مسؤوليتنا كمغتربين نحو من خرجن من السودان ليعملن بالسعودية

03:36 PM Aug, 18 2015
سودانيز اون لاين
الأمين عبد الرحمن عيسى-قطر
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



حزنت غاية الحزن أن أقرأ أن أخوات سودانيات خرجن للعمل بالسعودية و أنهن قد تعرضن لمعاملة سيئة و لتحرش و سجن و مطالبة برد ما خسره السعوديون في استجلابهن. و حقيقة فالموضوع يتشعب فيمن تقع المسؤولية، نحن هنا أمام عدة مشاركين كلهم أساؤوا التصرف و تعاملوا مع تلكم الفتيات معاملة غير كريمة. و أظننا جميعا نعلم من هم أولئك المسؤولين عما حدث إبتداءً من حكومة السودان التي فشلت في كبح جماح الغلاء الأمر الذي جعل الحياة مستحيلة على المواطن السوداني فأخذ ينشد الكسب في أي مكان في العالم و تحت أي ظروف وأي أوضاع للعمل. ثم إنتهاءً بمسؤولي الهجرة و الجوازات الذين يوافقون على خروج الفتيات دون إعداد و تجهيز لازم يساعدهن على اجتياز أي مخاطر قد تعترضهن. فعلى أقل تقدير يجب أن توفر الحكومة عبر سفارتها في السعودية من يرعى شئون تلكم العاملات، تلك الجهة يفترض أن تكون على علم بمن وصلت السعودية لتعمل في خدمة أي أسرة سعودية و أن تكون على صلة بها، وأن يكون للعاملة هاتف تلك الجهة لتتصل بها متى ما استدعت الظروف طلب المساعدة... هذا على أقل تقدير.
أود في هذه العجالة أن أكتب عن مسؤوليتنا نحن المغتربين نحو تلكم الأخوات اللائي وفدن و وافقن على هذا العمل ( وليس عيبا العمل لكنه غير محمود إن كان يعرض من يعمل إلى سوء معاملة و غلظة وفظاظة).
لا أعتقد أن أحدا منا نحن المغتربون يدرك أن عليه مسؤولية تجاه أولئك الفتيات..
لكن إن كان سوق العمل متوفرا في السودان، هل يمكن أن يفكرن في الخروج منه إلى السعودية؟ الإجابة بالتأكيد هي لا.
وسوق العمل يتكون من الوظائف التي يوفرها القطاع العام والقطاع الخاص والقطاع التعاوني ثم سبل كسب العيش المختلفة التي يعمل كل فرد على خلقها وتوفيرها لنفسه. وفي العادة فإن نسبة القطاع العام تكون قليلة مقارنة بالقطاعات الأخرى. يمكننا إذن أن نغفل عن دور الحكومة في توفير وظائف للجميع فذلك مستحيل و غير مطلوب.
إذن كيف تتوفر الوظائف؟؟
الإجابة أن القطاع الخاص الذي يمتلك قدرا من مقومات الإستثمار هو المنوط به توفير أكبر قدر من الوظائف و يتبعه أو يتقدمه القطاع التعاوني وهو مكون من القطاع الخاص في حال تكاتفه و إتحاده، ثم الأفراد. إذن فالمسؤولية هي مسؤولية الأفراد. الأفراد فرادي، والأفراد متجمعين ( تعاون) والأفراد في هيئة شركات (قطاع خاص).
من هم الأفراد؟؟ هم كل الشعب السوداني. أنا و أنت وهو وهي ..
إذن نحن مسؤولون، كان من الواجب أن نكون باغترابنا هذا أن نكون قد إدخرنا شيئا من المال وكان من المفروض أن نكون قد استثمرنا هذا المال في خلق صناعات صغيرة في السودان تستوعب عددا من العمالة و تخلق وظائف ( قل من خمسة إلى عشرة أشخاص مثلا).
ولماذا نحن المغتربون دون غيرنا، لأنه بلا شك قد أصبح متاحا لنا دخلا مناسبا لا يتوفر لنا و نحن في السودان. هذه حقيقة أي فرد منا مهما كانت مؤهلاته يستطيع أن يجد عملا في الإغتراب يناسب درجته من التأهيل براتب يساوي أضعاف ما كان يلقاه في السودان.

إذن فنحن باختصار نمثل الفئة المقتدرة التي يمكن أن تخلق الوظائف في السودان.

أرجو أن تنتبهوا لهذه الحقيقة جيدا..

و عندما توجد الوظائف لن تهاجر بنات السودان ليعملن في بيوت السعوديين.

Quote: ولماذا نحن المغتربون دون غيرنا، لأنه بلا شك قد أصبح متاحا لنا دخلا مناسبا لا يتوفر لنا و نحن في السودان. هذه حقيقة أي فرد منا مهما كانت مؤهلاته يستطيع أن يجد عملا في الإغتراب يناسب درجته من التأهيل براتب يساوي أضعاف ما كان يلقاه في السودان. إذن فنحن باختصار نمثل الفئة المقتدرة التي يمكن أن تخلق الوظائف في السودان. أرجو أن تنتبهوا لهذه الحقيقة جيدا.. و عندما توجد الوظائف لن تهاجر بنات السودان ليعملن في بيوت السعوديين.

في قطر وحدها يوجد خمسين ألف مغترب سوداني البعض منهم بلا شك في مواقع طيبة تتيح لهم أن يدخروا ما يمكن أن يقيم مؤسسة إقتصادية صغيرة يمكن أن تستوعب ما بين خمسة إلى عشرة عاملين، فإذا أفترضنا أن عشرة بالمائة توجهوا لتأسيس عمل لهم بالسودان فإننا سنخلق مايقارب الخمسين ألف وظيفة..
هذه قطر وحدها فما بالك بباقي دول الخليج , وبقية دول العالم..
..
و لن تهاجر فتيات السودان للعمل في بيوت السعوديين إن وجدن الوظائف ..

كلامك جميل أخ الأمين
لكن ماهي المجالات التي يمكن أن يستثمر بها المرء في السودان
السودان بلد يعتصر متوسط الدخل حتى يساوية مع الفقير تماماً
لكي تستثمر في السودان لابد أن توفر راس مال ضخم جداً (مايقل عن 2 مليون دولار) وتشوف ليك شريك حكومي يخش معاك ويأمن ليك الغطاء اللازم لتسيير الأمور
لكن تجي بي راس مال بسيط سيبتلعك التماسيح عندها وينهبون مدخراتك تماماً
وانا عندي عدة تجارب لامجال لذكرها الآن

يا بروف سلامات وكيف الحال ..
كنا نتمنى أن يوفر لنا ذلك الوطن فرصة متساوية مع لصوصه الحكام ..
في الاستقمار ومعاملة الدولة وسهولة الاجراءات الخ ..

الامر ببساطة ان كل ذلك غير موجود !!!

الإخوة الكرام عمر عبدالكريم و محمد حيدر المشرف، لكم التحية وشكرا على المشاركة، الحقيقة أنا لا أتحدث عن مشاريع ضخمة مثل التي يطمع في المشاركة فيها بعض المتنفذين في الدولة ولا التي يحتكرها أهل السلطة، بل في بالي المشاريع الصغيرة جدا التي لا تتجاوز ماكينة توضع في ركن في غرفة جانبية في المنزل و قد كتبت مقالا من قبل عن هذا النمط من الصناعات والتي لو نشأت لحولت كل مدن السودان وكل الأحياء إلى مرافق صناعية . أرجو مطالعة الجزء الأخير من مقالي في سودانيزاونلاين
تأملات إقتصادية .. هؤلاء السودانيون العظماء ومنازلهم الفاخرة !!تأملات إقتصادية .. هؤلاء السودانيون العظماء ومنازلهم الفاخرة !!

من رحم المعاناة يولد الأمل
ومن قلب الأزمات يكبر الحلم
ليت هذه الفكرة تصبح حقيقة
بتكاتف وتعاون الجميع وليس هناك مستحيل
لك التقدير أخي الأمين

سلام الاخ امين
تحياتي
دا كلام ممتاز من الناحيه النطريه
كم من المشاريع الصغيره للاسر المنتجه تم تدميرها وتحطيمها عن قصد اكرر عن قصد لانها خارج منظمومه الكيزان .
لكن الحكومه لديها جيش من المسؤليين والنتفيذيين
لازمهم عربات اخر موديل وصرف علي 4 نساء . ولكي يتم الصرف علي هذا لازم رسوم وتحصيل وجبايات
فاذا كان صاحب الدرداقه يدفع رسوم
ست الشاي تدفع
ست التسالي تدفع
جبايات يوميه للعمل في ركن الشارع او السوق
الكيزان نصبوا انفسهم مالكي الارزاق . فلان ما يشتغل . علانه مافي ليها طريقه شغل . لانها في الجامعه تشرب شاي مع الشيوعيين
فصار الخروج للعمل حتي كخادمه او مربيات اطفال هو الحل وعدد كبير منهم جامعيات
هذا مسؤوليه دوله من حيث التشريع والقوانيين والعداله وتوفير فرص العمل
لذلك لن ينجح مشروع . او لن يفكر احد في الاستثمار في السودان مادام هذا هو حالنا
الا بيغير من يحصل
بعدها الكل سيذهب للاستثمار في السودان

Quote: هذا مسؤوليه دوله من حيث التشريع والقوانيين والعداله وتوفير فرص العمل

الأخ المعز شايب، أتفق معك في معظم ما ذكرت، لكن بخصوص العدالة وتوفير فرص العمل فما زلت عند رأيي أن فرص العمل التي توفرها الحكومة محدودة و أن القطاع الخاص والتعاوني والأنشطة الفردية هي التي توفر معظم فرص العمل والوظائف، و ما زلت عند رأيي أن المغتربين هم الأكثر قدرة من غيرهم على الإستثمار في السودان بالإمكانات التي توفرت لديهم.
الحال لا يسر في البلاد، و الإصلاح مسؤولية كل فرد منا وأنا إن خيرت بين أن أعاني مع بيروطراقية وفساد متنفذي السودان و بين أن تضطر فتيات السودان الخروج للعمل في بيوت السعوديين فسأفضل بلا شك الصبر على مكاره السودان.