صحفيون في مدينة ممنوعة

12:35 PM Oct, 28 2015
سودانيز اون لاين
عبدالدين سلامه-الامارات
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



معظم وسائل الإعلام التي تركّز على ما يدور في اليمن من حرب بين مقاتلي الحكومة الشرعية وأنصارهم المدنيين مدعومين بقوات التحالف من جهة، وبين العصابات الحوثية المدعومة من قوات المخلوع صالح والحاضنة الإيرانية الصفوية من جهة أخرى؛ تتناول الأحداث من مختلف الزوايا الميدانية والسياسية، ولكنها تغفل تماماً عن تناول حقائق الظروف التي يمرّ بها ناقلو تلك التغطيات في داخل اليمن، فعلى مستوى العالم في العقدين الأخيرين، أضحى الصحفيون والمراسلون يتعرضون للاستهداف المباشر، وقد رصدت حالات كثيرة تم قتلها عمداً في ميادين المعارك، وأخرى تمت مضايقتها بطريقة أو بأخرى، وثالثة تمت ممارسة أبشع التصرفات معها، غير أن الإعلاميين لا يختلفون عن الجنود الذين يضطرون لخوض المعارك بشراسة وتضحيات وصبر، ويتعرّضون للموت من أجل تحقيق أهدافهم المتمثلة في نقل الحقائق.



في صنعاء اليمن التي لازالت تحت سيطرة ميليشيات الحوثي، لا تتوافر غير أخبار محدودة عن قصف التحالف وبعض التجاوزات أو الاشتباكات المتقطعة، ولم تعكس وسائل الإعلام مدى المعاناة التي يعيشها سكانها الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بقيود كثيرة تمنعهم من كافة الحقوق، فلا مجال للتظاهر أو الرفض أو حتى مجرد الحديث بخير عن الحكومة الشرعية ودول التحالف.



الصحفيون المحليون والأجانب وجدوا أنفسهم ضحايا لهذه الحالة السيئة التي يمارسها الحوثيون الذين استولوا على مقاليد الأمور قسراً، وتم التضييق عليهم بصورة غير مسبوقة، ما جعل معظم الصحفيين اليمنيين يهجرون العاصمة صنعاء إلى قراهم المحيطة بها بعدما استحال عليهم نقل رسالتهم الحقيقية، وأُريد لهم أن ينظروا ويجعلوا العالم كله ينظر فقط من خلال عدسة العين الحوثية.



آخر الأحاديث المتداولة حول الوضع الصعب الذي يعيشه صحفيو صنعاء نقلته صحيفة الغارديان التي نشرت مقالاً مطولاً للصحفية تشارلين رودريغيز، المقيمة في اليمن تحت عنوان (العالم يحتاج لمتابعة ما يجري في اليمن لكن يتم إسكات الصحفيين)، والذي أوضحت فيه مدى المعاناة الكبيرة التي يعيشها سكان صنعاء العاصمة، والتي لا يعرف الآخرون حجمها بسبب التضييق غير المسبوق على الصحفيين الذين يتعرضون لأبشع الممارسات من ترهيب واختطاف وسجن وتعذيب وإعاقات مختلفة لمنعهم من نقل ما يدور فيها.



الصحفية لفتت الأنظار عندما روت عن معاناتها الشخصية، فبينما كانت تهم بالتقاط بعض الصور وجدت نفسها ودون أدنى مقدمات محاصرة بعدد من المسلحين الذين حاولوا الاستيلاء على الكاميرا قبل أن يقتادوها لموقع مجهول دمّر قصف التحالف معظم أجزائه، ويخضعونها لتحقيق استمر لساعات طويلة دون توقف قبل أن تتم استعادتها للفندق الذي تقيم فيه ومضايقتها يومياً بالاتصالات المتكررة والزيارات الفجائية لغرفتها بالفندق على الرغم من أنها دخلت اليمن ببطاقتها الصحفية وبتصريح يجيز لها نقل ما يحدث فيه.



الصحفيون اليمنيون هجر معظمهم صنعاء خوفاً من تعرّض أسرهم وعائلاتهم لأفعال انتقامية هددهم بها الحوثيون، وأضحت حقيقة ما يدور في العاصمة اليمنية من تململ شعبي، شبه غائبة، بينما أسفر الرصد الأولي لنقابة الصحفيين اليمنية عن أكثر من 200 اعتداء على حرية الصحافة وقتل 10 صحفيين وسجن 14 تعرض 9 منهم على الأقل للتعذيب من قبل الحوثيين خلال هذا العام وحده.



يدرك الحوثيون أن ما يحدث في صنعاء يرقى لمستوى جرائم الحرب، ولذلك يحاولون قدر جهدهم طمس تلك الممارسات، ولا يريدون لأية جهة أن تقوم بتوثيقها واستخدامها ضدهم الآن أو في المستقبل، كما أنهم لا يريدون من الصحفيين نقل حقائق الرفض الشعبي المقاوم لوجودهم في عاصمة البلاد، والرافض تماماً لوجودهم في حاضر ومستقبل السياسة اليمنية.

حدثوني عن منطقه واحده - بالعالم - أكثر خطورة من اليمن ومحيطنا عموم ؟!!
لطفك ربي



....
زمان أطالع قصص بوليسيه ، وحكاوي عن المافيا ، وكذلك عن حياة الأزقه والطرقات الخطره في أميركا الجنوبيه وبعض آسيا ، يقشعر لها البدن وسرعان ما يزول ،،، بس أحداث منطقتنا تجعل الإحباط والقلل لا يفارقانك مطلقآ !
لطفك ربي ..