تجربتي مع الليبراليين 1

تجربتي مع الليبراليين 1


07-28-2015, 05:57 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1438102676&rn=0


Post: #1
Title: تجربتي مع الليبراليين 1
Author: ياسر ضحوي
Date: 07-28-2015, 05:57 PM

05:57 PM Jul, 28 2015
سودانيز اون لاين
ياسر ضحوي-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الأنبياء والمرسلين
اعزائي رواد منبر موقع سودانيز اونلاين تحية طيبة وبعد

في البداية اعرفكم بنفسي , انا ياسر ضحوي طبيب عمومي وتجربتي في العمل السياسي لا تتجاوز العامين . بدأت عند إنضمامي الى الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي إنقسم الى كيانين وإنتهت بتقديم إستقالتي من حزب الإتحاد الديمقراطي الليبرالي , في هذه الفترة وصلت الى منصب السكرتير الثقافي للحزب .

والآن أكتب مذكراتي كتوثيق لما عاصرته وعايشته في تلك الفترة , وهذه المقالات التي سأكتبها لكم ليست هجوماً على أحد ولا دفاعاً عن أحد , ولكنها نقد موضوعي سأراعي فيه الحياد ما إستطعت ... ولا غرض لي من هذه المقالات ولا هدف منها سوى الإسهام في تصحيح مسار الليبرالية في السودان ودفعها نحو الأمام .

حين قررت الإنضمام الى حزب سياسي كنت في حيرة بين الإنضمام الى الحزب الديمقراطي الليبرالي أو حزب المؤتمر السوداني , وفي النهاية إنضممت الى الحزب الليبرالي لإعجابي بالفكر الليبرالي ولمجاهرة الحزب الليبرالي بها .

بالإضافة الى الإجتماعات التي كانت عضوية الحزب تقيمها كانت وسيلة تواصلنا مع عضوية الخارج هي الإنترنت مثل الإجتماعات على موقع اسكايب ومجموعة على موقع فيسبوك , وذلك لأن جزءاً مقدراً من عضوية الحزب خارج السودان وهم في مواقع حساسة في الحزب مثل عادل عبد العاطي رئيس المجلس السياسي للحزب وعدد من عضوية المجلس السياسي .

الملاحظة التي لاحظتها بعد دخولي الحزب بزمن قصير جداً هي أن عضوية الحزب الليبرالي خاملة وغائبة عن المشهد , حين وجهت تساؤلاتي لقيادة الحزب متمثلة في مسؤول الإدارة والتنظيم أستاذ فداء الدين الطيب شرح لي أنه في الماضي كانت معظم العضوية تجتمع بشكل دوري في فعاليات وبرامج وكان الحزب في تواصل دائم مع عضويته خارج العاصمة , ولكن ضعف الوضع المالي للحزب منع استمرار هذه النشاطات ... حاولت ان اكون عضوا فاعلاً على قدر المستطاع , وقمن بتطوير نفسي إذ لم يوفر لي الحزب أي نوع من التأهيل , وفي فترة قصيرة جداً طلب مني أن اقوم بسد عجز في احدى المكاتب التنفيذية للحزب إذ أن الخمول قد تسلل الى المكاتب التنفيذية وصار هناك تنفيذيون مع الحزب إسماً على كشف فقط لا غير .

في تلك الفترة كانت هناك مذكرة تفاهم موقعة مع حزب الحقيقة الفيدرالي , وإستمر التعاون بين الكيانين زمناً مقدراً ... كانت بداية النهاية بالنسبة لي حين ارسل حزب الحقيقة الفيدرالي خطاباً موجهاً الى دكتورة ميادة سوار الدهب يطلب فيه تجاوز مذكرة التفاهم والبدء في إندماج الكيانين لإنتاج كيان ليبرالي واحد .

قامت دكتورة ميادة بالإجابة على الخطاب بأن هذه الخظوة سابقة لأوانها والأولى تفعيل مذكرة التفاهم ومراقبة مجريات الأمور , رد دبلوماسي بإمتياز ولكنه كان بداية الشرخ الذي صدع وشطر الليبراليين ... الذين اعترضوا على الرد لم يقفزوا الى محتواه ولكنهم رفضوا الآلية التي اتى بها , إعتراضهم يكمن في أن دكتورة ميادة عندما ارسلت ردها لهم ارسلته منفردة دون الرجوع الى مؤسسات الحزب , ردها على هذا الإعتراض أنها أجابت على خطاب مرسل لشخصها وليس للحزب وأنها لم تجب لا سلباً ولا إيجاباً .

المعلومة التي تبينت لي مؤخراً قبيل إستقالتي أن دكتورة ميادة وقلة معها كانت لديهم ادلة تثبت أن حزب الحقيقة ما هو الى صنيعة للمؤتمر الوطني وواجهة لجهاز الأمن , معلومة مهمة وحساسة إختاروا أن يخفوها في ذلك الوقت لأسباب لا أفهمها .

بقيت المشاعر السالبة تجاه هذه الحادثة مخزونة لدى العضوية ... ويوماً بعد يوم بدأت تنكشف حقيقة حزب الحقيقة , لقد نصح حزبنا حزب الحقيقة بعدم المشاركة في مهزلة الحوار مع النظام , نصيحة إختار حزب الحقيقة أن يتجاهلها وكان هذا سبباً رئيساً في نمو تيار داخل الحزب ضد تطوير علاقتنا مع حزب الحقيقة أو الإندماج معه , تبين هذا في نقاش داخل اروقة الحزب تلاه مباشرة استقالة عادل عبد العاطي ليس فقط من منصبه كرئيس مجلس سياسي بل من الحزب بأكمله , إذ أن أستاذ عادل كان يرى أن الليبرالي لديه العضوية النوعية وغالبية في المركز وحزب الحقيقة يمثل الجمهور وغالبيته في الهامش وإندماج الكيانين سينتج حزباً ليبرالياً جماهيرياً مؤثراً ...

وكانت إستقالة عادل عبد العاطي بداية إنفصال البيت الليبرالي وتشرذم الليبراليين , وهذا نتركه للمقال القادم .