كما الأعمى... إلى محسن خالد

كما الأعمى... إلى محسن خالد


09-25-2015, 06:42 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1443202958&rn=1


Post: #1
Title: كما الأعمى... إلى محسن خالد
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-25-2015, 06:42 PM
Parent: #0

05:42 PM Sep, 25 2015
سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



كما الأعمى...

إلى محسن خالد ... الولدُ الذي يسقي/يشقي الأرواحَ بابتسامة


مدخل...


يرشقُني الضوءُ
.
.
.
يا لفداحةِ العتمة!!!
.........................



عتمةٌ مُتضعضعةٌ



1)

بينما نوافِذُ تحرّكُ الرِّيحَ باتجاهاتٍ شائكةٍ،
وسقاةٌ يزفّون بحراً باتجاهِ العدمِ،
وروحٌ بالرُّوحِ تمدُّ الوجدَ...
علِّقتْ المسافاتُ بالسديم.

ثمَّة عتمةٌ من الإيحاءِ تُمعِّنُ،
لولا أن بالدفينِ ذرّاتٌ من الصخبِ عالقةٍ،
كمثل يومٍ في السُّباتِ،
ككهرباءٍ تتراشقُها الوسائدُ،
تشهقُ الرِّيحُ مثل ومضةٍ عاريةٍ
.
.
.
نُولجُ الرّجفة.

2)

بالإمكانِ أكثر من ترانيمٍ لطمرِ التضادِّ...
لو تُداعبَ بُصيلاتَ الذهنِ،
يتنزلُ الشِّعرُ..
بردٌ يُدفّئُ أخيِلةَ الأماكِن.

3)

يضحكُ...
كلما فتحَ شُرفةً،
نزفَ الأسًى كصفيحٍ...
حالما يرتطمُ بالبراحِ،
يستشريُ الدّمعُ.

لا يتوانى الليلُ عن قنصِ الضوءِ،
إلا أن يُزمعَ المضي،
يتشقَّقُ العبقُ من السحرِ...
قبسٌ..
تراتيلٌ من فِجاجِ الرُّوحِ.
فجرٌ.
لا على الأرضِ...
مُحالٌ أن يحلَّ النبضُ من جيدِ النُبُوءاتِ،
لو طمحَ البِناءُ،
تنتفي خارطةُ المكائدِ والمشارِطِ والمقاصِل..
يتنصّلُ العُمرُ مما يعتمرهُ على جُلبابِ المسافاتِ،
يهزّجُ برغباتٍ مُؤتلفاتٍ بالهربِ،
تُهدّمُ صرحَ الخطواتِ حاجيَّاتٌ رثّةٌ تكتنفُُ الأفئدةَ..
و
ككفيفٍ يعرفهُ الترتيبُ والإغماءُ،
تغمرُهُ المساراتُ بالمغائصِِ والدسائسِ والخسائِر.

4)

حين تبالغين في اللامُبالاةِ،
تنفُّخين صدرَكِ بالضُمُورِ،
تلقينَ على رئةِ المُدنفِ حلمةَ الوُعُودِ ممصوصةٍ حتى النخاعِ...
هل بالإمكانِ:
دغدغةِ الإغفاءةِ لتتقلّبَ بأسِرَّةِ الأحلامِ عارية،
مُواربةِ شياطِ الذاكرةِ،
حلبِ الدفءِ باتِجاهِ الضبابِ،
إيلاجِ رّكبِ الندى الشحَّ،
امتطاءِ صهوةِ الرغبةِ،
ائتِلافِ الندم!!!

5)

لو داعبتكِ زوارقُ الصحوِ،
ابتهجتِ بخشخشةِ الخُرُوجِ،
فتحتِ ريِّقَ اللونِ في وترِ المسارِ،
راقصتِ الرضيعَ،
منارةً فمنارةً سيضيءُ حُلمُكِ،
يستطيل...

6)

فاتراً قطرُ السنَّا،
صليلُ الصّوتِ في قاعِ النوى،
سِفرُ التراتيلِ،
اِبتِهاجُ الخُطُوةِ الداكِن.

7)

لا على الأرضِ..
مُحالٌ أن تتداعى بوضحِ النضارِ شقشقةُ النسيمِ،
اِبتِهالاتٌ تُراوحُ قيدها،
كلما افترْ ثغرُ صُبحٍ،
دار حولَ الصُبحِ بغضٌ،
وانبرى الوترُ الصدئَُ يجرحُ الصوتَ،
يستحلُّ المساكِن.

8)

دون أن يبدو..
يُرافقهُ الصدى حيثُما يضعُ بصمةَ الصوتِ،
وكيفما اتَّفقْ النداءُ:
يا ويلتــــــــاه...
حسبي من دُرُوبٍ للأسى..
كيف اكتفى رهطُ الصباحِ من النشيدِ!!
والداخِلون...
كيفما كان النحيبَ على الثرى،
يسقي الحشاشاتَ انتِصابٌ
.
.
.
بأرضِكِ الخضراءَ أغفى الأُقحوانُ،
دانْ للكفِّ الحمامُ والمدى.

9)

على محيّاكِ الخصيبِ جلالُ من دانتْ لهيبتِهِ الرّضابُ والرقابُ..
مذ أصابعُكِ والضوءِ،
وخاطرِ الترانيمِ العصيَّة.
مذ كيانُ اللَّمسةِ الشهيّةِ بجسدِ النسيمِ،
الصّمتُ ريبةُ الدهشةِ،
انتفاخُ الزيفِ،
صرحُ الانبِهارِ،
نغمٌ يزلزلُ كيانَ اللحظةِ القُصوى..

همساتُ الأصابعُ...
انثُرّ حفّتْ مواقيتَ ارتحالِك أجنحةُ اليمامِ،
داعبتك نبيّةُ الدُّجى،
هندسَ الغمامُ رحيلَهُ على وقعِ خُطاك في سدرِ الشموسِ،
أرجحهُ السلمُ.
.................................................



أنغامٌ خاطِفةٌ...



.
.
.
تعالَ افتحْ بابَ النّهارِ،
علِقَ رِيحَ الإيابِ في شغبِ الجِبال.

تعالَ أرفو ظِلَّ القصيدِ بخيطِ نارٍ،
أطلق على الصلدِ عبقَ الخيال.

تعالَ أقبعْ بحجرِ الملاذِ،
شيدّ في صريرِ الدُّجى سِفرَ المُحال.

تعالَ أسكب مُهجةَ الشذى،
طوِّق عُنُقَ الغُروبِ،
ارتوي من دنِّ الندى – المُشتهًى –
أصدحَ بالمنال.
.................................



بصماتُ الصوت



يا لجسامةِ الحُزنِ المُتضائلِ،
يُعبَّقُ الفضاءَ..
يغزو رُمُوشَ الحالماتِ بكابحيّ الرسن.
يا لضيقِ الجُرحِ،
أتلفْهُ البرءُ حتى غدا قيحًا،
غطَّى النظرَ بالوهن.
ويا لقداسةِ الكُرهِ للطفلِ،
يقطنُ الأرواحَ،
ولا يموتْ،
ليلوحَ الصّمتُ في العتبةِ يتلمظُ الزمن.
............................................



حُبُور...


على أرائكٍ من الحُبُورِ حاكَ الكروانُ قُبلةَ المدى.
والنُجُومُ في سماحةٍ تدورُ بين خصرٍ ورِدفٍ ومُنحنًى.
والرذاذُ كالحرِيرِ ينتقي بأيّ جسدٍ لادنٍ متكسِّرٍ يسطعُ في عُيُونِ الغزلِ، يُشرّقُ بالهوى.
كلما حادثَ النسيمُ صفحةَ توهجِها بالأرواحِ، انكسرَ في خاطِرِ الصباحِ: رتمُ الصدًى.
..........................





خطوةٌ للخُرُوجِ:


يدُّكِ الممدودةُ حِذا بصركِ إلى خصرِ الأعالي..
ترفعُ همسكِ المُوجوعَ/
آهّاتَ الرُّوحِ/
صليلَ الرجاء.

يدُّكِ ذاتها خضبتِ المآقي..
أعطبتِ الخاطرَ/
أنعشتْ ريحَ البُكاء.

يدُّكِ التي من صلصالٍ،
يلطمُ السماءَ بالأسًى،
يعجنُّ الأرواحَ بانتشاء.

يدُّكِ التي علمتنا البرءَ
-من أعلى الشموسِ-
رسمتنا كهرباءَ تلسعُ القلبَ بفيضِ ماء.

يدُّكِ تحتها يفرفرُ البعثُ..
تُمرّقُ النوارسُ/
تشبُّ الأنغامُ/
تحزّمنا ببوحِ نقاء.

يدُّكِ المُستلقيةُ على كتِفِ الندى..
يشهقُ البصرُ/
يجنحُ الخيالُ/
يرمقنا بكبرياء.
.....................................





أغسلُ وجهي بأنفاسِكِ...


تَخطِرينَ...
يتبلّلُ النغمُ والغمامُ،
يجرفُني رذاذُ صوتُكِ،
ترتعشُ الحُروفُ..
أحبكِ..
أحبببببببببببببببببببببببببببببك
ملامِحُكِ:
ضوءٌ/
نرجِسٌ/
كاحتفاءِ صفحةِ الماءِ بمُلامّسةِ القمرِ..
تخطِرينَ...
أغسلُ وجهي بأنفاسِكِ
.
.
.
يجفُّ الكلام.

15/7/2006م