كتابة بلاضفاف فى «الله وأنا» لهناء نور!#

كتابة بلاضفاف فى «الله وأنا» لهناء نور!#


10-07-2015, 00:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1444174448&rn=0


Post: #1
Title: كتابة بلاضفاف فى «الله وأنا» لهناء نور!#
Author: زهير عثمان حمد
Date: 10-07-2015, 00:34 AM

11:34 PM Oct, 07 2015
سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ -ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



sudansudansudansudan18.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

د. محمد السيد إسماعيل



سوف أستعير هنا ذلك التوصيف الذى أطلقه جارودى على الآفاق المتسعة للواقعية حين أطلق عليها «واقعية بلا ضفاف» متخلصا من الرؤية الجدانوفية للفن وعلاقته بالواقع. فى نصوص «الله وأنا» يمكننا ايضا وصفها بأنها «كتابة بلا ضفاف» او كتابة متمردة على فكرة التصنيف النوعى لأجناس الادب محققة بذلك اولى علامات التحرر الذى سوف يتبدى على مستوى التيمات الموضوعية والسمات الفنية واذا اردنا نسبة هذه الكتابة الى حقل ابداعى محدد لقلنا انها تقترب من الكتابات الصوفية التى تجمع بين النثر بتحرره من الاوزان والشعر بتوهجه وتوتره كما تجمع بين الخطاب البرهانى بتأملاته الميتافيزيقية والخطاب البيانى الخارج عن التأطير النهائى لكن هذا لا يعنى ان نصوص «الله وأنا» تتماهى مع الكتابة الصوفية لانها ليست امتدادا مباشرا لها فهناك مساحات من التمايزات من قبيل التخفف من المجاز والابتعاد عن اللغة العرفانية الملغزة فالكاتبة تخاطب الله وعينيها على الدنيا ولهذا نجد بجانب البعد الميتافيزيقى بعدا اجتماعيا وسياسيا لا يقل جرأة كما نجد تأكيدا لمحورية الانا بوصفها الطرف الثانى فى بنية العنوان والذات المهيمنة فى الاهداء الذى تقدمه الى ذاتها، من هنا يأتى امتداح الوحدة بوصفها ظل الصادق. ولا ينبغى ان نفهم الوحدة هنا على انها عزلة مكانية او تخل عن العالم بل تعنى التمايز الضرورى الذى يحفظ للذات صدقها فى مقابل الزيف المحيط وامتداح الوحدة يستدعى الحديث عن الصمت بوصفه فعلا اراديا وهو يعد فى ثقافات كثيرة اعلى قيمة من الكلام وفى الاثر النبوى «تفكر ساعة خير من عبادة عام» والتفكر مرتبط بداهة بالصمت والتأمل وفى الرهبنة المسيحية نوع من الصمت يسمى الصمت الاعظم الذى يلتزمه الراهب منذ دخوله الدير حتى وفاته تتجاوب هناء نور مع هذا التراث حين تجعل الصمت «موسيقى الروح» وأبلغ تعبير عن كلمات الحب وبهذا تسقط ثنائية الصمت والكلام حين تقول «الصمت كلمات بلاصوت» وقد لفت نظرى قولها «وعندى من الكلمات مايكفى لأصمت» فهو – على الرغم مما به من مفارقة – قول حقيقى فكثرة المعرفة تستدعى الصمت. وفى القسم الثانى تتبدى مجموعة اخرى من الثنائيات وفى مقدمتها «الروح والجسد» حيث ترتبط الروح بالطهر والنقاء بينما يرتبط الجسد بالخطيئة وهى ثنائية رومانسية. هناك رغبة فى السمو والارتقاء والعودة الى الاصل الذى هو الله والذى نحن بأرواحنا بضعة منه تحن اليه هو الاصل ونحن الصورة من هنا شاعت فى الفلسفة الاسلامية فكرة الانسان الكامل الذى يحاول التشبه بالله ويصبح الموت جسديا يحرر الروح من سجنها الطينى وهو ما تلمح اليه الكاتبة حين تقول «تعددت الاسباب والموت ليس واحدا فما اعظم الفرق بين موتى الروح والجسد». تظل علاقة الانسان بالله احدى الاشكاليات فهناك بحث دائم عن الله وهى علاقة ذات مستويات متداخلة تبدأ من الايمان المطلق وتنتهى بالانكار والحقيقة ان ما نجده فى هذا الكتاب هو ايمان حقيقى يداخله العتاب وفى هذا السياق تؤكد الكاتبة ان اسعاد الانسان هو غاية الدين وان الصلاة منبعها القلب وليس الجوارح ولهذا تفرق بين البصر والبصيرة وبين حركة الجسد وصلاة الروح ومن اللافت ان تسمى احد النصوص «صلاة عاشق» وهو منزع اكد عليه الصوفيون كثيرا متجاوزين نمط العلاقة القائمة على الترهيب والترغيب كما نجد فى بعض النصوص اشارات سياسية من قبيل تزييف التاريخ واستغلال اسم الله فى السياسة وغواية السلطة التى تمسخ الانسان وتفقده ذاته. واخيرا فان هذا الكتاب يمثل بداية قوية لكاتبة تبشر بالكثير من الاعمال الاكثر تألقا وابداعا.

صورة لهناء نور
14303019881297914385.jpg Hosting at Sudaneseonline.com