Post: #1
Title: سؤالان للطريق
Author: Dahab Telbo
Date: 08-25-2015, 08:52 PM
08:52 PM Aug, 25 2015 سودانيز اون لاين Dahab Telbo- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
مدخل (من ضلفتين)
*** يا مجدلية .. الحرف الموشى بالبهاء طوقي الجيد بسلسال القصيد ودوني على السِفر قوافيك الحرير وامشي كما البنفسج في الدروب نحو السافنا وسوامق الابنوس عند الإستواء وتوهجي بين المجرات في مسافات الفضاء أمنحي الألق المحار وراقصي الموج.. على اللحن المخبأ بين همسات الكنار أنسجي الغيمات ثوبآ وإرتدي ألوان قزح كالدثار أمحي من التقويم نكسات الهزيمة وأنقشي بالدمِ على الجرح تواريخ الإنتصار فهذه الأرض تنزف بالوجع واستترت من سوءاتها بلسعات نار ياسنابل قمحنا.. من يعيد للأرض إخضرار من يمنح الحقل الثمار من يمنح النعش الخلود من يستلب منا الشقاء يا نبية.. بها وشم البشارات البهية و النقاء هل رأيت النيل عاشقآ هل خبروك عن همهمات أنينه وإنعكاسات أشواقه عند المساء هل أقمت عند التقاء جرحيه نافلةً أو إستويت فيه يومآ للصلاة هل وهبتي الظمأى شيئآ من رواء هل أتاك وحيآ من سماء.. فالشمس غطاها الدجى و فجر الرسالات.. يرتقب الضياء لقد ضاعت منا الهوية وفقدنا في الأوطان كل الإنتماء يا مبجلة .. الخطى في كل آن .. حطمي فوهات البندقية .. وأزرعي البارود وردآ وأغرسي الرصاص زيتونآ ونخلآ ورفرفي برايات السلام .. وامنحي البؤساء شئ من مسرة ...و من وئام .. يا مجدلية الوطن المغيب عليك من الملأ السلام
القديسة صابرين المنارة
التعديلات لتغيير العنوان
|
Post: #2
Title: Re: حوار مع الطريق....... أُحبكِ
Author: Dahab Telbo
Date: 08-25-2015, 09:00 PM
Parent: #1
سؤالان للطريق
قلت للطريق : مالي اراك طريحا حزين فأجاب بعد تضييق قارعته: لاني وحيد مذ ان ولدتني المسافة فقلت : ومالك لا تخالل ؟ اجاب بوجهٍ متحسر : ياصاحب السبيل ليس الامر كما تظن فأنا في محنة! كل الشوارع تذهب في اتجاه الوحشة ،رغم احشاءها المليئة بالثرثارين ! نحن التناقض ياصديقي كلما ضقنا اتسعت رؤانا وكان الدفؤ حليف الخلايا التي في دمانا ، الشوارع نبض الحياة وسر الرحيل ومأذق الضياع ايضا هل تعلم ؟، وكلما اتسعنا اجتاحتنا حمى الأسفلت وتسارع ضربات الخطى الغريبة باختناق الكربون الاسن ، فكيف تنمو شجيرة الصداقة البريئة في هذه التربة المليئة بقوارض النفاق! ، الشوارع زوابع وصافرات شيطان ، الشوارع عناق حبيب ووشوشة عصافير ، الشوارع خيبة عامل ونكبة زُراع ، الشوارع امل اطفال المدارس وخيبة اطفال التشرد ، الشوارع عاطفة ام وقساوة بوليس ، الشوارع وحيدة ياصاحبي وحيدة لو تعلم ! الشوارع كئيبة وستبقى كذلك الى ان تأتي لحظات ضيقها المفرحة ، تملأ جوانحها سنبلات الخلاص ، هتاف الرجال وزغرودات النساء الامم ، الى ان تشرق شموس الحرية والسلام ، حينها ياصديقي نتحرر من وحدتنا لنصادق الاطفال والأمنيات والزهر ، تمر أفواج الصبايا اليافعات دون تحرّج او تحرّش او انقياد ، تخضر مروج جوانبها بأطفال دون جوع دون حرب او ضياع ، يفوح مسك دماء الشهداء الأنقياء عطرا أبدي ، تصدح عصافير المحبة لتعلن عن رجوع كبرياء النساء البائسات والق الوردة على الرصيف ، ينمو الحب فسيلة موز تحت أقدام العساكر وتهزم جائحة الفشل المريع ، حينها ياصاحبي سوف اخالل الحياة واطرد الوحشة الى حدود ماقبل النهوض . انحنيت له وقلت : انا اؤمن بان الشوارع لاتخون ، اذهب الى وحدتك فان موعدنا يوم الانتفاضة ،يوم تحشد الحناجر كل هتافات الخلاص.
تلبو
|
Post: #3
Title: سؤالين للطريق..
Author: Dahab Telbo
Date: 08-25-2015, 09:10 PM
Parent: #2
أُحِبّها
"١" كلما ضحكت الزهرات لدغدغة الندى يتفتح حبها زهرة بنفسيجة تهب الفؤاد طيب الأريج
تلبو
|
Post: #4
Title: Re: سؤالين للطريق..
Author: Dahab Telbo
Date: 08-25-2015, 09:11 PM
Parent: #3
"٢" عندما تسوقنا خطى الذاكرة الى بيد الاشتياق يخرج زُغب التمنى لنعتزم الطيران رغم رياح العجز تتكسر الفراسخ في وجه عواصف البوح تتعطل آلة الزمن
تلبو
|
Post: #5
Title: Re: أحبها
Author: Dahab Telbo
Date: 08-25-2015, 09:19 PM
Parent: #4
"٣" أُحِبّها كلما قرقع باب صفيح تحرشت به ريح عابرة واذوب إذ أسمعُ صوتها يندي رِفقةً وهي تسأل جارتها العجوز اذاما كانت تريد شيئا من السوقِ ، أُحِبّها كلما صفعت ريح مكفهرة وجه شجرة النِيم ،كلما سمعتُ صافرة بائع حلوى القطن ، كلما بكت طفلة حرقتها رمضاء الطريق ، كلما شُوى قلبي في رمضاء صدها، أُحِبّها كلما تلى صبي سورة قصيرة في حلقة مسيد القوني موسى ، كلما نهق حمار تعِب يجر عربة مياه، اعلم ان صوت الحمار منكر ولكنه يجعلني أحبها ! . قالت لها جارتها ذات مرة " انتي ناضجة وعقلك فاهم" فبت أحب صوت جارتها حتى وهي تطلق عبارات فاحشة في حق زوجها السكير ، أحب السلاحف كلما حاكت مشيتها الهوينى وفي التمايل عشقت حرباء الخريف . عند مساءات الخريف وعندما يخرج النمل الطائر اجد في رائحة الطين العتيقة التي ينثرها بطيرانه التائه رائحة حبها وعندما تضع جرادة " ام سميسمان" بيضها في الارض الرطبة تحت الحشائش يفرّخ بيض حبها الساكن في فؤادي -ابداً- فراشات عشق زاهيات كعروسات البحر ، عند سماع هديل القماري من على رأس قطيتي أهيمُ بها حد البكاء واشدو مع كل قمرية كما علمتني الجدة في ساعة حصاد نسيبي فَسِل* كتلني كتِل نسيبي فَسِل كتلني كتِك هكذا تشكي القماري في تلاوة النوح ، احبها بقدر قساوة نسيب القماري وبقدر شجن هديل الحمائم الذي لم تفكُ تلاصمهُ جدتي بعد. في الشتاء بين ثنايا معطفي أتحسس حبها برؤس أصابعي الباردة عندما أضم يداي الى ابطي فأشعر بالدفء . في تفاصيل حينا الشعبي عندما تخرج زرافات الابقار نحو المرعى اجدها في صوت الراعي وهو يهش القطيع ، حينا -ذا الابقار- مليئ بالشائعات التي تنسجها بائعات اللبن لتبديد خوف عتمة الفجر عندما يقطعن "وادي برلي" راجلات نحو قلب المدينة ، مع شائعاتهن الفطيرة يصلني حبها. ذات ليلة وانا استمع الى تسجيل "صياد النجوم " في باحة بيتنا القش لحمتُ نجوم "التريا" ومن خلفها يصرخ حبهُا بنبرة ضوء واضحة معلناً "انا الدليل وليس التريا سوى انعكاسي " . حتى في الاشياء العادية اجد حبها ، في المدرسة الابتدائية ذات سياج الشوك ،سوق جبرونة ، صيحات السكارى ، نداء الجزارين ، صوت نقارة "القيدومة*" و عند صانعات الفخار ايضا اجد هواها ، اجده علاقاً في فضاء العنت الذي يعتري عملية نقش الرسومات على أصُصُ الزهور وأزيار المياه . ذات مرة وفي أوج ثورة شمس مارس أدرت عجلة المذياع لأجد موجة الإذاعة المحلية عند موعد برنامج " منوعات" فصدح الكابلي "سكر سكر" لأجد حبها السكر بل وجدت اللذة وكأني اتمطق قطعة سكر ، أُحبّها وأُحب الحياة البهيجة التي تتنفس حُبّها
تلبو أغسطس الثاني __________________ فَسِل : قاسي او جبان قيدومة: حفلة الأعراس والطهور
|
|