Post: #1
Title: ستفقد الجامعات السودانية الاعتراف بها عالميا نتيجة لهجرة العقول الأكاديمة:
Author: الشيخ محمد ودالكباشي
Date: 05-08-2015, 11:51 AM
11:51 AM May, 08 2015 سودانيز اون لاين الشيخ محمد ودالكباشي-الخرطوم-السودان مكتبتى فى سودانيزاونلاين
هجرة أساتذة الجامعات تؤدي الى زيادة فجوة المعرفة، تمنح مؤسسات التعليم العالي حق الاعتراف بها عالميا بخبراتها من العقول، وفقدت الجامعات الكثير من الكفاءات المؤهلة خاصة فى قطاع التعليم العالى والبحث عن(الإعارة الخارجية، الإستقالات المقدمة من أساتذة الجامعات، الإنتداب، الإجازة بدون مرتب)، الأمر الذى يتطلب الوقوف عن أسباب هذه الظاهرة والعمل على تلافى آثارها السالبة والبحث عن معالجات مقبولة وذلك لأن هذه الكفاءات والكوادر من العلماء تمثل القوة الفاعلة لبناء الجامعة والوطن، فقد بلغ آخر الإحصاءات الصادرة عن المؤسسة المعنية بالهجرة، أظهرت أن العام المنصرم 2014م شهد هجرة أكثر من 94.000 سودانى بغرض العمل بينهم أكثر من 1002 أستاذ جامعى. بل وتعتبر الجامعات من أهم مراكز إعداد ونشر البحث العلمي والمعرفة في كآفة العلوم والمساهمة في تنمية وإرتقاء المجتمعات، وتقوم بإعداد الأجيال الذين يتحملون المسئوليات في مواقع مختلفة. الأستاذ الجامعي هو الدعامة الأساسية التى تقوم عليها مؤسسات التعليم العالي وهو المحرك الأساسي للجامعة لما يبذله من جهد لرفعة الجامعة فى النواحي الأكاديمية والإدراية نتيجة للخبرات العظيمة التى يتمتع بها، لذلك لابد من أن تحرص إدارة الجامعات على توفير بيئة عمل ملائمة تمكنه من الإبداع والعطاء لإحداث التغييرات الإقتصادية والتنموية المختلفة، إنطلاقاً من أهمية دور أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السودانية ودور إدارة هذه الجامعات في تهيئة الظروف الملائمة داخل بيئتها والتي تساعد على تحقيق الإستقرار الوظيفي وبالتالي تحقيق الأهداف المطلوبة. فهنالك من ترك العمل إختيارياً عن طريق الإنتداب، الإستقالة، أو الإجازة بدون مرتب، وهاجر إلى دول النفط بحثاً عن وضع أفضل. لذلك لابد من معالجة اشكاليات بيئة العمل لمعرفة نقاط القوة والضعف، والمحاسن والمساوي والإيجابيات والسلبيات التي ترتبط بيئة العمل، والتي بناءً عليها يمكن أن يتم تهيئة وتطوير بيئة العمل في المستقبل والتي تساعد تقليل من دوران العمل (التسرب الوظيفي) في بيئة العمل. إن معالجة ظاهرة دوران العمل الإختياري تستدعي إيجاد حلول مناسبة لبيئة العمل ومعالجة إشكالياتها التي أدت إلى زيادة دوران العمل الذي تعاني منه الجامعات، والسعي لتوفير الإستقرار الوظيفي والنفسي لهم، والحد من هجرهم وظائفهم وهم يبتغون بيئة عمل أفضل. لا التعليم العالي يعتبر من العناصر الأساسية لنهضة الأمم، وتعتبر الجامعات أحد أهم البيئات التي تساعد على هذه النهضة، وان عضو هيئة التدريس هو أثمن وأغلى مافي مكونات البيئة الجامعية. ونجد ان السنوات الاخيرة شهدت هجرات كبيرة من اعضاء هيئة التدريس (هجرة العقول) في الوقت الذي تجد فيه الكثير من الدول في عالمنا العربي تستقطب الموارد البشرية في أولوياتها واهتماماتها الامر الذي يؤدي الى انعكاسات سلبية على مستقبل الدولة في الاجل البعيد (دول النفط)، سوف تتاثر الجامعات لفقدانها الخبرات والمعرفة المتواترة عمليا نتيجة لفقدان الموجه ذو الخبرة والدراية، وسوف تظهر آثار هذه الهجرة في اتساع فجوة المعرفة التي سوف تؤثر بلا شك في دوائر الاقتصاد، فالمعرفة هي الاساس ولابد من تطبيق العلم في الحياة الاقتصادية، وهي السلاح، وبذلك اصبح السودان من اكبر الدول المصدرة للعقول البشرية، وسوف تصاب مؤسسات التعليم العالي باتساع فجوة العلم والمعرفة نتيجة لفقدان هذه العقول، لذلك يتطلب الأمر الوقوف عنده وحل مشكلة الأستاذ الجامعي واجراء دراسات للتعرف على الاسباب الحقيقية.
|
|