مصر تستكمل انتخاباتها | أين «الشعبية»؟!#

مصر تستكمل انتخاباتها | أين «الشعبية»؟!#


10-25-2015, 08:38 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1445801916&rn=0


Post: #1
Title: مصر تستكمل انتخاباتها | أين «الشعبية»؟!#
Author: زهير عثمان حمد
Date: 10-25-2015, 08:38 PM

07:38 PM Oct, 25 2015
سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ -ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



كتبت زينب عثمان
أ
يستكمل المصريون، ابتداء من يوم غد، المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، التي بات عدد من المراقبين يجمعون على وصفها بـ«الأسوأ» في تاريخ البلاد، خصوصاً لناحية الإقبال الضعيف على المشاركة فيها برغم المحاولات المستمرة للسلطات لحشد الناخبين. ليس بالضرورة أن ينحصر «السوء» بالنتائج المخيبة التي حصدتها الأحزاب المشاركة في العملية الانتخابية فقط، إذ أن إقبال المصريين على مراكز الاقتراع كان ضعيفاً للغاية ولم يتخطَّ نسبة الـ27 في المئة، وفق ما أعلنته «اللجنة العليا للانتخابات».

التفاصيل لم تعد مهمة. فبمعزل عن النتائج والأرقام، بدا أنّ المصريين لا يرغبون بالمشاركة في أحد أهم الاستحقاقات المحددة لأطر الحياة السياسية، وذلك رغم المحاولات الحثيثة لدفعهم إلى النزول نحو مراكز الاقتراع. محاولات بدأتها الحكومة فور انتهاء اليوم الأول، حين اتخذت قراراً عاجلاً يقضي بتخفيض عدد ساعات العمل في المؤسسات الحكومية، وأنهتها بـ«سياسة ترهيب» ترتكز إلى المادة رقم 57 من قانون مباشرة الحقوق السياسية، والتي تنصّ على تغريم كل متخلف عن الإدلاء بصوته بـ500 جنيه. وفي المحصلة، «برضو محدش راح».
وهذا سبب كافٍ ليفقد البرلمان المنتخب شرعيته السياسية والشعبية، بحسب الناشط السياسي، أشرف الشريف، الذي يعتبر في حديثه لـ«الأخبار»، أن الانتخابات كانت بمثابة «الاختبار الحقيقي لشعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي أجهضت في غضون سنة من تسلمه الحكم».


بدا أنّ المصريين لا يرغبون بالمشاركة في أحد أهم الاستحقاقات المحددة لأطر الحياة السياسية (خالد دسوقي – أ ف ب)
المشهد العام المستخلص من نتائج الانتخابات، بحسب ما يرى خبراء وباحثون مصريون، ما هو إلا «إنذار» شعبي «موجه ضد النظام الحالي»، ودليل صارخ على تراجع شعبيته. إنذار شعر به الرئيس قبل يوم من انطلاق الانتخابات في جولتها الأولى، حين دعا المصريين «للاحتشاد بقوة أمام لجان الاقتراع»، علّه يعيد بعضاً من الثقة التي لم يعد جزء كبير من الشعب المصري يوليها للرجل نفسه الذي أطاح قبل نحو عامين بحكم «الإخوان».
وفي هذا الصدد، يشرح أحد الناشطين لـ«الأخبار»، أن خطاب السيسي جوبه بمقاطعة المصريين «للأجواء السياسية»، تعبيراً عن حالة السخط وفقدان الثقة بمن «أغدقهم بالوعود ولم يفِ بأي منها». هم فضلوا اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي لـ«التفريغ عن حالة السأم» جرّاء تردي الأوضاع الاجتماعية، أولاً، وبسبب المناخ السياسي القائم، ثانياً.
ويرى الناشط السياسي المصري أنّ ذلك المناخ تشكل بسبب شعور المصريين بالقصور عن «تحقيق تغييرات جذرية حقيقية على أرض الواقع»، خصوصاً بعد «عودة رموز مبارك للحياة السياسية»، واعتماد «قانون الانتخابات نفسه الذي يتجاهل مقترحات القوى السياسية حول القوانين المنظمة للعملية الانتخابات».
من جهة أخرى، يعتبر الناشط السياسي، مازن عواد، في حديثه لـ«الأخبار»، أن «المشهد الانتخابي تحول إلى سينمائي كوميدي، بامتياز»، خصوصاً بعد انتشار تسجيلات مصورة على مواقع الانترنت كانت معدة لاستقطاب الناخبين، إلا أنها تحولت إلى مادة دسمة «لسبك النكات الطريفة والهزء من النظام».
الأسباب الكثيرة لعزوف الشباب، يلخصها أشرف الشريف، أيضاً بفرضية «هزيمة مشروع التغيير» الذي انطلقت منه ثورة «يناير 2011» من أجل النهوض بالقطاعات كافة. ويشير الشريف هنا إلى مشروع التغيير الذي وعد السيسي 90 مليون مصري بتنفيذه بعد «القضاء على حكم الإخوان»، رادماً بذلك سقف التوقعات الكبير الذي بناه، خصوصاً بعد هيمنته على سلطات الدولة كلها واعتماد سياسات «قمعية» ضد كل من طالب بمحاسبته، أو حتى عبّر عن رأيه بحرية. والدليل على ذلك، وفقاً للشريف، الحكم القضائي الصادر منذ أيام والذي يقضي بسجن الناشط عمرو نوهان ثلاث سنوات، على خلفية رسم كاريكاتوري نفذه، أظهر السيسي بأذني شخصية «ميكي ماوس» الكارتونية.
وبخلاف الناشط عواد، يعتبر الباحث في الشؤون السياسية، نور تميمي، في تصريح إلى «الأخبار»، أن إحجام «الشباب عن المشاركة سببه أن الساحة السياسية والإعلامية ما زالت تحتضن رموز منتفعي نظام مبارك من دون ملاحقة»، نافياً أن تكون الحالة الاقتصادية قد أسهمت في النفور من الانتخابات، «ذلك أن الاستحقاقات الانتخابية السابقة لم تتأثر بهذه الحالة التي كانت ولا تزال قائمة».
وبعد انقضاء أكثر من عام على حكم السيسي، تبيّن أن نظامه «جاء ليقتل ثورة يناير، ويعيد تأسيس دولة تحارب أحلام الشباب»، بحسب توصيف حركة «6 إبريل» إثر صدور قرار قضائي بحبس كل من الناشطين السياسيين، أحمد ماهر، محمد عادل، وأحمد دومة، ثلاث سنوات، بتهمة خرق قانون التظاهر الجديد. ذلك القانون الذي أثار موجة اعتراضات واسعة باعتبار أنه «يمهد لعودة السياسة القمعية ويكرس مفهوم الدولة البوليسية»، على ما يرى بعض الناشطين.
في المحصلة، ثمة نتيجة واحدة: السيسي فقد ثقة شعبه، والحديث عن التظاهرات التي خرجت يوم الجمعة الماضي تنديداً بـ«حكم العسكر»، خير دليل. تظاهرات قد تتجدد، وربما تعيد إحياء أحداث «يناير 2011».