Post: #1
Title: يوميات الغريق
Author: أبوذر بابكر
Date: 12-09-2015, 07:51 PM
Parent: #0
06:51 PM Dec, 09 2015 سودانيز اون لاين أبوذر بابكر- مكتبتى رابط مختصر -1-ما اسمك ايها الغريق ؟يخاف أن تخبئ الطريق جهات الرؤيا، ويخشى أن يغرق ماء النظر لحظة التحديق الأولى، فى مشيمة الحضور، تحثه الضفة على أن يغوى لها موجة وريفة تدعونا للشرب من خمر لونها ثم للسباحة الى اعلى جبال الوقت المعلق على مشاجب الأعماريعرف أنه قد تمادى فى مؤانسة الليل حتى خدرت أطراف النهار من الإنتظار، كيف تترائى العودة قريبة كما المسافة بين الضفتين، بعيدة مثل مجرات الفرح القصية، فى كل يوم تتجاذب الضفتان اطراف الحلم وتشربان قهوة الضحى شهية وسمراء من غير سوء، ثم يبذل ذلك الوعد اليومى على اللقاء غدا، يبقى اجتياز الجسر الذى لا يخفى سوءة الماء، ذلك الذى ينام بينهما، فقط يبقى أن ينحاز ذلك الجسر لهما لتحضن كل منهما الأخرى، فى كل يوم يخرج هذا الوعد من بين تنهد اللحظة وبخار القهوة، يؤرخ التوق منذ أزل الحضور الأول، غدا نلتقىكم مر الآن من دهور؟ما اسمك أيها الغريق ؟قيل أن كل ما تحتاجه لتأسيس قيامة غرقك، قليل من الطين، كثير من العرق ونشيد ممهور بخاتم الماء وتوقيع الغرقوعلى ذكر العطش، فقد ورد فى يومية احوال الصباح، أن لعاب الشمس لم يعد كافيا بل أصبح شحيحا لا يكفى لعطن الظلال فى لا مبالاتها القديمة، لا يكفى لغرس اصابع الخضرة فى حوض الإنتظار، ثمة شجرة تجلس على فم المغنى، وهناك أغنية تراود حارس الحديقة عن ندى تبلل به قلق الريش واحضان الهواء، والعطش دوما سيد مهاب لا يخشى فى الرهق لومة لائمهنا نافذة نائمة منذ أن لامست أكف الضوء شعرها، هناك باب جديد لا يعترف بحق الأجساد فى الدخول الى طينها الأول لإلقاء تحية الحياة كلما فاجأها المطر ببشارة مائية قديمةوالغريق يريد أن يخلع نعليه بكل واد تنبت سيقان السكينة فى جبهته المقدسة، لا يشترط لونا محددا للوقت ولا طعما خاصا للناريخشى الغريق إن هو أفرط فى احتساء انخاب الخيبة، أن تصاب النشوة بالحمى وينكسف وجه الكأس، وما عاد فى الخمر ما يشفى غليل الصحويتمنى أن تتوقف الشمس قليلا لتعى ما فعله الليل بأحلام الساهرين، وما كتبه الساهرون على الواح الصمت المكتظ بهتاف الغرقىيحلم بأن يخبره إسمه عن معانى رموز النداء ويكشف أسرار الأبجديات العصية، حروف منحوتة على صدر السكوت وكلمات مصلوبة فى أعلى جدران الكلاملقد تعلم الغريق كل الأسماء، إلا إسمهما إسمك أيها الغريق ؟
|
Post: #2
Title: Re: يوميات الغريق
Author: أبوذر بابكر
Date: 12-10-2015, 03:40 PM
Parent: #1
-2-أول الغرق نقر على باب الروح رائحة تمد وجههاتشى بطعم الغيابإمرأة تجول فى الخاطرلا تهتم لرأى المرايا فيهاأغنية تراوغ الوقت وتحتال على حراس العذابلتهرب من قبضة الضجروتشرين يفتح منافذ الشتاءيخبرنى بأن فى تلك الحكايةما يستحق السهر أول الغرقذكرى تنام بكامل تعبهاشمس تراسل الليل خلسةوتخبئ سرها فى قلب غيمةكيلا يراه القمر حلم يجلس على عتبات النهاريعاقر قهوة الظلال ويكتب اغنيات الشجرأول الغرق الى مدينة لا تسأل الغرباء عن تواريخ احزانهملا تطلب من الشعراءتصاريح خيباتهممدينة خرقاءلا تهمها اسماء الفصولومواعيد المطرأول الغرقجرح فى هيئة نهرينبع من يمين القلبيصب فى شمال الروحيحفظ موج الأسىفى عمق ذاكرة الترابيبادل صوت الماءبصمت الحجر أول السفر
|
Post: #3
Title: Re: يوميات الغريق
Author: أبوذر بابكر
Date: 12-11-2015, 09:06 AM
Parent: #2
-3-يباب يشرب ماء الوقتقد أوحى للحظات موعد الهطولقد انزل علينا إسم الظمأيباس يلتهم الأسماءبسهره الطويل بأرقه المفتول مخدوش ذلك الفضاء اصابته لعنة السهاد غواية الليل العليلورجس شوقنا العجولوالطريق إلى السماءنائمة فوق حجارة الذنبهنا قمر يقرأ كتاب العتمةوهناك شمس لا تضمر سوى التعبوليس بقايا ضوئها الكسوللم يعد ظلى ينادمنىجلس بعيدا يقرأ فجيعة الضوء
|
Post: #4
Title: Re: يوميات الغريق
Author: أبوذر بابكر
Date: 12-11-2015, 06:35 PM
Parent: #3
-4-كنا قد غرقنا منذ حينمنذ مطلع التوق اكتمال الظمأ فيناوسطوة الموج المكين ثم عرفناأن الماء ريق السماءونحن سلالة خرقاءمن شظف الهلعومن نوايا الطين فيا سيدناإليك الآن جئنا خائضينعطشى نحمل الخوف بيدوبالأخرى نكتب وصايانا بمداد من أنين فخذنا إليك بقوة العمر حبل جدلته الأياممن مكائد التعب والهباءمن رهق السنينكنا قد عرفنا منذ حينحين أنبأنا سدنة العناءأن العشق تهلكةأن الشوق موقد الحنينعطشى أتيناكنكابد وطأة اليباب فى العروقفى النهار يزملنا شوك المسافاتوفى الليل نحتسى الخيبات خمرامن نزق السفار وانخاب العقوقعطشى أتيناكوما فى اللوح إلا ما تبقىمن قصة الفرح الضنينما فى الروح إلاإشتهاء أوان سقيانامن نبع وجهك المعينصلوات مقدسةومنهل ارتواء
|
Post: #5
Title: Re: يوميات الغريق
Author: أبوذر بابكر
Date: 12-13-2015, 09:43 AM
Parent: #4
-5-ايها النهر الجليلخذنا اليك سيدىنستريح ولو قليلا من ذنوبنامن خطايا الروحيستقيم ظلنا فوق مطارف النهارنستقبل موكب الشموس بشارة لنقتفى دروب العائديننحدث الأرجاء عن أرضتراود ليلها عن قمره الوسيمعن تراب يمعن فى الغناءليزف موكب فرحه العميمالى قلب المدارفالشوق جريرة اشتهاءناواللقيا نار أمنية الغريب حين يغفوحين يدس فى تلافيف الرؤىشهقة الوصولبسملة الدخولودهشة الديارخذنا اليك سيدى
|
|