المخضرم سمير عطــا الله، يكتب عن الفيتـوري وعن الشعـر السوداني

المخضرم سمير عطــا الله، يكتب عن الفيتـوري وعن الشعـر السوداني


04-27-2015, 03:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=480&msg=1430143730&rn=0


Post: #1
Title: المخضرم سمير عطــا الله، يكتب عن الفيتـوري وعن الشعـر السوداني
Author: طه داوود
Date: 04-27-2015, 03:08 PM

03:08 PM Apr, 27 2015
سودانيز اون لاين
طه داوود-
مكتبتى فى سودانيزاونلاين



رحم الله الشاعر القـامة محمد مفتـاح الفيتـوري.

Post: #2
Title: Re: المخضرم سمير عطــا الله، يكتب عن الفيتـور
Author: طه داوود
Date: 04-27-2015, 03:12 PM
Parent: #1

عاش بعيــداً
ومات بعيـداً
ودفن بعيـداً
عن ترابه وذكرياته.
رحم الله الفيتـوري.

Post: #3
Title: Re: المخضرم سمير عطــا الله، يكتب عن الفيتـور
Author: طه داوود
Date: 04-27-2015, 03:40 PM
Parent: #2

Quote:
نزار أفريقيا.. سياب السودان: بشر الأبنوس
سمير عطا الله

ظُلِم الشعر السوداني ظلمًا صلفًا. المرحلة التي برز فيها شعر الفيتوري دون سواه، كانت مليئة بكبار وأجمل الشعراء في السودان، لكن وهجهم ظل خلف ظلال الغابة في بلاد النيلين، فيما عَبَر شعر الفيتوري بلاد العرب، بادئًا من المنصّة الطبيعية، مصر. وفيما بقي مواطنوه على الكلاسيكية والجرس التقليدي، عرف الفيتوري كيف يعزف الأوزان بإيقاع حديث، متأثرًا في البداية ببعض شعراء الرمزية اللبنانيين، ولكن معبرًا دومًا عن قضايا وآلام الشاعرية السودانية التي بدأت مع النهضة المهدوية أواخر القرن التاسع عشر، من نضال وطني وشكوى اجتماعية وأحاسيس الألم العام. تميز الفيتوري عن شعراء بلاده بتوسيع رجع الصدى. هو لا يهجو البرلمان في الخرطوم، ولا الفقر في بحر الغزال، بل سوف يكتب عن الإسكندرية، على المتوسط، وبداية هجرته الدائمة، عن أفريقيا برمَّتها. وفي النهاية، سوف تحمل ثلاثة من دواوينه عنوان القارة: «أغاني أفريقيا»، و«عاشق من أفريقيا»، و«اذكريني يا أفريقيا». إنه يشهر في وجه الرجل الأبيض بشرته بكل إيقاعاتها وأعماقها.
أين أضع الفيتوري في من أحببت؟ انسَ الآن أننا على بعد عقود من غنائيات القرن الماضي، ولكننا لا نستطيع أن نُخرج الفيتوري من تلك الدائرة الجميلة والباسقة مثل مروج الشقائق: أحمد شفيق كامل، وعلي محمود طه، وإبراهيم ناجي، ونزار قباني، ومحمود درويش، وأدونيس، وبدر شاكر السياب. هذا كان زمنه، وذلك كان إيقاعه وموسيقاه. ولست ناقدًا لأعرف أي مكانة تليق حقًا بالفيتوري شاعرًا وإنسانا، وكم خصوصًا أحببته «حرًا»، تلك اللازمة التي كان يعود إليها في كل شعره. زنجي، لكن حرًا. امضي أيتها العبودية إلى غياهب الزمان.
كان الفيتوري شاعر أفريقيا وشاعر العربية أيضًا. نظلم لغته وقريضه وبراعته وتقاسيمه إذا اعتبرنا أنه شاعر الأفرقة والزنوجة فقط. فقد كان في مرحلته أحد رموز التجدد في الشعر العربي. وقد ظلمه الرفاق الشعراء كما يفعلون في كل عصر وكل وطن. وكانت «القضية» الأفريقية بعيدة عنا، فلم تعطه ما أعطت القضية الفلسطينية لمحمود درويش من هالة إضافية، أو خاصة. لكن يا لجمالات أفريقيا في شعر الفيتوري. «عجوز ملفعة بالبخور/ وحفرة نار عظيمة/ ومنقار بومة/ وقرن بهيمة/ وتعويذة صلاة قديمة/ وليل كثير المرايا/ ورقصة سود عرايا/ يغنون في مرح أسود/ وغيبوبة من خطايا/ تؤرقها شهوة السيد/ وسفن معبأة بالجواري الحسان/ وبالمسك والعاج والزعفران/ هدايا بلا مهرجان/ تسيرها الريح في كل آنٍ/ لأبيض هذا الزمان/ لسيد كل زمان».
آه، كم يبدو حزينًا وناقمًا، وكم تبدو أفريقيا محزنة ومعتمة ومؤلمة في شعره: «خاملة.. خائرة خاضعة/ أكلُّ ما عندك أن تضحكي/ هازلة بالقيم الرائعة/ أكلُّ ما عندك أن تصدّري قوافل الرقيق يا ضائعة».
«بلاد العبيد..! أفريقيا/ يا بلاد الزنوج الحفاة العراة/ ذلك الأبنوس العجيب/ المفصل مثل البشر/ ونيرانهم في شعاب الجبال/ وأطفالهم في بطون الشجر».
كان لكل شاعر عدو، أو خصم، أو استعمار يثور عليه. الفيتوري كان عليه أن يتمرد على عالم من المكونات والعناصر، أولها مرآه لنفسه.

Post: #4
Title: Re: المخضرم سمير عطــا الله، يكتب عن الفيتـور
Author: علي عبدالوهاب عثمان
Date: 04-27-2015, 06:47 PM
Parent: #3

شكراً اخي طه على هذا النقل الرائع .. لأن الموضوع يستحق ..

ومن النادر أن نقرأ لكاتب عربي قح ، مشرقي الهوى يكتب عن شعرائنا في هذا الزمان العجيب .. فخاصة
أن هذا المجال المشرقي إحتكره من علا صوته وقربه الاعلام حتى لو كان شعراؤنا يعايشون عمق القضايا العربية فلا موقع لهم
هل أتى شاعر بقصيدة عن نكبة دمشق كما كتب المرحوم أحمد محمد صالح :

صبر دمشق وكل طرف باكي لما أستبيح مع الظلام حماكي

بالتأكيد أشتهرت قصيدة شوقي ( سلام من صبا بردى أرق ..... )
رغم قوة قصيدة شاعرنا الجميل أحمد محمد صالح

وهل قرأوا لشاعرنا المجيد المرحوم محي الدين فارس عن لاجيء فلسطين .. وهل عرفوا أن فارس كان رفيق
الفيتوري وهم ممن بنوا وشاركوا وأسسوا في بنية القصيدة الحديثة ..

اخي واستاذنا طه :

شرقنا كان المغرب .. وهذا المغرب هو الذي انصفنا وفتح لنا نوافذ العشق العربي الذي تسرب إلينا من المغرب ..
فكانت إطلالة الطيب صالح من نافذة المغرب .. وكذلك حسنيات الدكتور عبدالله الطيب .. والابدعات الفكرية لأبوالقاسم حاج حمد ..
لم يقدم الشرق لنا شيء يهمنا إلا التعصب والعنصرة والراديكالية .. حتى الفتوحات التي أتت من المغرب كانت اشرقات علمية .. فأنشأ الفاطميون الازهر
فلا ضير في العلم والمعرفة والفكر حتى إذا كانت أهواءهم شيعية ولكنهم جلبوا للشرق شعاع القيروان على عكش الترك والاعراب
الذين لم يأتوا بأي فكر خلال إستعمارهم غير شوفينية والفساد الفكري والاخلاقي .. وصدق المفكر الجزائري مالك بن نبي
عندما وصف عهدهم بالدورشة الفاروقية أو الخديوية مع متلازمة الخواء الفكري الشرقي ..

أخي طه احييك على هذا الموضوع الحيوي .. بالمناسبة قراءتي هذه من شخص عادي .. ومجتهد ..
ولا أنسى أن وجه شكري على السيد / عطاالله على هذه الكلمات في حق شاعرئنا ..

تحياتي ومحتبي بلا حدود وآسف للاطالة ..

Post: #5
Title: Re: المخضرم سمير عطــا الله، يكتب عن الفيتـور
Author: طه داوود
Date: 04-28-2015, 01:42 PM
Parent: #4

Quote:
شرقنا كان المغرب .. وهذا المغرب هو الذي انصفنا وفتح لنا نوافذ العشق العربي الذي تسرب إلينا من المغرب ..
فكانت إطلالة الطيب صالح من نافذة المغرب .. وكذلك حسنيات الدكتور عبدالله الطيب .. والابدعات الفكرية لأبوالقاسم حاج حمد ..
لم يقدم الشرق لنا شيء يهمنا إلا التعصب والعنصرة والراديكالية ..


الأخ علي عبدالوهاب،، أيها الرائع..

أتفق تماما معك في تناولك لهذا الموضوع.

والقامات السودانية في كافة مجالات الإبداع معروفة ومقدرة من المنصفين،

أما أهل الأهواء والنظرة الانتقائية فلا يجب أن نضع لهم أي اعتبار.

وكما ورد في مقالك، فإن ما سطره المرحوم أحمد محمد صالح يجب أن يكتب بماء العينين.

وقس على ذلك إبداعات محي الدين فارس والفيتوري وقبلهم إدريس جماع،،الخ في المرحلة السابقة.

ولا تنسى إبداعات مصطفى سند وغيره في المعاصرين..

لا بجب علينا أن ننتظر مدحاً أو إنصافاً من هؤلاء،، أعمال مفكرينا تفرض نفسها باستمرار على أرض الواقع..

أعادت قناة النيل الأزرق ليلة البارحة بث لقاء مطول مع المرحوم الفبتوي..

فكان حوار مكاشفة مع الشاعر ومواقفه الفكرية والسياسية عن حركة مايو واحداث تصفية زعماء اليسار..

كما تحدث عن زيارته التاريخية للجنينة عام 1964م وما نتج عنها من مرثيته الرائعة عن السلطان تاج الدين.

التحيـة للأخ علي عبدالوهـــاب..