في مثل هذا اليوم ١٧ أكتوبر عام ١٩٨٨ عمار يس النور

05:31 AM Oct, 17 2015
سودانيز اون لاين
نزار يوسف محمد-Oxford - UK
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



في مثل هذا اليوم ١٧ أكتوبر عام ١٩٨٨ كان آخر يوم للعام الدراسي الثالث لنا في جامعة الخرطوم. كانت تلك السنة الدراسية التي استمرت ع
ام و نصف تعرف أوساطنا بالسنة الكبيسة. السبب في ذلك ان تلك السنة تخللتها احداث كثيرة أشهرها السيول و الأمطار التي اجتاحت السودان
و أغرقت ثم اغلقت الجامعة عدة أشهر. ايضا كانت احداث إغلاق الجامعة بسبب تعدي الوزير و مدير مفوضية المغتربين الحالي الكوز المنفلت كادر
العنف الكيزاني المعروف حاج ماجد سوار الذهب، تعديه على عميد كلية القانون.
قررنا نحن شلة من الأصدقاء الاحتفال بنهاية هذه السنة الكبيسة بجلسة صغيرة و عندها قلت للجميع هذا اليوم ١٧ أكتوبر يصادف عيد ميلادي. عندها
تحمس الجميع و خاصة الأخ المرحوم ياسر حسن ابكر و الأخ المغفور له باْذن الله سعد محمد علي و كذاك صديقي العزيز واخي الاخر الذي لم تلده أمي
خطاب عبد الله و الأخت العزيزة سهام عثمان و كانت برلومة الأسكول و نوراتها الفكهه. كانت المفاجأة الأروع هي ان صديقي العزيز و اخي الكريم عثمان الطيب الريح
قد تحمس و (دق صدرو) و قال: انا ح اغني ليكم في هذه المناسبة.
قد لا يعلم الجميع ان عثمان فنان حقيقي و يتمتع بصوت جميل جدا جدا و لكنه خجول و لا يغني الا وسط أصدقائه المقربيين جدا جدا.
و فعلا كانت لمة جميلة احتفلت به لأول مره في حياتي بعيد ميلادي و استمتعنا فيه بانتهاء هذه السنة الكبيسة.
اليوم تمر هذه الذكرى و عثمان قد اكمل بالضبط عاما كاملا بين معتقله و سجنه الظالمين. ففي مثل هذا اليوم من العام السابق تم اعتقال عثمان في مطار الخرطوم و احتجز
اكثر من خمسة أشهر في معتقلات الأمن ثم حول الى المحكمة التي لم تستطيع ان تعقد جلسة واحدة منذ خمسة أشهر بسبب التلاعب الواضح في أوراق القضية و تعسف محكمة
الاستئناف في الرد اكثر من مرة و عندما ترد تتجاهل (عمدا) ان ترد على الطلب المهم لمحامي الدفاع وهو عدم اختصاص محكمة الموضوع و تحويلها الى محكمة المعلومات، هذا
التجاهل يضطر عنده ان يقدم المحامي الطعن تلو الطعن مما يسبب تأخرا أراه متعمدا في سير العدالة التي يدعونها.
اليوم بالرغم من ان بناتي يردن الاحتفال بعيد ميلادي الا انني حزين على مآل صديقي عثمان و اسأل الله ان ينصره على من ظلمه و ان يجعل الدائرة السيئة عليه و ان يمده بالصبر
الجميل على هذه الكربة و ان يرد سالما لأطفاله و زوجته و محبيه.
عمار يس النور
سدني، استراليا
١٧ أكتوبر ٢٠١٥

(قميص عثمان )
http://sudanvoices.com/؟p=15425http://sudanvoices.com/؟p=15425