عثمان ميرغني لا يعرف كيف يحلم

يعجيني الباشمهندس عثمان ميرغني عندما يكتب بدواية منطقه ومزاج أسلوبه هو لا أسلوب
غيره، لأنه في الأولي يقدم للمتلقي فكرته بأسلوب جزل حلو المذاق وسهل البلع، فيما يقدم
في الثانية فكرة مغلفة بكريمة الخل تتذوقها مرغما وتبلعها مزدردا بعد أن تسد أنفك وتغلق
عينيك.. مثل ما كتبه أخيرا عن الأحلام الكبيرة بأسلوب أعتقد أن يحاكي به الكاتب المصري
الراحل مصطفي أمين .. وقد حث فيه السودانيين على ضرورة أن تكون أحلامهم كبيرة، ساخرا
من اهتماماتهم الصغيرة بالقمح والماء موضحا أن هذه ( أحلام صغيرة) ويجب أن تكون
أحلامهم أكبر كأن تصبح الخرطوم كدبي مثلا ، وقال إن الأحلام الكبيرة تبني الشعوب
الكبيرة، وهذا خطأ منطق وخطل فلسفة، لأن الحلم مثل الطفل يولد صغير ثم يترعرع
إلى أن يشب كبيرا، على الشعب أن يحلم بقدر واقعه لا واقع غير كما أشار ميرغني وهو
يقارن شوارع الخرطوم بشوارع دبي،
الخرطوم لا تحتاج لشوارع بقدر ما تحتاج لمن يمشي في هذه الشوارع، وهو المواطن
، فكيف سيمشي هذا المواطن في الشارع وهو جائع وعطشان، لا خير في بلد يتطاول
في البنيان وأهله حفاة عراة يمزقهم الجوع ويلهبهم العطش؟، مهما تجملت المدينة بشوارعها
وشواهقها فستبدو كالمقابر لأن أهلها جوعي وعطشي لا تقو أرجلهم على المسير في
طرقاتها والتنزه في أرجائها، يجب أولا أن نحلم بقمح وفير وماء غزير ومن ثم نتطور
في أحلامنا فنفكر في مدارس صالحة للدراسة، ومستشفيات قادرة عل استيعاب المرضي،
ما الذي يجعل الشعب السوداني يفكر في العمارات السوامق وناطحات سحاب كتلك
الموجودة في دبي، وهو خاوي البطن وجاف الحلق من اثر العطش، إنها أحلام برجوازية
أعلي كثيرا من مقام واقعه، إذا تشابي لها فسيقع ليكسر عنقه وصدره ، الأحلام الكبيرة
ستكون قاتلة لشعب واقعه مأزوم ويبحث كل يوم عن حبة قمح ونقطة ماء، علينا أن نربي
أحلامنا الصغيرة ونحافظ عليها في قلوبنا وعقولنا حتي تلد لنا واقعا يحتضن أحلامنا الكبيرة ..
لحافنا قصير وعلينا أن نعود أرجلنا على أن تكون في مقاسه، إلى أن نشتري لحافا أطول وأوسع.
الغريبة أن الكاتب استشهد برائعة الحلنقي ( عشة صغيرة كفاية علينا ) في معرض سخريته
من أحلامنا الصغيرة، وكأنه يسخر من القناعة التي هي كنزا لا يفني.
عثمان ميرغني هو الذي لا يعرف كيف يحلم وليس الشعب .. اللهم إلا إذا كان يعيش واقعا مختلفا .

العزيز طلحتوف.. اشواقنا الشديدة كلهيب حرارة شوارع دبي..

اما بعد

كيف يعني !! .. في زول ما بيعرف يحلم؟!

هلا يا حيدروف كيفنك
أنا عارف ياخ ..
عمك عثمان ميرغني دا عايز يأكلنا حنك ساي
واللاي نسكت ليهو بعد شوية يقول اتوا ما بتعرفو تتزوجوا وتجيبوا أولاد .