لمعرفة أسباب التردي والضياع أبحث عن صحافة المدرجات

10:56 AM Sep, 29 2015
سودانيز اون لاين
طلحة عبدالله-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



في وقت من سابق من العام 2004 كلفني التلفزيون بتغطية انتخابات نادي
الهلال التي احتدم وطيسها بين تنظيمي الصدارة بزعامة طه على البشير
والأصالة تحت لواء الأرباب صلاح إدريس وكان ذلك بعد فشل الجولة الأولي
لعدم اكتمال النصاب، فذهبت إلى أحد مراكز الاقتراع في الساعة السادسة
مساء ومن أول نظرة قفزت إلى استنتاج أن النصاب لن يكتمل هذه المرة أيضا،
برغم تأكيدات صحافة المدرجات التي انقسمت بين التنظيمين وظلت
تروج للأكاذيب وشتل الأخبار وهي تؤكد أن النصاب هذه المرة سيكتمل
قبل غروب الشمس، غير أن الشمس غربت وجاء الليل دون أن يقترب عدد
النصاب من الاكتمال لأن المنظمين من الجناحين المتصارعين فشلوا في
تفويج الأعضاء رغم نجاحهم في حشد عدد كبير من العضوية بشتي الطرق،
وعند الساعة العاشرة والنصف تقريبا اتصل الأخ رضا مصطفي الشيخ
مذيع النشرة الرياضية وقتها وطلب مني عكس الأوضاع للسادة المشاهدين
فنقلت له بدقة ما يحدث وقلت إن اكتمال النصاب قبل الثانية عشر ليلا يبدو
من رابع المستحيلات، ومباشرة هاجمت ما تسمي بالصحافة الرياضية وقلت
أنها السبب الأول في هذا الفشل الذريع لانتخابات أحد أكبر الأندية السودانية
لأنها تخلت عن دورها الرقابي ورسالتها الصحافية بعد أن تحول ما يسمون
أنفسهم صحافيون إلى أعضاء في تنظيمي الصدارة والأصالة وانشغلوا بحشد
العضوية ( كما لا كيفا) ولذلك طبيعي جدا أن تفشل الانتخابات برغم المبالغ
الهائلة المصروفة عليها، فاغلب الذين تم حشدهم لا يعرفون حتى ما هي كرة القدم
ناهيك عن انتماءاتهم، فقد تم إغرائهم بالأموال لا بالحب والولاء للنادي، ولذلك
عندما جاء وقت حوبتهم هرب معظمهم بعد أن قبض المعلوم .
ما تسمي بالصحافة الرياضية خازوق كبير في جسد كرة القدم السودانية، وإذا
أردت معرفة أسباب التردي الكبير والانكسارات المتتابعة لفرقنا ومنتخباتنا الرياضية
في المحافل الخارجية فأبحث عن صحافة المدرجات، علينا أن نستعمل المبيدات
في مواجهة هكذا صحافة إذا أردنا للأمل أن يخضر والوعد أن يفرهد .

ما حدث في تلك الإنتخبات المهزلة منح الضوء الأخضر
للسلطة لتعيين مجلس إدارة فأصدر اللواء م عبد العال
رئيس المجلس الأعلي للرياضة بولاية الخرطوم قراره
الشهير بتعيين مجلس هلالي برئاسة الفريق عبد الرحمن
سر الختم لفترة لا تتجاوز العام والنصف، وضم المجلس
تسعة أشخاص أذكر منهم الدكتور حسن علي عيسي نائبا
للرئيس، والعميد ميرغني إدريس أمينا عاما، والخطيب أمينا
للمال .
لم يكن ما جري في تلك الإنتخابات سوي إنعكاس طبيعي لسوء
أحوال الرياضة التى حولها البعض إلى سوق نخاسة كبير تباع
فيه العضوية من الرجال والنساء الذين تم تكديسهم في الخيام
ونقلهم بالدفارات والشاحنات من الأحياء البعيدة في مشاهد
مقززة، بعد أن تم إغوائهم بالأموال والطلبات المجابة، لدرجة
أن أحداهن طالبت بشراء حلل وصواني وأواني منزلية لمساعدة
أهل الحي في المناسبات الإجتماعية، فيما طالب كثيرون بصرف
مبالغ مادية كبيرة، وإنتهز آخرون بمن فيهم صحافيين الفرصة
الذهبية للاغتناء بحجة جلب العضوية، فركب بعضهم العربات
الفارهة، وأقام البعض الآخر المشاريع الإستثمارية، ومع ذلك
كله ورغم الصرف البذخي من قبل طه البشير وصلاح إدريس
لحشد العضوية فشلت الإنتخابات مرتين وتم تعيين مجلس
إدارة قبل أن تقام الإنتخابات في العام التالي، ليفوز الأرباب
برئاسة النادي بعد إنسحاب منافسه طه البشير في اللحظات
الأخيرة .