جرثومة الخلافات وسط السودانيين- منقول للأهمية و للنقاش

جرثومة الخلافات وسط السودانيين- منقول للأهمية و للنقاش


09-29-2015, 05:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1443542405&rn=0


Post: #1
Title: جرثومة الخلافات وسط السودانيين- منقول للأهمية و للنقاش
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-29-2015, 05:00 PM

04:00 PM Sep, 29 2015
سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-الدوحة
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



استسمح الإخوة الأعضاء الكرام في نقل هذا الموضوع الذي نراه يحاول تشخيص و فهم سلوك و تصرفات نقوم بها نحن السودانيين في كافة المجالات رغم الإدعاء بالطيبة و التسامح إلا أننا نجيد الإختلاف. و خير مثال ما نراه في هذا المنبر و خارج المنبر و الأمثلة كثيرة.و لا أفسد عليكم قراءة الموضوع.
فإلى الموضوع الذي كتبه كاتب اسمه عثمان شعيب:

جرثومة الخلافات وسط السودانيين


‎09-29-2015 04:34 PM‎
صلاح شعيب‎

من النادر جدا أن تجد شراكات ناجحة في تاريخ السودان. فعلى المستوى السياسي ‏يكون القادة، والزعماء، السودانيون أحزابا تهدف إلى إدارة البلد، ولكنها تنتهي إلى ‏جماعات معنية بإدارة صراعاتها الذاتية. فالحكومات الائتلافية في ديموقراطياتنا تختلف ‏منذ أول لحظات تكوينها وتتعمق خلافاتها حتى ينط العسكري في الحكم. أما الحكومات ‏العسكرية فإن الاختلافات بينها تصل إلى حد الحسم عبر حمامات الدم. والحركات ‏المسلحة تمارس ذات الشئ، وأحيانا بشكل أسوأ. فبعضها يبدأ في مقاومة الحكومة ثم ‏يجد أفرادها أنفسهم في أحضان النظام. ولا يكتفون بذلك، وإنما يقفون في صف الجيش، ‏والمليشيات، لتصويب البنادق نحو أصدقاء الأمس. أما الذين لا ينضمون للحكومة ‏فيختلفون لاحقا ثم يتفرقون أيدي سبأ فتضعف عمليا مقاومتهم وتتواصل سلسلة ‏الانشقاق. والأندية الرياضية، من قمتها حتى روابط الناشئين، تعج بالخلافات الشخصية ‏في مجالس إداراتها حتى يصل الأمر إلى أعمدة الصحف. وعندئذ يشارك إعلاميو ‏الرياضة في تسعير الخلاف ثم تتحول خلافات الصحافيين الرياضيين المناصرة للفرقاء ‏إلى مجال لتصفية الحسابات الشخصية وسطهم. وكل اتحاداتنا المهنية الطوعية تمثل ‏بورة للخلافات الممضة عقب تحقيق بعض إنجاز. ومنظمات المجتمع المدني في غالبها ‏مصابة بشلل الخلاف الشخصي الذي ينتهي إلى اتهام عضو، أو عضوين من الجناح ‏المسيطر، في الذمة المالية‎.

أما جالياتنا فحدث ولا حرج. إذ ينخر فيها سوس الخلاف الشخصي، والمناطقي، ‏والأيديولوجي. وفي "دياسبورتنا" تحول اتحاد المرأة إلى خمس منظمات تختص بأداء دور ‏المرأة، ولا تنسيق بينها بالطبع. والروابط الجهوية، والإقليمية، والقبلية، في الداخل ‏والخارج، تتكون لأجل أن تصطرع، ثم تتصدع، فيذهب ريحها، أو تنكسر شوكتها. أما ‏المهمشون في الأرض فيرون أن لا فائدة مرجوة من الحفاظ على وحدة كياناتهم ‏المطلبية. ولذلك يملأون الأسافير بالغسيل القذر المتناول لخصوصيات أعضاء اللجنة ‏التنفيذية بعضهم بعضا. ومؤسساتنا التجارية، والاستثمارية التي تقوم على شراكة أفراد ‏تنتهي بالتصفية، وأحيانا المحاكم، أو الاغتيال المعنوي، والمادي، كما نقرأ في الصحف‎.

إن إنشاء الصحف ذاته لا يستمر حتى يختلف الملاك بعد عامين، على الأقل، حول ‏خطها التحريري، أو إداراتها، أو توجيه الموارد. ربما نموذج جريدة الأيام هو الوحيد ‏الناجح الذي استحضره هنا. فقد أسس بشير محمد سعيد، ومحجوب محمد صالح، ‏ومحجوب عثمان، دار الأيام عام 1953 وحتى عقب وفاة الأول، والأخير، لم نسمع ‏أنهم اختلفوا حول الدار، سواء على مستوى الإدارة، أو التحرير، أو حفظ الحقوق. ‏ونستحضر ثانيةً أن هناك شراكات ناجحة بين المغنين والشعراء من جهة، وبين المغنين ‏والملحنيين من جهة ثانية، وبين الملحنيين والشعراء من الجهة الثالثة. نجحت هذه ‏الشراكات في رسم لوحة الإبداع الغنائي. ولكن ظل الخلاف بين الفينة والأخرى هو ديدن ‏المبدعين. ذات مرة قال إسماعيل حسن لوردي: إنني صنعتك واستطيع أن أهدك توا. ‏عندئذ توجه وردي للشعراء الشباب أمثال التجاني سعيد، والحلنقي، ومبارك بشير، فخرج ‏بأغنيات "هجرة عصافير الخريف" و"أرحل"، مثالا. ثم تعاون وردي مع الشاب محجوب ‏شريف فشكلا صورة زاهية للتعاون الفني. وهناك نماذج كثيرة في هذا المجال. إذ لا ‏ننسى خلاف الشاعر هاشم صديق مع ود الأمين، من جهة، وأبو عركي من جهة ‏أخرى، رغم جمال ذلك التعاون الذي أثمر أخلد الأغنيات للمبدعين الكبيرين. وقد اختلف ‏زيدان يوما مع الملحن عمر الشاعر فتعاون الشاعر مع مغنين جدد، وعاد زيدان ‏للتلحين. ورغم أن تلك الخلافات الشخصية قد اثرت في التعاون بين المبدعين البارزين ‏إلا أن الإيجابي فيها أنه تم كسر حواجز الاحتكار. ولكن بشير عباس وصل إلى قمة ‏الخلاف مع البلابل يوما واستدعى الأمر التهاتر في الصحف‎. ‎وبالنسبة لاتحادات الكتاب، ‏والأدباء، فلا يتوفر هناك سبيل منذ فترة طويلة لتكوينها على أساس مهني محض. ولذلك ‏لا مجال لاستمرارها إلا عبر اتحادين متنافرين. أما الخلافات الأسرية فدونك ما تنشره ‏محاكم الصحف من الطلاقات الغيابية. وهكذا ندرك في مهجرنا أن أسرا كانت محاطة ‏بالوئام انتهت إلى فراق محزن، وما كان له أن يحدث‎.

كل هذه الخلافات التي أسهمت في تدهور البلاد، بلا شك، تعبر عن خلل في الشخصية ‏السودانية، والتي لا تبدع، إن أبدعت، إلا في إطار فردي. بل إن السوداني مجبول على ‏الاختلاف مع ذاته. فكثيرا ما يتحول المرء من قناعة فكرية إلى أخرى دون نقد موقفه ‏السابق. وبعضهم يتحول من الليبرالية المتطرفة إلى الصوفية الهادئة. وآخرون من ‏الإسلام السياسي إلى الاستقلال دون أن يوضحوا للناس أسبابهم حتى لا يقع آخرون ‏في خطل التجربة الخاطئة، أو السيئة، التي خاضوها في الماضي. إن معظم وحدات ‏السودانيين الماثلة اليوم تعوم فوق بركان من الخلافات والتي لا بد أن تظهر آن عاجلا ‏أم عاجلا. وليت هذه الخلافات العامة، والخاصة، تمثل ضرورة للمراجعة، والتصحيح، ‏يوما، ولكنها للأسف صارت الأمر الحتمي الذي يميز، ويعوق، العمل العام في السودان‎.

ربما تتعدد الأسباب الظاهرة، والعميقة، لهذه الخلافات الموضوعية، والشخصانية، وما ‏بينهما. ولكن يبدو أنها متصلة بتركيبة الثقافة السودانية نفسها والتي تعود إليها جذور ‏المشكلة. فليس من الحكمة أن نحمل الأمر لغياب الديموقراطية، أو ضعف التربية الدينية ‏وحدها، أو الانقلابات العسكرية، أو عدم وضوح السودانيين في تمتين مواثيق التعاقد في ‏العمل الجمعي، أو الظروف الاقتصادية، والتربوية وحدها. فالأمر أكبر من أن تحصر ‏أسبابه من خلال زاوية نظر أكاديمية أو معرفية محددة. لا بد أن هناك رابطا وسط كل ‏هذه الأسباب المتصورة للخلاف السوداني ـ السوداني القاتل‎.
على أن الخلاف أمر طبيعي للاجتماع الإنساني. وهو المحرض للإبداع، وتعدد طرائق ‏التفكير، وتشكل الشخصية. ولكن أن يكون مظهرا سلبيا لهدم عطاء العمل الجماعي ‏فهاهنا يصبح الخلاف أزمة، و لا بد من علاجها عبر مساهمة كل المتخصصين في ‏فروع المعرفة الإنسانية. ولكن المشكلة الكبيرة أن هذه المساهمات البحثية تحتاج إلى ‏حرية البحث العلمي، وحرية الصحافة، وبقية أجهزة الاعلام، وحرية المنابر الثقافية، ‏والاجتماعية. باختصار لا مناص من توفر مناخ للحرية قمين بمضاعفة نتاج هذه ‏المباحث، ومناهجهها الموظفة، لدراسة هذا الموضوع الذي شغل كل قطاعات المجتمع. ‏ذلك برغم أن كل المواريث الثقافية للمجتمع تحض على التعاون والتكاتف والتعاضد ‏وتناسي الصغائر من أجل مصلحة المجتمع‎.

إن لا قيمة لهذه المواريث بل لا بد من استبدالها بأخرى في حال وجود تناقض بين ‏حاملي هذه القيم وواقعهم. فما هو الداعي لإسلام المرء، أو التمشدق بوعيه الثقافي، أو ‏التعليمي، واستناده على أشعار، وأمثال، ومقولات حول أهمية العمل الجماعي إذا كان ‏هناك بون شاسع بينه ومجتمعه. يبدو أن عددا من النشطاء السودانيين يحمل عقلين ‏يوظفان حسب الموقف. عقل يحاول النشطاء أن يرضوا به مجتمعهم حتى يجدون ‏التقدير الشخصي ويرون به غرورهم. وآخر يرضون به ذاتهم المجبولة على تحقيق ‏المصلحة الفردية التي ظهرت نتيجتها الواضحة في واقع البلد المشترك‎.

mailto:mailto:[email protected]@hotmail.commailto:[email protected]@hotmail.com ‎

Post: #2
Title: Re: جرثومة الخلافات وسط السودانيين- منقول للأهمية و للنقاش
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-29-2015, 05:46 PM
Parent: #1

قد نختلف أو نتفق مع الكاتب في بعض ما أورده و لكن من الغريب أن هذا الاختلاف بين السودانيين و عدم اتفاقهم في أي عمل مشترك مهما قلّ عددهم أو كثر هي سمة واضحة و لكن من المستغرب أن من تطرق لمثل هذا الجانب قليلون.

Post: #3
Title: Re: جرثومة الخلافات وسط السودانيين- منقول لل�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 09-29-2015, 06:14 PM
Parent: #2

لاحظت و لاحظ غيري في كل الدول أن كثير من الشراكات الناجحة في مجال العمل لا ‏تضم فقط أشخاص من نفس الجنسية او العائلة فقط ( لأنها كثيرة) و لكن نجد شراكات ‏ناجحة بين أشخاص من جنسيات مختلفةعلى سبيل المثال بين مصريين و فلسطينيين و ‏و هم و غيرهم مع هنود أو جنسيات أخرى.‏
أما إذا نظرنا لحالنا نحن نجد أن إبن الأخ الذي يعمل مع عمه أو يعمل مع خاله بمجرد ‏أن تقابله لوحده يقول لك إنه غير مرتاح و عايز أطلع. و كثير كثير من الخلافات إلا ‏في القليل النادر. ‏