هناك غياب للمرأة في المسرح السياسي السودانى لذلك ربما ساعد هذا الغياب في ظهور تراجي مصطفي رغم إختلاف الناس حول الدور الذي تقوم به. تراجي كإمراة سودانية تعبر عن وجهة نظرها بقوة تكسر حواجز الصوت النسوي التقليدي في السودان. تجربة تراجي المثيرة للجدل تجربة يجب دراستها والتمعن فيها حول مشاركة المرأة في العمل السياسي السودانى. فلا الحركات ولا الأحزاب ولا تنظيمات الإنقاذ تملك صوت نسائي ذو شخصية كاريزماتيه مثل شخصية تراجي بغض النظر عما تدعو له.
بدأت تراجي بكتابات في موقع سودانيز أونلاين بأسلوب مشاغب كثيرا ما يميل بالسخرية والهجوم علي من يخالفها الرأي في قيادة ياسر عرمان وقادة الحزب الشيوعي بالخارج و الحركات المسلحة. لقد كان واضحا للجميع ان الدور الذي تلعبه تراجي في موقع سودانيز أونلاين يصب في مصلحة المؤتمر الوطن. و (كأنثي جندرية ) وجدت قبولا لدي الكثيرين من الذين يقفون في المنزلة بين المنزلتين أو ما يطلق عليهم (الرماديون). لقد وجد هؤلاء الرماديون في تراجي صوتا يعبر عنهم دون تعرضهم لنيران المعارضة أو الإنقاذ. ومن بينهم مجموعة إخري لها خلافات داخلية ما تنتمي له من المعارضة أو الإنقاذ.
لقد ظهرتْ تراجي فجأة في ساحة العمل العام في الخارج. وساعدتها جرأتها النسائية للوقوف والحديث أمام الرجال، إكتساب أراضي جديدة في العمل السياسي. وتمددت تراجي في مساحات خاليه من الصوت النسائي كان من المفترض أن يزاحمها فيه قيادات وأصوات نسائية اخري. أمام هذا الظهور وجدت تراجي نفسها أمام التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والتى يسيطر عليها ويحتكرها الشيوعيون بإمريكا الشمالية. كانت كل تلك التنظيمات خالية من الصوت النسائي فوجدت تراجي قبولا وترحيبا حار في البداية فأطلق عليها لقب (الكنداكة) وهو لقب جندري يطلق علي القلائل من نساء العمل السياسي المعارض.
واحدة من العوامل المهمة التى ساعدت تراجي في هذا التمدد الأفقي أنها لا تنتمي لأي جهة سياسية. وربما تكون قد حاولت الإنضمام لإحدي الحركات الدارفورية، كما يشاع، لكنها ربما إكتشفت أن ذلك يُقيد من حركتها ويكتم صوتها. دخلت تراجي في نشاط مكثف مع منظمات المجتمع المدنى في أمريكا الشمالية وشاركت بفعالية في كثير من المؤتمرات الهاتفية واللقاءات السياسية وأصبحت رئيسة لما يسمي بمنبر الهامش بالولايات المتحدة الأمريكية. لكنها سرعان ما دخلت في خلافات وصراعات مع ممثلي الحركات الدارفورية ومنابر العمل المعارض في الولايات المتحدة. وجدت تراجي نفسها كإمرأة في مواجهة مع كل من إختلف معها خاصة من الحركات الدارفورية والشيوعيين. ثم وجدت نفسها أيضا في خلاف بين مواطنى دارفور تحت رايات قبلية. ركزت تراجي علي خلافها مع تلك المجموعات وأهملت جانب معارضة الإنقاذ. فالمعركة بالنسبة لها كانت مع المختلفين معها في الخارج وكانت ساحتها المواقع الأسفرية لتنتقل بعدها إلي الواتساب. وجدت الإنقاذ في صوت تراجي النسوي ضالتها الإعلامية ضد الحركات المسلحه والحركة الشعبية والحزب الشيوعي فأصبحت تسوق لما تقوله وتكتُبه تراجي في صحفها الصفراء في الخرطوم. لقد كتبتْ تراجي وكتبتْ وكتبتْ حتى تأثر نظرُها من إشعاع شاشات الكمبيوترات والموبايلات فأضطرت لإستخدام النظارات وتعديلها أكثر من مرة بواحدة أكثر حدة في النظر علي حد قولها.
أكبر نقلةٍ لتراجي كانت عند دخولها عالم الواتساب. وأي صوت زار بالأمس الواتساب؟ إنه صوت تراجي الذي يبدأ بذبذات منخفضة لينتهي بذبذات جندرية نسوية مرتفعة كسلاح فعال تجاه الرجولة السياسية السودانية. تراجي افضل سودانية إستخدمت مواقع التواصل الإجتماعي بصورة فعالة خاصة الواتساب. لقد أتاح الواتساب لتراجي أن تُسمِع صوتِها بدلا من عناء الكتابة وعمش العيون. وإنتشرت تسجيلاتها الصوتية بين قروبات المعارضة والإنقاذ علي حدا سواء وأصبحت الصوت النسائي الوحيد المسموع. هنا لأجد إلا أن أقف مندهشا امام مقدرة تراجي المشاركة في أكثر من خمسة وسبعون قروبا في الواتساب. وأخيرا إتجاه تراجي للمخاطبة المرئية من خلال فيديوهات صغيرة علي الواتساب واليوتيوب والفيسبوك.
تجربة تراجي من الناحية (الجندرية) تستحق الوقوف عندها بعيدا عن مبدأ مشاركتها في الحوار فهو خيارها والذي لا أتفق فيه معها.
أكتر مداخلة للأستاذة تراجي أدهشتني وما لاقي ليها حتة أختها فوقها وأستوعبها للمضي في مناقشتها مستقبلا هي: كلامها للباقر موسى فيما معناه: أمشي كدا ولّ كدا، ليش إتّا فالح فوقي أنا؟! ما هداك خالك الصلحي برضو شارك في الحوار!!
Post: #7 Title: Re: جندرة تراجي Author: سيف اليزل سعد عمر Date: 10-17-2015, 08:58 PM Parent: #6
مرحب يا تراجي وشكرا علي المداخلة
حقيقة لم يكن البوست توثيقي وإنما رأي شخصي حول طريقة تراجي في التواصل والتمدد في قنوات التواصل الإجتماعي.
عندك حق أنني لم أكن دقيقا عند في وصف بدايات تراجي. ما اقصده هو بداية معرفتى الشخصية بأفكار واراء تراجي مصطفي.
ولم يكن يعنينى تأريخك في ايام الدراسة في مصر ولكن جذب إنتباهي شجاعتك في طرح آرائك والتى ليس بالضرورة ان أتفق معها.
لكم اتمنى يا تراجي ان يكون ليدينا عشرة أصوات نسائية في مختلف منظمات العمل السياسي السودانى كما تراجي مهما كانت افكارها ومواقفها.
من هو صوت النسائي في الحركة الشعبية؟ من هو الصوت النسائي في المؤتمر السودانى؟ من هو الصوت النسائي في العدل والمساواة؟ من هو الصوت النسائي في حزب الأمة؟
أفتقد فاطمة محمد إبراهيم ربنا يواليها بالصحة والعافية...
بعدين من حقك تنتقدي اي واحد من قادة العمل السياسي. لكن كمان تستحملينا لمن ننقدك خاصة وأنتى أصبحتي واحدة من الشخصيات القومية المشاركة في حوار الإنقاذ.
عادل علي صالح زول عنده ذاكرة قوية وصاحب مواقف واضحة جدا فهو لا يقبل علي الإطلاق أية تقارب مع الإنقاذ مهما كان صغيرا.
وهو متحدث لبق لا يخشي شيئا في قولة الحق والرأي. هذه المواقف تجعله في مواجهة دائمة مع العديد من الذين يختلفون معه حول هذه القضايا.
الفديو الأخير حول موقفك من الحوار سيكون فيديو تاريخي مهما كانت نتائج الحراك السياسي في السودان.
تحياتى..
Post: #8 Title: Re: جندرة تراجي Author: سيف اليزل سعد عمر Date: 10-18-2015, 01:45 PM Parent: #7