تباريحُ الأمكنةِ والرِّفقة

تباريحُ الأمكنةِ والرِّفقة


10-29-2015, 07:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1446099800&rn=1


Post: #1
Title: تباريحُ الأمكنةِ والرِّفقة
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-29-2015, 07:23 AM
Parent: #0

06:23 AM Oct, 29 2015
سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



أيُّ أوقاتٍ قضينا في تجاعيدِ الزّمن.
مثل طيفٍ شارِدٍ لخيالٍ يتثنى في تجاويفِ الوطن.
وامتطينا سهونا المشبوبِ عن شجنِ المدائن.
وارتوينا من ضلالاتِ المعاني،
وروينا للقمرِ ما اهتدينا إليهِ في برِّ الهوى..
فاسقني خمرَ النشيدِ،
وتعالَ بالصوتِ سرِّب لحقولِ القلبِ،
تطريباً وفن.
يا رفيقاً
يَرفقُ الألوانَ للمعنى الكذوبِ..
يمسحُ الأحزانَ عن وجهِ الغروبِ..
ها هُنا في الليلِ تضطرمُ الجِراحُ،
تتهادى في سماءٍ تمزجُ بالماءِ دمَها،
حدّ النواحِ..
فهل لنا يا رفيقي من شرودٍ مُتقنٍ عن سحابٍ مُثخنٍ بالشجنِ..
يصبو،
ويصبُّ
... يتسامى..!!
هل لنا في هذه الأرضِ الملولِ،
من تضاريسٍ تحنُّ إلينا،
مثلما تجتاحُ أشواقٌ وريداً للزهورِ..
مثلما أُمٍ تباركُ نبتَها الريان في الغيابِ أو الحضورِ..
مثلما يلقى المُعنى طيفَ محبوبٍ بعيدٍ تسربّل بالثبورِ..
يا رفيقي
أننا نستلُّ من صخبِ المكانِ:
دفوفنا
والنّار..
أننا زغبٌ لهذي الأرضِ مهما تسلقنا عُمرُ المسار..
أصلٌ وفصلٌ واقتدار..
أننا (كوشرثيا*) الوطن المدار..
(قلب أفريقيا) ونبضُ الكونِ،
والأسدُ الهصورِ..
رُغم أنا يا رفيقي من جيلِ التضارُبِ والتضاد..
استوى في النفسِ من هذا الثرى الاقترابُ والابتعاد..
حيث بتنا نقتاتُ في السهوِ الجماد..
لكنا يا رفيقي
يشكمُ الرُّوحَ فينا شجرُ السُّهاد..
فيا رفيقي
من أضاء لدربِهِ دون سِواه وقع..
لا يضيءُ الشمعُ درباً يتيماً وإن تهندمَ بالورع..
يتلاشى في الانصهارِ مِنا كُلُّ الوجع..
يا رفيقي
أنني أشتاقُ للشغبِ الوديعِ
بين (جنباتِ) المدار..
حينما لا شيء يشغلُ الرُّوحَ غير اللعبِ الكثيرِ و(الهظار)..
في قُرىً قد عافها الخُبثُ واتكأ مبسوطاً على انبساطِ النفسِ فيها،
ضوءُ النّهار..
لا ليل يفتلُ والأُنسِ مُشتعِلٍ في بيوتِ الحي احتضار..
ينسابُ من قسماتِها للأنغامِ معنىً..
ونشيدُ الغِبطةِ البِكرِ لغيرِ سماحِها أبداً لا يُثار..
وردةٌ نشوانةٌ تتشابى الأوراقُ لعناقِها،
وتمدُّها الجذورُ بالأريجِ والإقبالِ والإبهار..
فللثغرِ منها قُبلةً،
وللهمسِ في عينيها مُهج الكلامِ والأوتار..
18/10/2010م
* الكوشرثيا مصطلح اشتقه الكاتب الشاعر (محسن خالد) ليفتش في ظله عما نحته الأقدمين.. ويُعرفه بأنه: "مصطلحٌ اصطنعتُه من واقع الأبتية القائمة لحضارتنا السودانية ثم ثقافاتها وأساساتهما الماديَّة والمعنوية معاً. لأجل أن تكون رقعة هذا المصطلح التي يقوم فيها ويغطيها، أوسع من رقعة مصطلح الفولكلور بتعريفاته الحالية، التي تُرَكِّز في جوهرها على الفنون القولية Verbal Arts. ويتكوَّن هذا المصطلح من مفردتي "كوش" للدلالة على الحضارة الكوشية، و"إرث" للدلالة على الحضارة الإسلاميَّة والعربيَّة".