خطوط عرض اليقين

05:37 PM Oct, 10 2015
سودانيز اون لاين
أبوذر بابكر-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



وإِزا محاولات الوقت لأن يشيد حوائطه الأربعة حولى، حائط فى كل جهة من جهات الأرض، احاول أنا أيضا أنْ أسيج روحي بوقتها الممنوح لها حتى أجدني قانعا بنصيبى من الدنيا وقدرى فى آخرة الإنتظار، أجدنى اخلد الى ظلى، ذلك الطاعن في يقينه الرابض فى قيلولة الضجر، ظلى الذى يفاخر ساخرا وبغير علم، أنه أقدم منى وأقوم قيلا، والوقت يمشى على أربع في هدوء عميق ولا مبالاة عتيقة تستدعى كل أفواج الأغنيات الصديقة
ورغما عن كل تلك المحاولات البائسة، أجدنى مجددا أغرس ما تبقى من روح متعبة في تربة عذراء الطعم طينية الملامح، اتمترس خلف انهماكى فى التفكير فى قدوم الغد وإنقضاء الأمس، أما الحاضر فهو وجل يفضى الى ملل، وقلق لا يطيق الجلوس ابدا، على الرغم من فراغ مقاعد الوقت
الوقت يتزين بفضة الكلام، ويتحلى بذهب السكوت، واللغة أنثى تمارس غواية الحروف ودلال الكلمات، تراود القصائد عن قوافيها، تسأل الضوء عن تاريخ العتمة، فيتبسم ضاحكا من سؤالها، حينها تهب الإجابات واقفة لتهب نفسها طوعا، فقد عرفت أن قميص الرغبة قد قد من كل الجهات، فلا سكوت اليوم ولا كلام غدا
سألت المكان يوما أن يقص على بعضا من حكايات الأرض، عن مدى ولعها بكينونة الوحدة وشغف الإجتماع

قلت كيف لى أن أكون وحيدا وهذا المدى محتشد بكل شئ؟
قال خيارك القبر

قلت كيف اتكلم من دون أن اخدش وجه الحروف ؟
كيلا أكدر وجه المعانى، كيف أتحدث ولا أقول شيئا ؟

قال دونك الصمت فخذه بقوة

لكنى اكتشفت وعرفت، أننى وكلما توغلت عاليا فى سموات الصمت، يتشدنى جاذبية الهتاف نحو هاوية بعيدة مكتظة بالفراغ، فأعود حسيرا العن ركام ذلك الكلام
ثم اقنع من غنيمة الرحيل بزبد العودة

النهار مرآة وقحة تمارس فعل الصراحة على الوجوه وتنبئ العيون بواقع لا يطاق
والليل خزانة صماء يمتلئ جوفها بالأحاجى وشكاوى العاشقين والخائبين، وربما الساهرين
أقنع من غنيمتى المشتهاة واركن الى اصوات من أحب، لعلها تروى قليلا من ظمأ الإستماع
اجلس قريبا من وجوه من أحب، ليتهم يلونون وجهى الطينى بورد من ملامح السكينة
اتكئ قليلا فوق رمل طيب، سيماؤه فى جلده من أثر الحنان، فلربما افوز بطمأنينة خضراء
أرقد على سرير فوق خط استواء المحبة، حتى استطيع أن امد يدى لأحتضن غبطة المدار

أتمدد فى حلمى

وأغزل لى دثارا من خطوط عرض اليقين

يقين الشتاء

أما قبل

العشق أصدق إنباءا من الغياب
والشوق أشد راحة من النشيد
والنشيد ما زالت الحمى تستوطن فى أوصال نشوته

يضمر الصقيع بياضه الكالح وكأنه يقول إنا قد سرقنا أعمارنا من بين براثن الماء، أو ربما سمح لنا الماء وهو يمارس غواية السقيا، بأن يتسرب الوقت من خلل القصائد المثقوبة بآهات الإحتمال ونزق الكلام

وربما يضيف أننا كائنات رجيمة لا حيلة للروح فيما نفثته فيها تباريح التمنى، ما غرسته الريح من بذور الخيبة المجدبة

ما نصمت عنه قد يكون أصدق كثيرا مما نقول
ولكن هل يكفي ما نصمته حقا ؟

أعرف أنى عنوان لذنب مؤقت
يتشبث بطعمه المنفلت وبإسمه الذى لا ذنب له

وذات شتاء مددت إسمى عبر نافذة الوقت
قال لى ضع إسمك فوق وحل التوقع وحصى الإحتمال
كيلا تدنس أوراق السماء النقية
ضع لسانك فى جيب السكوت
كيلا تخض أغنية الأرض
لا تشاغب رقصة الوقت المقدسة

ما إسمك؟
قلت الشغف
متى تنام الروح؟
حين يصحو العشق

ثم
وبعد دهر من الإنتظار رفقة الوجل
توكلت على حلمى ونقرت على بوابة النهار
الحراس نيام
فوق الأرائك يحلمون
وأنا بلا يقين ومثقل بالوجد والخوف المكين
تلطخت وجوه الحراس بالوقت
حين مدوها لأراها، لأرانى
لم يكن فى وجهى سوى وجه واحد
إن رضيتم أتيتكم فى مقبل الأحلام، بلا وجه
وما بين بسملة الوقت ونهايتى
شيد الإنتظار صمته ونام

فيا أيها الشتاء
أنا قد ألفت وحشة الجدران داخل هذا البحر
والجمر الذى يلتهم الماء
هل من مزيد؟

فقد أخبرنا القادمون من أشلاء الحب
أن لا رحيق إلا وينبع من لدن وجهك
ولا أبجدية عذراء تفك ضفائر حرفها
إلا وهى فى حضرتك المهيبة

حمدا لألهة اللون
فهى لا تجيد سوى مكائد الفتنة
ونصب شراك غبارها القديم
للعاشقين

كانت العصافير فى سالف الحنين
تمشط أجنحة الغروب بالغناء
كانت تغزل مناديل الجروف
بهمساتها الملونة
وكانت النخلات شاهدة على اخضرارك
وأيام تولد فى مهاجع الحصى
قريبا من شفة النهر السفلى
تستقبل امنيات الغرقى
ونواح العشاق
تسخر ممن أتوا طالبين مودة الماء القديمة

وكانت هى نخلة الأرض المقدسة
وحلم يخبئه القدر لى
فى جيب اللقاء

أما بعد

ترى من أين لهاذلك الحضور الموشى بحناء الفرح؟

وهل تبقى لى رمق من يقين ؟

*يحاول الوقت أن أن يشيد حوائطه حولك..وأنت إزاء ذلك تحاول تسييج روحك بوقتها الممنوح لها..هل (إزاء) هنا للتماهي مع محاولات الوقت؟..أم هي مناهضة لها؟..
*هل خطوط عرض اليقين تعنى أن لليقين في ذاته خطوط طول وعرض، أم أن اليقين يقاس بخطوط العرض،والشك يقاس بخطوط الطول؟
*لا أجيد أنا (أو لا أعرف) من اللغات شيئا سوى هذه التي اكتب لك بها..ومع لدي سؤال :هل اللغة التي تترجم أنت لها(واعتقد انها الانجليزية) لديها نفس الخواص التمويهية العريضة التي تتمتع بها العربية..أم أن ذاك أمر حكر على لغتنا فقط؟
*كنت أتوقع أن يكون عاطف خيري من شعرائك المفضلين أيضا.
تحياتي

تحايا يا عليش

يا صاحب الأسم الشاعرى

و ما اصعب الإجابة حين يدهمك السؤال على حين زيارة

وعن ال "إزاء" تلك نقول
هى محاولة للصد ربما او لتبنى شجاعة خائبة

وعن خطوط عرض اليقين
قد يكون او قد لا يكون له ثمة خطوط تقسم وتحدد اقاليم وجوده
وهو سابح فى مجرة الروح وفضاء الشعور
غير اننا قد فرضناها عليه تسهيلا وتيسيرا للعيش فى تلكم الأقاليم المزعومة

وعن لغة الأنغلوفونيين الجميلة
اقول أن بها ما هو ابعد غورا واشد مشقة من مما هو فى لغة بنى يعرب
واحيلك الى كتابة المحبرين الميتافيزيقيين من شاكلة اندرو مارفلز و جون دن
او حتى شيخنا أليوت صاحب الأرض اليباب

اما عن الفخم عاطف الخيرى
فالبديهى أن يكون مفضلا عند و لدى كل من يحس الشعر و يتذوق طعمه الحقيقى

وغير ذلك
وقطعا أنا من تلك الزمرة فهو شاعرى المفضل و أنا شاعره المفضل

واجدد لك التحايا مع هميم التقدير على الإهتمام
وإن شئت المزيد من الضوء للمساعدة على وفى الحصول على اجابات مغنية

فدونك الأرشيف هنا ويمكنك البحث بنفس الإسم عما هو مبذول هنا و متاح من قليل بذلنا
فقد يغنيك ذلك عن مشقة السؤال

ثم

اسعدك الخالق وابقاك

*تعرف يا أستاذنا..
عندنا جارنا في الحلة، عمك كبير كدا وتركيزو بدا يقل..يوم عندو واحد من معارفو الهامشيين عزمو لعرس ولدو..جارنا لما مشي للدعوة لمح ليهو واحد برضو من معارفو الهامشيين..أها قام قال بدل أقعد كدا براي أحسن أمشي أتونس معاهو لغاية زمن العقد يجي..لما مشى وسلم عليه طوالي جارنا سأله:إنت الجماعة ديل ببقوا ليك وللّا شنو؟
عمك داك قاليهو:والله ماببقوا لي لكن شكلنا كدا ح نبقا نسايب بعد شوية، أنا أبو العروس..
جارنا لما حكى لي النكتة دي،قالي هسة أنا بدل شلاقتي دي ،لوكنت صبرت لغاية زمن العقد يجي،ماكنت طلعت من الحرج دا..
*هسة يا أستاذنا أنا بدل شلاقتي دي لو كنت خشيت مكتبتك الحديقة دي،ماكنت طلعت من الحرج دا..
*مقدر لك تبسطك وتواضعك في الردعلي..
*الحنين لماضي معين،شعور يصيب الذين عاشوا ذلك الماضي..الغريبة رغم أني ماعشت ماضي المنبر دا،لكن لما أقرأ في إرشيفه بصيبني شعور الحنين للماضي..
تحياتي وشكرا

يا العليش تقلبو عيش

دى نديهة واحدة من اهلنا ناس الجزيرة ، فى زنقة ما، لى شيخنا العليش
من اقطاب اهلنا العركيين

برجع ليك ليها بعد نشوف حكاية الأسئلة والأجوبة

كيفنك ياخ

السؤال باب المعرفة
والإجابة نورها

ومرات كتيرة الغرض من السؤال ما بكون معرفة الإجابة و بس
لكن بكون فى مرمى و هدف تانى ابعد و اعمق

زى سؤال الخالق ربنا لرسول بنى إسرائيل النبى موسى بن عمرام
لما كان بالوادى المقدس و آنس النار ومشى عليها فى جبل حوريب بعد الخروج الكبير

وما تلك بيمناك ؟

أكيد ربنا كان عارف الإجابة طبعا ولا تخفى عليه

لكن موسى برضو أجاب وبالتفصيل كمان

والسؤال كان عن العصا طبعا، وكان عندها دور جوهرى بعد رجوع موسى لفرعون لأنها بقت واحدة من الآيات الداعمة لموسى
وقصته مع سحرة فرعون معروفة طبعا، والبطلة فيها كانت العصا السأل منها

اذن الأسئلة دى حاجة عجيبة جدا و مهمة جدا و متعبة فى نفس الوقت

ارجع ليك لقصة شيخنا العليش

بحكو انه ايام الاستعمار البريطانى للبلد، وفى واحدة من حلال الجزيرة كان فى صنف معين من انتاج الحواشات ممنوع الناس تشيله للبيوت، واعتقد انه كان سيقان القطن
و واحدة من اهلنا ملت القفه حقتها وشايلاها فى رأسها وجايه من الحواشات، صادفت مفتش الغيط الإنجليزى وسألها شايله شنو

قالت ليه شايله لى عيش

طوالى قال ليها نزلى القفه عشان يفتشها

لو عرف الشى الممنوع الشايلاه كان حيكون فى عقاب طبعا

قال ليك المره طوالى ندهت الشيخ العليش

يا سيدى العليش تقلبو عيش

الخواجه هبش القفه كان لقاهو عيش

هههههههههه

أنا ماعركي ولا صوفي، لكن مسمي على شيخك المذكور..
وما دار احكي ليك عن كلام عمتي ربنا يرحما عن هذا الشيخ..
مش لأني خايف من أنصار السنة، لكن احترام ليهم ساي كدا..خخخخخ