الوقت سنة 88 أيام إنتخابات الرئاسة الأمريكية، راكبين لوريين (مثنى لوري)، واليوم بالشهر العربي كان يوم تلطاشر، متحركين من حمرة الشيخ أو الوز وماشين أم بادر
قبل أتم القصة دي، خلوني أجيب قصة من التراث الإسلامي. القصة: "كان النبي صلى الله عليه وسلم قد زوّج زيد بن حارثة زينب بنت جحش بنت عمته، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً يريده وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فانكشفت و هي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما وقع ذلك قال: سبحان الله مصرف القلوب"
ونحنا ماشين، اللوري السايقو نابري وحل في قوز رمل، وقفنا اللوري التاني في حتة ثابتة ونزلنا الصاجات وبدأت الناس تنزل للإستمتاع بدق الصاجات والنسيم والرمل وضوء القمر. في اللوري بتاعنا كانت معاي واحدة من بنات الحلنقة بكسلا اسمها قمر، قالت لي: بكوري أبو طويلة، عليك الله، أفتح لي الباب الخلفي بتاع اللوري وخليني أتكل في كتفك الطويل دا وإتا في الأرض؛ عشان أنزل أتذكر يا أخوانا، وما طالبني حليفة، أتذكر عاينت ليها وأنا قاعد في شوال جوة اللوري وهي واقفة، أتذكر إنعكاس ضوء القمر من الزمام الذهبي الكانت لابساهو في عيوني، قلت ليها بفرح شديد وباللهجة المصرية: أوي أوي هو نحنا نطول قالت لي من ناحية طول إتّا طويل... بسرعة ورشاقة وخفة شديدة تلبت من اللوري وفتحت الباب ووقفت جنبو وشبكت يديني وقلت ليها أنزلي في يديني قالت لي لا، إتّا بس خليني أثبت يدي اليسار في كتفك وبعدين بنط في الرمل
وقفت جنب اللوري ديدبان، وشديت الكتف، برشاقة موش شديدة أوي، جلست في طرف اللوري بعد جدعت شبطها في الرمل، وختت يدها في كتفي ونطّت ومع وصول أقدامها للأرض صرخت بصوت عالي، إلتفتت لقيت طرف الإسكيرت (الإسكيرت من نوع الإسكيرتات الواسعة بتاعة زمان أيام القماش رخيص) إتعلق في مسمار في خشب اللوري، وبسرعة أقل رشاقة من ذي قبل، حررت الإسكيرت وقلت في سري تيمنا بالتراث الديني: سبحان الله مثبت القلوب!!
أجمل حاجة كانت بتميّز قمر دي، غير حلاتا وزماما، كانت ضحكتها الدائمة والقعقعة في بعض الأحيان، وأنا وحات الله، ردتها (أحببتها) قبل حكاية تثبيت القلوب بمسمار اللوري!!
الصرخة خلت الناس كلهم جونا بخشم باب اللوري، وبضحكتها اللذيذة قالت للفاجعين: ما في حاجة، إنزلقت من اللوري وبعد الجماعة إنتشروا همست لي في أذني: وحات الله، يا أبكر، الحصل دا تمرقو؛ بخاصمك... رديت ليها بإعتبار ما يكون من أغنية نانسي: أخاصمك لا
ما تكتر الطلبات يا (ابكر/ابو طويلة) حسب رواية (قمر)..
اول بالتبادي هاك اللوري ..ولاحقا نشوف الباقيات (الصالحات)..
عارف يا ول ابا..اخر حاجة نوع الكتابة دي بقت تحسب في خانة (معارضي المعارضة)..!!
طبعا نحن ناس ما بعد الحداثة ، وما ح نتدخل ليك في طريقة كتابة النص ونقول اربط لزمام قمر رشمة..لأنو دي لو عملتها مع ضو القمر بتعمل شغل كويس خالص..!
كبر
ــــــــــــــ * اللوري اداة نقل مدنية حضارية ظهرت مع الحداثة وبتنقل المسافرين والبضايع..والصاجات ياها الحدايد المخرمة المربوطة على الجنبة.. واللواري انواع.. الظاهر هنا سنجة بيد فورد (سرير فورد)..والله اعلم..
تذكروا الطيب صالح في واحدة من رواياتو وقف اللواري في الخلا جنب بعض وصنع ليهو حفلة؟ أها لمان اللوري أبى يطلع كان الأستاذ المشرف على الرحلة ومعاهو الدكتور البيطري بتاع سودري كانوا لحقونا باللاند روفر 110 بتاع البطري وقال لينا: أوكي نزلوا السراير وأعملوا العشاء خلونا نبيت هنا.. كل واحد فينا كان عارف مهمتو شنو، انتشرنا والطباخين جهزوا عدتم وأنا ومعتصم ضبحنا خروف وعلقناهو في شجرة، وبقية الناس صنعوا دائرة مع المساعد البيطري وقمر مسكت الإيقاع بدأ بأغنية الراقصين التويا كلمولي أبويا عشان أروح الدونكي اجيب شوية مويه
كان اول مرّة أسمع الأغنية دي، كوركت للسواق الوحل اللوري وقلت ليهو: أحبك يا نابري الحب الجد جد جاني بعد إتعشينا والفنان غنى لينا أجمل الحلوين عهودك وين لو إتّا ناسي الناس أنحنا ما ناسين وصوت البنات البشيلن معاهو يرددن: يا أجمل الحلوين عهودك وين وأنا واقف أصفق ولمان يقولوا عهودك وين؟ بعاين بخبث عذري لضابط الإيقاع وأشّر بأصبعي لقلبي
يا أخي، وحات الله، ما بقدر أوصف ليكم لمعان أسنان قمر مع أبتسامتا وزماما وضوء القمر ونشوة اللحظة!
واستقرّ (نابري) في الذاكرة بسبب عدم تمرسه (وحرفنته) وكوفيء بدلاً من العقاب بالحب، وهذا من عجائب الحب حيث أنه ينداح في شكل هالات ضوئية تصيب كل من يقع في دائرة الضوء تلك، حتى أن أحدهم (كان داير يبوس السيف الواحد لأنه قال بيلمع زي سنون حبيبته، لا خلاص صدقناك).