"غين" الغياب --- "عين" العودة

"غين" الغياب --- "عين" العودة


11-30-2015, 07:25 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1448907931&rn=0


Post: #1
Title: "غين" الغياب --- "عين" العودة
Author: أبوذر بابكر
Date: 11-30-2015, 07:25 PM

06:25 PM Nov, 30 2015

سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر

ال "غين"

حرفا بعد حرف، يكتب الحضور مطلع الغياب بسطوة لا تألفها ابجدية التمنى ولا ترضح لإصرار حبر الرجاء، والأسماء أشجار قديمة لا تأذن للرياح بالجلوس قريبا منها كى لا تعكر صفو الإنتظار
يمتزج ماء الحضور بظمأ الغياب فينهض إسم جديد، إسم لا يصلح رداءا لجسد اللحظة الموبوء بالثقوب والأغنيات الوجلة، ربما يصلح جدارا يفصل بين رمق المسافة الصلبة ورهق المسير نحو الحلم، نحو حياة ثانية أو ثالثة كتبت فى سفر تكوين العطشى، من تسكن الصحراء فى اوردة آمالهم، حياة بشر بها غيم اخرق خارج من رحمة وعطف الخريف.
يختلط دمع الوقت الذى لا بكاء فيه مع دم مكان لا قلب له، بل اناب الحزن ليؤدى طقوس الخفقان الخائب، حتى لا تثور شرايين وتنتفض ضد قسوة الإشتهاء واستحالة الرجاء، اختلاط يؤسس لمعنى جديد فى قاموس الحضور وفى مدائح الغياب المنافقة.
نذهب فى قوافل الغياب، بقوافٍ لا تنتمى لقصائد الحضور، نسلك دروبا تحبس الخطوات رهائنا لديها حتى تذبل الأغنيات وتنطفئ الشمس نكاية فى ليل الغياب و سخرية من نهار الحضور
تسير القوافل صوب مدن لا تغضب الأيام فيها من مرتكبى هفوات وجودهم وآثام حضورهم، تسامح النوافذ فيها اطلالة وجوه العائدين ونزق غيابهم، ولا تفضح اسرار الحاضرين الذين تواطئوا مع حراس الأشواق ليلا على البوح سرا والبكاء جهرا
ترى كم تبلغ حصة العاشق من حضور الأسى، من غياب النوم فى احلامه ؟
متى يصحو القمر من نومه الصخرى ليفتح للناس بوابة الأفق ليتعاطوا فيه معصية العتمة ؟

كيف يشتعل الماء وهو يعانى سكرات العطش ؟

متى يغادر الغياب ؟
ليؤوب الحضور
فالهزيمة فعل انتصار إلا قليلا، والنشوة فى حقيقتها الأولى عبارة عن حزن متمرد لا يرضى بنقصان الفرح فى مؤونة الروح
الحضور وهم متجسد، تحالف بين جسد مشتاق، وقت عطوف ومكان ولوف، وروح لا تمل التمنى والإصرار على التشبث بصخر البقاء الأول
والغياب فِناء وفَناء، فِناء يفترش الغرباء فيه تراب الوجل ويلتحفون الخيبة الصديقة، وغطائهم سماء ملطخة بالدعاء الأكثر خيبة
وفَناء لا شئ يولد من ارضه العقيمة سوى العدم

Post: #2
Title: "غين" الغياب --- "عين" العودة
Author: أبوذر بابكر
Date: 11-30-2015, 07:57 PM
Parent: #1

ال "عين"

فى حلم من الأيام
اسرج الفتى صهوة الحلم وامتطى براق الحنين وقفل راجعا
وعلى الأرض إلتحف صمته وأدنى منه سماوات الأمانى، وتغطى

انصهرت أقاليم دمه مع رماد حلمه وهمهمة التراب
تفتحت مداخل الرؤيا وتمطى الحنين

الآن أحتضن النهر
أشارك أطيار الغروب كأسات رحيقها الشفقى، أغازل تلك الموجات الرشيقة، العائدة من أسفل روح النهر إلى أعلى راحات العاشقين
أجل، تلكم الأطيار الوسيمة وهى تعود من رحلة الحب والعيش، أعاقرها كأسات مزاجها من وجد وأمنيات لا تتحقق ابداً
أتقاسم البكاء والحلوى مع الأطفال، وأعبّ من دهشة النظرات فى أعينهم التى إتخذت الحياة فيها، متكأها الأول، وجنتها الأخيرة

كانت راحلة الفتى الى الأعلى، إلى أقاصى الحلم
بعض اشواق
بعض حكايات
وكثير من الوجع والصدأ

تفاجأ بأن القرية قد رهنت براءتها ببعض مصابيح مزيفة
ثم فقدت فى الأخير عذرية وجهها

قد غبت طويلا يا ايها الشقى
لكن قل لى، كيف استطعت إقناع القمر بذلك؟
كيف ارتدت كل النجمات أدعية الرحيل، وغادرت نحو الشمس
كيف رضى الطين؟
ولماذا سافر من عيون تلك النجيمات الشقية الصديقة ذلكم الفرح الطفولى القديم؟

وحين أراد الفتى معانقة البيوت
اشاحت النوافذ بوجهها، وتبللت رموشها بحبات ضوء قديم
قطب النهر الرفيق جبين موجه
ما للخطوات مرتجفة وهائمة؟ وكيف تاهت أغنيات الصيف وأعلن الخريف حداد العصافير؟
تسائل الليل فى استحياء، ثم تمتم ببعض كلمات أخر.
أراد الفتى أن يقفل راجعا حين أدرك تآمر المسافة مع جحافل الأشواق عليه
إنحاز الى الصمت ولاذ بتراب يرتدى شقاوة طفل مبتهج

ولما بدأ فى قراءة أوراد الرجوع
أدرك بأنه قد نسى الحروف، أو هى نسيته ربما، عرف أن كل ابجديات الحضور، قد إنحازت الى دفاتر الغياب

وفجأة قرر أن يبقى
قرر أن يتعلم أسرار أبجدية الطين مرة أخرى
أن ينام على جفن النهر
يغرس قلبه مع رموش الضفاف الزرقاء
يمرغ حلمه فى الموج
ويكسو غناءه بإزار الشمس

قرر أن يصبح شجرة

Post: #3
Title: Re: andquot;غينandquot; الغياب --- andquot;عينandquot; العودة
Author: Abdalla Gaafar
Date: 11-30-2015, 08:20 PM
Parent: #2

تاني ياصديقي
تأخذك العودة الي استخدام كل ما هو متاح من ادوات والوان في سبيل ان تتقبل الارض فكرة ان تنمو بها شجرة تهب الاخرين نذاكر الاحساس بالحنين الي ما مضي من نهر وليل وقمر

يخيل لي زي الواقف براااك

غايتو لا زلنا نراقب وقع خطوك في اتجاه النهر ....

وراجع ليك ان شا الله

عبد الله جعفر





Post: #4
Title: "غين" الغياب --- "عين" العودة
Author: أبوذر بابكر
Date: 12-02-2015, 01:56 PM
Parent: #3

ذات ليل رفيق
فرِحَ الوقت وانتشى
حين أبصرتُ وجهَكِ
دهشةَ المكانِ بالمقام
فوجهكِ الآن
هو القمرْ

عبد الله

كيفنك ياخ

تعرف
فى النهارات الصديقة ولما ينحاز ليك الضو و تقعد الشمس تشاغل فيك
وانت بكل عنفوان الفرح البتشتل جواك تقوم تزح حصى الأسى من موية الأغانى السمحة
وتقعد تنونى براك سرا و جهرا

كان تعرف شنو البحصل لى
وكت الليل يفلل

زى ما قال محمد سعيد دفع الله

والليل لسه ما بكون جا

وفرحئذ
بستحى وش الغياب و تبتسم شفايف الحلم بالعودة

براى و الله فعلا

واقف براى و قاعد براى و بنونى براى

يعصف الشوق و يهدر الحنين

وانت براك

اللهم الا تلك اللوحات البرسمها السحاب لبرهات وجيزة و قصيرة

مره فى صور السحاب دى شفت لى نخلة شايله ليها كمنجة

والله جد

كدى خلينى هسه
بجيك تانى اوريك الحصل شنو لذلك الفتى الملتاع بعد ما صد و رجع


Post: #5
Title: Re: andquot;غينandquot; الغياب --- andquot;عينandquot; العودة
Author: عبد العزيز محمد عمر
Date: 12-02-2015, 03:07 PM
Parent: #4

هنا تنصب خيام الدهشة ... وتسرج خيالات الندامى...

Post: #6
Title: Re: andquot;غينandquot; الغياب --- andquot;عينandquot; العودة
Author: ابراهيم حموده
Date: 12-02-2015, 04:08 PM
Parent: #5

صديقي المطر..
"كيف يشتعل الماء وهو يعانى سكرات العطش ؟"
هذه تكفيني بقية يومي..
كن بخير، وواصل.

Post: #8
Title: "غين" الغياب --- "عين" العودة
Author: أبوذر بابكر
Date: 12-05-2015, 07:15 AM
Parent: #6

ابراهيم

يا خليل الحضور فى ذراه العالى

ونحن يكفينا شروق اسمك هاهنا

ليقينا وطأة العتمة

ووحشة الغياب

اسعدك الخالق يا صديقى

Post: #7
Title: "غين" الغياب --- "عين" العودة
Author: أبوذر بابكر
Date: 12-03-2015, 04:53 PM
Parent: #5

بل هنا نسعد برؤية الأعزاء

ونفرح بزيارتهم المبهجة

اعزك الخالق يا عبد العزيز

يا عزيز القوم