول عثمان ميرغني؟ بقلم محمد عبدالماجد ماذا يريد أن يقول عثمان ميرغني؟ بقلم محمد عبدالماجد
ماذا يريد أن يقول عثمان ميرغني؟ بقلم محمد عبدالماجد
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 09:49 PM الصفحة الرئيسية
(1) > قدمت صحيفة (التيار) امس عددا خاصا عن ذكرى ثورة رجب أبريل ، أبدعت فيه (التيار) كعادتها وهي تقف دائما عند هذه المناسبات الوطنية وقفة إجلال وتقدير وتوثيق وتنقيب.
> الزميل خالد فتحي مدير تحرير صحيفة التيار صاحب أنامل (أدبية) في إخراج مثل هذه المناسبات. > الأكيد أن فريق صحيفة (التيار) قدم عملاً يستحق الوقوف عنده ، والإشادة به ، والتقدير الكبير. > غير أني بعد الإشادة بذلك العدد المميز، أتوقف عند رأي الأستاذ عثمان ميرغني (الشخصي) والذي ذهب إلى ترجيحه أن انتفاضة أبريل ما كانت إلّا سيناريو يجرد الانتفاضة من (شعبيتها) و (ثوريتها), حيث يرجح عثمان ميرغني هذه الشهادة وهي : ( إنَّ انتفاضة أبريل 1985 كانت محض اتفاق مسبق بين السيد الصادق المهدي وجهات أخرى منها بعض العسكريين.. وأنَّها انقلاب عسكري في زي ثورة شعبية), كما كتب عثمان أمس الأول تحت عنوان : (شهادة إبراهيم منعم منصور..!!) في زاويته الشهيرة (حديث المدينة). > هذه ملاحقة أخرى للصادق المهدي في ثورة أبريل. (2) > عثمان ميرغني رغم شجاعته الصحفية التى لا خلاف حولها ، إلّا ان شهادته تلك اعتمد فيها على شهادة الدكتور حسن الترابي والوزير إبراهيم منعم منصور،(هذا رأي عثمان الشخصي او تلك هي تحليلاته هو)، والأكيد ان الشهادتين للترابي ولإبراهيم منصور وجدت هوى عند عثمان ميرغني, لذا خرج للترويج عنهما في هذه المناسبة. > وعثمان ميرغني دائما ما يطعن في مناسبات وطنية (متفق عليها) ، وأحسب له رأيه المخالف حول استقلال السودان في يناير 1956 ، إذ يرى عثمان ميرغني ان (الإنجليز) خرجوا من غير (نقطة دم) ، أي بدون جهد (سوداني) ، وكأن الاستقلال كان تكرما من (المستعمر الإنجليزي) وتفضلاً منه. > ويرى عثمان ميرغني أن ذكرى (سقوط الخرطوم) أجدى بالاحتفاء والاحتفال بها باعتبارها الاستقلال (الفعلي) للسودان... ولا أعرف حتى الآن كيف (تسقط) الخرطوم في أيدي أهلها وأصحابها. > الاستقلال تحقق بمجهود (مدني) و(سياسي) كبير للسودانيين ، جنبهم مشقة سقوط (نقطة دم) واحدة في أمر كانوا قادرين على أن يصلوا له بالحوار والمنطق والطرق السلمية. > وليس في ذلك انتقاصاً للاستقلال ، فقد تحقق (الانفصال) للجنوبيين عبر اتفاقية للسلام امتدت فعاليتها لمدة (5) سنوات ، بعد أن فشل الإخوة الجنوبيون في تحقيق رغبتهم في الانفصال عن طريق الحرب التي استمرت بين الشمال والجنوب لمدة تجاوزت الخمسة عقود, لتكون أطول حرب أهلية في المنطقة كلها. > الانفصال وهو أمر قليل الحدوث في العالم وأكثر تعقيدا من الاستقلال تحقق للجنوب عبر (الاستفتاء) ولم يتحقق عبر (البندقية) ، فلماذا يشترط عثمان ميرغني عراكاً وقتالاً ودماء تسيل وقتلة ليتحقق للسودان استقلاله، وعثمان من دعاة (السلمية) في كل الأمور. (3) > انتفاضة أبريل رجب تبقى من (عبقريات) الشعب السوداني، ولا مكان للتقليل منها أو سرقتها بعد كل هذه السنوات. > يقول عثمان ميرغني : (قبل وفاة الدكتور حسن الترابي بحوالي ثلاثة أسابيع، زرناه بلا سابق موعد في منزله.. معي الأستاذان إمام محمد إمام وعبد الباقي الظافر.. ما زلتُ أذكر كل كلمة نطق بها تلك الليلة.. ومنها إفادة مثيرة للغاية قالها الترابي بكل ثقة.. لكني أصدقكم القول ظننتُ لحظتها أنَّ الترابي مع ثقل الأيام والأحداث التي عاشها امتد خياله لأبعد مما تسمح الوقائع الحقيقية.. قال الترابي، وبمنتهى الثقة.. إنَّ انتفاضة أبريل 1985 كانت محض اتفاق مسبق بين السيد الصادق المهدي وجهات أخرى منها بعض العسكريين.. وأنَّها انقلاب عسكري في زي ثورة شعبية..). > ويمضي عثمان ميرغني في زعمه هذا ويقول مؤكداً : (مجمل شهادة إبراهيم منعم منصور تقوم على أنَّ دولة أجنبية وعدت بإقناع الرئيس نميري بالسفر للخارج للعلاج.. على أن يتولى الرجل الثاني في الدولة إعلان حالة الطوارئ وعزل نميري بحجة الحالة الصحية (سيناريو الرئيس بورقيبة في تونس، الذي أطاح به وزيره زين العابدين بن علي بحجة الحالة الصحية).. فيتولى السيد الصادق المهدي منصب رئيس الوزراء، بينما يتولى اللواء جوزيف لاقو رئاسة حكومة جنوب السودان.. إبراهيم منعم منصور استند في روايته إلى شهادة ثلاثة مراجع أحدهم مدير مكتب اللواء عمر محمد الطيب، الذي قال إنه تلقى عدة اتصالات من الصادق المهدي (ليلة التنفيذ)، يبحث عن اللواء عمر محمد الطيب.. وقال إنَّ المهدي لما يئس من الوصول للطيب, قال لمدير مكتبه (أرجو أن تذكره بالموضوع).. واستند إبراهيم منعم منصور أيضاً إلى إفادة من اللواء جوزيف لاقو عندما قابله في لندن بعد الانتفاضة، وأكد لمنعم منصور صحة الرواية بكل تفاصيلها.. ومراجع أخرى..). > أستاذ عثمان ميرغني (في طلعة البدر ما يغنيك من زحل) ، لا شهادة الدكتور حسن الترابي ولا شهادة إبراهيم منعم منصور يمكن أن تقدح في انتفاضة أبريل ، وليس هناك رد على تلك المزاعم أكثر من ان الصادق المهدي جاء بعد الانتفاضة عبر انتخابات حرة وشريفة، وبعد حكومة انتقالية يغلب عليها الطابع (الإسلامي)، فهل يمكن أن يكون الصادق المهدي بتلك القدرات الخرافية التى تجعله يضع هذا السيناريو الذي لا نشاهده حتى في الأفلام الهندية. > من ثم فإن الطرف الآخر المتهم بهذا السيناريو اللواء عمر محمد الطيب يقول في صدر صحيفة التيار أمس : (أنا ما خائن ..ولا أنصاري عشان أسلمها للصادق المهدي). > لماذا يتوقف عثمان ميرغني عند شهادة إبراهيم منعم منصور ولا يتوقف عند شهادة (المطعون) فيه؟. > ويقول عثمان ميرغني في شهادة خالصة له من منطلق شهادة إبراهيم منعم منصور : (هذه الإفادة لرجل في مقام إبراهيم منعم منصور خطيرة للغاية، لأنَّها تنسف تماماً واحدة من مفاخر الشعب السوداني، انتفاضة أبريل وتحولها لمجرد سيناريو متفق عليه تولت جهة خارجية التأليف والإخراج..). > هكذا يقيس عثمان ميرغني الأمور بكل يسر وسهولة من خلال (جلسة مسائية هادئة ومفتوحة) لإبراهيم منعم منصور تناول فيها الأخير (كباية الشاي) في حديقة صحيفة التيار. (4) > وفي (التيار) أمس يقول إبراهيم منعم منصور : ( جورج بوش وضع سيناريو الانتفاضة من داخل السفارة الأمريكية). > وإبراهيم منعم منصور يتحدث عن انتفاضة رجب أبريل ، ولا يتحدث عن مونديال أمريكا 1994م. > لعل بوش خلط بين الأمرين...لأن الانتفاضات الشعبية (الخالصة) لا تصنع في السفارات الأجنبية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة