أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني مخترعا...

أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني مخترعا...


12-07-2015, 10:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1449682401&rn=0


Post: #1
Title: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني مخترعا...
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 12-07-2015, 10:33 PM

09:33 PM Dec, 07 2015 سودانيز اون لاين
الأمين عبد الرحمن عيسى-قطر
مكتبتى
رابط مختصربعد أن أصابنا الجفاف في هبيلا.. كان لابد أن أستجمع أطرافي و أنسحب من هبيلا.. فبعد تلك الكارثة في عام 1985 لم يعد في مقدوري المواصلة في العمل بمشاريع الزراعة الآلية.. بعد أن زرئت بكم هائل من الديون، فوجهت جهودي لامتلاك مزرعة صغيرة لزراعة الخضر والفاكهة وتربية الحيوان في جنوب الأبيض .. المزرعة تبلغ مساحتها ثمانية أفدنة وهي لا تبعد عن الأبيض أكثر من عشر كيلومترات.. تقع على مجري الخور الأبيض.. وهو المنطقة البستانية التي عمرت في أوائل السبعينات فصار أحد مناطق الإنتاج البستاني لتزويد مدينة الأبيض بحاجتها من الخضر والفاكهة والمنتجات الحيوانية الطازجة إلى جانب كل من مدينة بارا والبان جديد وبنو و الحقينة على ضفة تردة الرهد..بما تبقي لدي من رأس مال من مخلفات المشاريع الزراعية التي تخلصت منها بالبيع إضافة إلى منزل ورثته عن الوالدة رحمها الله.. تنازل عنه أخوتي لي تمكنت من توفير مبلغ خمسين ألف جنيه و اشتريت مزرعة جاهزة بها بئر ارتوازية ذات ماء وفير و بها حظائر للدجاج.. وأشجار مثمرة من الليمون تقارب المائة شجرة.. وقليل من الجوافة.. ثم على البئر مضخة من ماركة " مونو" وإلى جانبها وابور لستر 8 خيل.. ما أن إقتنينا المزرعة حتى شرعنا في زرع الأرض الممتدة بالخضر.. والعناية بالليمون و خططنا لجب قطيع من الكتاكيت من مشروع إنتاج الكتاكيت من طيبة الحسناب.. فزرعنا بفضل الله الطماطم والبامية والأسود والفلفل الأخضر والشطة والفجل والجرجير والرجلة والملوخية .. وكان إنتاجنا تنوء عن حمله سيارتنا الهايلوكس موديل 78..خمسة شنكل.. وكنا نمضي يوم الجمعة بالمزرعة ونعود محملين بالخير الوفير..كانت إحتياجاتنا اليومية من الوقود حوالي جالوني جازولين في اليوم ليعمل الوابور من الصباح حتى المساء .. وكان مكتب التموين عن طريق اتحاد منتجي الخضر والفاكهة يمنحنا تصاديق إسبوعية لصرف الجازولين بالتسعيرة الرسمية .. كانت تلك الحصة تكفي 75% من حاجتنا و كنا نلجأ إلى شراء المتبقى من السوق الأسود بمعدل بفوق التسعيرة الحكومية بنصف قيمتها..إستمر الحال طيبا... لحوالي الثلاثة سنوات ...تمكنت من سداد العديد من إلتزاماتي المالية التي ترتبت عليّ من خسارة المشاريع.. ودخلت أشجار الليمون في دورة الإنتاج.. وأدرك قطيع الدواجن الهاي سكس براون الذي أحضرته من الخرطوم عمره لإنتاج البيض و بدأت بشائر إنتاجه تدخل السوق...

وفي يوم 30 يونيو 1989 جاءت الإنقاذ !!

Post: #2
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 12-07-2015, 11:02 PM
Parent: #1

أوقفت الإنقاذ صرف الجازولين من مكتب التموين وأغلقته..
قررت الحكومة أن تشرف اللجنة الإقتصادية على توزيع المواد التموينية.. السكر والدقيق والجازولين والبنزين
إنقطع ورود الجازولين للسوق الأسود..
في إنتظار إجتماع اللجنة الإقتصادية مع لجنة الأمن واتحاد المزارعين.. مضى أسبوعان وثلاثة وذبل خضارنا وتوقفنا عن ريه.... أصبح همنا ألا تحرق الأشجار.. فالخضار هين يمكن إعادة زرعه..
ثم في عمليات بحث كنا نذهب لأقاصي المدينة للعودة بجالون جازولين يصل إلى علمنا بوجوده عند شخص متخف هناك..العثور على جالون بنزين وجالون جازولين في الأسبوع كان هو كل مرادنا ..ليعمل الوابور لست ساعات للمحافظة على أشجار الليمون من أن تموت فكنا نعطي كل شجرة القليل من الماء.. لكن نحمد الله أن الخريف أعاننا طوال الأشهر التالية.. غير أننا أوقفنا زراعة الخضر و أصبح مصدر دخلنا .. معقود على الدواجن.. التي بدأت تنتج..

لكن الحكومة وضعت تسعيرة جائرة لدستة البيض فقررت أن تباع بسبعة جنيهات بدلا عن إثني عشر جنيها فأصبحنا نبيعها بسعر التكلفة تقريبا دون أي ربح..

مع هذه المصيبة كان لابد من سعي وتفكير لإيجاد حل لأزمة الطاقة هذه..

Post: #3
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: جعفر محي الدين
Date: 12-08-2015, 07:57 AM
Parent: #2

شكرا أخ الأمين
هذه الكتابة عبارة عن توثيق لسنوات عجاف امتد أثرها ليغرق مستقبل السودان
أرجو المواصلة فيها بكل تداعياتها

Post: #4
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 12-08-2015, 04:34 PM
Parent: #3

Quote: هذه الكتابة عبارة عن توثيق لسنوات عجاف امتد أثرها ليغرق مستقبل السودان
أرجو المواصلة فيها بكل تداعياتها

شكرا لك أخي جعفر محي الدين .. نعم نرجو أن تكون توثيقا صادقا.. لك التحية والتقدير

Post: #5
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 12-08-2015, 06:21 PM
Parent: #4

قابلت المسؤول من توزيع المواد التموينية للمزارعين في اللجنة الإقتصادية بولاية شمال كردفان وكانت لي سابق معرفة به.. أخبرته أنكم قررتم لنا جالونين جازولين في الأسبوع بينما نستهلك نحن هذين الجالونين في يوم واحد فأرجو أن توفروا لنا ما يكفينا إن كنتم تريدون إيقاف الفساد ومحاربة السوق الأسود... فوعد بالنظر في الموضوع .. لكن تساءل : يا أخي إنتو خداركم ده بتسقيهو كل يوم؟ فشرحت له أننا بالطبع لا نسقي نفس الرقعة من الأرض كل يوم لكننا نسقي كل يوم جزء من المزرعة، وإن كنا نزرع فقط ما نسقيه في يوم واحد فهذا يعني أنا نعمل بسبع طاقتنا الإنتاجية فقط..المهم بعد أن تعذر علينا إيجاد حل .. أخذنا نفكر في الطاقة البديلة .. الهوائية .. الشمسية، الحيوانية، البشرية البيولوجية، بدأت بالهوائية.. أخبرني أخي فاروق أنهم لما كانوا في القولد كانوا يأخذون بطارية الراديو الضخمة كل أسبوع للخواجة الذي كانت لدية طاحونة هوائية تولد الكهرباء وتضئ منزله وتشحن البطاريات..و طواحين الهواء كانت تستهويني منذ أن كنت في الرابعة الأولية و نحن حصة الجغرافيا.. ندرس أصدقاؤنا في الخارج.. أحمد في مصر و فرانك في انجلترا .. و جون في أستراليا.. كان منزل جون جميلا وبجانبه طاحونة هوائية..ليت الزمان كان كما هو الآن تدخل النت لتجد حلولا لكل مشاكلك.. أخذت أبحث في كل مكان.. كنت أذهب إلى البريتش كاونسل أبحث في الكتب التي تخصنا فوجدت كتابا ممتعا لكاتبة تركت هي و زوجها المدينة وأقتنيا مزرعة في الريف البريطاني .. سوف أحكي لكم عنها لاحقا..في الخرطوم زرت مزرعة بسوبا كان الفرنسيون قد ركبوا فيها وحدة للري بالطاقة الشمسية.. و في مركز الأبحاث الصناعية وجدت هناك مروحة هوائية سقطت بفعل الرياح ولم يهتم أحد بأمرها .. ثم في جمعية الإصلاح والمواساة كانت هناك ايضا مروحة هوائية وقفت عليها أتأمل..لكن عند أخي عبيد سليمان عبيد ( رحمه الله ) وجدت مجلدا عن طاحونة هوائية صنعتها مجموعة التقنية الوسيطة في أروشا في تانزانيا.. سميت (Arusha Windmill) ومجموعة تطوير التقنية الوسيطة (ITDG, Intermediate Technology Development Group) التي تغيرها إسمها مؤخرا إلى براكتكال آكشن (Practical Action) تعمل دوما من أجل مساعدة المجتمعات الفقيرة على تطوير أحوالها بما لديها من موارد وإمكانيات.. وقد صنعوا طاحونة أروشا بحيث تستطيع أي ورشة صغيرة في أي مدينة صغيرة أن تصنعها من الموارد المحلية وبأقل تكلفة..إستلفت الكتاب من عبيد واستمتعت بقراءته بل أدمنت الإطلاع عليه.. ثم قمت بتصويره دون الإستئذان منه.. لكني أخبرته بذلك بعد فعلتي تلك.. عسى أن أكفر عن ما فعلت .. فلم يعترض مشكورا بل حثني على المضي قدما في تنفيذ الفكرة...عقدت العزم على تصنيع مروحة هوائية مثل تلك التي صممتها مجموعة ال (ITDG)
ff.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #6
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: Mohammed Al-Khalil
Date: 12-08-2015, 06:39 PM
Parent: #5

Quote: فوجهت جهودي لامتلاك مزرعة صغيرة لزراعة الخضر والفاكهة وتربية الحيوان في جنوب الأبيض


في دواخلي احترام موغل في الخصوصية للمزارعين والزراعة، اعجبني السرد في المقدمة فان ما بين السطور يبن مدي اجلالك وتقديرك للزراعة فلك استاذ الأمين عبد الرحمن عيسى فائق احترامي.

بالرغم انني اعمل في اكبر شركة علي مستوي العالم بحق وحقيقي، الا انني والله علي استعداد أن اتنازل عن وظيفتي اذا توفر لي امتلاك مزرعة وباذن الله الحلم بأن اتعاقد من العمل النظامي قبل سن الاربعين وأن يكون لي مزرعة! (بس ما في السودان )

الخير دائما في باطن الارض وليس في ظاهرها لكن اكثر الناس لا يعلمون.

Post: #7
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: قسم الفضيل مضوي محمد
Date: 12-09-2015, 03:42 PM
Parent: #6

Quote: في الخرطوم زرت مزرعة بسوبا كان الفرنسيون قد ركبوا فيها وحدة للري بالطاقة الشمسية..


فعلا يا اخ الامين ...

كانت المراوح الهوائية [حوالي مروحتين على ما اذكر] في مزرعة بالقرب من سكننا وكنا محتارين فيها لأنها كانت نادرة في ذلك الزمن ولم نراها الا في تلك المزرعة ...

الان وفي نفس المنطقة (سوبا) في واحد كوري مستأجر مزرعة وعامل فيها زراعة محمية ...
يوميا بشيل خضاره بعربية النقل تبعه وبدقش بيها السوق المركزي الخرطوم ...
برضو كنا مستغربين من الزراعة المحمية ولم نعرف عنها شيء الا مؤخرا ...

تخيل واحد كوري يجي يستثمر في بلدنا ونحن أهل البلد مفكرين نتخارج منها بأي طريقة ...

واصل ومتابعين معاك السرد الشيق وممتع ...

Post: #8
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 12-11-2015, 03:44 PM
Parent: #7

محمد الخليل لك تحياتي وخالص تقديري على شعورك النبيل..
Quote: وباذن الله الحلم بأن اتعاقد من العمل النظامي قبل سن الاربعين وأن يكون لي مزرعة! (بس ما في السودان )

ومرحب بيك في عالم المزارع ( بفتح الميم ) بس معانا في السودان ... والا حيجونا ناس كوريا ..
شوف أخونا قسم الفضيل مضوي كاتب شنو تحت

Quote: تخيل واحد كوري يجي يستثمر في بلدنا ونحن أهل البلد مفكرين نتخارج منها بأي طريقة ...

التحية أخ قسم الفضيل .. عرفت ليه ناس كوريا بجونا في السودان..؟؟

Post: #9
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 12-11-2015, 04:16 PM
Parent: #8

تخيل أنك تمتطي عربة كارو يجرها حصان .. تستطيع أن تصل إلى مقصدك في وقت معقول .. لكن تخيل أن عربة الكارو هذه تسحبها عشرة من الخيول كما هي مركبات البريد والسفر في أمريكا قبل إختراع القاطرات والسيارات .. ستصل ايضا.. لكن تخيل أن العربة هذه يجرها مائة حصان.. حتما ستصل لكن بتكلفة عالية من الطاقة ..
تلك كانت نظرية الشيخ الكاروري التي سمعت عنها وأنا أتردد على نادي العلم بجمعية الإصلاح والمواساة بحثا عن حل لأزمة الطاقة في مزرعتي.. فهو يقول ألا داعي لأن يعتلى المرء عربة ذات ماكينة بقوة مائة حصان من أجل أن يصل مقر عمله .. الواقع أن هذه الماكينة ذات الطاقة العالية تضيع طاقتها كلها في حمل نفسها بينما جزء يسير جدا من طاقتها يحمل راكبها والذي لا يتجاوز وزنه ال 70 كجم مقارنة بسيارة لا يقل وزنها عن الإثنين ونصف طن..
أعجبتني فكرة الكاروري ووجدت أن نفس هذا النمط من إهدار الطاقة ممارس في رفع الماء من الآبار و من النيل.. فكمية الماء المرفوعة من البئر والتي تستطيع شابة صغيرة رفعها بالدلو .. تقوم بها الآن ماكينة قوتها 8 حصان تهدر كما مهولا من الوقود...
ثم من بعد تأملت في الساقية .. فوجدت أن جسم الساقية .. الحلقة التي تدور أفقيا ، والحلقة الثانية التي تتلقى منها العزم وتدور رأسيا أيضا ثقيلة جدا.. ثم بقية أجزاء الساقية المتحركة... كلها تشكل ثقلا كبيرا مقارنة بالماء الذي تحمله أو ترفعه.. إذن يمكننا أن نصمم ساقية جديدة يكون جسمها المتحرك بوزن معقول مقارنة بوزن الماء الذي ترفعه..
بالفعل بدأت تصميماتي وبعد فترة وجيزة كانت لدي ساقية يمكن أن تجرها " غنماية "
ذهبت بساقيتي الجديدة إلى أب المخترعين السودانيين .. المغفور له عبدالوهاب موسى .. وتأملها و أعجبته...

Post: #10
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: أحمد الشايقي
Date: 12-12-2015, 04:58 PM
Parent: #9



تسجيل متابعة

Post: #11
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: ناذر محمد الخليفة
Date: 12-12-2015, 09:44 PM
Parent: #1


Post: #12
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 12-13-2015, 09:36 AM
Parent: #11

الإخوة أحمد الشايقي و ناذر محمد الخليفة
شكرا لكما على المرور ولكما خالص التقدير..

Post: #13
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 12-13-2015, 09:38 AM
Parent: #12

وعبدالوهاب موسى رجل مدهش فهو لم يدرس الهندسة أو العلوم بالجامعة بل تخرج في كلية الآداب لكنه كان شغوفا بالإبتكارات والاختراعات. فلم يفكر في وظيفة حكومية أو إستثمار .. كان يبيع أفكارا ..قضى عمره كله يخترع يجلس في مكتبه وتأتيه الأفكار فيدرسها ويعالجها ويعدل فيها ثم يرسلها إلى مجلات علمية يعرضها هناك .. ثم من بعد سنوات أو شهور أو أيام يأتيه طلب من إحدى الشركات العالمية تطلب التفاوض معه لشراء حق إختراع ما من المعروض من أعماله.. فيبيع إختراعه لهم بما يروقه من مال..
من إختراعاته المشهورة التي عرفها السودان مصنع الكسرة.. صمم عبدالوهاب مصنعا آليا لإنتاج الكسرة بكميات تجارية..عبارة عن صاج في شكل إسطوانة .. هذه الإسطوانة تشعل النار داخلها فتعمل على إحمائها..تدور الإسطوانة التي تشتعل النار داخلها فتخلق منها صاجا للعواسة لا تتحرك فيه يد المرأة بالقرقريبة .. بل يدور الصاج ويصب العجين السائل من أناء فوقها وقبل أن تكمل الإسطوانة دورتها تكون الكسرة على سطحها قد نضجت فتعمل سكينة على عزل الكسرة عن الإسطوانة ثم سكينة أخرى تزيل أي أثار ملتصقة بالصاج و لباد لدهنها بقليل من الزيت لتصبح جاهزة لاستقبال العجين السائل.. حينئذ تكون الإسطوانة قد أكملت دورة قدرها 360 درجة ثلاثة أرباعها وهي تحمل الكسرة وربعها الأخير وهي تعد نفسها لتلقي العجين .. وهناك بالطبع مقص لقص كل لفائف الكسرة بعد طول معين ثم عمالة بسيطة لطي الكسرة ووضعها في أكياس وكراتين لتصل السوق..
كان هم موسى هو أن يستغنى السودان عن استيراد القمح و أن يقدم وسيلة عملية لصناعة الكسرة حتى تعود طعاما لمعظم أهل السودان حيث إنتاج الذرة ميسور وبلا تكلفة من خلال الزراعة المطرية.... ثم عملا يصب في صالح المنتجين الحقيقيين في السودان .. فبدلا عن أن يدفع السودانيون المقتدرون مالهم في شراء خبز يستورد دقيقه أو قمحه قلة من المستوردين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.. يتوزع هذا المال بين أكثر من عشر ملايين من منتجي الذرة في السودان..
يوم أن أتم عبدالوهاب تصنيع مصنع الكسرة وتشغيله دعا الرئيس جعفر نميري لمشاهدته و.. قال له يا نميري كل ما أرجوه منك أن تترك لي تموين الجيش بالكسرة و بعدها سننطلق لإطعام كل أهل السودان من الذرة و من مصانع الكسرة.. غير أن نميري إكتفى فقط بإبداء إعجابه بالفكرة و لم يشرع في تنفيذ مشروع عبدالوهاب موسى
ويوم قابلت موسى جئته أطلب شراء أحد مصانعه فقد كنت أنا أيضا أحمل نفس الهم .. هم مزارعي الذرة في المشاريع الآلية.. فشدني الحديث إليه ووجدت نفسي أسمو عن رغباتي الشخصية إلى مقام أعلى.. وجدت نفسى أفكر في حل مشاكل الطاقة في السودان ..
فعدت إليه بعد حين أحمل تصميمي للساقية الحديثة...
لم يكتفي عبدالوهاب موسى بإبداء إعجابه بالساقية فحسب.. بل رفعها للمجلس الأعلى للمخترعين السودانيين لمنحي براءة إختراع..

Post: #14
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 12-19-2015, 09:08 AM
Parent: #13

قابلت تنفيذ ( أورشا وندميل ) بعض العراقيل ..أولا خوفنا أن تكون معدلات سرعة الرياح في كردفان أقل من الحد الآدنى لتشغيل المروحة..وثانيا المقدرة المالية إذ كان دخلي الأسبوعي من إيرادات الخضار قد توقف بسبب ضياع المحصول لعدم وجود الماء ومن قبل الوقود.. كما أني لم أجد أي جهة تمويلية ترغب في مثل هذا النمط من التمويل..
إنتهى الأمر بي إلى هجرة داخلية..
تركت كردفان.. أتيت إلى أرض ما بين النيلين...
إنتقلت من الأبيض إلى الباقير أو بالأحرى إلى الجديد الثورة .. إستأجرت مزرعة هناك تروى من ترعة مشروع الجزيرة عند نهاياتها بالقرب من ولاية الخرطوم.. و هناك زرعت لأول مرة أعلاف أبو سبعين ..
كانت تجربة أكثر من ناجحة .. الماء متوفر .. في ليلة واحدة واليوم الذي يليها تغمر المياه القادمة من خزان سنار .. أرضي كلها يا السعادة .. بلا مشقة أو عناء وبدون حاجة لوقود أو قطع غيار..
وفي نهاية شهر يناير كان محصولي من الأعلاف قد أصبح جاهزا للتسويق .. وذهبت إلى المشترين في أم درمان وحضروا وعاينوا المحصول وكان اخضر مزدهرا كثيفا. ومنحوني أفضل سعر للفدان.. إستلمت نصف المبلغ مقدما.. وبدأ المشترون في قطع أبوسبعين..
غير أن الإنقاذ لم تكن لتتركنا في حالنا نهنأ بإيرادات محصولنا المدهشة..
إستقر رأي ثلاثة ممن يدعون المعرفة بالإقتصاد في السودان بأن يتبنى السودان سياسة التحرير .. وإعلان الجنيه عملة حرة .
الشيخ سيد أحمد محافظ بنك السودان، عبدالرحيم حمدي وزير المالية و صلاح كرار رئيس اللجنة الإقتصادية .. أعلنوا سياسة التحرير في الثاني من شهر فبراير من عام 1992ـ وقاموا بتغيير العملة.. واستولوا على الأموال في البنوك ...
وأخذت ألهث لأحصل على قيمة محصولي من العلف..
قلت لنفسي وأنا أسمع قرارات التحرير عبر التلفاز إما أن هؤلاء لا يفهمون في الإقتصاد أو أنهم يفهمون إلا أني أفضل منهم فهما..
كيف يكون الجنيه عملة حرة، والسودان بهذا المستوى من الضعف في الإنتاج عموما وفي الإنتاج الصناعي على وجه الخصوص.. والسودانيون على هذا النمط الرفيع من الإستهلاك.. كانت المحصلة أن قرارات الثاني من فبراير .. خلقت مني كاتبا.. أكتب أفضل مؤلف عن الإقتصاد السوداني
( الدولار من ثلاثين قرشا إلى مئات الجنيهات، ما السبب ؟ ومن المسؤول؟)

Post: #15
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: أحمد الشايقي
Date: 12-19-2015, 10:07 PM
Parent: #14



Quote: قلت لنفسي وأنا أسمع قرارات التحرير عبر التلفاز إما أن هؤلاء لا يفهمون في الإقتصاد أو أنهم يفهمون إلا أني أفضل منهم فهما..


أخ الامين واصل سردك الشيق واتركنا من هؤلاء

كانت قرارات الاستيلاء على أموال الناس وتغيير العملة مطبوخة سلفاً ومخططة وهم يعرفون تماماً لماذا اتخذوا هذه القرارات

أثناء الاستيلاء على أموال القطاع الخاص وتأخير تغيير العملات تم بيع أهم أملاك الدولة للقطاع الخاص (الذي يملك المال من تحت الطاولة) وعطلوا استثمارات المستثمرين الوطنيين وغير ذلك كثير

أحمد الشايقي

Post: #16
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 12-20-2015, 12:22 PM
Parent: #15

Quote: كانت قرارات الاستيلاء على أموال الناس وتغيير العملة مطبوخة سلفاً ومخططة وهم يعرفون تماماً لماذا اتخذوا هذه القرارات أثناء الاستيلاء على أموال القطاع الخاص وتأخير تغيير العملات تم بيع أهم أملاك الدولة للقطاع الخاص
شكرا أخ أحمد الشايقي.. ذاك كان التخطيط.. وكنا نحن الضحايا غير المنظورين... فكان ان أضطررنا للإنسحاب من ركب المنتجين والإنضمام إلى جموع أهل المدن..نمارس ممارساتهم و نحاول طرق سبل كسب العيش على طريقتهم.. لكن هل سننجح أم أننا سنرفع الراية البيضاء.. تحياتي..........
Quote: ثم من بعد تأملت في الساقية .. فوجدت أن جسم الساقية .. الحلقة التي تدور أفقيا ، والحلقة الثانية التي تتلقى منها العزم وتدور رأسيا أيضا ثقيلة جدا.. ثم بقية أجزاء الساقية المتحركة... كلها تشكل ثقلا كبيرا مقارنة بالماء الذي تحمله أو ترفعه.. إذن يمكننا أن نصمم ساقية جديدة يكون جسمها المتحرك بوزن معقول مقارنة بوزن الماء الذي ترفعه.. بالفعل بدأت تصميماتي وبعد فترة وجيزة كانت لدي ساقية يمكن أن تجرها " غنماية "
الساقية الجديدة بني تصميمها على أن تدور أجزاؤها المتحركة على قواعد في شكل بلالي لتقليل مقاومة الإحتكاك للحد الأدنى، وأن تكون خفيفة الكتلة حتى لا تشكل وزنا ثقيلا على الحيوان التي يعمل على تشغيلها وفي الغالب يكون حمارا.. والقصد ان ترتفع نسبة كتلة الماء المرفوع مقارنة بكتلة الساقية. ثم هناك مضاعفة لمعدلات سرعة دوران الحلقات الناقلة للحركة للجسم الرئيسي لمضخة المونو المركبة على البئر الأرتوازية. وبالطبع يمكن تعديل ليوافق إي وضع آخر للسحب ، سواء كان السحب من النهر أو من بئر سطحية.

20151218_214410.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #17
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 12-23-2015, 07:40 PM
Parent: #16

كنت أتساءل كيف يمكن للنيل العظيم يجري من أقاصي الجنوب ومن حدود الحبشة و حتى حلفا.. كيف يمر بالسودان أطول مجري نهري في العالم ولا نستفيد من تياره في توليد الطاقة..
الناعورة عرفها العالم منذ مئات بل آلاف الأعوام.. ونحن لا نفكر أبدا أن هذا النهر الجاري وهذا الماء المنهمر هو طاقة مجانية مهدرة..
الساقية المائية هي أبسط وسائل إستغلال تيار الماء في رفع الماء للري..
إتصلت بمجموعة براكتكال آكشن واخبرتهم برغبتي في تشييد ساقية مائية .. ردوا على بملف كامل .. أخبروني أنهم صنعوا في السودان ساقية مائية في مدينة جوبا.. وأرسلوا لي صورا و تفاصيل التصميم.. وأنا الآن جاهز ... كل ما أحتاجه رأس مال لأشتري فدانين على النيل.. لاستمتع بالطاقة المجانية..
..
ناعورة حماة



ونواعير حديثة في اليابان..




Post: #18
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: ناذر محمد الخليفة
Date: 12-24-2015, 07:51 PM
Parent: #17


Post: #19
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 12-25-2015, 04:18 PM
Parent: #18

ولما تتالت أزمات الغاز في مدينة الأبيض تركنا استخدام الغاز في منزلنا و عدنا إلى الفحم مع كثير من الترشيد، ثم جلبت موقدا يعمل بالنشارة وذهبت للمنطقة الصناعية فملأت جوالا كبيرا بنشارة ناعمة عدت بها للمنزل وهنأنا لزمان طويل بإشعال موقد النشارة، غير أنني لم أجد راحة من متابعة الغاز فقد كنت معنيا بتلبية طلبات منزل والدي عليه رحمة الله إذ كنت ملازما له في شيخوخته فكان لا بد أن اجتهد في توفير جميع متطلبات منزله وكان السودان في حالات من الندرة لا يمكن تصورها.. أزمات في الخبز واللبن والشاي الاسود والسجاير .. ثم البنزين والجازولين والغاز... واعتدنا المبيت في محطة وقود شل . حينما نسمع بوصول الغاز.. ونبدأ منذ صلاة الفجر في الزحف في صف طويل لنصل مكان التسليم عند منتصف النهار وكثيرا ما نرجع .. لنبدأ المشوار في اليوم التالي حيث أن حصة اليوم قد نفدت..
سمعت أنهم في مركز التغذية قد أسسوا وحدة للبايوغاز... وهرعت إلى هناك لأشاهد مجمعا ينتج غاز البيوتين من المخلفات الحيوانية.. وشرحوا لنا الفكرة الشبيهة بما يحدث في معدة الحيوانات المجترة.. حيث تقوم باكتيرا معينة بهضم السيليلوز وغيره من مواد عضوية هضما لا هوائيا تنتج على إثره غازي الميثين والبيوتين...
ثم سرحت فإن فكرة البايوغاز لهي حل لكل أزمات الوقود في الريف السوداني وهي علاج للزحف الصحراوي الناتج عن القطع الجائر للأشجار التي توظف لعمل الفحم وتوريد الحطب للمدينة.. أخذت أتخيل وحدة جماعية لإنتاج الغاز في كل قرية تعمل على تزويد ربات البيوت بالغاز.. أي أن تأتي كل سيدة بإناء طبخها لتجد شعلة البوتاجاز جاهزة في انتظارها.. كل المطلوب من السيدات تزويد مهطضمة الغاز بالقليل من روث البهائم في المنزل...
ثم سرحت قلت لم لا تنتج الدولة الغاز بإنشاء وحدة مركزية تنتج الغاز وتضغطه و تعبؤه..
سرحت أكثر .. تخيلت تلك الوحدة .. وحدة نهرية عائمة .. تغذي نفسها بالمواد الخام من أعشاب النيل الخضراء العائمة على النيل الأبيض..
وهنا نضرب عصفورين بحجر واحد.. نتخلص من أعشاب النيل .. و نحولها إلى غاز للطبخ..
و يا لها من أفكار..
فالأزمات لها فوائد...

Post: #20
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: الأمين عبد الرحمن عيسى
Date: 01-10-2016, 09:34 PM
Parent: #19

كما قلت فإن أزمات الوقود تخلق إبداعات لا يتصورها العقل..
فهل خطر ببالك أخي القارئ أنك يمكنك إشعال مصهر للمعادن و يكون وقودك هو الماء
هذا ما يحدث في الخرطوم.. وفي حلة كوكو على وجه التحديد..
عرض برنامج شواهد النبوغ في فضائية السودان في العام 2008 لقاء مع شباب يعملون في مسبك بالمنطقة الصناعية بحلة كوكو.. أولئك الشباب وقودهم لامدادهم بالطاقة هو الماء..
نعم .. الماء
والفكرة بسيطة للغاية .. لكن كيف اهتدوا إليها فذاك هو النبوغ بلا شك..
..
الماء مكون من عنصري الأوكسجين .. الهايدروجين .. وكلاهما مصدر للطاقة
يشعل أولئك الشباب موقدهم بالجازولين ويتركونه مشتعلا إلى أن يصل أعلى درجة حرارة هم في حاجة إليها.. إلى نفس هذا الموقد هناك وصلتان تصلانه إحداهما من خزان الجازولين والثانية من خزان الماء .. بينما الموقد مشتعل .. يفتح صبنور الماء بدرجة خفيفة فينزل في هيئة رزاز لا يلبث أن يتحول ويتفكك بسبب درجة الحرارة العالية إلى أوكسجين وهيدروجين فيزداد توهج الإشتعال بوجود وقود إضافي ...
ثم في وتيرة متناسبة يتم إغلاق صنبور الجازولين تدريجيا ويفتح صنبور الماء تدريجيا.. حتى يصل الحال إلى أن يكون الماء هو المصدر الوحيد للإشعال..
وطوال اليوم يكون الماء هو الوقود المزود لتوليد درجات عالية من الحرارة..
ولما يريدوا إطفاء الأتون فكل ما يفعلونه هو ضخ كمية أكبر من الماء فينطفيء

Post: #21
Title: Re: أزمات الوقود في السودان أوشكت أن تصنع مني
Author: أحمد الشايقي
Date: 01-10-2016, 10:02 PM
Parent: #20



تسجيل متابعة